السلام عليكم واسعد الله اوقات الغالين بكل خير
مالك بن الريب وأعظم مرثية في التاريخ
أيــــــــه يا بن الريب ولم تعلم انك ابكيت الناس من خلفك
من وقت وانا في المدرسة المتوسطة وانا ملهمة الادب
ومعشوقة الأدب الفصيح
الأدب السامي وما يصح الا الصحيح
من ذاك الوقت وانا ابكي كل ما قرأت مرثية تفطر القلب وتقطّع نياطه
ارجوكم اقرؤها بأذن عربية
فكم بكيت وما زلت ابكي ولا ادري هل لان قلبي رهيف
وادنى ما غدابي
الاسم
مالك بن الريب بن حوط بن قرط بن حسيل بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر
كان من الفتاك الفرسان لصاً يقطع الطريق مع شظاظ الضبي الذي يضرب به المثل فيقال :ـ ألص من شظاظ
وأخباره مع شظاظ الضبي وغيره من قطاع الطرق كثيرة
وهو شاعر مقل لم يشتهر من شعره إلا هذه القصيدة وبعض الأبيات المنثورة في كتاب الأغاني
بداية العهد الجديد
وفي يوم مرّ عليه سعيد بن عثمان بن عفان وهو متوجه لإخماد تمرّد في خُرسان
وكان مالك من أجمل الناس وجهاً وأحسنهم ثياباً فلما رآه سعيد أعجبه
فأغراه بالجهاد في سبيل الله بدلاّ من قطع الطريق حيث قال له ويحك مالك تفسد نفسك بقطع الطريق ؟!!
وما يدعوك إلى ما يبلغني عنك من العبث والفساد وفيك هذا الفضل ؟!!
قال ::
يدعوني إليه العجز عن المعالي ومساواة ذوي المروءات ومكافأة الإخوان
قال ::
فإن أنا أغنيك واستصبحتك أتكف عما كنت تفعل ؟ !!
قال :: إي والله أيها الأمير
أكف كفاً لم يكف أحدٌ أحسن منه ثم ذهب معه وأبلى بلاءً حسناً
بداية النهاية لبطل من ابطال العرب المسلمين
لا كما ابطال سينما هوليود
وفي طريق عودته إلى وادي الغضا في نجد وهو مسكن أهله أناخ الركب ونزل مالك للقيلولة
ولمّا همّوا بالرحيل أراد أن يلبس خفه فلدغته أفعى كانت قد اندست
فيه فلما أحس بالموت أنشأ يرثي نفسه
بهذه القصيدة وقد توفي في نهايتها
وفاته ::
توفي في مرو سنه ست وخمسن56 هـ وهي اليوم إحدى دول الاتحاد السوفيتي [ روسيا حاليا]
تأثر الناس بهذه القصيدة أيُّما تأثـّر ::
سمع أعرابي هذه المرثيُّة تُنشد فقال ::
إن قائل هذه الأبيات يحتضر ويُنازع سكرات الموت ولابد انه مات في نهايتها
فقيل :: له كيف عرفت هذا ؟!!
قال ::
إن البيت الأول اقوى من الثاني والثاني أقوى من الثالث وهكذا ..
انظر أخي كيف كان العرب ومع أن اغلبهم لا يقرأ ولا يكتب ولكنهم متمكّنين من لغتهم وعارفين أسرارها
ذكّرني هذا بالأعرابي الذي سمع من يقرأ سوره التوبة فقال ينبغي أن تكون هذه آخر ما نزل من القرآن
فقيل له :: كيف عرفت ؟!!
فال ::
إني أرى عهود تـُنبذ ووصايا تنفذ
..
لا أريد أن أطيل عليكم
عدد أبيات القصيدة 52 بيتاً
وهذا نصها
v
v
ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً بجنـب ... الغضَـى أُزجـي الِقـلاصَ النواجيـا
فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَـه ... وليت الغضى ماشى الرِّكـاب لياليـا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى ... مزارٌ ولكـنَّ الغضـى ليـس دانيـا
ألم ترَنـي بِعـتُ الضلالـةَ بالهـدى ... وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيـا
وأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بعد مـا ... أرانيَ عـن أرض الآعـاديّ قاصِيـا
دعاني الهوى من أهل أُودَ وصُحبتـي ... بـذي (الطِّبَّسَيْـنِ) فالتفـتُّ ورائيـا
أجبتُ الهـوى لمّـا دعانـي بزفـرةٍ ... تقنَّـعـتُ منـهـا أن أُلامَ ردائـيـا
أقول وقد حالتْ قُـرى الكُـردِ بيننـا ... جزى اللهُ عمراً خيرَ ما كـان جازيـا
إنِ اللهُ يُرجعني مـن الغـزو لا أُرى ... وإن قـلَّ مالـي طالِبـاً مـا ورائيـا
تقول ابنتيْ لمّا رأت طـولَ رحلتـي ... سِفـارُكَ هـذا تاركـي لا أبـا ليـا
لعمريْ لئن غالتْ خراسـانُ هامتـي ... لقد كنتُ عن بابَـي خراسـان نائيـا
فإن أنجُ من بابَي خراسـان لا أعـدْ ... إليهـا وإن منَّيتُمـونـي الأمانـيـا
فللهِ دّرِّي يــوم أتــركُ طائـعـاً ... بَنـيّ بأعلـى الرَّقمتَـيـنِ ومالـيـا
ودرُّ الظبَّـاء السانـحـات عشـيـةً ... يُخَبّـرنَ أنّـي هالـك مَـنْ ورائيـا
ودرُّ كبـيـريَّ اللـذيـن كلاهـمـا ... عَلـيَّ شفيـقٌ ناصـح لـو نَهانيـا
ودرّ الرجـال الشاهـديـن تَفتُُّـكـي ... بأمـريَ ألاّ يَقْصُـروا مـن وَثاقِيـا
ودرّ الهوى من حيث يدعو صحابتـي ... ودّرُّ لجـاجـاتـي ودرّ انتِهـائـيـا
تذكّرتُ مَنْ يبكـي علـيَّ فلـم أجـدْ ... سوى السيفِ والرمح الرُّدينيِّ باكيـا
وأشقرَ محبوكـاً يجـرُّ عِنانـه إلـى ... الماء لم يتـرك لـه المـوتُ ساقيـا
ولكـنْ بأطـرف (السُّمَيْنَـةِ) نسـوةٌ ... عزيـزٌ عليهـنَّ العشيـةَ مـا بيـا
صريعٌ على أيـدي الرجـال بقفـزة ... يُسّوُّون لحدي حيـث حُـمَّ قضائيـا
ولمّـا تـراءتْ عنـد مَـروٍ منيتـي ... وخلَّ بها جسمـي، وحانـتْ وفاتيـا
أقـول لأصحابـي ارفعونـي فـإنّـه ... يَقَرُّ بعينـيْ أنْ (سُهَيْـلٌ) بَـدا لِيـا
فيـا صاحبَـيْ رحلـي دنـا المـوتُ ... فانـزِلا برابيـةٍ إنّـي مقيـمٌ لياليـا
أقيما علـيَّ اليـوم أو بعـضَ ليلـةٍ ... ولا تُعجلانـي قـد تَبـيَّـن شانِـيـا
وقوما إذا ما استـلَّ روحـي فهيِّئـا ... لِيَ السِّـدْرَ والأكفـانَ عنـد فَنائيـا
وخُطَّا بأطـراف الأسنّـة مضجَعـي ... ورُدّا علـى عينـيَّ فَضْـلَ رِدائـيـا
ولا تحسدانـي بــاركَ اللهُ فيكـمـا ... من الأرض ذات العرض أن تُوسِعا ليا
خذاني فجرّاني بثوبـي إليكمـا فقـد ... كنـتُ قبـل اليـوم صَعْبـاً قِيـاديـا
وقد كنتُ عطَّافـاً إذا الخيـل أدبَـرتْ ... سريعاً لدى الهيجا إلى مَـنْ دعانيـا
وقد كنتُ صبّاراً على القِرْنِ في الوغى ... وعن شَتْميَ ابنَ العَمِّ وَالجـارِ وانيـا
فَطَوْراً تَرانـي فـي ظِـلالٍ ونَعْمَـةٍ ... وطـوْراً ترانـي والعِتـاقُ رِكابـيـا
ويوما ترانـي فـي رحـاً مُستديـرةٍ ... تُخـرِّقُ أطـرافُ الرِّمـاح ثيابـيـا
وقوماً على بئـر السُّمَينـة أسمِعـا ... بها الغُرَّ والبيضَ الحِسـان الرَّوانيـا
بأنّكمـا خلفتُمانـي بقَفْـرةٍ تَهِـيـلُ ... علـيّ الـريـحُ فيـهـا السّوافـيـا
ولا تَنْسَيـا عهـدي خليلـيَّ بعدمـا ... تَقَطَّـعُ أوصالـي وتَبلـى عِظامـيـا
ولن يَعـدَمَ الوالُـونَ بَثَّـا يُصيبهـم ... ولن يَعدم الميـراثُ مِنّـي المواليـا
يقولـون: لا تَبْعَـدْ وهـم يَدْفِنوننـي ... وأيـنَ مكـانُ البُـعـدِ إلا مَكانـيـا
غداةَ غدٍ يا لهْفَ نفسـي علـى غـدٍ ... إذا أدْلجُوا عنّـي وأصبحـتُ ثاويـا
وأصبح مالي من طَريفٍ وتالدٍ لغيري ... وكـان الـمـالُ بـالأمـس مالـيـا
فيا ليتَ شِعري هـل تغيَّـرتِ الرَّحـا ... رحا المِثْلِ أو أمستْ بَفَلْوجٍ كما هيـا
إذا الحـيُّ حَلوهـا جميعـاً وأنزلـوا ... بهـا بَقـراً حُـمّ العيـون سواجيـا
رَعَيـنَ وقـد كـادَ الظـلام يُجِنُّهـا ... يَسُفْـنَ الخُزامـى مَـرةً والأقاحيـا
وهل أترُكُ العِيسَ العَواليَ بالضُّحـى ... بِرُكبانِهـا تعلـو المِتـان الفيافـيـا
إذا عُصَبُ الرُكبـانِ بيـنَ (عُنَيْـزَةٍ) ... و(بَوَلانَ) عاجوا المُبقيـاتِ النَّواجِيـا
فيا ليتَ شعري هـل بكـتْ أمُّ مالـكٍ ... كما كنتُ لـو عالَـوا نَعِيَّـكِ باكِيـا
إذا مُتُّ فاعتـادي القبـورَ وسلِّمـي ... على الرمسِ أُسقيتِ السحابَ الغَواديا
على جَدَثٍ قد جـرّتِ الريـحُ فوقـه ... تُرابـاً كسَحْـق المَرْنَبانـيَّ هابـيـا
رَهينـة أحجـارٍ وتُـرْبٍ تَضَمَّـنـتْ ... قرارتُهـا منّـي العِظـامَ البَوالـيـا
فيـا صاحبـا إمـا عرضـتَ فبلِغـاً ... بنـي مـازن والرَّيـب أن لا تلاقيـا
وعرِّ قَلوصـي فـي الرِّكـاب فإنهـا ... سَتَفلِـقُ أكبـاداً وتُبكـي بواكـيـا
وأبصرتُ نـارَ (المازنيـاتِ) مَوْهِنـاً ... بعَلياءَ يُثنى دونَهـا الطَّـرف رانيـا
بِعـودٍ أَلنْجـوجٍ أضـاءَ وَقُـودُهـا ... مَهاً في ظِلالِ السِّدر حُـوراً جَوازيـا
غريـبٌ بعيـدُ الـدار ثـاوٍ بقفـزةٍ ... يَدَ الدهـر معروفـاً بـأنْ لا تدانيـا
اقلبُ طرفي حـول رحلـي فـلا أرى ... به من عيـون المُؤنسـاتِ مُراعيـا
وبالرمل منّـا نسـوة لـو شَهِدْنَنـي ... بَكيـنَ وفَدَّيـن الطبيـبَ المُـداويـا
وما كان عهدُ الرمل عنـدي وأهلِـهِ ... ذميمـاً ولا ودّعـتُ بالرمـل قالِيـا
فمنهـنّ أمـي وابنتـايَ وخالـتـي ... وباكيـةٌ أخـرى تَهيـجُ البواكـيـا
الله يرحمك يا مالك بن الريب
فقد ابكيتني بعد 1400 سنة في جزيرة نائية
وما بيت شعر ملوّنته بالاحمر الا اخذ مني مأخذه
لله درك ما اشعرك فلقد حرّك مشاعر الكثير
..
يقول :: وباكية اخرى تهيج البواكيا
يعني زوجته
لصار هذا حال قارئه لشعرك بعد حقبة ونصف من الزمن
اجل وش وضع اهلك بعد معرفتهم خبر وفاتك وسمعوا
قصيدتك التي تبكي الحجر
شكرا لعيونكم العربيّة القارئة
اختكم سارا
المفضلات