رمضان قبل مائة عام السبت 11 رمضان 1431 الموافق 21 أغسطس 2010
عبد الفتاح بدوي
لنتخيلْ أننا عاد بنا الزمن للماضي مائة عام، لنجدَ أنفسَنا وسط أناسٍ بسطاء في قرية نائية، لا نلمح فيها أيًّا من مقوِّمات الحياة الحديثة التي نعهدها، فلا طرق ممهَّدة ولا حتى إنارة كهربائية، فقط بيوت طينية متجاورة وزروع وأشجار متكاثفة، حياة بسيطة وهادئة، ليس هناك ضجيج لسيارات، ولا مباراة كرة قدم يُهلِّلون من أجلها، الصوت المرتفع الوحيد هو صوت مؤذن القرية، والذي ركب دابته ليجوب القرية ليعلن أن "غدًا صيام على ما أفتى مفتي الديار".
يا لها من فرحة غامرة، ترى كيف كان هؤلاء يقضون هذا الشهر الكريم؟ وهل كانت الأجواء مختلفة عما نعرفه نحن اليوم؟ وإن كان ثمة اختلاف فهل اليوم هو الأفضل أم قديمًا؟
نفحات من الماضي
كان أجدادنا رحمهم الله يروون لنا كيف كان رمضان قديمًا، وكيف أنهم يجتمعون بالمسجد في نهار رمضان ليعقدوا مقرأة فيقرأ كل واحد منهم جزءًا حتى يتموا المصحف، ثم يتفرقون كلٌّ إلى بيته ليقضي وقت القيلولة أو إلى عمله أو حقله، وفي هذه الأثناء كانوا يتذوقون حلاوة الصيام بذكر الله وصلة الأرحام، حيث كانوا يتزاورون ويصل كل واحد منهم رحمه، الأمر الذي بلا شك أصبح نادرًا في عصرنا الحالي، ربما بسبب انشغال الناس الزائد بأعمالهم وتجارتهم .
<B><FONT color=white>في عصرنا الحالي تمتلئ الثلاجات بشتى الأصناف في هذا الشهر الكريم، الذي من المفترض أنه شهر الزهد والتقشف من ملذات الدنيا، حتى أصبح رمضان للأسف عبئًا ماديًّا عند بعض <B>
المفضلات