حفر الباطن .. خدمات غائبة ومرافق مهملة
حفرالباطن تلك المحافظة ذات المساحة الشاسعة والتي تقدر بحوالي 33 ألف كم مربع وعدد سكان بلغ قرابة الـ 600 ألف نسمة ، شهدت خلال العشرين عامًا الماضية نموًا سريعًا حيث وصل عدد المخططات فيها إلى 245 مخططًا إلا أن القصور حالف جوانب متعددة من هذا التسارع النهضوي حيث تجد أحياء قديمة لم تحظ بالخدمات المطلوبة بما يتناسب مع عمرها الذي بدأ مع بداية حفرالباطن بينما أحياء جديدة نشأت منذ سنوات قلائل أخذت نصيبًا كبيرًا من الخدمة وظلت الأحياء القديمة في طي النسيان .
نعم إن الفرق واضح والتطور ملموس في ميادين خدماتية عديدة ولكن يبقى القصور مرفوضًا من قبل المواطنين فحين ترى أنينهم وصرخاتهم التي تطالب من وسط هذا التطور بكل تأكيد سيتبادر إلى ذهنك وجود خلل ما يحتاج إلى ايجاد حلول ليحظى المواطن بالخدمة المناسبة والمأمولة . وبالطبع يحق لكل مواطن أن يطالب بحقه من الخدمة إن لم تتوفر له ، وكيف إن كان الحال يقضي بوجود أحياء قديمة بشوارع ترابية وخدمات غير مكتملة وأخرى جديد ينعم قاطنوها بطرق مسفلتة وإنارة ومياه وغيرها من خدمات أخرى تعاني قصورًا هي الأخرى .
وهنا تأتي آمال وطموحات أهالي حفرالباطن بأن تتفاعل الجهات المعنية بالخدمات الغير مكتملة أو الغير مرضية بالعمل على اتمامها لتتوازى مع النهضة الشاملة لهذه المحافظة والمملكة قاطبة . . وفي هذا الملف سنفتح الباب لكشف القصور في بعض الخدمات المقدمة للمحافظة وسكانها من كافة القطاعات الحكومية المختصة بهذه الخدمة أو تلك .
أقدم الأحياء
ها هو أقدم حي بالمحافظة يحكي معاناة دامت سنوات طوالاً إنه «حي أبو موسى الاشعري» أقدم الأحياء وتبلغ مساحته 5.130.894 متراً مربعاً وعدد سكانه يصل إلى 20 ألفًا في حين عدد مخططاته 9 مخططات والقطع المبنية فيها تصل إلى 6505 قطع كل هذه الأرقام تؤكد أن هناك عملاً من قبل بلدية حفر الباطن لم ينكره قاطنو الحي ولكن مطالبهم تجلت بنواح طالها القصور لتصب الى الاهتمام في تلك الجوانب أبرزها الطرقات المتصدعة حيث هناك شوارع ظلت على السفلتة القديمة دون إحداث أي ترميمات أو إعادة سفلتة وظهر عليها التهالك جراء السنين الطوال وأصبحت تشكل عبئًا على الأهالي وتسبب أضرارًا على مركباتهم .
إعادة سفلتة
جميع سكان الحي يؤكدون أن الحي يشهد نموًا سكانيًا وعمرانيًا، إلا أنه يفتقر لبعض الخدمات الرئيسية منها سفلتة الشوارع المتهالكة فهد الظفيري يقول في هذا الجانب: إن هناك شوارع منتشرة وسط الحي أكل الزمان عليها وشرب وجراء ذلك نشأت فيها حفر عميقة دون أن تشهد أي ترميمات مؤكدًا أن هذه الشوارع تحتاج إلى إعادة سفلتة أسوة بالأحياء التي تشهد ترميمات على مستوى شوارعها الداخلية ، ويشاركه الرأي أحمد البناقي مضيفًا أن العديد من الشوارع تفتقر للأرصفة ، ويتابع عدد من سكان الأشعري قولهم : إنه يصعب على الأهالي عبور الشوارع والتنقل بسياراتهم أو حتى أقدامهم أثناء هطول الأمطار نظرًا لتجمع المياه في شوارع الحي القديمة، وهناك في الجزء الشمالي من حي العزيزية بمساحة ليست صغيرة تتعالى صرخات أخرى من سكان الحي الذين يصفون الحي بالمنسي حيث يقول: إبراهيم العنزي أن هذا الجزء من العزيزية قديم جدًا رغم ذلك فالخدمات المقدمة إليه تسير على ظهر سلحفاة مؤكداً أن أغلب الشوارع الداخلية للحي غير مسفلتة ، ويعيش الأهالي وسط شوارع ترابية ، ويتساءل العنزي إلى متى سيظل حال الحي بهذا الشكل دون شوارع مسفلتة
غياب النظافة
واستغرب سكان الجزء الشمالي من حي العزيزية من الإهمال الذي ينتشر فى هذا الجزء من المحافظة وتساءلوا عن أسباب ذلك حيث يقول سليمان الشمري: إن المكان الواقع قرب جامع الراجحي يشهد غياب دور النظافة حيث سيارة البلدية تحضر بين فترة وأخرى ولا تهتم سوى بالحاويات مما يجعل النفايات ومخلفات البناء تتكدس في أجزاء من الشوارع ، أما محمد العنزي فيقيم في نهاية الحي من جهة الشمال ويؤكد أن عمال البلدية لا نراهم إلا نادرًا وتبقى المخلفات والنفايات وقتًا ليس بالقصير الأمر الذي يجعل السكان تحت طائلة الأمراض بسبب الظروف البيئية الناتجة من بقاء المخلفات والنفايات فترة بينهم .
المخلفات المتطايرة
فاضل العنزي أبدى استياءه من عدم الاهتمام بالنظافة وانتشار المخلفات وأكوام الأتربة في الشوارع مشيرًا إلى أن عمال النظافة يفرغون الحاويات فقط تاركين بقايا المخلفات المتطايرة والتي تتجمع حول المنازل بلا إزالة مؤكدًا أن العمال يحرصون على جمع علب المشروبات الغازية من حول المنازل تاركين غيرها دون إزالة.
ويشتكي سكان تلك الأحياء من تراكم مخلفات البناء بصورة كبيرة مطالبين البلدية بفرض عقوبات صارمة وفورية تطبق على أرض الواقع على أصحاب العقارات الذين يتركون مخلفات بنائهم دون إزالة فقط يبعدونها قليلا عن موقعهم ويتركونها مرتعًا خصبًا لتكاثر الفئران والحشرات .
حي الروضة هو الآخر لا يقل معاناة في هذا الجانب عن الأحياء الأخرى فأغلب شوارعه الداخلية ترابية كذلك حي النايفية الذي أبدى أهالي الحي تذمرهم من وضعه الراهن مؤكدين أنهم تقدموا بشكوى وطالبوا بسفلتة الطرقات التي لم تر هذه الخدمة رغم موقعها المهم داخل الحي وتعتبر من أقدم الطرق فيه، وهذا ما ذهب إليه صالح الشمري بقوله: البلدية تعمل على سفلتة الأحياء ونرى عملها على أرض الواقع ولكن لا يزال عملها يقتصر على عدد من الأحياء فلماذا تتجاهل أحياءنا رغم وجود ميزانيات مخصصة لهذا الجانب ودائمًا ما نسمع عنها ولكن لا نرى منها شيئًا يخص بعض الأحياء وخاصة القديمة منها .
أمراض صدرية
ويؤكد غالب سكان الأحياء ذات الشوارع الترابية أن المشكلة ليست على المركبات فقط بل إن هناك جزءًا كبيرًا منهم أصبح يعاني الأمراض التنفسية المستمرة فحين تكون الأجواء العامة للمحافظة هادئة وتخلو من الأتربة يتطاير غبار هذه الشوارع بسبب سير المركبات عليه ويشكل عبئًا كبيرًا على الأطفال والنساء والرجال مطالبين الجهات المختصة بالنظر إلى هذا الجانب المهم فيما يتعلق بصحة سكان الأحياء التي تعاني نقص هذه الخدمة .
احصائيات
وحتى ننقل الصورة من جميع جوانبها فهناك مشاريع عديدة قامت بها بلدية محافظة حفرالباطن بما يخص سفلتة الشوارع وإنارتها فقد جاء في إطار الجهود المبذولة التي أعلنت عنها بلدية حفرالباطن أنه بلغ إجمالي قيمة المشاريع الحالية سواء التي تم الانتهاء منها ،أو المشاريع الجاري تنفيذها حاليًا حوالي ( 198) مليون ريال ، منها (65) مليون ريال للمشاريع التي تم الانتهاء منها ، و(133) مليون ريال للمشاريع الجاري تنفيذها حاليًا ، كما تضمنت المشاريع التي تم الانتهاء مشروعات السفلتة والرصف والإنارة وبلغ إجماليها
(238.888.451) ريالاً ، كذلك مشروع السفلتة والإنارة مع استبدال الأعمدة القديمة فقد بلغت (1.265.496 ) مليون ريال ، هذا بالاضافة إلى عمليات النظافة في مدينة حفر الباطن والتي وصلت تكلفتها خلال الـ25عامًا الماضية (128.769.000 ) مليون ريال .
المفضلات