صفحة 13 من 16 الأولىالأولى ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 الأخيرةالأخيرة
النتائج 121 إلى 130 من 152

الموضوع: 乂 تأملات قـرآنيــــة 乂

  1. #121
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    "إذ جاء تكم جنودٌ فارسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا"

    يقول الله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاء تكم جنودٌ فارسلنا عليهم ريحاً وجنواً لم تروها وكان الله بماتعملون بصيرا . إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الطنونا. هنالك أبتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدا "
    كان هذا هو يوم الأحزاب ، يوم أن تحزبت أمم الكفر من المشركين واليهود والوثنيين على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام فتنادوا من كل حدب وصوب ، فاجتمع كفار مكة مع غطفان وبني قريضة وأوباش العرب على حرب المسلمين وجاؤا بجيوشهم ال****ة وبعددهم وعتادهم وكانوا زهاء إثني عشر ألفاً جاؤا ليقضوا على الإسلام ويمحوه من الوجود ، وربما كانوا يخططون لفرض نظامٍ عالمي جديد ! وأحاطوا بالمسلمين إحاطة السوار بالمعصم وضيقوا عليهم الخناق في المدينة ودب الرعب والذعر في الناس وظن كثيرون أن الهلاك واقع لامحالة وأنه لاقبل لأحد من المسلمين بهذه الأعداد ، ولكن المؤمنين كانوا واثقين من نصر الله فكان النصر العظيم من عند الله ، نصر جنده بمعجزة من عنده لم تصمد لها تلك الألوف المؤلفة ولم تستطع الوقوف في وجهها، فولت الأدبار وكان النصر للمؤمنين دون إراقة دماء ولا فقد أرواح ، فقد أرسل الله تعالى ريحا من عنده اقتلعت بيوتهم وكفأت قدورهم وأرسل عليهم الملائكة فزلزلتهم وألقت الرعب في قلوبهم ( ومايعلم جنود ربك إلا هو ) .
    سبحان الله ! هكذا نصر الله يأتي في لحظة العسر ولحظة الشدة والضيق وبأهون الأسباب بل بما لايخطر على بال أحد ... ولكن أين الإيمان ؟؟ ياهل ترى هل تستطيع أكبر القوى وأعظم الجيوش والدول بما أوتيت من تكنولوجيا وأسلحة نووية وجرثومية وعابرات للقارات وأقمار تجسس ، هل تستطيع أن تثبت على سبيل المثال أما طوفان يرسله الله عليهم فيغرقهم هم وأسلحتهم ومعداتهم ؟! أو ريحا عاتية ذات أعاصير فتقتلعهم وتهلكهم ؟ أو حشرة صغيرة تفتك بهم فتلقيهم صرعى ؟!! إن الله قوي عزيز لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .
    ثم عد إلى الآيات لترى التصوير القرآني البليغ في وصف حالة الخوف والهلع التي بلغت بالمسلمين في ذلك اليوم العصيب حينما تكالبت قوى الشر وتحالفت على حرب المسلمين وهم قلة لايتجاوز عددهم ثلاثة آلاف مجاهد أمام إثني عشر مقاتل جاؤا من كل حدب وصوب ( وإذ زاغت الأبصار ) أي مالت حيرةً وشخوصاً لشدة الهول والرعب (وبلغت القلوب الحناجر) أي زالت عن أماكنها من الصدور حتى كادت تخرج من الحناجر ( وتظنون بالله الظنونا) أي وكنتم في تلك الحالة الشديدة تظنون الظنون المختلفة وهي مجرد خواطر وإلا فهم مؤمنون بوعد الله ، ولكن المنافقين كانوا يظنون ظن السوء ويقولون ماوعدنا الله ورسوله إلا غرورا. (هنالك ابتلي المؤمنون) أي امتحنوا واختبروا ليتميز الصادق من المنافق ( وزلزلوا زلزالاً شديدا) أي وحركوا تحريكا شديداً حتى كأن الأرض تتزلزل تحت أقدامهم ، ولكنهم ثبتوا وسلموا أمرهم لله وقدموا أرواحهم فداءً لدين الله ، فلما علم الله صدق إيمانهم نصرهم بنصر من عنده ( وماالنصر إلا من عند الله ) .وإن ينصركم الله فلاغالب له. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن على المسلمين بنصر من عنده وأن يثبت أقدام المجاهدين في سبيله وأن ينصر الفئة القليلة على الطغمة الكافرة وأن يرد كيد الظالمين في نحورهم وأن يجعل الدائرة عليهم وأن يجعل بأسهم بينهم شديد وأن يرينا فيهم عجائب قدرته ، اللهم يامنزل السحاب وياهازم الأحزاب اهزم أحزاب الكفر، اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم ، اللهم إنهم لايعجزونك فاهزمهم شر هزيمة ياعزيز ياقوي ، اللهم لاترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم آية ، اللهم أعلي راية الجهاد وأدحض أهل الزيغ والفساد ، اللهم امنن علينا بنصر تقر له عيوننا وتشف به صدور قوم مؤمنين إنك سميع مجيب وبالإجابة جدير. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  2. #122
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    "إن زلزلة الساعة شئ عظيم"

    يقول الله تعالى : " ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم . يوم ترونها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد "

    أخي الكريم عد معي بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، إلى إسبوع مضى إلى تلك الأحداث والمشاهد التي لاشك أنها لم تبرح مخيلتك بعد ، وكيف كان شعورك وأنت تنظر إلى تلك المناظر وكيف كان الرعب والخوف يتملك قلبك وأنت على بعد آلاف الأميال منها، وهكذا كان حال معظم من شاهدها من جميع أقطار المعمورة ، وكيف كان حال القريبين من موقع الحدث ورأيت بعينيك ماصاحب تلك الأحداث من مشاهد الخوف والفزع والهلع الذي أصابهم وقد تملكهم الخوف وانطلقوا في كل حدب وصوب لايلوون على شيء في منظر مرعب مخيف ، سحب الدخان الداكن الكثيف تنتشر بسرعة وألسنة للهب مثل الجبال والناس يتساقطون من أعالي المباني والهدم والدمار والصراخ والعويل.
    أخي الكريم : هل ذكرك ذلك المشهد بمشهد يوم القيامة الذي جاء وصفه في كتاب الله وفي أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وبالتحديد هل وقفت مرة عند هذه الآية وتأملتها وتخيلت المشاهد التي جاءت فيها ؟ إن ماشاهدناه من صور مرعبة وأحداث مهولة لاتعدل معشار أهوال يوم القيامة وأحداثها. كيف لا ؟ هذا دمار محدود ويوم القيامة سوف يكون الدمار في كل أرجاء الكون ، الأرض سوف تتزلزل من تحت الأقدام، المباني الشاهقة سوف تسقط وتتهدم ، والمصانع القائمة سوف تشتعل فيها النيران، والبحار وماأدراك مالبحار سوف تتحول إلى نيران مشتعلة ، والجبال الراسية سوف تكون كالعهن المنفوش وهو القطن المتطاير في الهواء. يالها من مشاهد تتقطع القلوب من ذكرها فمابالك بمشاهدتها ومعايشتها ؟ اللهم رحماك رحماك يارب .. ويكفي وصف الله تبارك وتعالى لتلك الزلزلة بأنها شيء عظيم : إن زلزلة الساعة شيء عظيم ، يحذرنا سبحانه وتعالى وهو العالم بأحوالنا الرحيم بنا يحذرنا من شر ذلك اليوم ويوجه الخطاب إلى الناس وليس للمؤمنين فحسب بل لكل البشر : ياأيها الناس اتقوا ربكم أي خافوا عذاب الله وأطيعوه بإمتثال أوامره واجتناب نواهيه إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم : تعليل للأمر بالتقوى أي أن الزلزال الذي يكون بين يدي الساعة أمر عظيم وخطب جسيم يوم ترونها : أي في ذلك اليوم العصيب الذي تشاهدون فيه تلك الزلزلة وترون هول مطلعها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت : أي تغفل وتذهل مع الدهشة وشدة الفزع كل أنثى مرضعة عن رضيعها ‘ فإذا رأت ذلك المنظر نزعت ثديها من فم طفلها وفرت عن أحب الناس إليها وهو طفلها الرضيع !! وتضع كل ذات حملٍ حملها : وتسقط الحامل مافي بطنها من هول الفاجعة وشدة الواقعة ، وترى الناس سكارى وماهم بسكارى: أي تراهم يترنحون ترنح السكران من هول مايدركهم من الخوف والفزع وماهم على الحقيقة بسكارى من الخمر ولكن عذاب الله شديد : أي أن أهوال الساعة وشدائدها أطارت عقولهم وسلبت أفكارهم.
    أخي الكريم : دعنا نتساءل (أنا وأنت ) ماذا أعددنا لأهوال يوم القيامة ؟ أم أن عندنا شك في هذا الكلام ؟ كلا ، إنه كلام ربنا الحق الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ووالله أن ماذكره لنا في كتابه وماصوره لنا من تصوير ووصفه لنا من وصف سوف يقع بتفاصيله وصوره لامحالة ، فالله الله في العمل والإستعداد لتلك الأهوال ، فلا منجي والله إلا الله ولا ينفع الإنسان إلا ماقدم ، إن خيراً فخير وإن شراً فشر. الأيام تمضي والساعات تمر والعمر يتقدم والساعة تقترب وعلاماتها الصغرى قد اكتملت والكبرى بوادرها على الأبواب وإذا جاءت أولاها تلتها أخواتها كما تنخرط حبات المسبحة إذا ماانفرط عقدها، فماذا أعددنا لها ؟ كم هو موجع هذا السؤال ولكنه مفيد مادمنا في ساعة الفسحة وزمن المهلة ! نعم ماذا أعددنا لها من أعمال صالحة ؟ جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال يارسول الله متى الساعة ؟ قال: ماذا أعددت لها ؟... نعم إي والله ماذا أعددنا لها ؟! أعمارنا محسوبة وأيامنا معدودة وكل ساعة محاسبون عليها فماذا أعددنا ؟ هل ننتظر حتى يداهمنا الموت (وماأقرب الموت) حتى نبدأ العمل ؟ إذن اسمع قول الحق تبارك وتعالى : حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب إرجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون.
    اللهم إنا نسألك توبة قبل الموت وراحة عند الموت ونسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار ، اللهم آمن روعاتنا واغفر زلاتنا وتجاوز عن سيئاتنا وتب علينا واجعلنا اللهم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله.



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  3. #123
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    ورد في القرآن ذكر المشرق والمغرب بالإفراد{رب المشرق

    والمغرب} وبالتثنية{رب المشرقين ورب المغربين} وبالجمع{فلا


    أقسم برب المشارق والمغارب}


    - الإفراد: باعتبار أصل الجهة

    - التثنية: باعتبار أقصى نقطة في الشتاءوالصيف[السرطان والجدي]

    - الجمع: باعتبار مشرق كل يوم ومغربه،لاختلاف مشرق كل يوم
    في السنة عن غيره[360 مشرق ومغرب]


    [ينظر: تفسير ابن كثير]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  4. #124
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    9-رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً

    مقدمة تفسير سورة المزمل عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم سورة المزمل عليه السلام وهي مكيةقال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار حدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي حدثنا معلى بن عبد الرحمن حدثنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا سموا هذا الرجل اسما يصدر الناس عنه فقالوا كاهن قالوا ليس بكاهن قالوا مجنون قالوا ليس بمجنون قالوا ساحر قالوا ليس بساحر فتفرق المشركون على ذلك فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه وتدثر فيها فأتاه جبريل عليه السلام فقال « يا أيها المزمل » « يا أيها المدثر » ثم قال البزار معلى بن عبد الرحمن قد حدث عنه جماعة من أهل العلم واحتملوا حديثه لكن تفرد بأحاديث لا يتابع عليها-يأمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يترك التزمل وهو التغطي في الليل وينهض إلى القيام لربه عز وجل كما قال تعالى « تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون » وكذلك كان صلى الله عليه وسلم ممتثلا ما أمره الله تعالى به من قيام الليل وقد كان واجبا عليه وحده كما قال تعالى « ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما وحمودا » وههنا بين له مقدار ما يقوم فقال تعالى « يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا » قال ابن عباس والضحاك والسدي « يا أيها المزمل » يعني يا أيها النائم وقال قتادة المزمل في ثيابه وقال إبراهيم النخعي نزلت وهو متزمل بقطيفة وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس « يا أيها المزمل » قال يا محمد زملت القرآن وقوله تعالى « نصفه » بدل من الليل « أو انقص منه قليلا أو زد عليه » أي أمرناك أن تقوم نصف اللبل بزيادة قليلة أو نقصان قليل لا حرج عليك في ذلك وقوله تعالى « ورتل القرآن ترتيلا » أي اقرأه على تمهل فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره وكذلك كان يقرأ صلى الله عليه وسلم قالت عائشة رضي الله عنها كان يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها وفي صحيح البخاري « 5046 » عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كانت مدا ثم قرأ « بسم الله الرحمن الرحيم » يمد « بسم الله » ويمد « الرحمن » ويمد « الرحيم » وقال ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة رضي الله عنها أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان يقطع قراءته آية آية « بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين » رواه أحمد « 6/302 » وأبو داود « 4001 » والترمذي « 2927 » وقال الإمام أحمد « 6/302 » حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال لقارئ القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ورواه أبو داود « 1464 » والترمذي « 2914 » والنسائي « قرآن81 » من حديث سفيان الثوري به وقال الترمذي حسن صحيح وقد قدمنا في أول التفسير الأحاديث الدالة على استحباب الترتيل وتحسين الصوت بالقراءة كما جاء في حديث زينوا القرآن بأصواتكم و ليس منا من لم يتغن بالقرآن « 7527 » و لقد أوتي هذا مزمار من مزامير آل داود يعني أبا موسى فقال أبو موسى لو كنت أعلم أنك كنت تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا « خ5048 م793 » وعن ابن مسعود أنه قال لا تنثروه نثر الرمل ولا تهذوه هذ الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة رواه البغوي وقال البخاري « 775 » حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن مرة سمعت أبا وائل قال جاء رجل إلى ابن مسعود فقال قرأت المفصل الليلة في ركعة فقال هذا كهذ الشعر لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلىالله عليه وسلم يقرن بينهن فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين في ركعة وقوله تعالى « إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا » قال الحسن وقتادة أي العمل به وقيل ثقيل وقت نزوله من عظمته كما قال زيد بن ثابت رضي الله عنه أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فكادت ترض فخذي « خ4592 » وقال الإمام أحمد « 2/222 » حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو قال سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت يا رسول الله هل تحس بالوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تفيض تفرد به أحمد وفي أول صحيح البخاري « 2 » عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي فقال أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي صلى الله عليه وسلم في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وجبينه ليتفصد عرقا هذا لفظه وقال الإمام أحمد « 6/118 » حدثنا سليمان بن داود أخبرنا عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت إن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته فتضرب بجرانها وقال ابن جرير حدثنا ابن عبد الأعلى حدثنا ابن ثور عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها فما تستطيع أن تحرك حتى يسرى عنه وهذا مرسل الجران هو باطن العنق واختار ابن جرير أنه ثقيل من الوجهين معا كما قال عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم كما ثقل في الدنيا ثقل يوم القيامة في الموازين وقوله تعالى « إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا » قال أبو إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نشأ قام بالحبشة وقال عمر وابن عباس وابن الزبير الليل كله ناشئة وكذا قال مجاهد وغير واحد يقال نشأ إذا قام من الليل وفي رواية عن مجاهد بعد العشاء وكذا قال أبو مجلز وقتادة وسالم وأبو حازم ومحمد بن المنكدر والغرض أن ناشئة الليل هي ساعاته وأوقاته وكل ساعة منه تسمى ناشئة وهي الآنات والمقصود أن قيام الليل هو أشد مواطئة بين القلب واللسان وأجمع على التلاوة ولهذا قال تعالى « هي أشد وطأ وأقوم قيلا » أي أجمع للخاطر في إداء القراءة وتفهمها من قيام النهار لأنه وقت انتشار الناس ولغط الأصوات وأوقات المعاش وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي « 4022 » حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة حدثنا الأعمش أن أنس بن مالك قرأ هذه الآية « إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا » فقال له رجل إنما نقرؤها وأقوب قيلا فقال له إن أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحد ولهذا قال تعالى « إن لك في النهار سبحا طويلا » قال ابن عباس وعكرمة وعطاء بن أبي مسلم الفراغ والنوم وقال أبو العالية ومجاهد وأبو مالك والضحاك والحسن وقتادة والربيع بن أنس وسفيان الثوري فراغا طويلا وقال قتادة فراغا وبغية ومتقلبا وقال السدي « سبحا طويلا » تطوعا كثيرا وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى « إن لك في النهار سبحا طويلا » قال لحوائجك فأفرغ لدينك الليل قال وهذا حين كانت صلاة الليل فريضة ثم إن الله تبارك وتعالى من على عباده فخففها ووضعها وقرأ « قم الليل إلا قليلا » إلى آخر الآية ثم قال « إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه » حتى بلغ « فاقرءوا ما تيسر منه » وقال تعالى « ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا » وهذا الذي قاله كما قاله والدليل عليه ما رواه الإمام أحمد في مسنده « 6/54 » حيث قال حدثنا يحيى حدثنا سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعيد بن هشام أنه طلق امرأته ثم ارتحل إلى المدينة ليبيع عقارا له بها ويجعله في الكراع والسلاح ثم يجاهد الروم حتى يموت فلقي رهطا من قومه فحدثوه أن رهطا من قومه ستة أرادوا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أليس لكم في أسوة حسنة فنهاهم عن ذلك فأشهدهم على رجعتها ثم رجع إلينا فأخبرنا أنه أتى ابن عباس فسأله عن الوتر فقال ألا أنبئك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال ائت عائشةفسلها ثم ارجع إلي فأخبرني بردها عليك قال فأتيت على حكيم بن أفلح فاستلحقته إليها قال ما أنا بقاربها إني نهيتها أن تقول في هاتين الشيعتين شيئا فأبت فيهما إلا مضيا فأقسمت عليه فجاء معي فدخلنا عليها فقالت حكيم وعرفته قال نعم قالت من هذا معك قال سعيد بن هشام قالت من هشام قال ابن عامر قال فترحمت عليه وقالت نعم المرء كان عامرا قلت يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ القرآن قلت بلى قالت فإن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن فهممت أن أقوم ثم بدا لي قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا أم المؤمنين أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت ألست تقرأ هذه السورة « يا أيها المزمل » قلت بلا قالت فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمها في السماء اثني عشر شهرا ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة فصار قيام الليل تطوعا من بعد فريضة فهممت أن أقوم ثم بدا لي وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله لما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ثم يتوضأ ثم يصلي ثمان ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة فيجلس ويذكر ربه تعالى ويدعو ثم ينهض وما يسلم ثم يقوم ليصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله وحده ثم يدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم فتلك احدى عشرة ركعة يابني فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبع ثم صلى ركعتين وهو جالس بعدما يسلم فتلك تسع يابني وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها وكان إذا شغله عن قيام الليل نوم أو وجع أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ولا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة حتى أصبح ولا صام شهرا كاملا غير رمضان فأتيت ابن عباس فحدثته بحديثها فقال صدقت أما لو كنت أدخل عليها لأتيتها حتى تشافهني مشافهة هكذا رواه الإمام أحمد بتمامه وقد أخرجه مسلم في صحيحه « 746 » من حديث قتادة بنحوه « طريق أخرى عن عائشة رضي الله عنها في هذا المعنى » قال ابن جرير حدثنا ابن وكيع حدثنا زيد بن الحباب وحدثنا ابن حميد حدثنا مهران قالا جميعا واللفظ لابن وكيع عن موسى بن عبيدة حدثني محمد بن طحلاء عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أجعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصيرا يصلي عليه من الليل فتسامع الناس به فاجتمعوا فخرج كالمغضب وكان بهم رحيما فخشي أن يكتب عليهم قيام الليل فقال يا أيها الناس اكلفوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل وخير الأعمال ماديم عليه ونزل القرآن « يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه » حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق فمكثوا بذلك ثمانية أشهر فرأى الله ما يبتغون من رضوانه فرحمهم فردهم إلى الفريضة وترك قيام الليل ورواه ابن أبي حاتم من طريق موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف والحديث في الصحيح « خ6465 م782 » بدون زيادة نزول هذه السورة وهذا السياق قد يوهم أن نزول هذه السورة بالمدينة وليس كذلك وإنما هي مكية وقوله في هذا السياق إن بين نزول أولها وآخرها ثمانية أشهر غريب فقد تقدم في رواية أحمد أن بينهما سنة وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن سماك الحنفي سمعت ابن عباس يقول أول ما نزل أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان وكان بين أولها وآخرها قريب من سنة وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب عن أبي أسامة به وقال الثوري ومحمد بن بشر العبدي كلاهما عن مسعر عن سماك عن ابن عباس كان بينهما سنة وروى ابن جرير عن أبي كريب عن وكيع عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس مثله وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا مهران عن سفيان عن قيس بن وهب عن أبي عبد الرحمن قال لما نزلت « يا أيها المزمل » قاموا حولا حتى ورمت أقدامهم وسوقهم حتى نزلت « فاقرءوا ما تيسر منه » قال فاستراح الناس وكذا قال الحسن البصري والسدي وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا معاذ بن هشامحدثنا أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعيد بن هشام قال فقلت يعني لعائشة أخبرينا عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرا « يا أيها المزمل » قلت بلى قالت فإنها كان قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى انتفخت أقدامهم وحبس آخرها في السماء ستة عشر شهرا ثم نزل وقال معمر عن قتادة « قم الليل إلا قليلا » قاموا حولا أو حولين حتى انتفخت سوقهم وأقدامهم فأنزل الله تخفيفها بعد في آخر السورة وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا يعقوب القمي عن جعفر عن سعيد هو ابن جبير قال لما أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم « يا أيها المزمل » قال مكث النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال عشر سنين يقوم الليل كما أمره وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه فأنزل الله تعالى بعد عشر سنين « إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك » إلى قوله تعالى « وأقيموا الصلاة » فخفف الله تعالى عنهم بعد عشر سنين ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن عمرو بن رافع عن يعقوب القمي به وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى « قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا » فشق ذلك على المؤمنين ثم خفف الله تعالى عنهم ورحمهم فأنزل الله بعد هذا « علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله » إلى قوله تعالى « فاقرءوا ما تيسر منه » فوسع الله تعالى وله الحمد ولم يضيق وقوله تعالى « واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا » أي اكثر من ذكره وانقطع إليه وتفرغ لعبادته إذا فرغت من أشغالك وما تحتاج إليه من أمور دنياك كما قال تعالى « فإذا فرغت فانصب » أي إذا فرغت من مهماتك فانصب في طاعته وعبادته لتكون فارغ البال قاله ابن زيد بمعناه أو قريب منه وقال ابن عباس ومجاهد وأبو صالح وعطية والضحاك والسدي « وتبتل إليه تبتيلا » أي أخلص له العبادة وقال الحسن اجتهد وبتل إليه نفسك وقال ابن جرير يقال للعابد متبتل ومنه الحديث المروي نهى عن التبتل يعني الانقطاع إلى العبادة وترك التزوج وقوله تعالى « رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا » أي هو المالك المتصرف في المشارق والمغارب لا إله إلا هو وكما أفردته بالعبادة فأفرده بالتوكل فاتخذه وكيلا كما قال في الآية الأخرى « فاعبده وتوكل عليه » وكقوله « إياك نعبد وإياك نستعين » وآيات كثيرة في هذا المعنى فيها الأمر بإفراد العبادة والطاعة لله وتخصيصه بالتوكل عليه



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  5. #125
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    18-السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً

    قول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما يقوله من كذبه من سفهاء قومه وأن يهجرهم هجرا جميلا وهو الذي لا عتاب معه ثم قال له متهددا لكفار قومه ومتوعدا وهو العظيم الذي لا يقوم لغضبه شيء « وذرني والمكذبين أولي النعمة » أي دعني والمكذبين المترفين أصحاب الأموال فإنهم على الطاعة أقدر من غيرهم وهم يطالبون من الحقوق بما ليس عند غيرهم « ومهلهم قليلا » اي رويدا كما قال تعالى « نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ » ولهذا قال ههنا « إن لدينا أنكالا » وهي القيود قاله ابن عباس وعكرمة وطاووس ومحمد بن كعب وعبد الله بن بريدة وأبو عمران الجوني وأبو مجلز والضحاك وحماد بن أبي سليمان وقتادة والسدي وابن المبارك والثوري وغير واحد « وجحيما » وهي السعير المضطرمة « وطعاما ذا غصة » قال ابن عباس ينشب في الحلق فلا يدخل ولا يخرج « وعذابا أليما يوم ترجف الأرض والجبال » أي تزلزل « وكانت الجبال كثيبا مهيلا » أي تصير ككثبان الرمل بعد ما كانت حجارة صماء ثم إنها تنسف نسفا فلا يبقى منها شيءإلا ذهب حتى تصير الأرض قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا أي واديا ولا أمتا أي رابية ومعناه لا شيء ينخفض ولا شيء يرتفع ثم قال تعالى مخاطبا لكفار قريش والمراد سائر الناس « إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم » أي بأعمالكم « كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا » قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي والثوري « أخذا وبيلا » أي شديدا أي فاحذروا أنتم أن تكذبوا هذا الرسول فيصيبكم ما أصاب فرعون حيث أخذه الله أخذ عزيز مقتدر كما قال تعالى « فأخذه الله نكال الآخرة والأولى » وأنتم أولى بالهلاك والدمار إن كذبتم رسولكم لأن رسولكم أشرف وأعظم من موسى بن عمران ويروى عن ابن عباس ومجاهد وقوله تعالى « فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا » يحتمل أن يكون يوما معمولا لتتقون كما حكاه ابن جرير عن قراءة ابن مسعود فكيف تخافون أيها الناس يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم بالله ولم تصدقوا به ويحتمل أن يكون معمولا لكفرتم فعلى الأول كيف يحصل لكم أمان من يوم هذا الفزع العظيم إن كفرتم وعلى الثاني كيف يحصل لكم تقوى إن كفرتم يوم القيامة وجحدتموه وكلاهما معنى حسن ولكن الأول أولى والله أعلم ومعنى قوله « يوما يجعل الولدان شيبا » أي من شدة أهواله وزلازله وبلابله وذلك حين يقول الله تعالى لآدم ابعث بعث النار فيقول من كم فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة « خ3348 م222 » قال الطبراني « 11/12034 » حدثنا يحيى بن أيوب العلاف حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا نافع بن يزيد حدثنا عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ « يوما يجعل الولدان شيبا » قال ذلك يوم القيامة وذلك يوم يقول الله لآدم قم فابعث من ذريتك بعثا إلى النار قال من كم يارب قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون وينجو واحد فاشتد ذلك على المسلمين وعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال حين أبصر ذلك في وجوههم إن بني آدم كثير وإن يأجوج ومأجوج من ولد آدم وإنه لا يموت منهم رجل حتى ينتشر لصلبه ألف رجل ففيهم وفي أشباههم جنة لكم هذا حديث غريب وقد تقدم في أول سورة الحج ذكر هذه الأحاديث وقوله تعالى « السماء منفطر به » قال الحسن وقتادة أي بسببه من شدته وهوله ومنهم من يعيد الضمير على الله تعالى وروي عن ابن عباس ومجاهد وليس بقوي لأنه لم يجر له ذكر ههنا وقوله تعالى « كان وعده مفعولا » أي كان وعد هذا اليوممفعولا أي واقعا لامحالة وكائنا لا محيد عنه



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  6. #126
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    20-إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

    يقول تعالى « إن هذه » أي السورة « تذكرة » أي يتذكر بها أولو الألباب ولهذا قال تعالى « فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا » أي فمن شاء الله تعالى هدايته كما قيد في السورة الأخرى « وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما » ثم قال تعالى « إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك » أي تارة هكذا وتارة هكذا وذلك كله من غير قصد منكم ولكن لا تقدرون على المواظبة على ما أمركم به من قيام الليل لأنه يشق عليكم ولهذا قال « والله يقدر الليل والنهار » أي تارة يعتدلان وتارة يأخذ هذا من هذا وهذا من هذا « علم أن لن تحصوه » أي الفرض الذي أوجبه عليكم « فاقرءوا ما تيسر من القرآن » أي من غير تحديد بوقت أي ولكن قوموا من الليل ما تيسر وعبر عن الصلاة بالقراءة كماقال في سورة سبحان « ولا تجهر بصلاتك » أي بقراءتك « ولا تخافت بها » وقد استدل أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمه الله بهذه الآية وهي قوله « فاقرءوا ما تيسر من القرآن » على أنه لا تتعين قراءة الفاتحة في الصلاة بل لو قرأ بها أو بغيرها من القرآن ولو بآية أجزأه واعتضدوا بحديث المسيء صلاته الذي في الصحيحين « خ757 م397 » ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن وقد أجابهم الجمهور بحديث عبادة بن الصامت وهو في الصحيحين أيضا « خ756 م394 » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وفي صحيح مسلم « 395 » عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج غير تمام وفي صحيح ابن خزيمة « 490 » عن أبي هريرة مرفوعا لا تجزئ صلاة من لم يقرأ بأم القرآن وقوله تعالى « علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله » أي علم أن سيكون من هذه الأمة ذوو أعذار في ترك قيام الليل من مرضى لا يستطيعون ذلك ومسافرين في الأرض يبتغون من فضل الله في المكاسب والمتاجر وآخرين مشغولين بما هو الأهم في حقهم من الغزو في سبيل الله وهذه الآية بل السورة كلها مكية ولم يكن القتال شرع بعد فهي من أكبر دلائل النبوة لأنه من باب الإخبار بالمغيبات المستقبلة ولهذا قال تعالى « فاقرءوا ما تيسر منه » أي قوموا بما تيسر عليكم منه قال ابن جرير حدثنا يعقوب حدثنا ابن علية عن أبي رجاء محمد قال قلت للحسن يا أبا سعيد ما تقول في رجل قد استظهر القرآن كله عن ظهر قلبه ولا يقوم به إنما يصلي المكتوبة قال يتوسد القرآن لعن الله ذاك قال الله تعالى للعبد الصالح « وإنه لذو علم لما علمناه » « وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آبائكم » قلت يا أبا سعيد قال الله تعالى « فاقرءوا ما تيسر من القرآن » قال نعم ولو خمس آيات وهذا ظاهر من مذهب الحسن البصري أنه كان يرى حقا واجبا على حملة القرآن أن يقوموا ولو بشيء منه في الليل ولهذا جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل نام حتى أصبح فقال ذاك رجل بال الشيطان في أذنه « خ1144 م774 » فقيل معناه نام عن المكتوبة وقيل عن قيام الليل وفي السنن أوتروا يا أهل القرآن وفي الحديث الآخر من لم يوتر فليس منا وأغرب من هذا ما حكي عن أبي بكر بن عبد العزيز من الحنابلة من إيجاب قيام شهر رمضان فالله أعلم وقال الطبراني « 11/10940 » حدثنا أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي حدثنا أبو حمة محمد بن يوسف الزبيدي حدثنا عبد الرحمن بن طاووس من ولد طاووس عن محمد بن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن طاووس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم « فاقرءوا ما تيسر منه » قال مائة آية وهذا حديث غريب جدا لم أره إلا في معجم الطبراني رحمه الله تعالى وقوله تعالى « وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة » أي أقيموا صلاتكم الواجبة عليكم وآتوا الزكاة المفروضة وهذا يدل لمن قال بأن فرض الزكاة نزل بمكة لكن مقادير النصب المخرج لم يتبين إلا بالمدينة والله أعلم وقد قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد والحسن وقتادة وغير واحد من السلف إن هذه الآية نسخت الذي كان الله قد أوجبه على المسلمين أولا من قيام الليل واختلفوا في المدة التي بينهما على أقوال كما تقدم وقد ثبت في الصحيحين « خ41 م11 » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لذلك الرجل خمس صلوات في اليوم والليلة قال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع وقوله تعالى « وأقرضوا الله قرضا حسنا » يعني من الصدقات فإن الله يجازي على ذلك أحسن الجزاء وأوفره كما قال تعالى « من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة » وقوله تعالى « وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا » أي جميع ما تقدموه بين أيديكم فهو لكم حاصل وهو خير مما أبقيتموه لأنفسكم في الدنيا وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي « 5163 » حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن الحارث بن سويد قال قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم ماله أحب إليه من مال وارثه قالوا يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه قال اعلموا ما تقولون قالوا ما نعلم إلا ذلك يا رسول الله قال إنما مال أحدكم ما قدم ومال وارثه ما أخر ورواه البخاري « 6442 » من حديث حفص بن غياث والنسائي « 6/237 » من حديث أبي معاوية كلاهما عن الأعمش به ثم قال تعالى « واستغفروا الله إن الله غفور رحيم » أي أكثروا من ذكره واستغفاره في أموركم كلها فإنه غفور رحيم لمن استغفره


    تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  7. #127
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    قال اللّه تعالى في سورة الواقعة:

    أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ{71} أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ{72} نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ{73}

    قال بن سعدي:

    " ومتاعا للمقوين "

    ، أي : المنتفعين أو المسافرين ، وخص الله المسافرين لأن نفع المسافر أعظم من غيره ، ولعل السبب في ذلك؛ لأن الدنيا كلها دار سفر ، والعبد من حين ولد ، فهو مسافر إلى ربه ، فهذه النار ، جعلها الله متاعا للمسافرين في هذه الدار ، وتذكرة لهم بدار القرار

    وقال البغوي:

    "نحن جعلناها تذكرة"، يعني نار الدنيا، تذكرة للنار الكبرى إذا رآها الرائي ذكر جهنم، قاله عكرمة ومجاهد ومقاتل. وقال عطاء: موعظة يتعظ بها المؤمن. أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي، أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، أخبرنا أبو مصعب عن مالك، عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نار بني آدم التي يوقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، قالوا: يا رسول الله إن كانت لكفاية، قال: فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً". "ومتاعاً"، بلغة ومنفعة،"للمقوين"، المسافرين، و المقوي: النازل في الأرض والقي والقوا هو: القفر الخالية البعيدة من العمران، يقال: أقوت الدار إذا خلت من سكانها. والمعنى: أنه ينتفع بها أهل البوادي والأسفار، فإن منفعتهم بها أكثر من منفعة المقيم وذلك أنهم يوقدونها ليلاً لتهرب منهم السباع ويهتدي بها الضلال وغير ذلك من المنافع، هذا قول أكثر المفسرين. وقال مجاهد وعكرمة: "للمقوين" يعني للمستمتعين بها من الناس أجمعين، المسافرين والحاضرين، يستضيئون بها في الظلمة ويصطلون من البرد، وينتفعون بها في الطبخ والخبز. قال الحسن: بلغة للمسافرين، يتبلغون بها إلى أسفارهم، يحملونها في الخرق والجواليق. وقال ابن زيد: للجائعين، تقول العرب: أقوبت منذ كذا وكذا، أي: ما أكلت شيئاً. قال قطرب: المقوي من الأضداد، يقال للفقير: مقو لخلوه من المال، ويقال للغني: مقو، لقوته على ما يريد، يقال: أقوى الرجل إذا قويت دوابه وكثر ماله وصار إلى حالة القوة. والمعنى أن فيها متاعاً للأغنياء والفقراء جميعاً لا غنى لأحد عنها

    وقال الشنقيطي:

    "وقوله تعالى {وَمَتَـٰعاً لِّلْمُقْوِينَ} أي منفعة للنازلين بالقواء من الأرض، وهو الخلاء والفلاة التي ليس بها أحد، وهم المسافرون، لأنهم ينتفعون بالنار انتفاعاً عظيماً في الاستدفاء بها والاستضاءة وإصلاح الزاد.
    وقد تقرر في الأصول أن من موانع اعتبار مفهوم المخالفة كون اللفظ وارداً للامتنان. وبه تعلم أنه لا يعتبر مفهوماً للمقوين، لأنه جيء به للامتنان أي وهي متاع أيضاً لغير المقوين من الحاضرين بالعمران، وكل شيء خلا من الناس يقال له أقوى، فالرجال إذا كان في الخلا قيل له: أقوى. والدار إذا خلت من أهلها قيل لها أقوت.
    ومنه قول نابغة ذبيان:
    يا دار مية بالعلياء فالسند أقوت وطال عليها سالف الأبد

    وقول عنترة:
    حيت من طلل تقادم عهده أقوى وأقفر بعد أم الهيثم

    وقيل للمقوين: أي للجائعين، وقيل غير ذلك، والذي عليه الجمهور هو ما ذكرنا"










  8. #128
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ضاري مشاهدة المشاركة
    قال اللّه تعالى في سورة الواقعة:

    أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ{71} أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ{72} نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ{73}

    قال بن سعدي:

    " ومتاعا للمقوين "

    ، أي : المنتفعين أو المسافرين ، وخص الله المسافرين لأن نفع المسافر أعظم من غيره ، ولعل السبب في ذلك؛ لأن الدنيا كلها دار سفر ، والعبد من حين ولد ، فهو مسافر إلى ربه ، فهذه النار ، جعلها الله متاعا للمسافرين في هذه الدار ، وتذكرة لهم بدار القرار

    وقال البغوي:

    "نحن جعلناها تذكرة"، يعني نار الدنيا، تذكرة للنار الكبرى إذا رآها الرائي ذكر جهنم، قاله عكرمة ومجاهد ومقاتل. وقال عطاء: موعظة يتعظ بها المؤمن. أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي، أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، أخبرنا أبو مصعب عن مالك، عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نار بني آدم التي يوقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، قالوا: يا رسول الله إن كانت لكفاية، قال: فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً". "ومتاعاً"، بلغة ومنفعة،"للمقوين"، المسافرين، و المقوي: النازل في الأرض والقي والقوا هو: القفر الخالية البعيدة من العمران، يقال: أقوت الدار إذا خلت من سكانها. والمعنى: أنه ينتفع بها أهل البوادي والأسفار، فإن منفعتهم بها أكثر من منفعة المقيم وذلك أنهم يوقدونها ليلاً لتهرب منهم السباع ويهتدي بها الضلال وغير ذلك من المنافع، هذا قول أكثر المفسرين. وقال مجاهد وعكرمة: "للمقوين" يعني للمستمتعين بها من الناس أجمعين، المسافرين والحاضرين، يستضيئون بها في الظلمة ويصطلون من البرد، وينتفعون بها في الطبخ والخبز. قال الحسن: بلغة للمسافرين، يتبلغون بها إلى أسفارهم، يحملونها في الخرق والجواليق. وقال ابن زيد: للجائعين، تقول العرب: أقوبت منذ كذا وكذا، أي: ما أكلت شيئاً. قال قطرب: المقوي من الأضداد، يقال للفقير: مقو لخلوه من المال، ويقال للغني: مقو، لقوته على ما يريد، يقال: أقوى الرجل إذا قويت دوابه وكثر ماله وصار إلى حالة القوة. والمعنى أن فيها متاعاً للأغنياء والفقراء جميعاً لا غنى لأحد عنها

    وقال الشنقيطي:

    "وقوله تعالى {وَمَتَـٰعاً لِّلْمُقْوِينَ} أي منفعة للنازلين بالقواء من الأرض، وهو الخلاء والفلاة التي ليس بها أحد، وهم المسافرون، لأنهم ينتفعون بالنار انتفاعاً عظيماً في الاستدفاء بها والاستضاءة وإصلاح الزاد.
    وقد تقرر في الأصول أن من موانع اعتبار مفهوم المخالفة كون اللفظ وارداً للامتنان. وبه تعلم أنه لا يعتبر مفهوماً للمقوين، لأنه جيء به للامتنان أي وهي متاع أيضاً لغير المقوين من الحاضرين بالعمران، وكل شيء خلا من الناس يقال له أقوى، فالرجال إذا كان في الخلا قيل له: أقوى. والدار إذا خلت من أهلها قيل لها أقوت.
    ومنه قول نابغة ذبيان:
    يا دار مية بالعلياء فالسند أقوت وطال عليها سالف الأبد

    وقول عنترة:
    حيت من طلل تقادم عهده أقوى وأقفر بعد أم الهيثم

    وقيل للمقوين: أي للجائعين، وقيل غير ذلك، والذي عليه الجمهور هو ما ذكرنا"

    جزاك الله خير الجزاء يابوضاري
    للاضافة القيمة
    بارك الله بك وحفظك



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  9. #129
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    خلق الله عز وجل بنو آدم ورزق كل منهم رزقه فهناك الغني وهناك الفقير .. وهناك صاحب البشرة البيضاء وأيضا صاحب البشرة السمراء .. هناك من ولد في بلد حر وهناك من ولد ببلد إحتله الأعداء ..



    وفي العمل هناك درجات .. ففي مقر عملك .. هناك رب العمل .. ومدير مكتبه .. ومن ثم بعض الموظفين ! .. وفي المدرسة التي كنا ندرس فيها هناك أيضا مديرة المدرسة .. والمدرسات .. ومن ثم الطالبات .. وأيضا في الفصل الدراسي .. هناك طبقات من الطالبات تتفاوت درجاتهن في الإختبارات فمنهم من رزقها الله سرعة الفهم ومنهم من لديها تأخر في الفهم ! منهم من تحصل على أعلى الدرجات ومنهم من ترسب في الإختبار ولكل شيء سببا !!




    الأن .. جميعنا نعلم أن الله عز وجل يقدر أرزاق كل منا من قبل مولده ويحفظ كل شيء عن إبن آدم في اللوح المحفوظ الذي لا يبدل فيه أي حرف بأمر الله عز وجل كما قال تعالى في كتابه "ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد " فهو سبحانه من قدر لكل منا رزقه أين سيولد .. ومن والديه .. وما لونه وشكله وهيأته .. ودرجة ذكاءه ، وزوجته وأولاده وكل الأمور التي سينالها في الدنيا .. المكان أو الوظيفة التي سيشغلها .. كل شيء مقدر لإبن آدم عند الله تعالى وعلى إبن آدم أن يسعى ليبارك الله تعالى له في رزقه










  10. #130
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    11-نَارٌ حَامِيَةٌ

    مقدمة تفسير سورة القارعة بسم الله الرحمن الرحيم سورة القارعة وهي-مكية القارعة من أسماء القيامة كالحاقة والطامة والصاخة والغاشية وغير ذلك ثم قال تعالى معظما أمرها ومهولا لشأنها « وما أدراك ما القارعة » ثم فسر ذلك بقوله « يوم يكون الناس كالفراش المبثوث » أي في انتشارهم وتفرقهم وذهابهم ومجيئهم من حيرتهم مما هم فيه كأنهم فراش مبثوث كما قال تعالى في الآية الأخرى « كأنهم جراد منتشر » وقوله تعالى « وتكون الجبال كالعهن المنفوش » يعني أنها قد صارت كأنها الصوف المنفوش الذي قد شرع في الذهاب والتمزق وقال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وعطاء الخراساني والضحاك والسدي « العهن » الصوف ثم أخبر تعالى عما يؤول إليه عمل العاملين وما يصيرون إليه من الكرامة والإهانة بحسب أعمالهم فقال « فأما من ثقلت موازينه » أي رجحت حسناته على سيئاته « فهو في عيشة راضية » يعني في الجنة « وأما من خفت موازينه » أي رجحت سيئاته على حسناته وقوله تعالى « فأمه هاوية » قيل معناه فهو ساقط هاو بأم رأسه في نار جهنم وعبر عنه بأمه يعني دماغه وروي نحو هذا عن ابن عباس وعكرمة وأبي صالح وقتادة قال قتادة يهوي في النار على رأسه وكذا قال أبو صالح يهوون في النار على رءوسهم وقيل معناه فأمه التي يرجع إليها ويصير في المعاد إليها هاوية وهي اسم من أسماء النار قال ابن جرير وإنما قيل للهاوية أمه لأنه لا مأوى له غيرها وقال ابن زيد الهاوية النار التي هي أمه ومأواه التي يرجع إليها ويأوى إليها وقرأ « ومأواهم النار » قال ابن أبي حاتم وروي عن قتادة أنه قال هي النار وهي مأواكم ولهذا قال تعالى مفسرا للهاوية « وما أدراك ماهيه نار حامية » قال ابن جرير حدثنا ابن عبد الأعلى حدثنا ابن ثور عن معمر عن الأشعث بن عبد الله الأعمى قال إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين فيقولون روحوا أخاكم فإنه كان في غم الدنيا قال ويسألونه ما فعل فلان فيقولون مات أو جاءكم فيقولون ذهب به إلى أمه الهاوية وقد رواه ابن مردويه من طريق أنس بن مالك مرفوعا بأبسط من هذا وقد أوردناه في كتاب صفة النار أجارنا الله منها بمنه وكرمه وقوله تعالى « نار حامية » أي حارة شديدة الحر قوية اللهب والسعير قال أبو مصعب « 2098 » عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا يا رسول الله إن كانت لكافية فقال إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ورواه البخاري « 3265 » عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك ورواه مسلم « 2843 » عن قتيبة عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد به وفي بعض ألفاظه أنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها وقال الإمام أحمد « 2/467 » حدثنا عبد الرحمن حدثنا حماد هو ابن سلمة عن محمد بن زياد سمع أبا هريرة يقول سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم فقال رجل إن كانت لكافية فقال لقد فضلت عليها بتسعة وستين جزءا حرا فحرا تفرد به أحمد من هذا الوجه وهو على شرط مسلم وروى الإمام أحمد أيضا « 2/244 » حدثنا سفيان عن أبي الزياد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعمرو عن يحيى بن جعدة إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم وضربت بالبحر مرتين ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد وهذا على شرط الصحيحين ولم يخرجوه من هذا الوجه وقد رواه مسلم في صحيحه من طريق ورواه البزار من حديث عبد الله بن مسعود وأبي سعيد الخدري ناركم هذه جزء من سبعين جزءا وقد قال الإمام أحمد « 2/379 » حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز هو ابن محمد الدراوردي عن سهل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم تفرد به أيضا من هذا الوجه وهو على شرط مسلم أيضا وقال أبو القاسم الطبراني « الأوسط489 » حدثنا أحمد بن عمرو الخلال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا معن بن عيسى القزاز عن مالك عن عمه أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرونمامثل ناركم هذه من نار جهنم لهي أشد سوادا من دخان ناركم هذه بسبعين ضعفا وقد رواه أبو مصعب « 2099 » عن مالك ولم يرفعه وروى الترمذي « 2591 » وابن ماجة « 4320 » عن عباس الدوري عن يحيى بن أبي بكير حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة وقد روي هذا من حديث أنس وعمر بن الخطاب وجاء في الحديث عند الإمام أحمد من طريق أبي عثمان النهدي عن أنس « 3/13 » وأبي نضرة المعبدي عن أبي سعيد « 2/432 » وعجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان يغلي منهما دماغه وثبت في الصحيحين « خ3260 م617 » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشتكت النار إلى ربها فقال يا رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون في الشتاء من بردها وأشد ما تجدون في الصيف من حرها وفي الصحيحين « خ536 م615 » إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم




    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

صفحة 13 من 16 الأولىالأولى ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. 乂صعوة 乂 شقردي 2000 مبروك 乂
    بواسطة شام في المنتدى مضيف الإهداءات
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 15-09-2009, 13:48
  2. مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 23-08-2009, 02:40
  3. 乂乂 لذائذ العيد المضائفية 乂乂
    بواسطة شام في المنتدى فـنـون الـمـطبخ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 18-10-2007, 22:54
  4. مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 13-09-2006, 09:30
  5. 乂乂 دغدغة مسامع فقط 乂乂
    بواسطة النجم في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-10-2005, 05:46

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته