بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يرزقك الله عز وجل ... ويميزك عن غيرك من عباده ...
بمنحك صديقا صدوقا صادق الوعد منصفا ... كما وصفه الامام الشافعي ..
فاعلم أنك على خير عظيم ...
وهل هناك أعظم .. من صديق ... إن غفلت ... ذكرك ...
وإن ذكرت أعانك ...
وإن ضعفت قوّاك ...
وإن وقعت .. مد لك كفه ...
وإن خُذلت ... آزرك ... وأحيا فيك الهمة من جديد ...
وإن جُرحت ... كان لك البلسم الشافي ...
ابتسامته التي لاتفارق وجهه ... تناديك ..
فكأنها تقول لك ...
ابتسم ... فلازال هناك الكثيرون ممن يستحقون الابتسامة من أجلهم ..
اضحك ... إن لم يكن من أجلك فمن أجل غيرك ... ممن يشد ظهره بك ...
مثل هذا الصديق ...
يكون لك كالطريق الذي يوصلك إلى الخير ..
طريق .. تنبت على جنباته ... أزهار الامل ....
ليقودك ... إلى كل خير ... ويردك عن كل شر ..
وكيف لا يردك ..
وهو لا يفتأ عن تذكيرك بالله ...
ونصحك .. كلما رأى منك زلة قدم ..
مثل هذا ... يتوجب عليك أن تعض عليه بنواجذك ...
وأن تتشبث به .. كتشبث الغريق .. بلوح خشب .. ساقته الأمواج ... إليه .. بأمر الله ...
ولكن ... لكل بداية نهاية ...
ولكل عشرة ... فراق ...
والادهى ...
أن يكون الفراق أبدي في هذه الحياة الفانية ...
بسبب الموت ...
حينها ...
لا يفارق خيالك طيف صاحبك ...
بل تتذكره في كل حركاتك وسكناتك ...
وتتجلى .. مواعظه .. ونصحه .. لك .. وكأنه يعيش معك ...
حينها ... يحق لك أن تصيح بأعلى صوتك ... قائلا :
عهدتك واعظا في كل خطب = وأنت اليوم أوعظ منك حيّا ...
المفضلات