بيئة العمل هي المكان المناسب لمعرفة نضج الاشخاص وأخلاقياتهم وكون الانسان يعمل ليكسب فسنتطرق لمبدأ الكسب والخسارة بصوره الكثيرة والتي تتشارك في المبدأ والأصل الذي ينبثق من الرغبة الجامحة للحصول على أكبر المكاسب وأقل الخسائرمؤطراً بتفاوت الاخلاقيات التي تكبح أو تدفع الشخص للحصول على هذا الكسب وهي التي تحدد نضجه وموقعه من السلسلة الانسانية فلينظر كلٌ منَّا موقعه في تلك السلسلة.
سأسرد نموذجاً لقصةٍ بل هي أقرب بالغصة في صدور الشرفاء يتسبب بها فئة من الأشخاص الذين لا تهمهم الوسيلة للإرتقاء في سلم المكاسب بغض النظر عن شرعيتها.
هناك من لا يلقي بالاً بالمكسب الذي تحصّل عليه أمن حلالٍ هو أم حرام أتحصل عليه عن طريق حقٍ أم باطل
تلك الشرذمة التي تسعى للوصول لأعلى المناصب ليس بجدارتهم - مع قدرتهم على التميز الشريف - ولكن بطرقٍ ملتوية أقل ما يقال عنها أنها خبيثة بسبب أخلاقياتهم المنحطة حيث يتصيدون زلات الشرفاء الغير مقصودة أو تلك التي حدثت بحسن نية أو كانت زلة صغيرة لا تكاد ترى بالعدسة المكبرة فيضخمونها أضعاف حجمها ويستغلونها أسوء استغلال لضرب هؤلاء العمالقة الشرفاء -التي تمنعهم أخلاقياتهم من الرد على هؤلاء المنحطين - ومما يزيد الطين بلة أن تلك الشرذمة تجد لها أذناً صاغية ممن بيدهم القرار فيتسرعون ويتناسون الأيادي البيضاء لهؤلاء وما قدموه لهم من مآثر كل تلك السنين ويتذكرون فقط تلك الكبوة للحصان الأصيل - ومن منَا معصوم عن الخطأ - ولا يدركون أنهم أسقطوا إنساناً يحتل موقعاً بأعلى مراتب السلسلة الاخلاقية الانسانية وسمحوا لمن لا ينتمون لتلك السلسلة بالإنتماء إليها ممن إتصفوا بإحدى صفات إبليس التي أخرجت أبونا وأمنا من الجنة ألا وهي الحسد.
إضاءة ..
بعض النجوم الصغيرة والكواكب التي لا تستطيع الظهور إلا في غياب الشمس تنبهت لقول الشاعر
كأنك شمسٌ والملوك كواكبٌ.......إذا ظهرت لم يبدُ منهن كوكبا
فتعمدت حجب ضوئها.
سؤال يطرح نفسه..
هل قابلت مثل تلك العينات في مسيرتك العملية وكيف تعاملت معها؟.
دمتم بحفظ الرحمن.
المفضلات