[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]








ليست العربية ولا هي الاجنبية ولا اللهجة المحلية هي المقصودة بمقالي اليوم
إنما سأتحدث عن لغة أخرى أكثر سيادة وشيوع في وطني العربي بلادي من الشام
الى أين لا أحد يدري ..

لغة الصمت أو لغة الخرسان .. فحينما تتثاقل على كاهلك الاعباء والهموم و تطفح
الالام عن حدودها المعقولة القابلة للاحتمال والصبر فما عليك سوى أن تصمت
وحينما تمشي في شوارع بلدك وترى كل الالوان المخضبة بالدخان و التلوث
فما عليك سوى أن تصمت
وإن قدر لك أن تدخل الى مدائن لا يسكنها الا الصم والبكم فما عليك إلا أن تصمت
وعندما ترى الكراسي هاجعة في أمكنتها لا تتحرك فما عليك سوى الصمت ..
وإن قدر لك أن تحيا في زمن اللصوص و الحرامية فكل ماينبغي عليك أن تضع
يدك على فمك و تصمت ..

وإن قدر لك ان ترى أنماط السلوك غير الحضاري فما عليك الا أن تضع يدك
على عينيك لكي لا ترى .
وعندما تمر بمحطة فضائية ولا ترى فيها سوى الخطب العصماء وغير القابلة
للتحقيق فماعليك سوى ان تضع يديك في أذنيك و تصمت.
وعندما تقرأ في الصحف و المجلات أننا من دول الارهاب فما عليك سوى
أن تضع يدك على عينيك وفمك و تصمت .

وعندما تكتشف أن دواءك منتهي الصلاحية و طعامك ملوث بالبقايا النووية
فلا تستجدي الهيئات الرقابية بل درب نفسك على الصمت .
لأنك مهما صرخت في هذا القاع لن يسمعك سوى الجدران ولن ترد عليك
إلا بالصمت المطبق ..فهي جدران مصممة من مواد عازلة.
وفي خضم هذا الواقع ماعليك سوى أن توطن نفسك على الصمت
و تعود عينيك على حجب الرؤيا و أذنيك على عدم السماع ..

وإن تثاقل الامر جداً على الكاهل فما عليك سوى اللجوء لأقرب
حديقة ( إن وجدت ) فتحدث للأشجار التي تموت وهي واقفة ..
فلن تستجيب لنداءك تلك الخشب المسندة لقد ماتت الاشجار
في عصر التلوث، فلقد بات كل شيء معرضاً للتلوث حتى طال
الفكر والقلم و الورقة و المبادئ و القيم و الأخلاق .
وفي معمعة التلوث تلك لازلنا نردد بلاد العرب أوطاني ....




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]