[/QUOTE]
ومساء يملأه غلاي لمضائفي
ودعوني اروي لكم ما حدث معي قبل ايام قليلة
حيث كانت اختكم في كافيه قريب تعودت على التأمل من خلاله
في احدى زواياه حيث اعتدت ارى مرتاديه من خلال ذلكم الركن الهادئ
يساري المشهد مختلف حيث اطلالة المحيط وقبلها مرج ممتد يبعث
الراحة والسكون لكل نفس تبحث عنه وتحتاج اليه
على طاولتي المستديرة الصغيرة ذات المقعدين حيث انثر اوراقي
وادوات محبرتي
لحظات واذا بـِمُسنـّة ترمقني قبل ان يـُلبّى طلبها
واذ بها تجلس قبالتي على مقعد ليس بالبعيد
من وقت لآخر اسارقها النظر وإذ بها
ترمقني وهي ترتشف قهوتها
ترمقني وهي تتأمل ذاك المخلوق الغريب
المتشح بشئ من التراث !!
بعد قرابة نصف الساعة نظرت اليها مبتسمة حيث بادرتها متلفظة بـ hi
لكسر حاجز التأمل - على الاقل من طرف واحد -
بادلتني الابتسامة ونهضت متوجهة نحوي
واستاذنت بالجلوس وكأنها تنتظر تلكم الـ هاي
فــ
رحبت بها ململمة اوراقي
واذا بها تبادرني السؤال
وبلهجة اصيلة وبلغة على بلاد المغلوبين دخيلة -كما هي طبيعة الحال-
بادرتني بإعجابها بزي مختلف مشبهته بلبس الراهبات
فأجبتها مبتسمة قائلة :: هذا لباس من لديهن دين وربٌ يخشينه
ثنـّت بسؤالها
هل انتي من بلاد الهند ؟
فأجبتها لا سيدتي انا من بلاد السعودية
فردت ::
آهـــــ بلاد الارهاب !!
فقلت لها ::
نعم بلاد السلام
قالت مستهجنة ردي مقزّمةً ثقتي ::
أي سلام ? !!
وبسؤالها هذا راح تفكيري لبرهة قصيرة
رحت اتذكّر سلام العملاء سلام الخونة سلام الجبناء
وهو السلام الذي اطلق عليه (سلام الشجعان) بين خونة الارض المباركة وبين شعب الاحفاد
-ما علينا -
رجعت بتفكيري وقلت لها سيدتي ::
سلام الاسلام
قالت بكل جرءة ::
اي سلام !! سلام يقتل الابرياء ويفجـّر الطائرات
فأجبتها ::
ما تعنيه سيدتي يسمى بـ دفاع الضفعاء وردة فعل قهر البسطاء
بعدها
صارت تتأمل كلام هندية في نظرها ارهابية المنشأ ....
لم اترك لها فرصة حيث داعبت اقدس اوتاري
فقلت لها ::
ممكن تعيريني انتباهك اسمعك اجمل قصة في التاريخ
وسأرويها على عجل وربما لها علاقة بحديثنا ..
فردت بكل ممنونية متوثبة ::
أف كورس
فقلت لها سيدتي
يحكى ان رجل نبيل يلقـّب بالامين
ولد يتيم وعاش فقير
لفقره عجز عن تعلّم القراءة والكتابة
رعى الغنم لكنه لم يسجد لصنم
كان بلا دين حتى الاربعين لكنه في رحلة بحث عن الدين الحق
عاش حراً ومات عبداً
" عفواً "
لكنه لم يمت كما يموت الكثير من العبيد
لكن مات يعرف العبودية الحقـّة للمعبود الاحد الذي لم يلد ولم يولد
(( كانت العجوز تحدّق فيني وعيوني تنهمر منها الدموع كما هي عليها
الحال الآن وأنا أكتب لكم عن حوار دار
في حانوت على الطريقة الغربيـّة
وهي تتعجّب ..
فقالت :: انا اسفة هل من تحكي عنه ابوكِ ))
فقلت لها ابداً لكن احب الي من ابي واعظم منه
مع انني لم اره
هزت رأسها لـ تستدرر الكلمات وتعرف منه ذلكم الرجل
الذي تبكي منه فتاه في جزيرة نائية ملك شغاف قلبها ولم تره
استطردت حديثي فائلةٍ ::
نعم هكذا عاش الرجل وفي اكتمال عقده الرابع
أدعى أمراً ما
تبعه نفر قليل فـ حورب وفي يوم من الايام
اجتمعت قبيلته لقتله فرحل متخفيا خائفا يترقـــّب
وبعد بضع عشر يوم بلياليهن وعلى مسافة مئات الكيلو مترات
وصل الطريد لمدينة اخرى حيث فيها من ينصرونه
تدرين سيدتي بعد هذا العناء والتعب
ماذا قال الطريد عندما اجتمع الناس وهم فرحين بلقياه
قال لهم اربع عبارات فقط ::
قالت العجوز وماذا قال ؟ !!
قلت لها قال ::
ايها الناس افشوا السلام
واطعموا الطعام
وصلوا بالليل والناس نيام
تدخلوا جنــّة ربكم بسلام
وقفت لبرهة لأترك لعجوز الجزيرة حريـّة التأمل ..
ثم قطعت ذلك بقولي ::
سيدتي تأملي أول عبارة لذلكم الرجل
أيها الناس افشوا السلام
نعم انه يأمر بأفشاء السلام
لكن تعلمي .. ماذا يا ترى .. اي سلام يقصد ؟ !!
سيدتي أنه يقصد سلام المحبة
سلام الحياة .. سلام الاديان .. سلام الانسان لاخيه الانسان
قطعت تفكيرها بقولي ::
سيدتي هل تعلمي زمن هذه القصّة ؟ !!
أنه قبل 14 قرن من السنين
وهل تعلمي كم هم اتباعه الان ذلكم الرجل ؟ !!
انهم الان قاربوا المليار والثلث انسان على وجه الارض
سيّدتي
ان ذلكم الرجل هو محمد - صلى الله عليه وسلم -
محمد الانسان
محمد السلام
دينه وديني ودين اتباعه الاسلام دين السلام
نعم انا سيدتي سارا وبلدي بلد السعودية بلد الاسلام
بلد السلام
هنا اسدل الستار على حوار بعد ما تبادلنا العناوين
لعل وعسى تكون الاحاديث ذات شجون عن دين ربما
يهديها الله اليه عجوز بلغت من الكبر عتيـّا ويبقى قلبها
بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء
سائلة المولى هدايتها انه على كل شئ قدير
اللهم آمين
اترككم
سارا الجزيرة
واسفة على الاطالة
المفضلات