لو كان عندهم ما يخافون عليه... لم ينتصروا في أيَّ نصرٍ من إنتصاراتهم...
لأنهم تجرّدوا من كل الروابط التي بمن حولهم.. ولم يبقى لهم في حياتهم ما يخشون عليه...
لهذا يقولون ( لا تتحدى إنساناً ليس لديه ما يخسره )..
حكمة ساذجة بل ( سخيفة ).. علّها لا تكون شعاراً لنا..
فالكثير منا من يحمل في نفسه شعارات وأمثال وحِكّم
تدير حياته.. وتملك أموره.. وتحكم عقله..
وتنقله من مكان إلى مكان آخر لا يعلم عنه شيئاً سوى أن هناك من همس له في ذلك ..
فماذا لو تجردنا من كل تلك الدواخل التي في داخلنا.. ولم نترك لأيَّ أمرٍ من تلك الأمور يصنع لنا واقنا وحياتنا..
وأستمعنا إلى أعماقنا.. وإلى همس مشاعرنا.. ونبض قلوبنا .. وجمال أرواحنا بكل ما فيها
من صدق وعفوية وبراءة كما خلقها خالقها..
لوجدنا أن الحياة غير الحياة.. والناس غير الناس.. والمشاعر غير المشاعر..
وأن في العمر أشياء كثيرة أكثر قيمة وأكثر أهمية وواقعية وتحتاج أن نستمع إليها ونفهم عليها..
فإننا بذلك نستطيع أن نصنع المستحيل دون أن يتدخل علينا أيَّ دخيل آخر لا نؤمن به غير أننا أتـقـنّـا حفظه
كحفظنا للعناوين والأسماء..
فلنستمع لإنسانيتنا في أعماقنا.. إستماع العاشق الهائم
المفضلات