الدورالاجتماعى للمضيف
الشيخ حسن حسين جواد الحميرى
اهتمت الشعوب الشرقيه بواجب اكرام الضيف والاهتمام به ومن هذه الشعوب المجتمعات العربيه التي كانت من اكثر هذه الشعوب بهذا الامر وصار اقراء المضيف واكرامه من أولويات الانسان النبيل ومروءته وقد ساعد على ذلك عوامل كثيره منها ان المضيف يمكن اعتباره المكان المتفق عليه ضمنا بين افراد المجتمع البدوي لالتقاء وتبادل الافكار والتداول في الامور العامه كالحرب والغزو والامور الخاصه ومحاولة ايجاد الحلول المناسبه لها وكان ذلك يشمل الباديه والمدينه .ففي ام القرى مكه المكرمه وقبل الاسلام كان هناك دار الندوه حيث يلتقي علية القوم ويناقشون الامور التي تهم بلدتهم كما ان هناك عوائل اختصت بالرفاده واخرى بالسقايه ايام الحج وكان ذلك مفخره لتلك العوائل التي تتسلم مهام هذه السؤوليات التي ليس من ورائها الا القصد النبيل في الحصول على الثناء والذكر الحسن وكما ورد على لسان حاتم الطائي وهو يخاطب امرأته وهو يذكرها باهمية اكرام الضيف قائلا لها:اماوية ان المال غادي ورائح
ويبقى الطيب وحسن الذكر
ومن الامور التي جعلت للمضيف اولويه هو القدرة الماليه والاقتصاديه والاجتماعيه لصاحب المضيف فتوفر المال لديه يساعده على امكانية في رعاية ضيوفه من تقديم الطعام الى الايواءفيالفراش واستمرار هذه القدره الاقتصاديه بحيث لا تنتهي في فتره وجيزه من الزمن بل لابد ان يكون للمضيف قدما زمنيا و تاريخيا في اذهان افراد العشيره تمتد لاكثر من جيل ..ولذلك فإن الجيل الاول المؤسس او الرائد الاول ربما كان لا يعتبر شيخا في عشيرته اذ لابد من الامتداد التأريخي .. كذلك لا يكفي ان يكون صاحب المضيف ذو سلطه فلا يكون شيخا الا اذا كان ابيه او جده كذلك و كذلك الحال لا يمكن له ان ينال مرتبه المشيخه في عشيرتة حتى لو كان صاحب مال فقط ..ولكن ذو السلطة والمال الذين يرغبون فى مشيخة لم تكن لابائهم او اجدادهم يمكن اعتيارهم مؤسسين او رواد اذا استمرت ذات صفاتهم اوافضل منها فى السلسلة القادمة من الاجيال اى احفادهم والحقيقة ان بين المظيف والمشيخة عموم و خصوص فليس كل صاحب مظيف شيخا ولكن كل شيخ يجب ان يكون صاحب مظيف .ومن صفات الشيخ الاخرى الرزانة والشجاعةوالكرم وسعة الصدر وفهمه للواقع العشائرى وفهمه بالسنن العشائرية والخلق النبيل حمّالا لهموم قومه متسامحا معهم غفارا لسيئاتهم لايحقد على احد وقد قيل قديما(وسيد القوم لا يحمل الحقدا) وان تكون له القدرة القيادية لافراد عشيرته فى الرخاء والضراء وان تستمر هذة الصفات فى ذريته ..سالت يوما احد الاصدقاء هل تذهب الى مظيف عشيرتكم فرد على بالنفى معللا ان مظائف هذة الابام تكثر فيها الغيبة ..فالمظيف يجب ان بكون مدرسة للاخلاق والقيم فهو مدرسة من المدارس الاجتماعية حتى قيل (المجالس مدارس)فالمظائف ليست اماكن للسب والشتم وادعاءالامجاد والانتقاص من الآخرين ..يجب اظهار مزاياهم فالقدوةالحسنةهى ملك عام للجميع لايجوز التعتيم عليها فالشيخ الاصيل ذو القيم النبيلة والاخلاق الفاضلة هو نموذج ومثال ومنارلمجتمعه واذا كان الشيوخ الجدد فى اغلبهم يحملون هذة الصفات ويسعون اليها فهم لا يمكن اعتبارهم شيوخا وانما مؤسسيين وروادولا يستطيعوا ان يتزعموا عشائرهم الا بعد مرور فترة من الزمن وعدة اجيال من الكرم والاخلاق الفاضلة الرفيعة اما حاليا فادعائهم المشيخة فانهم يسببون ارباكا اجتماعيا داخل عشائرهم ويفرقونها شيعا ومن الاقوال الماثورة فى هذا المجال (المجد ليس تمرا فتاكله) فليس من مكارم الاخلاق اخذ استحقاق الاخرين ولكن ما يحمد عليه هو هذه الكثرة التى تتوق الى المشيخة وهذا يعنى اتهم تواقون لمكارم الاخلاق وفضائل الافعال ومما يجدر ذكره فى هذا المجال هو انه ليس كل سليل عائله قيادية موغلة فى القدم يصلح للقيادة ان لم يتمتع بالصفات الفاضلة والى موضوع اخر والله ةلى التوفيق
الشيخ حسن حسين جواد الحميري
ر
المفضلات