لو سأل احدهم عالماً فقال : لو قُدر لي وذهبت الى المريخ !! وما هو معروف ان الماء معدومٌ هناك!! وسيكون تواجدي مريخياً اكثر من اسبوع !! فهل يجوز لي ان اتيمم طوال تلك المدة ؟!
فما هو على المجيب ان لا يقف عند حدود هذا السؤال البعيد حدوثه اكثر من الف سنة ضوئية , وان لا يسرد الاحاديث والدلائل في تفصيله وتحليله وما يأمر به الشرع في مثل تلك الظروف المستقبلية والكونية .. بل لينظر للظرف الحالي وما هي حدود تواجدنا بل وتواجد ذاك السائل الذي ما تجاوز ابرق الكبريت !
ان ما يميز العلماني عن غيره , هو الدهاء في العمل والجد في بلوغ الاهداف حيلةً كانت الوسيلة ام بلباس التظلم والمسكنة , وهو دؤوب في ذلك لا يمل ولا يقف عند اول محطة فشل .. بل ولا عند المحطة الالف ايضاً ..
يقابله في ذلك البعض من من لبسوا لباس التدين واعلنوا للناس انهم سيقفون ضد العلمانيين والتغريبيين وأنهم سيكشفون زيف ما يظهرون به وحقيقة ما يخفون .
بعض هؤلاء تطغى عليهم صفة البلاهة وقصر النظر وانعدام الرؤية والتفكر بالاسباب والمعطيات , وزيادةً على ذلك فهم بعيدون عن الحياة العامة وشؤون العوام بل وهو عامي ان صح التعبير في ما وصل اليه العالم وما آلت اليه الاحوال .
ولا ارى الواحد من هؤلاء إلا وقد ورد وصدر فيما يراه في وجوب الاستجمار بالحصى والضرب على التراب تيمماً لمن قُدر له يوماً ما أن يزور المريخ !
فمن ذلك ان اللعبة المفضلة لكلا الطرفين وهي المرأة قد أشغل بها الفريقين زماناً طويلاً , فكان صراعا مستمرا في ما يُراد بها من تغريب واختلاط وغير ذلك من نوايا صرح بها واعلنها العلمانيين الذين ومع نهاية كل جولة يغادرون ارض المعركة .. ماعدا الفريق الآخر الذي أخذته نشوة الانتصار فبقي مكانه وكأنه لا يعرف من العلوم إلا ما يختص بالمرأة .
من دأب الليبراليين وقوة عزمهم واصرارهم ان لهم عدة محاولات وجولات في تكوين حيز ما في المجتمع مهما صغر ومهما ضعف , فهم يدركون أن هذا الحيز مآله التضخم والمنعة .
دخلوا من باب الوطنية ليجدوا القبول الرسمي , ثم وليجدوا القبول من المجتمع فهم قد توغلوا في شؤون المواطن وأظهروا مشاكله ومتطلباته في وقت لم يجد فيه هذا المواطن يداً تمتد له وإن كانت لتصافحه دون انتشاله من ما هو غارق فيه .
لم يقفوا عند ذلك بل بحثوا عن من له صفة التدين مع انعدام الحدة والتشدد في الرأي , وذلك ليدمجوه قسراً معهم وإن كان رافضاً احياناً وغافلاً في احيان اكثر . كل ذلك حتى يوجدوا الهيئة التي يتقبلهم بها الناس وكذلك ليضربوا به اقرانه , فكل وله حجته ودلائله والناس بينهم قد شوش عليهم امرهم بعد ان حل بهم الشك والريبة !
لقد تداخلت علينا بعض الفتاوى الشاذه والتي أظهرت كيف ان اصحابها هم في غياب عن ساحاتنا وعن شؤون حياتنا , فالمقرب للتغريبيين الآن والذي قال بإجازة بعض آلات اللهو في الافراح , كان في ما مضى ومن منظور هؤلاء انفسهم , بانه متشدد يقف ضد توجه الدولة التي تراعي حق الاقليات المذهبية .
ثم يأتي ابنٌ لقطب من اقطاب هذه الامة يرحمة الله , ليتحدث عن الفتاوى المعاصرة وحاجة الناس لها في ظل التغير الزماني والمكاني وكذا الهيئة والهمة والمشاعر عن من هم قبلنا .. دون تحرز ولا تمحيص ولا سد لبعض الثغرات ولا توضيح لما أُبهم في قوله .. فقوله قولٌ عام وفي صحيفة عامة يفهمه من اراد حسب اهواءه ومشاربه!!
يأتي مع هؤلاء وبنفس الفترة من يجيز ارضاع الكبير إن احب آل البيت أن يُدخلوا غريباً حبيباً عليهم تحت كساءهم ! تماماً كالذي افتى بالتيمم طوال الاقامة على المريخ , فكان ان هجره العلمانيين وتشاغلوا عنه بعد ان كان الاب الروحي لهم وإن لم يكن على علم بذلك ولا بتلك الحظوة ولا بما يستشهدون ببعض كلامه والذي يتلاءم في بعضه مع بعض ما يرمون اليه .
شيخ متشدد يتقربون اليه الآن يوم ان وافق اهوائهم .. وشيخ تبرأوا منه يوم أن تسبب بالغوغائية والاختلاف ... وآخر استغلوا اسم والده .. لينسفوا ما اقامه ذاك الوالد !!
المفضلات