النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: إذا غاب الرقيب

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,693
    المشاركات
    1,693

    إذا غاب الرقيب



    خطبة جمعة يوم الغد إن شاء الله

    13 رجب 1431 هـ

    بعنوان

    إذا غاب الرقيب

    كتبها / عبدالله بن فهد الواكد


    الخطبة الأولى

    إخوة الإسلام ، يقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
    فاتقوا الله عباد الله ، إتقوا الله أيها الشرفاء
    أيها الآباء والأولياء فلقد أقبلت العطلة الصيفية ، ولقد تعلمون منها الحال والكيفية : ألا وإن شر الفراغ أيها الحبيب ، إذا غاب الرقيب ، ألا وإن من ظلمنا لأنفسنا في هذه العطلة ، أن نترك أسرا لنا ، تموج بها الفتن ، ويسعى بها العفن ، ونحن عاكفون في الإستراحات ، سادرون في المنتزهات ، لا نعلم عن الولد أين ذهب ، ولا عن البيت ما كسب وما اكتسب ، فيا للعجب ، كيف نترك بيوتنا دون مراقبة عن كثب ، إخوة الإسلام ، نحن بشر ، والبلاء قد عم وانتشر ، ووسائل الضياع في كل مدر ووبر ، الفضائيات وصلت حتى البدو في بيوت الشعر ، والإنترنت على الأثر ، والنار من مستصغر الشرر ، كثرت المنكرات عبر هذه الوسائل ، ودخلت كل البيوت إلا القلائل ، بلاء لا يمكن صرفه ، وشر لا يمكن حرفه ، ومع ذلك غاب الرقيب ، وقل الحسيب ، هذه الإستراحات ، التي صار الكثير منها ولا أقول كلها ، وبالا على البيوت ، وملاذا لكل ساقط ممقوت ، وإلا أيجدر بمن يعلم حقوق الأم والأب ، والزوجة والأخت ، والولد والبنت ، أن يخرج من عمله ، ثم يأكل ما شاء الله معهم ، وهو لا يراهم ولا يسمعهم ، جسد بينهم يتغذى ، وولي من كلامهم يتأذى ، ثم يلعق أصابع يديه ، ولا يعود إليهم إلا وهم نائمون ، هذا إن عاد إليهم ، فلقد سمعت أن بعض الأولياء هداهم الله ، يذهب لعمله من الإستراحة مباشرة ، دون أن يكون للبيت من مرور ، أو تفقد وحضور ، أو جلسة وفطور ، سبحان الله ، ، والبيت والأسرة ، أين حقهم ، أين وليهم ، أين القائم على شئونهم ، من الذي يسمع للولد إذا حكى ، ومن الذي يمسح دموع الباكي إذا بكى ، ومن الذي يحل مشكلة الشاكي إذا اشتكى ، إمرأة تتصل على زوجها ، وهي تحمل بين يديها طفلا يئن من المرض ، وينتفض من الحمى ، أن الحق بنا ، طفلك تعبان بين يدي ، فيرد عليها ، أعطيه أي شيء حتى أعود ، ثم يواصل لعب الورق ، والجعجعة بين رفاقه ، ولا يجد بينهم من يأمره بخير ، ولا من يحثه بسير ، وشاب جميل المحيا ، وسيم نظر ، يخرج ويلج مع من شاء ، يذهب من الظهيرة إلى المساء ، مع من هب ودب ، مع الضائع والصائع ، ماذا تنتظرون بعد ذلك ، ووالده حتى السؤال لا يسأل عنه ، لا يدري أين يذهب ، ولا من يصحب ، ولا يريد حتى أن يدري ، حتى تقع الواقعة ، ويقع الفأس على الرأس ، وهنالك لا ينفع الندم ، وإن كان الضياع في الولد ، أهون من الضياع في غيره ، نسأل الله أن يحفظنا وإياكم ويحفظ لنا ولكم ، نعم أيها الأحبة ، إن كنت أقسوا في الكلام ، فقسوة الكلام ، خير من فجاءة الأيام ، والكلام لنا كلنا ، إذا لم نحفظ بيوتنا ، فمن الذي يحفظها ، وإذا لم نقم عليها فمن الذي يقوم عليها ، أيأمن أحدنا على ماله ، لو تركه في بيته بلا رقيب ، أم أن المال أهم من الأم والأب ، والزوجة الذرية ، أيعطي أحدنا سيارته لمن دب وهب ، فكيف يترك إبنه في هذا المهب ، من منا زار دار الأحداث ، ومراكز الهيئة ، وإدارة المخدرات ، والسجون ، وإدارة المرور ، وأقسام الشرطه ، ليرى بنفسه حجم المشكله ، وجسامة المعضلة ، الأمر خطير جدا ، فالمجتمع من ضياع إلى ضياع والخروق في هذا المجتمع ، آخذة في الإتساع ، إن لم يكن الولي هو الرقاع ، سبب المصائب والمشاكل ، غيابك أنت أيها الولي ، غياب الرقيب الأول ، الذي عليه المعول ، فاتقوا الله في بيوتكم ،
    أيها الشباب : ياسواعد الأمة ، ويا بناة المجد ، ويا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، إن من ظلمكم لأنفسكم ، أن تلقوا بها في المهالك ، لا يغرنكم من الأصحاب ، من تصنع لكم الوفاء ، وتراءى بالصداقة والصفاء ، فإن ( شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) ، بيتك أحفظ لك من كل مكان ، وأهلك أرأف بك من كل إنسان ، وخير جليس في الزمان كتاب ، كتابك وطلبك العلم ، يحفظ وقتك ، ويُخضر نبتك ، ولا يدع في وقتك ثغرة ، ولا لفمك فغره ، وأما الأصحاب ، فخيرهم من ينهكك ، وشرهم من يهلكك ، فلا تصحبن أخ الدخان ، ولا صاحب التسكع في كل زمان ومكان ، ولا من ضيع الفرائض والأركان ، فإن من ضيع حقوق الله فهو لما سواها أضيع ، ومن باع عهد الله فهو لغيره أبيع ، أتظن من فرط في حقوق الله أن يحفظ لك حقا ، ومن كذب على نفسه وأسرته أن يمضي لك صدقا ، رفقة السوء إياكهم ، إياك أن يضلوك عن سبيل الله ، فاتقوا الله أيها الشباب في شبابكم
    أيتها الأمهات : يامدارس الفضيلة ، الأم مدرسة إذا أعددتها ، أعددت شعبا طيب الأعراق ، إن من ظلمكن لأنفسكن ، أن تضيعن حقوق الأزواج ، وتجعلن ذلك في مدارج المزاج ، إحفظن حقوقهم وحقوق آبائهم وأمهاتهم ، تجدن ذلك حين تكن أمهات لأزواج ، أرأيتن الرجل حينما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( من أحق الناس بصحبتي يارسول الله ، قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك ) إن في هذا الحديث تشريف وتكليف ، إن في هذا الحديث إيماءة ، أنك ألصق بأبناءك ثلاثة أضعاف أبيهم ، فهم أسمع لك من أبيهم ، وأصغى لك من والدهم ، فلا تطلقي رمي المسئولية على أبيهم ، فلقد تربوا في حجرك ، وتغذو من صدرك ، فكوني لهم معلمة فاضله ، ليني لهم بقسوة ، واقسي عليهم بلين ، علميهم حقوق الله ، يهدهم الله لحقوقك ، مريهم بالصلاة لسبع ، قبل أن يضربهم والدهم لعشر ، فإن في الأطر على الخير ، سياج من الشر ، وأمان من الضر، إنهم أولادك كما هم أولاد أبيهم ، تفقدي أفكارهم قبل أن تفقدي جيوبهم ، واحذري أن تمضين صيفك خراجة ولاجة ، كوني ربة بيت مربية ، صالحة مصلحة .
    أيها الأحبة المسلمون : هذه بيوتنا ، وهذه أسرنا ، وهذه شوارعنا ، وهذه أسواقنا ، وهذه مرافقنا ، فما صلح منها أصلح ، وما فسد منها أفسد ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ،


    الخطبة الثانية

    أما بعدعباد الله :
    لنتفقد أنفسنا ، وليكن لنا معها هنيهات نظر ، لنخرج أنفسنا من ربق الظلم والعدوان ، إلى رياض العدل والإحسان ، فنقف مع أنفسنا وقفة صدق وعدل ، وأن ننظر لواقعنا بشفافية مطلقة ، وأن لا نتظاهر للواقع بكمالنا ، فيظهر لنا إهمالنا ، الواقع واقع ، والحقيقة حقيقة لا تزول بخيال ، كما أن اليقين لا يزول بالشك ، ولا تزال في المجتمع جذور النخوة والرجولة والأدب والفضيلة ، والشيمة والغيرة ، ولكننا نخشى عليها ، أليست هذه الدرر ، حقيقة بالخوف عليها ، أليست جديرة بالحفاظ عليها ، أوليس ديننا من أمرنا بالنظر إليها ،
    أيها المسلمون : صلوا وسلموا على أشرف الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ......



    الملفات المرفقة


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. الحكيم ومقص الرقيب ...
    بواسطة حيل حليل في المنتدى مضيف فلّة الحجاج
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 24-05-2010, 07:26
  2. الحكيم ومقص الرقيب ...
    بواسطة حيل حليل في المنتدى ( المواضيع المميزة)
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 20-05-2010, 15:12
  3. تبا لك ايها الرقيب
    بواسطة ابو منيف في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-01-2005, 03:42

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته