مساكم الله بالخير
قدم المنتخب الألماني اليوم السبت واحدة من أقوى مبارياته وحقق فوزاً رائعاً على نظيره الأرجنتيني برباعية نظيفة في مباراة دور ربع النهائي التي جرت بينهما على إستاد مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا، ليتأهل لدور نصف النهائي.
المنتخب الألماني يكتسح نظيره الأرجنتيني ويتأهل بجدارة لدور نصف النهائي
شهد إستاد غرين بوينت بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا بعد ظهر اليوم السبت (3 يوليو/ تموز) المباراة المرتقبة التي لم ينتظرها زوار الإستاد الستون ألفاً فحسب، وإنما الملايين من عشاق كرة القدم في ألمانيا والأرجنتين وبقية أنحاء العالم. إنها المباراة الثالثة في دور ربع النهائي لبطولة كأس العالم 2010، التي تستضيف جنوب أفريقيا فعالياتها، بين المنتخب الأرجنتيني والمنتخب الألماني الذي خاض في هذه المباراة مباراة دور ربع النهائي للمرة الخامسة عشرة على مدى اشتراكه في نهائيات البطولة، بينما خاض منتخب الأرجنتين مباراة دور ربع النهائي للمرة الثامنة في تاريخه.
وحظيت هذه المباراة بأهمية خاصة؛ فأولا لأنها جرت بين منتخبين سعى كل منهما إلى تخطي عقبة هذه المباراة في طريقه إلى إحراز لقب البطولة، ليكون اللقب الرابع لألمانيا، والثالث للأرجنتين، وثانيا لأنها مباراة ثأرية بين المنتخبين، فالمنتخب الألماني، "المانشافت"، عزم على إثبات أن فوزه في مباراة دور ربع النهائي بين المنتخبين في مونديال 2006، لم يكن لأن الحظ حالفه في ضربات الجزاء الترجيحية، وإنما كان فوزاً مستحقاً، بينما صمم لاعبو منتخب "التانغو" على تأكيد أنهم كانوا آنذاك أجدر بالفوز.
تقدم مبكر وسيطرة على مجرى اللعب
المهاجم كلوزعه يحرز الهدف الأول له والثاني لألمانيا في مرمى الأرجنتين
وثالثاً لأن كلا من المنتخبين يضم مجموعة من نجوم كرة القدم في العالم يتطلعون إلى لعب كرة قدم مشرفة لهم ولبلديهم، ولذلك توقع الجميع؛ مراقبون ومحللون ومشاهدون، أن يقدم المنتخبان مباراة رائعة وتاريخية بمعنى الكلمة. وبدأت المباراة بمحاولات حذرة من المنتخبين للاستحواذ على الكرة والشروع في تنظيم اللعب الهجومي. ووسط هذه المحاولات شهدت الدقيقة الثالثة ضربة حرة مباشرة للمانشافت يسار وسط ملعب منتخب التانغو.
ونفذ لاعب الوسط الألماني باستيان شفاينشتايغر هذه الضربة بإرسال الكرة أمام المرمى لتجد زميله المهاجم مولريسكنها برأسه شباك المرمى مسجلاً الهدف الأول لألمانيا وسط فرحة زملائه ودهشة منافسيهم الذين أصابهم هذا الهدف ببعض الارتباك، في الوقت الذي زاد فيه من ثقة منافسيهم بأنفسهم. فأخذ لاعبو المنتخب الألماني يسيطرون على مجرى اللعب، ويتحكمون في وتيرته، ويتصدون في تركيز للمحاولات الهجومية للاعبي الأرجنتين، التي استغلوا إحداها في الدقيقة الثالثة والعشرين عندما وصلت الكرة بالقرب من منطقة مرمى ألمانيا إلى ميسي.
المدافع آرنه فريدريش وفرحة بهدفه الذي أكمل الرباعية في مرمى الأرجنتين
ومرر ميسي الكرة بينية يمين المرمى إلى زميله تيفيز الذي سددها في مرمى وتصدى لها الحارس نوير ببراعة. ورد المانشافت على ذلك بهجمة منظمة في الدقيقة التالية وصلت فيها الكرة يمين المرمى الأرجنتيني إلى مولر الذي انطلق بها في اتجاه المرمى ومررها لزميله كلوزه شبه المنفرد، ولكنه سددها فوق العارضة وترك المرمى شبه المفتوح، مهدراً فرصة ثمينة جداً. ومع مرور الوقت عاد لاعبو "التانغو" إلى المباراة، وأخذ ميسي يمارس محاولاته الهجومية التي تصدى لها لاعبو ألمانيا بالدفاع المحكم وتحويله إلى هجمات مرتدة سريعة. واستمر مجرى المباراة محاولة من لاعبي الأرجنتين لتعديل النتيجة، ومن لاعبي ألمانيا لتعزيز الهدف، إلى أن أعلن حكم المباراة الأوزبيكي رافشان إيرماتوف، نهاية الشوط الأول بتقدم ألمانيا بهدف نظيف.
عودة إلى السيطرة في تألق رائع
ألم الخسارة على وجه المدير الفني للأرجنتين دييجو مارادونا
وبدأ المنتخب الأرجنتيني الشوط الثاني بهجوم مكثف على مرمى المنتخب الألماني بغية إدراك التعادل في أول الشوط، وتعددت هجمات للاعبي "التانغو"، ما اضطر منافسيهم إلى التراجع للدفاع عن المرمى، وتنظيم هجمات مرتدة. ولكن سرعان ما عاد لاعبو "المانشافت" إلى أجواء المباراة وإلى السيطرة على مجراها وتكثيف الهجوم على مرمى الأرجنتين. وفي الدقيقة السابعة والستين وصلت الكرة أمام المرمى الأرجنتيني للمهاجم مولر الذي مررها وهو واقع على أرض الملعب يسار المنطقة إلى زميله بودولسكي الذي انطلق بها داخلاً المنطقة، ومررها عرضية جميلة لتجد كلوزيه المتابع يسكنها شباك المرمى مسجلاً الهدف الثاني لألمانيا.
وفي الدقيقة الرابعة والسبعين وفي هجمة سريعة وصلت الكرة يسار منطقة مرمى الأرجنتين إلى لاعب الوسط شفاينشتايغر الذي انطلق بها داخل المنطقة وراوغ اللاعب دي ماريا ومررها أمام المرمى لتجد المدافع المتقدم فريدريش يودعها داخله مسجلاً الهدف الثالث للمانشافت. ووسط محاولات لاعبي "التانغو" تسجيل هدف في مرمى منافسيهم واصل هؤلاء هجماتهم على مرمى الأرجنتين لتشهد الدقيقة الثامنة والثمانين وصول الكرة يسار منطقة مرمى المنتخب الأرجنتيني إلى لاعب الوسط مسعود أوزيل. الذي زحف بها داخلاً المنطقة، ممراً الكرة أمام المرمى لتجد المهاجم كلوزه المتابع يسكنها شباكه مسجلاً الهدف الرابع، وسط حزن غامر لدى الأرجنتينيين، قبل أن يعلن الحكم نهاية المباراة بفوز كبير ومستحق للمنتخب الألماني برباعية نظيفة. وبذلك قد يكون المنتخب الألماني قد دخل إلى المربع الذهبي لمونديال 2010.
المفضلات