مساكم الله بالخير
كلما كانت المعلومات عن مناطق الكوارث الطبيعية دقيقة، كلما تمكن المسؤولون من اتخاذ القرارات الأفضل لضمان سلامة الإنسان والبيئة. لهذا الغرض طوّر العلماء الألمان "أداة لإدارة الكوارث" تسهل جمع المعلومات عن مكان وقوع الكارثة
الاعتماد على الأقمار الصناعية لإرسال صور من المناطق المنكوبة
تم تطوير "أداة إدارة الكوارث" لتمنح المسؤولين صورة شاملة عن الوضع في المنطقة المنكوبة. هذه الأداة موضوعة في حقيبة برتقالية مضيئة، وهي عبارة عن جهاز كمبيوتر محمول Laptop ذي مزايا معينة: فهو مزود ببرامج خاصة تمكنه من الاتصال مباشرة بالأقمار الصناعية حتى إذا أسفرت الكارثة عن انقطاع شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية على الأرض.
في هذه الحالة ترسل الأقمار الصناعية صورا من المنطقة المنكوبة إلى خبراء الطوارئ الذين يضيفونها إلى المعلومات المتوفرة لديهم. ويقول روبرت كلارنر من المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء إن المعتاد في مثل هذه الحالات هو "إرسال خبراء الطوارئ إلى المنطقة المنكوبة للإطلاع عن كثب على الوضع الميداني والتعرف على وضع البنية التحتية ومدى الأضرار التي لحقت بها ونوع المساعدة المطلوبة". ويضيف كلارنر في نفس السياق "يكون خبراء الطوارئ مزودين بخرائط رقمية، وأداة إدارة الكوارث تساعدهم على تحديث المعلومات المتوفرة لديهم عن طريق الاتصال المباشر بالأقمار الصناعية".
بذلك يملك خبراء الطوارئ معلومات عن الوضع في المنطقة قبل الكارثة وبعدها، ويمكنهم بسهولة تحديد الأماكن المتضررة والمرافق التي تعطلت، خاصة معرفة الوضع في المناطق المأهولة بالسكان. هذه المعلومات تساعد الخبراء على تحديد المناطق التي تحتاج إلى مساعدات ملحة.
طائرات مزودة بأحدث التكنولوجيا
يمكن تزويد طائرات الاستطلاع بأنواع من المجسات للقيام بمهام البحث والإنقاذ
الجهاز الجديد يمكنه الاتصال بطائرات خاصة وبالأقمار الصناعية وتلقي الصور والمعلومات منها، وهو مزود ببرنامج خاص "يبين مكان تواجد طواقم الانقاذ كنقاط على الخارطة، وهذا يوفر عليهم الاتصال مع بعضهم البعض لمعرفة أماكن تواجدهم، كما يوفر الأمن لطواقم الإسعاف الأولي في منطقة الكوارث لأنهم يعرفون مكان تواجدهم وأماكن تواجد أفراد الطواقم الأخرى الذين يسارعون إلى نجدتهم عند الضرورة" كما يقول روبرت كلارنر.
وهناك مزايا أخرى لهذا الجهاز ومن أهمها قدرته على التعامل مع جميع أشكال المعلومات والتكنولوجيا الحديثة، كما يقول مهندس الطيران هوبرت زيهر المتخصص في المجسات وأجهزة الكشف الموجودة على طائرات الاستطلاع: "تزود الطائرات بأنواع من المجسات للقيام بمهام البحث والإنقاذ. فهنا لدينا طائرات مزودة برادار ومجسات تعمل بالأشعة تحت الحمراء إضافة إلى عدد من الأجهزة البصرية".
وعند التحليق فوق منطقة فيضانات مثلا يمكن لهذه الأجهزة والمجسات تحديد مكان المنكوبين لإنقاذهم من الغرق. كما يمكن للطائرة التحليق فوق المناطق الجبلية الوعرة والكشف عن أشخاص ربما سقطوا في الشقوق الصخرية بعد وقوع الزلازل.
بشكل عام تتيح هذه التقنية الحديثة فرصا كثيرة أمام فرق الإنقاذ وخبراء الطوارئ لتكوين صورة شاملة عن وضع المنطقة المنكوبة مما يسهل التحرك بسرعة لمساعدة المواطنين. فإذا فاض نهر ما يمكن للخبراء حساب المناطق التي ستغمرها مياه الفيضانات ومعرفة المناطق المأهولة والمرافق الحيوية وشبكات الكهرباء التي سوف تتضرر من الفيضان. ويساعد النظام الجديد أيضا على معرفة الطرق السالكة والمغلقة في حال الحاجة إلى إجلاء المواطنين عن منازلهم كما حدث مؤخرا في بولندا والصين. وحاليا يسعى المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء إلى تعميم هذه التكنولوجيا التي ابتكرتها على هيئة الحماية المدنية الأوروبية من الكوارث.
المفضلات