(حفر نيوز) - إبراهيم السليمان - حفر الباطن:
استمراراً لظاهرة العنف و حل الخلافات بالاعتداءات التي أصبحت ظاهرة في حفر الباطن أصيب أربعة طلاب من إحدى المدارس الثانوية بحفر الباطن أمس الأول الأربعاء بعد خروجهم من المدرسة بعدة طعنات إثر مشاجرة جماعية بين عدد من الطلاب نقلوا على أثرها إلى قسم الإسعاف والطوارئ بمستشفى الملك خالد وباشر الحادث ضابط خفر الملازم مسفر الدوسري، وقال المتحدث الإعلامي بصحة الحفر فيصل الشمري إن قسم الإسعاف والطوارئ بمستشفى الملك خالد استقبل أربعة طلاب مصابين بطعنات بالكتف وتم تقديم الإسعافات الأولية وغادروا الأربعة المستشفى بعد تلقيهم العلاج
و تشكل ظاهرة الاعتداء وسلوك العنف ظاهرة باتت مقلقة و مخيفة ؛ فيكفي أن نعرف أن إحصائية رسمية عن طريق رصد و استقراء للحوادث منذ عام 1424هـ حتى العام الحالي 1431هـ خلصت إلى حدوث (30 قضية قتل ) أغلبها لمراهقين , و وصلت المضاربات إلى (300 مضاربة ) استخدم في أغلبها آلات حادة كسكاكين و سواطير وعصي غليظة و بنادق هوائية و أسلحة و أدى بعضها إلى القتل و بعضها تسبب بجروح خطيرة , و أكثر من ثلث طلاب المرحلة المتوسطة و الثانوية يرون اللجوء إلى القنوات الرسمية و الأمن و الشرطة ضعفاً و جبناً و خوراً , بالإضافة إلى أن عدداً من الآباء يروجون لأبنائهم ثقافة الانتقام و أخذ الحق باليد , فيما أوضحت الدراسة أن 40% من الطلاب بالمدارس يلتحقون بمراكز معينة فراراً من العنف و التحاقاً بأقاربهم حتى و إن كانت المدرسة خارج الحي الذي يقطنه .
هذه النتائج و الإحصائيات جعلت المرشد الاجتماعي خالد ساير المطيري يعد دراسة مطولة عن ظاهرة العنف حيث يرى : " أن الاستعداد النفسي للعنف لدى المراهقين و الشباب في حفر الباطن ظاهرة و جليّة , بالإضافة إلى أن بعض المتعلمين و الأكاديميين و المثقفين لديهم أفكار عنصرية و اهتمامات عشائرية و تترس و انتماء خلف القبيلة , و عدم وعي البعض الآخر بظاهرة العنف و الموقف السلبي منها , و أخطر الظواهر هي ما يقوم به الآباء و المربون و رواد مواقع الانترنت من التبرير المستمر للعنف و هو خطا تربوي رهيب فلو سلمنا بذلك لما أصبح للعقوبات والحدود أي داعٍ "
و عن الأسباب يقول المطيري : " عملي في الإرشاد الطلابي و اختلاطي بعدد من القبائل والعوائل اتضح لي أن الأسباب باختصار هي الموروث الثقافي الذي استغل بطريقة خاطئة حيث تم تضخيم ثقافة الثأر و الانتقام و الاعتزاز بالقبيلة بالإضافة إلى عدم الخوف من النظام و ضعف الجوانب التربوية في البيت و شيوع تدخل الوساطة و الشفاعة في القضايا الحقوقية و النفعية و الأخطر من هذا و ذاك عدم الإحساس بهيبة الدولة و الركون إلى قوة القبيلة عند البعض "
و عن الحلول و المقترحات يرى المطيري " أن الحلول يجب أن تنبع من المجتمع كونه سبب شيوع الظاهرة و يرى أن الحلول عديدة منها : تعاون إدارة التعليم و مكاتب الدعوة و الإرشاد و الجمعيات التعاونية كمركمز الأسرة السعيدة بالإضافة إلى الأجهزة الرقابية لقيام كل جهة بواجباتها , و كذلك إقامة دورات تدريبية و ورش عمل و أقترح إقامتها في قسم النشاط بالتعاون مع المجالس المدرسية التي تضم معلمين و آباء و تقام في جدول زمني محدد , و الدعوة إلى قيام التوعية الإسلامية ومركز الأنشطة الطلابية بوضع نشرات توعوية داخل المدن و عند مناطق الازدحام في البلد , كما أنه يجب وضع أسبوع كامل في المدارس تقام فيه المعارض و توزع فيه النشرات و الدراسات و آثار الظاهرة على المجتمع , و حث الخطباء من قبل مكاتب الأوقاف بتخصيص يوم محدد لتكون الخطبة عن هذه الآفة حتى تعطي انطباعاً أقوى , و أخيراً دعوة الجهات التأديبية بتشديد العقوبات و الأحكام في قضايا العنف و التعدي باليد و اعتبارها خط أحمر لا يمكن تجاوزه مهما كانت الظروف عندها فقط ستتلاشى هذه الظاهرة و تصبح في طي النسيان".
المفضلات