كان هذا ردّاً لي على أخي منصور الرائع في موضوعه الرائع..
أضعه هنا للذكرى أو الفائدة أو للعوده له في أيّ وقت أريده..
الفكرة هي الفكرة سواء في إجابياتها أو سلبياتها..
فغرضها يا ينتفع به البعض لأتفاقهم معها أو تضرَّ ببقيتهم لأختلافهم مع مضمونها..
والمقصود من الأختلاف هنا هو ما يعكس مشاعرهم سواء أصتدمت بواقهم
في أنفسهم من خوالج أو أصدمت بما ترفضه عقولهم بشدة من الأشياء..
فلا يشوّه وجه الفكرة إلا خروجها عن الفائدة أو المصلحة العامة
لأنها لو كانت فردية تختص بصاحبها لوجدت أن هناك الكثير من يشوّها
وهذه من طبيعة الأشياء.. وأن بقيت عامة في مصلحة العامه لا تجد منهم
من يتجرأ على تشويه أمرها لأنه يخشى أن يكون خارج الجماعة ومن شذّ
منها شذّ لوحده لا يجد مكاناً له بينهم..
قد يرسم أحداً فكره لنفسه ويرى وقت كتابته لها أنها واضحة وأنه حينما
يضعها أمام العامة سيدركون وجودها ويفهمون عليها.. ولكن يكتشف
أن من بينهم لم يكن لها محباً لأنها تختلف مع عقله أو تعكس له مشاعره..
فيبادر سواء في فعله أو قوله لرفضها سريعاً.. وليس معنى هذا أنها فكرة
مشوّهة ولا يحق لها البقاء وأنما أختلف معها ذلك العقل لأختلافها معه..
وكأن هذه الحالة في أختلافها هي خلافات وأختلافات شخصية..
ما أريد أن أصل له حتى يكون أعتقادي أكثر وضوحاً..
أن الفكرة دامها خرجت من عقل صادق وثقة مقدسة بالإيمان
فأنها لا تأتي إلا بما هو نافع للمجتمع.. ولا يمكن أن تكون صاحبة صورة
مشوّهة إلا وأن هناك من أراد لها ذلك.. ولكن مع ثقتها وصدقها
ستعوم وتصل إلى مرادها حينها سيكتشف من أراد تشويهها أنه ضعبف
الحيلة أمامها عاجز أن يخفي أو ينكر منها شيئاً..
وقد أكتب فكرة جاءت بها مشاعري وكأن هناك من ألهمها ذلك بحيث
لم يكن للعقل وقتها وجوداً غير تلك الشاعرية التي تحكم تلك اللحظات
والتي جاءت بتلك الفكرة.. هنا قد تجد فكرتك التي كنت مؤمن بها في تلك
اللحظات قد تشوّهت بعد خروجك من تلك المشاعر..
لأن ما تتفق معه في المشاعر اليوم قد تختلف معه غداً مع أختلاف
مشاعرك..
لذا لكي تجد فكرة غير قابلة للتشوهة يجب أولاً أن يتفق معها الجميع
في عقولهم ومشاعرهم.. بحيث أن أنكرتها المشاعر ينقذها العقل
وأن أنكرها العقل تنقذها المشاعر..
فأرجوا أن تكون فكرتي قد وصلت إلى عقولكم ومشاعركم..
أخي منصور الغالي كنت دائماً مبدعاً.. وما دام هذه أفكارك بصدقها وثقتها
فأنت خير من يمثل الفكرة في محاسنها..
شكراً لك..
المفضلات