ويبقى «البدون»
كتب غسان سليمان العتيبي :
تلقيت اتصالات هاتفية ورسائل الكترونية كثيرة عقب نشر مقالنا «البدون في رمضان2» وحقيقة انا لا ادافع عن حقوق البدون فحسب، بل ادافع عن حقوق الانسان عامة، وقضية البدون ليست عسيرة الى هذا الحد.. فحلها بسيط ولكن يحتاج الى شجاعة القرار.. والحل من وجهة نظرنا يكون بمنح كل البدون اقامات دائمة، وهذه هي الخطوة الاولى، ثم منح الجيل الثاني «الابناء» جنسية درجة ثانية فلا يحق لهم التصويت ولا الترشح في الانتخابات «حتى لا نخل بالتركيبة السكانية» وهذه هي الخطوة الثانية، ثم تكون المرحلة الاخيرة بمنح الجيل الثالث جنسية أولى ويكون ذلك حسن الختام.. وبحساب الفترة الزمنية لتتابع الاجيال الثلاثة نجد انها تقارب الخمسين عاما، وهذه فترة ليست بالقليلة، فأنت قد غرست غرسا جديدا كويتيا حتى النخاع، فالاب والجد كويتيان بالكاف والنون.. ونحن بحاجة ماسة الى زيادة كثافتنا السكانية، وسد عجزنا من الموارد البشرية.
وأتذكر وقت كنت في أميركا ان الرئيس الأميركي ريغن قرر منح كل المقيمين على أرض اميركا الجنسية الاميركية حسب معطيات القانون، لانه علم بفطنته ان التجنيس يخلق التواصل ويوفر الدعم والحب لأميركا، ونحن في اشد الحاجة الى التواصل والدعم، وواقع الامر ان اي انسان يضحي بجنسيته ويرغب في الحصول على الجنسية الكويتية يكون ولاؤه للكويت، ولو لم يكن محبا للكويت ما رغب في الحصول على جنسيتها..
وقد طرحت من قبل حلا اخر لانقاذ البدون في مقال عنوانه «المعذبون في الارض» قلنا فيه اذا كانت الكويت تصل استثماراتها الخارجية الى مليارات الدنانير، فلتعمل على استثمار فقط 10مليارات في دولة مثل كندا، بفوائد مجزية بدلا من استثمار 22 مليارا في البنوك الكويتية بفائدة فقط %1.. على ان تقوم كندا في مقابل ذلك بمنح الجنسية الكندية للبدون، وهذا ليس بالامر المستحدث على دولة مثل كندا، بل هو مبدأ وقانون فيها.. فأي فرد يذهب اليها ويستثمر في أي مجال حتى ولو فتح بقالة صغيرة يمنح اقامة دائمة ثم الجنسية هو وعائلته»..
بذلك نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد: الاول هو العائد الاقتصادي الناتج عن الاستثمارات على الاراضي الكندية، والثاني هو حل قضية البدون المعذبين، وكندا نفسها تشجع مثل هذا الأمر، لان لديها نقصا في الموارد البشرية، كما هو معروف، بالاضافة الى الاستثمارات التي ستنمي اقتصادها، فهي من جميع الجوانب مستفيدة ولا ضرر عليها ولا ضرار، وانا على اتم الاستعداد لعقد الاتفاق مع الحكومة الكندية.. لكن جل ما اخشاه ان يذهب الكويتيون ويبقى البدون.
غسان سليمان العتيبي
المفضلات