كرنفال الديربي
مهرجان أهداف ومشاحنات يلهبان قمة النصر والهلال
المرشدي يسدد كرة قريباً من برناوي والقرني في مباراة أمس
جدة: عدنان النمكي
في ليلة ظهرت فيها كرة القدم بوجهيها المتناقضين، خطا الهلال أوسع الخطوات نحو التأهل للمباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بفوزه على النصر 3/5 أمس، مقدماً مع جاره واحدة من أروع وأبدع السيمفونيات الكروية قبل أن يتعالى لاعبوه على الكرة, ليستفيق النصر ويكاد يقلب الفرح الهلالي إلى واحدة من الليالي الحزينة في تاريخه.
وتقدم الهلال بثلاثة أهداف نظيفة أحرزها ياسر القحطاني "هدفين" والروماني ميريل رادوي , قبل أن يقلص الأرجنتيني فيجاروا الفارق للنصر في الدقيقة 55 , ليعود محمد نامي لتوسيعه بهدف هلالي رابع, لكن ريان بلال وفيجاروا قلصا الفارق لهدف 3/4, قبل أن يطلق رادوي صاروخه موقفاً المغامرة النصراوية بهدف خامس قبل النهاية بدقيقتين.
ولم يخيب الهلال ظن أصحاب المنطق بدخوله المباراة بأفضلية عناصرية وجماعية قادرة على الحسم لمصلحته بسبب الغيابات التي طالت النصر ووصلت إلى 9 أساسيين, ولم تمر أكثر من 6 دقائق حتى شهدت المباراة كل أنواع التمريرات الهجومية, انتهت بجملة بدأت من الحارس الهلالي حسن العتيبي الذي مرر للشلهوب وبدوره مرر برشاقة إلى تياجو نيفيز ومنه كرة سحرية كشفت مبكراً سذاجة دفاع النصر بقيادة برناوي والقرني اللذين لفا ودارا حول نفسيهما تاركين ياسر القحطاني يصل في الموعد للكرة ويسددها أرضية مركزة على يمين الحارس النصراوي عبدالله العنزي محرزاً الهدف الأول.
بداية الانهيار
وكشفت الدقائق اللاحقة للهدف هشاشة النصر, فيما التقطت خبرة نجوم الهلال هذا الوضع المتردي لمنافسهم, فتحكموا في كل مربعات الملعب, ضاغطين نفسياً على أبناء العالمي بالتمريرات السريعة من اللمسة واللمستين مما ضاعف توهان خطوط الأصفر, وتنافس في المقابل نيفيز من قلب الملعب, وويلهامسون يميناً ويساراً والشلهوب من مناطق الظل الخلفية في التسديد والتمرير في العمق, أهدرت منها أكثر من فرصة.
وبعد 22 دقيقة من الإبداع للأزرق, تذكر النصراويون أنهم الطرف الثاني في المباراة، وبإمكانهم إمساك الكرة والتوجه بها نحو المرمى, ومن أول تمريرة لفيجاروا داخل المنطقة الهلالية, كاد بلال يخطف التعادل لكنه سددها رأسية خارج المرمى, لترتد سريعة ويمررها الشلهوب للمنطلق من الخلف محمد نامي الذي توغل داخل المنطقة وتعرض لعرقلة أحمد عباس فاحتسب حكم اللقاء خليل جلال ضربة جزاء سجل منها رادوي.
الثالث المقلق
ومرت الدقائق وجماهير النصر تترقب تدخل الجهاز الفني لينقذ الفريق من الترهل والتوهان، إلا أن أحداً لم يكن له حل من على الدكة الفنية، مما أفسح المجال للموج الأزرق لأن يتحول إلى طوفان يأكل الأخضر واليابس وهو في طريقه لمرمى النصر.
في الدقيقة 36 ومن الجبهة اليمنى التي يقودها ويلهامسون, حصل أحمد الفريدي على ركلة حرة نفذها المهندس نيفيز بدقة على القائم البعيد (الأيمن) للنصر على رأس رجل المباراة رادوي الذي وجهها متقنة أمام المرمى لتجد قدم القحطاني وتتحول قوية هدفاً ثالثاً.
شوط العجائب
بدايات الشوط الثاني للنصر لم تكن تبشر أن لاعبيه تذكروا أنهم يملكون أنياباً هجومية, فعاد الهلال مسيطراً, ونوع الشلهوب التمريرات القصيرة, وأبدع نيفيز في نقل الملعب من أقصاه إلى أقصاه, وأحسن رادوي التنقل من الأطراف إلى العمق, إلا أن خبرة مهاجم النصر (الحاضر الغائب) سعد الحارثـي وزميله الأرجـنتيني فيجـاروا جعلتـهما يفـطنان إلى حقيقة أن تهديد المرمـى الهلالي يأتي من الضربات الحرة, فـكان لهما ما أرادا, عندما حصل الحارثي على المخالفة من (المهزوز) ماجد المرشدي سددها فيجاروا متقنة محرزاً هدف التذكير أن شيئا من النصر موجود في اللقاء.
في واحدة من اللقطات النادرة, لبس مدافع الهلال نامي لباس صانع الألعاب المهاري, وقاد هجمة من العمق ثم مرر للمنطلق من الخلف ويلهامسون الذي انفرد بالعنزي وسدد في قدمه لتتهادى الكرة أمام نامي الذي أودعها بسهولة في المرمى الخالي هدفاً هلالياً رابعاً.
بداية الانقلاب
أعلنت الدقيقة 70 من عمر مباراة النصر والهلال عن عدد من السلبيات الهلالية, وأخرى غاية في الإيجابية النصراوية, فعلى الجانب الهلالي أرادت كرة القدم أن تسجل عبقريتها وعدلها وترسخ قواعدها الاحترافية عندما تلفظ من يتعالى عليها ويستغل مهاراته فيها بالمظهرية, ولعل الأداء الذي مال إليه ياسر القحطاني وأحمد الفريدي جسد هذه السلبيات, فكان العقاب السريع للفريدي من خلال قرار حكم اللقاء بطرده بالبطاقة الصفراء الثانية، في الوقت الذي كان من الممكن أن يواصل الهلال فرض سيطرته على اللقاء حتى بعد طرد الفريدي, إلا أن سوء إدارة جيريتس وتوجيهه للاعبي الوسط بالتراجع والاعتماد على القحطاني وحيداً في الهجوم, طمع النصر في إمكانية تقليص الفارق ومسح ماء وجه لاعبيه أمام جماهيرهم الغاضبة, وارتبك الهلال من التمريرات الطولية حتى اقتنص بلال الهدف الثاني برأسية توجت كفاحه في اللقاء فتقلص الفارق إلى 4/2 .
الأمر تبدل عند الهلال, وظهر الفريق مكبلاً بقيود المحافظة على الفارق التهديفي, إلا أن الاندفاع الحماسي للنصراويين حرمه من ذلك عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لبلال سجل منها فيجاروا الهدف النصراوي الثالث.. لتنتعش آمال القيادة النصراوية من مدرجات الملعب وتحرك رئيس النادي في المدرجات على أمل تحقيق التعادل الذي كان في متناول بلال عندما أهدر الفرصة الأخيرة لفريقه بعدما استغل تمريرة الحارثي (الوحيدة) وتخطى العتيبي وسدد في القائم.
وقبل انتهاء اللقاء بدقيقتين, أطلق رادوي رصاصة الرحمة عندما نفذ حرة بإتقان وقوة سكنت الزاوية العليا اليمنى للمرمى النصراوي هدفاً خامساً أنهى المغامرة النصراوية, ووصل بالهلال إلى أبعد نقطة للوصول إلى نهائي البطولة قبل أن يخوض مباراة الإياب.
المفضلات