أدلى طارق عزيز، أحد أكثر الموالين لصدام حسين، أول حديث صحفي له منذ إلقاء القبض عليه وسجنه بعد سقوط بغداد قبل أكثر من سبع سنوات.
وأكد عزيز أنه لن يتكلم عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلا في حالة خروجه من السجن. وقال "حينما كنت عضواً في الحكومة كان لدي مسؤولية أخلاقية من أجل الدفاع عن الحكومة. وحينما تعود إلى التاريخ، فقد طلبت من صدام حسين ألا يغزو الكويت، لكن كان علي أن أدعم قراره".
وأضاف عزيز "حينما تم اتخاذ القرار قلت له، قرارك سيقود الى الحرب مع الولايات المتحدة الأمريكية وليس في مصلحتنا قيادة حرب ضد الولايات المتحدة، لكنه اتخذ القرار في النهاية، وكنت وزيراً للخارجية وقتها وكان علي الدفاع عن بلدي وأن أفعل أي شيء من أجل شرح موقفنا، لقد وقفت مع الجانب الصحيح".
ويعرف عن صدام حسين أنه لم يكن يستشير مساعديه في كافة القرارات التي اتخذها في البلاد، وقد تحمل مسؤولية ذلك أثناء محاكمته التي جرت بعد اعتقاله في ديسمبر 2003.
وأضاف عزيز أن صدام حسين كان مقتنعاً أن الغزو الأمريكي لبلاده سيتم في نهاية العام 2002، وأنه حاول تحاشي الحرب بالسماح للمفتشين الدوليين بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في بلاده.
وتابع "لقد كنا في صراع مع الوقت، لكننا لم نتكلم مع الحكومة الأمريكية، صدام حسين اتصل بي وقال إنه يريد أن أكتب رسالة إلى رامزي كلارك (وزير العدل الأمريكي السابق)، وأن أرفض الهجوم، وقد فعلت ذلك".
وقال عزيز إنه والرئيس العراقي صدام حسين كانا يعرفان أن الغزو سيقع لا محالة، وأضاف "لقد أصبحت الأمور واضحة لي وللرئيس صدام حينما بدأ قادة العالم يتحدثون ضدنا، كانوا سيغزوننا على أي حال، لقد كذب بوش وبلير عالمياً، لقد أرادوا تدمير العراق من أجل إسرائيل وليس من أجل بريطانيا أو أمريكا".
وفي حديثه مع صحيفة "الجارديان" البريطانية حذر طارق عزيز من خطورة سحب القوات الامريكية من العراق.
وقال إن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرامية إلى سحب القوات الامريكية المقاتلة من العراق ترقى إلى - حسب تعبيره - ترك العراق للذئاب.
وقال في هذه المقابلة التي أجريت معه في زنزانته في بغداد، ان الولايات المتحدة وبريطانيا "قتلتا بلدنا. عندما ترتكبون خطأ يجب ان تصححوا هذا الخطأ وعدم ترك العراق يموت".
واضاف "عندما انتخب اوباما رئيسا اعتقدت انه سيصحح اخطاء سلفه. ولكن اوباما مخادع. ترك العراق لمصيره"
نقلا عن جريدة الوطن الكويتية
المفضلات