هي فرصة لكي ينظرابن آدم الى حقيقته وصدق معدنه وما استحسنه من قبح وما استفضله على الفضيلة , لينظر الى نفسه كحقيقه وواقع .. لينظر الى الدرب الذي يسير عليه والى اي وجهة يؤدي به هذا الدرب .
فرصة أن تختبر نفسك وترى رأي العين ما استعذبته وتلذذت به نفسك من دون وساوس ومُغريات قد يُقبل بها ابليس اليك والتي قد صبغها لك بالامل الذي هو باق والرغبة التي هي باغية .. حتى لا تشعر يا ابن آدم بالوحشة بما تفعله منفرداً .. والخشية من ما ترتكب من معاصي ومنكرات .. فتكون مطواعاً بين يديه وقلبك بين الأمل بتوبة قريبة وبين الرغبة التي تظنها قصيرة الأمد .
ليُنظر قليل الصلاة مع الجماعة الى ما هو عليه .. ليتفكر بالحسنات التي أضاعها يوم أخذه البطر من أن يقف مع المسلمين صفاً واحداً .. ومن أن يطرق الأرض بقدميه ذهاباً وجيئةً الى المسجد.
لينظر هاجر القرآن الى طول هجرانه وليتأكد هل اقبل على القرآن مشتاقاً آسفاً ام انه مستمر بالهجران والانشغال عنه بلزوم الدنيا وقضاء لوازمها.
لينظر الى نفسه من كان عاقاً بأبويه .. ومن هو قاطع للرحم .. ومن غرق حتى اذنيه في وحول المنكرات من مجون وفساد ومسكرات .. لينظر الى نفسه من الهاه الربا عن الكسب الحلال .. ومن فضل ان يمسك ماله من ان يُزكيه فضلاً عن أن يُعطي ما شاء منه الى المساكين والمحتاجين .
هل تغيرت يا ابن آدم في هذا الشهر ؟ أم بقيت على حالك قبل أن تُغادر الشياطين ؟!
إن كُنت ترى تغييراً وتبديلاً .. فلتحمد الله إذ أن فطرتك لا زالت سليمة وأنك متى ما وجدت العزيمة والقوة للجوء الى الطريق الحق .. فإنك فاعل !
اللهم تقبل منا الصيام والقيام في هذا الشهر الكريم ..
المفضلات