يعجبني الكاتب حينما يعرض أزمات وهموم زمانه..
فهذا دليل على أنه مدركها وملم بها ويحمل في داخله رفضه لها..
ويستعرض أهم ما فيها ليثبت أن هناك ما يجب علينا التصدي له..
فهذه هي البداية التي يجب علينا الوقوف عندها وعرضها كما هو حالها..
ليكون لدينا وقفه عاقلة ندرك من خلالها إلى أين وصل حالنا من كل تلك الأزمات..!!؟
هي بداية لابد منها أولاً.. حتى يكون بعدها طريقنا إلى الأنتهاء منها..
فشكراً لك لكل ما أتيت به.. لأنك الآن تستعرض هموم زمانك.. وهذه هي مسؤلية الكتّاب والأدباء..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشرف العام
/
ترسخ مفهوم الأزمه منذ نعومة اظفارنا .. فكل شيء تقع عليه اعيينا ، للأزمه نصيب منه . وعبر مرّ السنين اصبح الازمه من الامور المسلّم بها ونعيشها وحقيقةً تكيّفنا معها ولا نمتعض ولا نعاني منها . فهي جزء لا يتجزأ من مخيخنا الايمن ولا نستطيع العيش بدونها ..!!
في مراحل طفولتنا المبكره نعيش أزمه " اماكن الترفيه " ولا زال أبنائنا يعيشون في اكنافها. وفي تلك المرحله .. ايضا " نعيش أزمة " التحريم فأغلب علاقاتنا بافراد مجتمعنا بها بعضة عشر " تابو " والتابوهات لم ينزل الله بها من سلطان . من التابوهات التي لازالت عالقه [ الجلوس مع الرجال وإن كان لا بد فاختر موقعا نائيا لا متّكأ به / الأكل مع الرجال وخصوصا " بالقلطه " الاولى او الثانيه ، اي نقتات على فضلات تلك الوليمه .. وغيرها كثير ]
لا شك أن هناك أزمة كبيرة لترفيه أبنائنا..
سواء في البيت أو الأماكن العامة الأخرى..
أن أبنائنا أراهم يفقدون برائتهم.. لأنهم يفتقدون حال ترفيههم..
ولكي نرضيهم جعلناهم أمام أجهزة التلفزة أغلب أوقاتهم..
حتى أصبحوا يدركوا أشياءً من الواجب أن يدركوها بعد عشرة سنوات
فأفسدنا عليهم عقولهم..
وصولاً إلى حالهم في الولائم وصالات الغذاء ليكونوا بقايا من فضلات
فأفقدناهم ثقتهم في نفوسهم.. وقلّلنا من ما في داخلهم..
عند بنوكنا .. نعيش ازمة كبرى متشعّبه إلى أزمات اخرى اقل حِدّه" أزمة المواقف / أزمة حسن التعامل / أزمة توفر الخدمات البنكيه / أزمة الهامش الربحي الكبير في القروض " في بلاد غير بلادنا تلك البنوك رائدة في تقديم الخدمات الاجتماعيه للمجتمع رغم ان المجتمع لا يقدم لها نقودة مجانا بل يحصلون بالمقابل على تكرّمهم بايداع نقودهم لديها بفائده يحصل عليها المودع والمنّه في ذلك للمجتمع ، وبالمقابل نحن هنا نقدم لهم نقودنا مجانا ويحصلون على فوائد مجيّره لهم مجّانا ، وزيادة على ذلك الفضل يعود لتلك البنوك ونحن من المُحسَن عليهم ؟!
ما يكفيهم إمتصاص دماء الشعوب بغير رحمة.. وفوق هذا لا يجد الشعب
بينهم من يشعر بهمومه وظروفه.. ولا يجد فيهم سلوكاً يقدر ويحترم تواجدهم وقت حضورهم..
إن ذلك من أرذل الأخلاق وما هم إلا سماسرة
لا يهمهم ولا يعنينهم من الناس إلا أموالهم..
نعيش " أزمة " التعليم العالى وتوفر الجامعات . جامعاتنا تعدّ على رؤوس الاصابع واغلب المدن لا تتوفر بها جامعات ويلزم الهجرة مئات الكيلو مترات للعثور على أقرب جامعه وهي لا تغطّي احتياج مدينتها فكيف بهجرة المدن المجاورة إليها؟
أسباب الأزمات الفكرية وأنحرافها وتطرفها بأسباب أزمة التعليم العالي..
لأنه مشلول في مناهجه وخططه بأسباب القائمين عليه من الناس..
يجب أولاً إعادة صياغة شؤونه للتتنفس المناهج وتشفى من أولئك القوم..
حينها سيجد كل إنسان حلمه ويحقق مراده..
نعيش " أزمة حريّة الرأي " فالحديث حول الحريه يسبب أزمه عندما تتجاوز الحدود ، ولا ندري كيف يتم تقييد الحريه بحدود !! ولا زلنا نطلق عليها حرية ؟!
الحد هو المنع.. وحجب بعض الأشياء عن العقول..
فلا تتنفس العقول ولا تتقدم إلا في تنفّسها في حرية آرائها..
ومع أنني قبلي من الصميم.. إلآ أنني أجد الروح القبلية والروح الطائفية
والخوف وعدم الأحترام وغيره.. هي من المسبّبات لتلك الأزمة..
فيجب أعطاء المساحة للجميع.. وليختار الشعب مايريده ويترك ما لا يريده..
أن هذه هي مبدأ الإنسانية فالله عز وجلّ خلق الإنسان ليكون حراً لا قيداً يكبّل سواعده ولا حدوداً تمنعه..
ولكنهم في عالمنا اليوم فرضوا عليه كل شئ..
الأفكار والمناهج حتى الأزياء أخذت نصيبها منهم رغماً عن أنوفهم..
فأي حرية ياسيدي هنا والظلام يسودها.. والظلم حليفها حتى يقبعها ولا يبقى منها شيئاً..
فغياب الحرية هي من الأسباب الرئيسية لظهور تلك الأزمات التي ذكرتها..
نعيش " أزمة الثقافه " فجميع مايتم طرحه في الصروح التعليمية مبنى على التلقين ، وعند ختام مرحلة التلقين يتم مطالبتهم بفهم ما تم تلقينه لهم على مرّ عقد ونيّف من الزّمن . لا يتوانون في اختيار انواع الفحوص " الفهميه " فخرجوا لنا بالقدرات ، ثم بالتحصيلي ولا ندري ماذا يبتكرون للاجيال القادمه ؟!
حتى الثقافة ياسيدي مشلولة والعقول ساكنه يعمّها الصمت والجفاف..
لا تجد منها عقلاً يفعل ويطبّق ما تعلّمه من تلك الدروس التعليمية..
لأنهم فرضوا عليه فرضاً حتى تسلل الملل منها إلى داخله..
فكره كل الكره أن يقرأ أو أن يحفظ.. لأنهم هكذا أرادوا منه..
ليبقى في حدود عقله ويومه..
حتى كتاب الله عز وجل فرضوا حفظه بالقوة وإلا لن يحصد درجاته..
فأصبح في نفوس الطلاب كمادة من باقي المواد..
وحينما تخرجوا بقي معهم شعورهم في ذلك فقلّ قارئيه..
فالثقافة ياعزيزي الفاضل..
أن يُتاح للجميع جميع الكتب ولا يمنع منها شيئاً.. وندع الشعب يختار ما يريد ويترك ما لا يريده..
حتى يدرك أن هناك من يحترم قراراته وأختياراته وعقله..
ولكن ما يحصل هنا هو إجبار المرء على قراءة الكتب التي يردونها
لا أن يريدها عقله وفكره.. وهذه من أهم أسباب تلك الأزمة..
نعيش " أزمة الجدال " فلا يجتمع إثناء لمناقشة أمر إلاّ والجدال ثالثهما ، الغالب في هذه الأزمة هو حبّ الجدال فقط .
للأسف أن الجدال بعد أزمة الثقافة والحرية أصبح كل إنسان يحاول أن يثبت نفسه في قوة رأيه وأصراه ولا يهمه أن كان رأيه صحيحاً أو باطلاً المهم أن يجادل ورأيه الذي يسير على الجميع..
لأنهم أفقدوه الكثير من ثقة نفسه وصفاء ذهنه سواء عن طريق ثقافته أو حريته أو بيئته أو أسرته..
فتجده كطائر البلبل المسجون في قفصه يبلبل كل ما يقال له..
ولكنه يبقى مسجوناً لا حرية له..
فمسكين ذلك المجادل في أخطائه.. لأنه يبحث عن نفسه وعقله..
نعيش " أزمة الانفتاح الذهني " فبمجرد الدخول من بوابة الانترنت ، تتفتح بصائرنا وندعو الجميع للدخول من هذه البوابة السّاحره ، والأزمه هنا مختلفه عن الازمات السابقه .. والاختلاف اننا نحن " المعاصرين " لنا يد بها ، فندعو كبارنا وصغارنا بلهفه للدخول لهذا العالم ولم نعطي انفسنا فرصه لفهم هذا العالم وتحديد الأراضي الصلبه وتعليمها ثم ارشاد من ندعوه لها وتحديد الأراضي الهشّه والتحذير منها . وجرح هذه الازمه غائر لن يشفى منه مجتمعنا قريبا فهو لازال يُمعن في غورها ولا ندري متى يفيق جسد هذا المجتمع ؟!.
نحن لم نعطي أنفسنا فرصة لفهم ذلك العالم.. لأننا مازالنا نبحث عن نفوسنا وعقولنا..
فنتخبط هنا وهناك علّنا ندركها يوماً..
ولا نستطيع أن نحدد الأراضي الصلبه بدقة وتفصيل..
إلا حينما ندرك مواقع عقولنا ونفوسنا..
والتي لم تشفى إلى الآن من تلك الأزمات..
ولعلَّ مجتمعنا يفيق يوماً.. ويدرك ما يجب إدراكه وتحقيقه..
نعيش " أزمة الحوار " فلم يتم اعداد المجتمع لقبول الحوار مع الغير واقصد بالغير من هم في تصنيفه افكارهم وتصرفاتهم خارج إطار عُرف المجتمع . فإتّحاد أزمات كـ " الجدال ، حرية الرأي ، الحوار " مع بعضها البعض ، يخلق جوّا فاسدا لا يصلح للإستنشاق .
إذا كان هناك حواراً وجوًّ فاسداً.. فهذا لأن العقول فاسدة.. قد أفسدها مناخها
وحينما ينقى ويصفى ذلك المناخ.. سنجد أن هناك حوارات تدل على وعي وصفاء آذهان عقولها..
نعيش " أزمة التيّار " في ظل إفتقار الفرد للقدره على تطوير ذاته وتوسيع مداركه ، فالإرتماء تحت مظلة التيّار هو الحل الوحيد لدى الأغلبيه ، فيكفي ان تنظم تحت "تيّار يؤيك " لكي تنعم برغد العيش الفكري ، أزمة الجدال .. في ظل أزمة التيّار .. تخف حدّتها فيكفي الفرد أن يجد خلفه أفواه تهتف له .. فيغنيه ذلك عن تطوير ذاته .، أزمة حريّه الرأي .. تخف حدّتها ايضا فيكفي الفرد أن يجد خلفه مناصرين يدوسون على جميع القيم من اجل ترسيخ رأي الفرد منهم . وبالتأكيد ذلك على حساب الرأي المغاير .!!
ذلك الفاقد ذاته ومع وجود المناصرين له ووصوله..
إلا أنه يشعر بحسرته وألمه لفقدانه ذاته..
لأنه يرى عجزه في داخله.. وغير راضي عن حاله حتى لو وصل بناصريه إلى قمّم الأشياء..
فأنه يبقى بحسرته.. والذي أفقده ذاته هو فقدانه لحريته وثقافته..
وحينما تعود إليه حريته يعود إليه ذاته.. حينها سيكون الفرد بنفسه لا بنفوس غيره..
/
عشت " أزمة احصاء الأزمات " عندما رأيت ان اكتب موضوعي هذا ، فحتى تعدادها بشفافيه مطلقه ، يسبب لي أزمه
إن كان بموضوعي شائبة عدم الترابط او الخروج عن الفكره العامه او بعض الهفوات الاملائيه ، فهذا راجع إلى ان لوحة مفاتيحي بها أزمه جفاف محبرتها
اخوكم
ابو سلطان
أني أشعر بما تشعر به من خلال تعدادك لهذه الأزمات..
أنها قاسية ومؤلمة..
فكل ما جئت به.. هو همومنا ومشاكلنا..
فشكراً لك مرة أخرى
وعذراً لإطالتي.. فما شعرت في ذلك إلا بعد وصولي لهذا الحد..
لكن سعيد وربك..
المفضلات