مساكم الله بالخير
ظهرت سيارتا "بي.إم.دبليو ميني" و"فيات 500"، المصممة على الطراز القديم، لتكونا عنوانا لصيحة جديدة نحو إنتاج سيارات صغيرة الحجم تقتصد استهلاك الوقود، لكنها تتمتع بكل مواصفات الراحة والرفاهية، التي تتيحها السيارات الكبيرة الفارهة، وهو أمر كان ينظر إليه في الماضي على أنه صعب المنال.
وفي هذا السياق شهد معرضا ديترويت وفرانكفورت للسيارات مؤخرا عرض مجموعة كبيرة من نماذج السيارات الصغيرة و"الميني"، في سوق يقول الخبراء أنه سيشهد نمو مطردا نظرا لتداعيات غلاء أسعار الوقود، إلا أن المستهلكين ليسوا دائما مستعدين للتخلي عن وسائل الراحة التي توفرها السيارات الكبيرة كمكيفات الهواء والنوافذ الكهربائية وجهاز استريو عالي الجودة.
التكنولوجيا الحديثة في خدمة السيارات الصغيرة
مكنت ابتكارات التكنولوجيا في صناعة السيارات من إحداث ثورة في مجال اقتصاد الوقود، سواء تعلق الأمر بآليات التشغيل والإيقاف التلقائي، أو تجديد نظام الفرامل أو إنتاج موديلات جديدة من محركات البنزين والديزل، ومن محاسن هذه الابتكارات تقليص نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون .
وعلى سبيل المثال لا الحصر، تتميز سيارة "فولكس فاجن من طراز "بولو الجديد"ة والمزودة بمحرك قوته خمسة وخمسون كيلووات، أي ما يعادل 75 حصانا، بإستهلاك 3،3 لتر لكل مائة كيلومتر، فيما يبلغ حجم الانبعاثات منها 87 جراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر.
أما بخصوص تكنولوجيا التشغيل والإيقاف التلقائي، فإن النظام يوقف المحرك عندما تكون السيارة متوقفة، في حال عدم وجود حاجة للوقود، كما يعاد تشغيل المحرك تلقائيا بمجرد استعداد السائق للانطلاق بسيارته. وقال كريستوف شتورمر، المحلل المتخصص في شئون السوق بمؤسسة "جلوبالانسايت" للتحليل الاقتصادي والمالي في فرانكفورت: "يمكن ملاحظة عدد تلك النماذج الخاصة من السيارات الموفرة بأن تعمل النزعة الحالية على إثارة "موجة من الابتكارات الجديدة التي تحتاج إليها صناعة السيارات".
منافسة قوية في سوق تتوسع باطراد
وتتوقع شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" العالمية للخدمات الاستشارية زيادة الإقبال على السيارات الصغيرة الفارهة خلال الأعوام المقبلة، ويظهر هذا التوجه من خلال معروضات عدد من شركات السيارات لنماذج متنوعة من هذا الصنف. وتقول شركة "أودي" الألمانية لصناعة السيارات إنها ستكون أول شركة تعرض سيارة صغيرة فارهة عندما تكشف النقاب عن السيارة "أودي إيه1" في معرض جنيف للسيارات في مارس / آذار المقبل، لتنافس مع مثيلاتها من طراز "ميني كوبر".
كما تسعى الشركة إلى إنتاج سيارة هجين عام 2011، مزودة بمحرك قوته 140 حصانا، وآخر كهربائي بقوة 27 حصان. ويتوقع أن لا تستهلك هذه السيارة أكثر من 9،3 لتر من الوقود لكل 100 كيلومتر. ويعتمد بناء هذه السيارة على إمكانية استعمالها لمحرك كهربائي يصل مداه إلى خمسين كيلومترا ولا تصدر عنه أي انبعاثات. كما تعتزم شركة "أستون مارتن" البريطانية للسيارات إنتاج سيارة" ميني" فارهة تحمل اسم "سيجنت"، يعتمد تصميمها على أساس سيارة "تويوتا آي.كيو".
المفضلات