يستعجلون الأيام.. ولا يدركون أنهم يسحبون أيامهم من أرصدة أعمارهم..
فوقفة مع تلك الأيام التي ذهبت مثلما جاءت.. وأنقضت في سبيلها مثل باقيها..
ليدرك صاحبها بعدها..
أنها ما هي إلا من الزائرات الـلأتـي ياخـذنّ من الوجود أكثر مما أن يعطـنّ..
فلتفيق الأعين من نومها.. ولتضع الأنفس كل شئ في مكانه الذي جاء من أجله..
ويكون بالصورة التي جاءت به رسالته..
قد يجد البعض من الكبّار في داخله شعوراً بأن الأيام والأعوام تجري سريعاً..
وكأنها في سباق مع الزمن.. يجدها تمرّ وكأنه نام ليلته وأصبح صبحه فوجد عاماً جديداً..
فالأيام والسنون هي مازالت في مرورها على حالها..
ولم يتغير في تكوينها شئ.. حتى تأتي وتمرّ بغير عادتها..
ولكن هذه الرؤية في تسارعها لا يجدها في داخله إلا الكبّار.. لأن عقولهم كبرت وتوسع ما فيها..
لهذا هم ينظرون للشئ بحجم وتوسع عقولهم..
بينما لو سألت أحد الأطفال عن الأيام وتسارعها.. لقال لك :
بأنه يشعر في داخله بأنها واقفه وتتأخر كثيراً في جريها ومرورها..
لأن عقله لم يصل بحجمه الذي يشبه حجم عقول الكبّار من حوله..
فنظرته تكون بحجم نظرة عقله..
ولأنه يتمنى أن يكبر في سنه بأسرع ما يمكن وجد أن سنين عمره بطيئة لا تمرّ سريعاً..
لهذا ليس صحيحاً بأن الأيام والأعوام قد تغيرت وأصبحت غير ما كانت عليه في جريها ومرورها..
وأنها تأتي سريعاً في غير عادتها..
إذاً يجب أن نعود إلى الصورة التي تمثل حجم عقولنا الحقيقي مع حفظ ومراعات رؤيتنا لها في كبرها ..
لتكون نظرتنا للأشياء على طبيعتها وحقيقتها..
وبهذا كأننا نعود للبراءة من جديد إن لم تعد موجوده في داخل كلاً منا..
وكأني هنا.. أدعوا بأن تعود العقول إلى أصالتها وفطرتها.. وأنها مهما كبرت في حجمها لا ينسّيها كبّرها
ما كانت عليه في صغرها.. ولا يفقدها تلك البراءة في الرؤية وفي تلك المشاعر..
المفضلات