مأساة باكستان أخطر من أن تُوصف بمعايير عادية وأكبر من أن تُحتوى بوسائل تقليدية، لأن 15 في المائة من مساحة هذا البلد (ما يقارب مساحة بريطانيا) غرقت تحت المياه و20 مليوناً من سكانه تشردوا من بيوتهم وأرضهم وهاموا على وجوههم في كل اتجاه.
حجم المأساة اكبر من قدرة السلطات الباكستانية على معالجتها، وهي تتطلب «فزعة» دولية، وتحديداً اسلامية وعربية، لانقاذ هذا البلد الصديق ولا أحد يستطيع أن يشيح بوجهه عما يجري هناك، خصوصاً نحن في دول مجلس التعاون الخليجي حيث تربطنا بهذا البلد الكبير كل وشائج الاخوة والصداقة والعلاقة الوثيقة على كل المستويات.
فباكستان حجر زاوية في حساباتنا وامننا، عدا أنها سند لنا في كل الملمات الصعبة، فضلاً عن أن المأساة الانسانية جسيمة وهائلة وعملية اعادة الاعمار ستكون اكبر، وهذا عامل كاف، لكي نهب لانقاذ اخوتنا في الدين والدنيا.
المطلوب الآن تنسيق الجهود الخليجية والعربية على هذا الصعيد، وربما عقد اجتماع أو اجتماعات على مستويات وزارية، لتقرير المساعدات الرسمية، بالاضافة الى فتح كل اشكال التبرعات الشعبية والخيرية والفردية.. الخ.. ولتأخذ الكويت المبادرة لما لها من تقدير واحترام في العالمين العربي والاسلامي.
ان استقرار المنطقة مرتبط اليوم باستقرار باكستان، وعدم مساعدتها على تدارك التداعيات الانسانية لكارثتها العظيمة قد يجعل هذا البلد مهدداً بشتى أنواع المخاطر التي قد ندفع ثمنها نحن أكثر من أي منطقة أخرى في العالم، لأنها تعطي مجالاً للقوى المتطرفة والمغالية أن تستغل ما يحصل لتعود الى سلوكها السابق.
لذلك نطلق النداء: أنقذوا باكستان.
المفضلات