صبحكم الله بالخير
اكتشف فريق من الباحثين الألمان إمكانية استخدام رد فعل العينين في تحذير سائقي السيارات من أخطار المنعطفات، لهذا ينكبون على تطوير جهاز يمكن من الاستفادة من رد الفعل السريع للعين في حماية السائقين من الحوادث.
تجارب علمية على أمان قيادة السيارات
توصل فريق بحث ألماني إلى أنه سيكون بالإمكان أن يقوم جهاز بصري في أحد الأيام بتوجيه السيارة عند المنعطفات المفاجئة والشديدة فور رؤية السائق للخطر الماثل أمامه، ويستند الباحثون في النتيجة التي توصلوا إليها إلى كون رد فعل العينيين أسرع من حركة الذراعين. وعن آلية العمل بهذه الطريقة يقول فريد قنديل، الدكتور في علم النفس في جامعة مونستر الألمانية " إن الهدف من هذا المشروع التوصل إلى تركيب جهاز في السيارات، يحذر السائق عندما يواجه خطر الخروج عن مسار الطريق دون قصد".
جهاز يسجل الحركات الدقيقة
ومن بين الأسباب التي دفعت إلى إجراء هذه الدراسة، وفقا للوكالة الألمانية للأنباء، البحث عن وسيلة كفيلة بحماية سائقي السيارات من الأخطار التي يتعرضون إليها أثناء السفر فوق طرق متعرجة. فقد تبين أن سائقي السيارات يميلون إلى توجيه النظر إلى نقاط معينة ومحددة على العلامات الأرضية المستخدمة في تحديد حافات الطرقات، ويطلق عليها "نقطة التماس". ووجد الباحثون الألمان أنه كلما كبرت مقدرة السائق على النظر إلى الأمام مسافة أطول، وبشكل عام عند المنحنيات التي تقع على يسارهم والمنعطفات الواسعة أو عند الخروج من منعطف، كلما قل اضطراره للنظر إلى "نقطة التماس"، لهذا فإن تركيب جهاز في السيارة يسجل هذه الحركات الدقيقة للعين يمكن أن يقلص من خطر فقدان السيطرة على السيارة لدى مواجهة منعطف ما.
جامعة مونستر التي أجرى فريق الباحثين فيها التجارب العلمية على استخدام العين في توجيه السيارة
وشارك في التجارب التي أجريت في إطار الدراسة ستة سائقين، قاموا باختبار سيارة أكثر من مرة خلال قيادتها عبر 12 منعطفا على اليمين واليسار، وكانت حركات أعينهم تسجل خلال السفر، وأظهرت النتائج أن السائقين يعتمدون لدى المرور بمنعطف إلى استخدام " نقطة التماس" قبل تدوير المقود. وأظهرت النتائج أيضا أن السائق ينظر إلى" نقطة التماس" خلال 80 في المائة من وقت المرور عندما تقصر مسافة الرؤية، كما يحدث لدى عبور المنعطفات الشديدة الواقعة إلى جهة اليمين. ويختلف الأمر لدى عبور المنعطفات المفتوحة مثل تلك الواقعة إلى يسار السائق أو لدى الخروج من المنعطف، ففي هذه الحالية يقضي السائقون ثلث الوقت في النظر إلى نهاية المنعطف والطريق المستقيم الذي يليه.
توجيه القيادة عند المنعطفات
وتوصل الباحثون من خلال هذه التجارب إلى معرفة عوامل عديدة، تشير إلى إمكانية استخدام النتائج التي توصلوا إليها في سبر احتمال كيفية قيادة السيارة في المنعطفات، فكما يقول قنديل: " إن النظام الذي نتصوره من شأنه رصد المنعطفات، واسترجاع المعلومات المتعلقة بحركات العين التي يقوم بها السائقون عادة" لكن إذا لم تصدر عن عيني السائق الحركات المعتادة لدى الاقتراب من منعطف، فإن النظام المركب في سيارته سيفترض كما يقول قنديل" أن السائق لم ير هذا المنعطف وسيحذره على الفور".
وسيواصل فريق البحث تجاربه المتعلقة بذلك، ويخطط لإجراء تجارب يستخدم فيها نموذجا أوليا، يمكن من معرفة ما إذا كان نظام التحذير المراد تطويره يوفر للسائق وقتا كافيا للاستجابة بالشكل الصحيح.
المفضلات