/
ترسخ مفهوم الأزمه منذ نعومة اظفارنا .. فكل شيء تقع عليه اعيينا ، للأزمه نصيب منه . وعبر مرّ السنين اصبح الازمه من الامور المسلّم بها ونعيشها وحقيقةً تكيّفنا معها ولا نمتعض ولا نعاني منها . فهي جزء لا يتجزأ من مخيخنا الايمن ولا نستطيع العيش بدونها ..!!
في مراحل طفولتنا المبكره نعيش أزمه " اماكن الترفيه " ولا زال أبنائنا يعيشون في اكنافها. وفي تلك المرحله .. ايضا " نعيش أزمة " التحريم فأغلب علاقاتنا بافراد مجتمعنا بها بعضة عشر " تابو " والتابوهات لم ينزل الله بها من سلطان . من التابوهات التي لازالت عالقه [ الجلوس مع الرجال وإن كان لا بد فاختر موقعا نائيا لا متّكأ به / الأكل مع الرجال وخصوصا " بالقلطه " الاولى او الثانيه ، اي نقتات على فضلات تلك الوليمه .. وغيرها كثير ]
عند بنوكنا .. نعيش ازمة كبرى متشعّبه إلى أزمات اخرى اقل حِدّه" أزمة المواقف / أزمة حسن التعامل / أزمة توفر الخدمات البنكيه / أزمة الهامش الربحي الكبير في القروض " في بلاد غير بلادنا تلك البنوك رائدة في تقديم الخدمات الاجتماعيه للمجتمع رغم ان المجتمع لا يقدم لها نقودة مجانا بل يحصلون بالمقابل على تكرّمهم بايداع نقودهم لديها بفائده يحصل عليها المودع والمنّه في ذلك للمجتمع ، وبالمقابل نحن هنا نقدم لهم نقودنا مجانا ويحصلون على فوائد مجيّره لهم مجّانا ، وزيادة على ذلك الفضل يعود لتلك البنوك ونحن من المُحسَن عليهم ؟!
نعيش " أزمة " التعليم العالى وتوفر الجامعات . جامعاتنا تعدّ على رؤوس الاصابع واغلب المدن لا تتوفر بها جامعات ويلزم الهجرة مئات الكيلو مترات للعثور على أقرب جامعه وهي لا تغطّي احتياج مدينتها فكيف بهجرة المدن المجاورة إليها؟
نعيش " أزمة حريّة الرأي " فالحديث حول الحريه يسبب أزمه عندما تتجاوز الحدود ، ولا ندري كيف يتم تقييد الحريه بحدود !! ولا زلنا نطلق عليها حرية ؟!
نعيش " أزمة الثقافه " فجميع مايتم طرحه في الصروح التعليمية مبنى على التلقين ، وعند ختام مرحلة التلقين يتم مطالبتهم بفهم ما تم تلقينه لهم على مرّ عقد ونيّف من الزّمن . لا يتوانون في اختيار انواع الفحوص " الفهميه " فخرجوا لنا بالقدرات ، ثم بالتحصيلي ولا ندري ماذا يبتكرون للاجيال القادمه ؟!
نعيش " أزمة الجدال " فلا يجتمع إثناء لمناقشة أمر إلاّ والجدال ثالثهما ، الغالب في هذه الأزمة هو حبّ الجدال فقط .
نعيش " أزمة الانفتاح الذهني " فبمجرد الدخول من بوابة الانترنت ، تتفتح بصائرنا وندعو الجميع للدخول من هذه البوابة السّاحره ، والأزمه هنا مختلفه عن الازمات السابقه .. والاختلاف اننا نحن " المعاصرين " لنا يد بها ، فندعو كبارنا وصغارنا بلهفه للدخول لهذا العالم ولم نعطي انفسنا فرصه لفهم هذا العالم وتحديد الأراضي الصلبه وتعليمها ثم ارشاد من ندعوه لها وتحديد الأراضي الهشّه والتحذير منها . وجرح هذه الازمه غائر لن يشفى منه مجتمعنا قريبا فهو لازال يُمعن في غورها ولا ندري متى يفيق جسد هذا المجتمع ؟!.
نعيش " أزمة الحوار " فلم يتم اعداد المجتمع لقبول الحوار مع الغير واقصد بالغير من هم في تصنيفه افكارهم وتصرفاتهم خارج إطار عُرف المجتمع . فإتّحاد أزمات كـ " الجدال ، حرية الرأي ، الحوار " مع بعضها البعض ، يخلق جوّا فاسدا لا يصلح للإستنشاق .
نعيش " أزمة التيّار " في ظل إفتقار الفرد للقدره على تطوير ذاته وتوسيع مداركه ، فالإرتماء تحت مظلة التيّار هو الحل الوحيد لدى الأغلبيه ، فيكفي ان تنظم تحت "تيّار يؤيك " لكي تنعم برغد العيش الفكري ، أزمة الجدال .. في ظل أزمة التيّار .. تخف حدّتها فيكفي الفرد أن يجد خلفه أفواه تهتف له .. فيغنيه ذلك عن تطوير ذاته .، أزمة حريّه الرأي .. تخف حدّتها ايضا فيكفي الفرد أن يجد خلفه مناصرين يدوسون على جميع القيم من اجل ترسيخ رأي الفرد منهم . وبالتأكيد ذلك على حساب الرأي المغاير .!!
/
عشت " أزمة احصاء الأزمات " عندما رأيت ان اكتب موضوعي هذا ، فحتى تعدادها بشفافيه مطلقه ، يسبب لي أزمه
إن كان بموضوعي شائبة عدم الترابط او الخروج عن الفكره العامه او بعض الهفوات الاملائيه ، فهذا راجع إلى ان لوحة مفاتيحي بها أزمه جفاف محبرتها
اخوكم
ابو سلطان
المفضلات