سوريا بوست – متابعات:رمضان شهر التسامح والتوبة والعبادة والتقرب إلى الله وفيه تشرق القلوب بالمحبة وتتوالى دروس الرحمة والتاخي والصبر. ويبقى صيام شهر رمضان واحدا ولكن تختلف طقوسه وعاداته من مكان لاخر وكل حسب طريقته وامكانياته المادية وتتعدد المظاهر الاجتماعية الشعبية في مدينة حمص احتفاء باستقبال هذا الزائر الفضيل رغم ان معظم هذه المظاهر التراثية بدات بالاندثار والتلاشي ولكن يبقى لرمضان نكهته الخاصة ومتعته المتميزة.
فاهل حمص مثلا يستعدون في كل عام لاستقبال هذا الضيف الكريم و تهيئة المؤونة ودعوة الاهل والاقارب للاجتماع على مائدة واحدة وتناول الطعام في ما يسمي عزيمة رمضان.
ودرجت في السنوات الاخيرة عادة بين رجال الدين بحمص أن يقوم رؤساء الكنائس المسيحية بدعوة رجال الدين الاسلامي والمشايخ وذوي المراتب العالية الى موائد الافطار والصوم يوما واحدا تعبيرا عن مشاركتهم في التعبد والتقرب الى الله وزيادة التماسك الاجتماعي بين الطوائف.
وبالنسبة للاطفال تقام الاراجيح والالعاب الرياضية في الفسحات والشوارع العريضة ضمن مدينة حمص كما تزدهر عادة ركوب الخيل والعربات القديمة في الاحياء الشعبية من المدينة وتقوم بعض الاسر في المدينة بالباس اطفالها الزي العربي القديم كالجلابية والعقال والطربوش والشروال .
وتزدان الاسواق طوال شهر رمضان وتضاء المآذن وخاصة جامع الصحابي الجليل خالد بن الوليد أشهر مساجد حمص وتسمع التهاليل ويتبادل الناس التهاني والمباركات رمضان كريم و كل عام وانتم بخير ويقصد الناس المساجد للعبادة والاعتكاف واقامة حلقات الذكر والقاء الدروس الدينية والوعظ والارشاد وفي العشر الاخير من رمضان يشعر الناس بقرب انتهاء هذا الشهر الكريم فتتسارع حركة زوار المساجد وتزداد اناشيد الوداع ويجري الاحتفال بليلة السابع والعشرين منه ليلة القدر ويبقى الناس بعد انتهاء الاحتفال حتى اذان الفجر ويقضون الليل في قراءة القران وقيام الليل.
كما تزدان المحال التجارية و تعلق على جدرانها الايات القرانية والاحاديث الشريفة والاعلام الدينية التي تعرف بشهر رمضان وفضل صيامه والتعبد فيه بالاضافة الى التزيينات والاضواء الملونة احتفالا بالشهر الكريم وتعرض المحال التجارية اكواما من اصناف الاطعمة التي يختص بها شهر رمضان مثل شراب العرقسوس وقمر الدين والتمر الهندي و خبز رمضان بالاضافة الى مختلف انواع التمور و الحلويات الحمصية التي تشتهر بها حمص كالسمسمية و القرمشلية والحلاوة السكرية والشوشية بالاضافة للتقليدية منها وتصنع ربات البيوت الفواشات التويتات والقطايف والكنافة.
وتشهد الاسواق اقبالا شديدا وتستمر الحركة يوميا حتى وقت متاخر من الليل واحلى الصور الرمضانية تراها قبيل موعد الافطار حيث يلتف افراد الاسرة حول مائدة الافطار لتناول الماكولات والمشروبات واكثر ما تشتهر به المائدة الحمصية المحاشي و انواع الكبب المشوية المقلية الكبة بالجرن بالاضافة الى انواع السلطات كالتبولة و الفتوش الذي لا تخلو منه مائدة الافطار طيلة ايام الشهر والشوربات بانواعها.
وما ان يحين موعد الافطار حتى يخيم على المدينة سكون عميق فالجميع في بيوتهم حول مائدة الافطار.
ومن العادات السائدة في رمضان عادة السكبة حيث ترسل كل عائلة طبقا من طبخها الى الجيران لذلك تجد طعام عدة اسر على مائدة واحدة .
ويعد رمضان شهر التسامح حيث يعمد اهل الخير الى اصلاح ذات البين فيما بين الاقارب والاصدقاء المتخاصمين.
وبعد تناول طعام الافطار يتجه الرجال الى صلاة التراويح وبعدها الى المقاهي ويشربون التنباك والاراكيل والمشروبات المنوعة.
وكان الناس سابقا يعتبرون المقاهي ملاذا لهم لسماع القصص والحكايات التي تحكي بطولات وانتصارات الاجداد.
و يزداد في رمضان تقديم المعونات للاسر الفقيرة كالاطعمة والاموال وتقوم الجمعيات الخيرية بفتح موائد الافطار العامة لعابري السبيل والمارة والفقراء كما تقام المعارض الخيرية التي يعود ريعها لصالح الفقراء والمحتاجين والعائلات المستورة وهذه سمة تميزت بها حمص عبر العصور وبها اقدم الجمعيات الخيرية في سورية واكبرها اضافة الى كثرة عدد الجمعيات الخيرية التي يبلغ عددها 40 جمعية تتضافر جهودها لمنع ظهور الفقر والحاجة لدرجة منع التسول في الشوارع والكراجات والازقة وابواب الجوامع وهذه الحالة غير متوفرة في اي من مدن العالم.
وتبقى شخصية مسحر رمضان الفلكلورية تثير خيال الاطفال فيسالون من هو وهل يخرج من بطن الظلام او انه شخصية وهمية حيث يجوب المسحراتي احياء المدينة وبعض الاحياء الريفية ضاربا على طبلته يا صايم وحد الدايم يا صايم قوم حاج تنام و ياتي مع نهاية شهر رمضان لياخذ العيدية من اهالي الاحياء التي كان يمر فيها.
وفي ايام رمضان الاخيرة يبدا الناس بالاستعداد لاستقبال عيد الفطر وشراء الملابس الجديدة والماكولات والحلويات المتنوعة وتزدحم الاسواق والمحال التجارية وتفتح ابوابها حتى منتصف الليل احتفالا بقدوم العيد.
المفضلات