صفحة 12 من 16 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 الأخيرةالأخيرة
النتائج 111 إلى 120 من 152

الموضوع: 乂 تأملات قـرآنيــــة 乂

  1. #111
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    13-

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ
    ينهى تبارك وتعالى عن موالاة الكافرين في آخر هذه السورة كما نهى عنها في أولها فقال تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم » يعني اليهود والنصارى وسائر الكفار ممن غضب الله عليهم ولعنه واستحق من الله الطرد والإبعاد فكيف توالونهم وتتخذونهم اصدقاء وأخلاء وقد يئسوا من الآخرة أي ثواب الآخرة ونعيمها في حكم الله عز وجل وقوله تعالى « كما يئس الكفار من أصحاب القبور » فيه قولان أحدهما كما يئس الكفار الأحياء من قراباتهم الذين في القبور أن يجتمعوا بهم بعد ذلك لأنهم لا يعتقدون بعثا ولا نشورا فقد انقطع رجاؤهم منهم فيما يعتقدونه قال العوفي عن ابن عباس « يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم » إلى آخر السورة يعني من مات من الذين كفروا فقد يئس الأحياء من الذين كفروا أن يرجعوا إليهم أو يبعثهم الله عز وجل وقال الحسن البصري « كما يئس الكفار من أصحاب القبور » قال الكفار الأحياء قد يئسوا من الأموات وقال قتادة كما يئس الكفار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الذين ماتوا وكذا قال الضحاك رواهن ابن جرير والقول الثاني معناه كما يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير قال الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود « كما يئس الكفار من أصحاب القبور » كما يئس الكافر إذا مات وعاين ثوابه واطلع عليه وهذا قول مجاهد وعكرمة ومقاتل وابن زيد ال***ي ومنصور وهو اختيار ابن جريررحمه الله



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  2. #112
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    شبهة غروب الشمس في عين حمئة




    ورد إلى موقع موسوعة الإعجاز العلمي السؤال التالي:

    " - مغيب الشمس في بئر: جاء في سورة الكهف 83-86 " وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي القَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لهُ فِي الأرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً ". ونحن نسأل: إذا كانت الشمس أكبر من الأرض مليوناً وثلاثين ألف مرة، فكيف تغرب في بئر رآها ذو القرنين ورأى ماءها وطينها ورأى الناس الذين عندها ؟؟ ".

    جواب السؤال:

    1. القرآن الكريم لم يقل إن الشمس تطلع من عين حمئة، بل نقل وَصْفَ ذي القرنين لمشهد شروق الشمس. ولهذا قال: (وَجَدَهَا) ولم يُثبِت ذلك على أنه حقيقة كونية. وفي هذا يقول مصطفى صادق الرافعي: " فلفظة (وَجَدَهَا) هنا سر الإعجاز فإن الآية لا تقرر حقيقة مغرب الشمس حتى يقال إنها خالفت العلم.. وإنما تصف الآية حالة قائمة بشخص معين.. كما يقول القائل: " نظرت إلى السماء فوجدت الكواكب كل نجم كالشرارة ". فهذا صحيح في وجدانه هو لا في الحقيقة، ولو كان القرآن كلام إنسان في ذلك الزمن، لجعلها حقيقة مقررة مفروغاً منها، ولقال: كانت الشمس تغرب.. الخ ".[1]

    فلا يجوز نسبة قول ذي القرنين وتعبيره البلاغي، إلى ما يرشد إليه القرآن الكريم من حقائق العقائد، والشواهد الكونية.

    فالآية ليست مطلقة المعنى، بل مقيدة بشخص ذي القرنين. وما قال ذو القرنين ليس فيه ما يخالف العقل، لأنك إذا كنت متجهاً غرباً وأمامك جبل، فإنك سوف تجد الشمس تغرب خلف الجبل.. قطعاً لا يفهم أحد من ذلك أن الشمس تختبئ حقيقة خلف الجبل. وإن كان الذي أمامك بحيرة، فستجد الشمس تغرب في البحيرة.

    ذو القرنين وصل إلى العين وقت غروب الشمس، فوجدها تغرب في تلك العين.. وعندما نقول: وجدها تغرب خلف الجبل أو وجدها تغرب في العين، فذلك الأمر بنسبة له. كما سبق بيانُه، فإن ما رآه ذو القرنين لم يكن غروباً حقيقياً في العين الحمئة، ودليل ذلك أيضاً: أن سياق القصة ـ عقلاً ـ، ينفي إيمانه أن الشمس تغرب في عين حمئة لسببين:

    الأول: ذو القرنين كان يتحدث مع السكان الموجودين قرب تلك العين الحمئة، فلو كان يقصد أن الشمس تدخل في العين حقيقة، فهل سيتكلم مع قوم حول الشمس الساخنة، ويعيشون حياة طبيعية ؟ الثاني: لما وصل ذو القرنين إلى مطلع الشمس، يفترض به ـ بحسب تلك الشبهة ـ أن يجد الشمس تطلع من عين حمئة بدلاً من أن يجدها تطلع على قوم.

    فلماذا قال: إنها طلعت على قوم، ولم يقل أشرقت من عين حمئة ؟

    2. قال تعالى ـ بعد تلك الآية الكريمة ـ : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90). ذو القرنين وجدها تطلع على قوم.. هل يفهم أحد من ذلك أنها تطلع على ظهورهم ؟!

    أو أنها ملامسة للقوم؛ لأن الله تعالى يقول: (وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْم)؟ الواضح أنها بالنسبة لذي القرنين كانت تطلُعُ على أولئك القوم ـ هذه الآية أيضاً مقيدة بما رأى ذو القرنين ـ، وما ينطبق على هذه الآية، ينطبق على التي قبلها.

    3. " مغرب الشمس " هل هو ظرف زمان، أم ظرف مكان ؟ من الجائز أن: (مَغْرِبَ الشَّمْسِ) هنا يقصد بها: الوقت واللحظة التي تغرب فيها الشمس، كالمغرب المذكور في الحديث الشريف: " إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ خَلَا مِنْ الْأُمَمِ، مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ.. ". [2] فيكون المعنى: ذو القرنين وصل إلى العين الحمئة، وقت الغروب. فتراءى له أن الشمس تغرب في تلك العين.. ثم وصل إلى قوم آخرين وقت شروقها. 4. لم يزعم أحد أن الشمس حين تغرب تدخل داخل بئر، ولو فهم العربُ ذلك من القرآن الكريم لأنكروه.

    5. غروب الشمس لا يعني دخولها في الأرض ـ حتى في تعبيرنا الحالي ـ. وفي لغة العرب: غربت الشمس، وغربت القافلة، وغربت السفينة تأتي بمعنى واحد، وهو: اتجهت غرباً. فعندما نقول: غرب طير في البحيرة، وغربت الطائرة في المحيط، وغربت السفينة في البحر، وغربت الشمس في البحيرة.. يعني اتجهت غرباً ـ بالنسبة للشخص الذي ينظر إليها ـ. ولا يعني أنها دخلت في البحيرة. [3] وهذا ما يصرح به علماء النصارى أنفسهم، فقد قال القس منسي يوحنا معقباً على وقف الشمس ليشوع (كما ورد في يشوع 10/12-13): [4] " الكلام بحسب مقتضى الظاهر، والفلكيون المحدثون القائلون بدوران الأرض يقولون: " أشرقت الشمس وغربت "؛ لأن في ذلك اختصاراً وبياناً للناظرين، وإلا لاضطررنا أن نقول [معبرين عن غروب الشمس]: دارت الأرض حتى بعُد مكاننا عن الشمس، فحُجبت عنا الشمس لكروية الأرض ". [5]










  3. #113
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    وقد قال تعالى مقررًا هذه العقيدة غاية التقرير: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }

    الشورى11، وقال سبحانه أيضًا: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }النحل17


    والعقل يقتضي كذلك أن الخالق غير المخلوق .


    وقد وردت في القرآن الكريم بعض الآيات، تتحدث عن نسبة


    النسيان لله سبحانه، من ذلك قوله تعالى: { نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} التوبة67

    وبالمقابل، فقد وردت آيات أخرى، تنفي


    عنه سبحانه صفة النسيان، كقوله عز وجل: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } مريم64

    وقد يبدو للوهلة الأولى، أن بين الآيتين تعارضًا؛ فكيف السبيل


    لرفع ما يبدو من تعارض ظاهر ؟


    لقد أجاب أغلب المفسرين عن هذا التعارض، بأن قالوا: إن النسيان


    يطلق على معنيين؛ أحدهما: النسيان الذي هو


    ضد الذكر ومقابل له، وهو الحالة الذهنية التي تطرأ على الإنسان،


    فتغيِّب عن ذاكرته بعض الأمور؛ ثانيهما:


    يطلق النسيان ويراد به ( الترك )؛ قالوا: والنسيان بمعنى

    ( الترك ) مشهور في اللغة، يقال: أنسيت الشيء، إذا


    أمرت بتركه؛ ويقول الرجل لصاحبه: لا تنسني من عطيتك، أي: لا


    تتركني منها.


    وبناء على هذا المعنى الثاني للنسيان، وتأسيسًا عليه، وجهوا


    قوله تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} ، فقالوا: إن الآية


    جاءت على أسلوب المشاكلة والمقابلة والمجاراة، وهو أسلوب


    معهود في كلام العرب، بحيث يذكرون الشيء


    بلفظ غيره؛ لوقوعه في صحبته؛ وبحسب هذا الأسلوب، جاء قول


    عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة:


    ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا


    فسمى جزاء الجهل جهلاً؛ مصاحبة للكلام، ومشاكلة له .


    ومنه قول جحظة البرمكي ، وقد دُعي إلى طعام في يوم بارد، وكان


    لا يجد ثوبًا يقيه ألم البرد، قال:


    قالوا: اقترح لونًا يجاد طبخه قلت: اطبخوا لي جبة وقميصًا


    فعبر الشاعر عن حاجته لما يقيه ألم البرد بفعل الطبخ، وإنما فعل


    ذلك مجارة ومشاكلة لمقدم الكلام .


    وعلى هذا الأسلوب جاء القرآن أيضًا، كما في قوله تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا }

    (الشورى:40)

    إذ من المعلوم أن السيئة الأولى من صاحبها سيئة؛ لأنها معصية من


    فاعلها لله تبارك وتعالى، أما الثانية فهي عدل من الله


    تعالى، لأنها جزاء من الله للعاصي على معصيته، فالكلمتان وإن


    اتفقتا لفظًا، إلا أنهما اختلفتا معنى؛ فالأولى على


    الحقيقة، والثانية على المقابلة .


    ومن هذا الباب أيضًا، قوله تعالى: { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى

    عَلَيْكُمْ } (البقرة:194)،


    فالعدوان الأول ظلم، والثاني جزاء لا ظلم، بل هو عين العدل، لأنه


    عقوبة للظالم على ظلمه، وإن وافق لفظه لفظ الأول


    وجريًا على هذا الأسلوب جاء قوله تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ}،


    أي: تركوا طاعة الله، وأعرضوا عن اتباع


    أمره، فتركهم الله من توفيقه وهدايته ورحمته .


    قال أهل التفسير، وعلى هذا التوجيه يُفهم كل ما في القرآن من


    نظائر ذلك؛ كقوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }النساء142،

    {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ }آل عمران54

    وقوله سبحانه:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } الأنفال30

    فليس المقصود من هذه الآيات، وصفه سبحانه


    بالخداع والمكر، فالله سبحانه منـزه عن مثل هذه


    الصفات وما شابهها، وإنما المراد من هذا الأسلوب المجاراة


    والمقابلة، على ما تقدم .


    وحمل ( النسيان ) في حقه تعالى على معنى ( الترك ) أمر متعين؛


    إذ لا يستقيم في حقه سبحانه أن يوصف


    بالنسيان؛ لأن النسيان من صفات النقص في البشر، والله سبحانه


    موصوف بصفات الكمال والجلال، وهو منـزه عن صفات النقص .


    وبحسب هذا التوجيه للآية، يمكننا أن نفهم قوله سبحانه: { فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ}(الأعراف:51)


    وقوله تعالى :{وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى } طه126؛ فليس المقصود بالنسيان هنا


    المعنى الأول، وإنما المقصود منه المعنى الثاني الذي هومعنى لترك



    وعلى هذا المعنى، يكون النسيان الوارد في قوله تعالى {نَسُواْ اللّهَ}،

    هو النسيان المقصود والمتعمد، على معنى


    أنهم لم يأخذوا بأوامر الله، وتركوها وراء ظهورهم؛ ولذلك


    استحقوا الذم والعقوبة. بخلاف ما لو حُمل النسيان


    على المعنى المعروف، فإنهم لم يكونوا يستحقوا ذمًا ولا عقابًا؛


    لأن النسيان - كعارض من العوارض البشرية –


    ليس في وسع البشر دفعه ولا منعه، بل هو من مقتضيات الطبيعة


    البشرية؛ ومن المعلوم شرعًا أن النسيان المعهود من البشر


    لا يحاسب عليه الإنسان، وإن كان لا يسقط به التكليف .



    وختامًا نقول: إن قوله تعالى:{ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ } وما شابهه من آيات، لا يتعارض مع

    قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } مريم 64ونحوها من الآيات؛ إذ المراد من النسيان في


    الآية الأولى ( الترك )؛ أما النسيان في الآية الثانية ، فالمراد منه


    معناه المعهود بين الناس ، والآية نافية له في حق الله سبحانه تعالى .



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  4. #114
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    قول تعالى في كتابه الكريم :
    ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)
    " سورة النــور



    نبحر في هذه الآية الكريمة .. التي تبث الأمل في النفوس ..



    بسم الله الرحمن الرحيم



    ( وعَد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات )
    وعد الله المؤمنين المخلصين الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح ..
    إن وعده لحقّ ..
    يقول عز وجل في سورة فاطر :
    ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنّكم الحياة الدنيا ولا يغرّنّكم بالله الغرور )
    وفي سورة النساء :
    ( ومن أصدق من الله قيلاً )
    وفي سورة الرعد :
    ( إن الله لا يخلف الميعاد )
    وكثير من الآيات ..
    فبمَ وعد الله عز وجل ووعده الحقّ ؟

    ( ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم )

    وعدهم بميراث الأرض وأن يجعلهم فيها خلفاء متصرفين فيها تصرف الملوك في ممالكهم كما استخلف
    المؤمنين قبلهم ..
    وفي هذه البشارة يحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول :
    " إن الله زوى لي الأرض فرأيتُ مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها " / رواه مسلم

    ويقول صلى الله عليه وسلم :
    " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،
    ثم تكون ملكاً عاضاً ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،
    ثم تكون ملكاً جبرياً ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت ) / صحيح مسلم

    ( وليمكننّ لهم دينهمُ الذي ارتضى لهم )

    وليجعلنّ دينهم – الإسلام – الذي ارتضاه لهم عزيزاً مكيناً عالياً على كل الأديان

    ( وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً )

    وليغيّرنّ حالهم التي كانوا عليها من الخوف والفزع إلى الأمن والاستقرار

    ( يعبدونني لا يشركون بي شيئاً )

    - وكأن في هذا تعليل للاستخلاف – يوحدون الله جلّ وعلا ويخلصون له العبادة ، لا يعبدون إلهاً غيره

    ( ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون )

    أي فمن جحد شكر هذه النعم .. فأولئك هم الخارجون عن طاعة الله العاصون أمر الله ..

    :: لآلـــــــئ الإبـــحـــار ::

    * النصر آتٍ .. وسيأتي يوم تُرفع فيه رايات المسلمين فوق كل راية ..
    سيأتي عن قريب بإذن الله ..
    فقد بلغ من المسلمين كل مبلغ .. وعلَت أصوات القائلين :
    متى نصر الله ؟!!
    يجيبهم الله تعالى في سورة البقرة :
    ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب )
    * الأفعال التي وعدنا الله عز وجل بها وردت في الآية الكريمة مؤكّدة بالقسم وبنون التوكيد
    ( ليستخلفنّهم ) ، ( ليمكننّ لهم ) ، ( وليبدلنّهم ).. وفي هذا تثبيت وتأكيد لغوي لحدوث هذه الأمور ..

    * ولا ننسى أنّ هذا الوعد من الله عز وجل هو للمؤمنين بحقّ .. ذوي الأعمال الصالحة ..
    الذين يعملون لأجل دينهم ولأجل إعلاء كلمة الحق في الأرض ..
    نحن في آخر الزمان .. وهذه الآية تعد المؤمنين بالنصر والخلافة .. إذاً فمن هم هؤلاء المؤمنون المقصودون
    في قوله عز وجل ؟
    نحن .. نعم نحن .. بإذن الله إن علَت أصواتنا بالخير فسيزهق الباطل ولن يعود له حسّ ولا خبر ..
    وهناك مبشرات تظهر في شباب الأمة .. رغم كل الضياع الذي ساد عقول الشباب
    إلا أن هناك بصيص أملٍ جديد قد ظهر والحمد لله .. يبشّر بإشراقة الفجر ..
    فلنضع أيدينا بأيدي أولئك الذين يسعون في طريق النصر ..

    النصر آتٍ آتٍ .. في جميع الحالات .. بنا أو بسوانا .. فلمَ نضيع على أنفسنا شرف المساهمة في هذا النصر ؟؟




    اللهم اجعلنا ممّن يُنصَر الإسلام على أيديهم ..ربّنا وآتنا ما وعدتَنا إنكَ لا تخلف الميعاد ..



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  5. #115
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    حتى ننتفع بقراءة القرآن :
    - الاستشعار بأنها رسائل ربانية تخاطبك بما فيه نجاتك
    - الاعتناء بفهمه وتفسيره واصطحاب تفسير مناسب
    - الحرص على تصحيح تلاوته فهي طريق إلى فهمه
    - تهيئة الجو المناسب وصرف الشواغل
    - لا يكن همك أخر السورة قال ابن عباس رضي الله عنهما"لأن أقرأ البقرة وآل عمران وأرتلهما وأتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله هذرمة"



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  6. #116
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    نظرات في سورة الأنفال.(للشيخ أبو إسحاق الحويني ).


    إن سورة الأنفال من السور المليئة بالدروس الإيمانية، وقد نزلت هذه السورة عقب وقعة بدر، وذكر الله في مطلعها أحكام الأنفال والصفات التي ينبغي للمؤمنين الاتصاف بها ليتحقق لهم النصر .


    افتتح الله عز وجل سورة الأنفال التي نزلت بعد غزوة بدر، بأوصاف الذين آمنوا:
    إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:2-4].


    ذكر هذه الأوصاف في ذكر بدر؟ أن نكون مسلمين، إذا أردتم أن تظفروا على عدوكم، ولو كان عددكم وعتادكم قليلاً، كما كان إخوانكم من الأسلاف في بدر، ونصرهم الله نصراً مؤزراً برغم أنهم لم يأخذوا أهبة غزوهم، وما خرجوا لقتال، ولم يكن معهم غير فرسين اثنين فقط، وكان الثلاثة يعتقبون البعير الواحد، وكانوا يقتسمون التمرات، وكانوا جياعا:
    وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الأنفال:26].


    غزوة بدر: جاءت على خلاف مراد الصحابة: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ [الأنفال:7].
    الطائفة الأولى: العير، والطائفة الثانية: النفير.
    فخرج النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة لإصابة الطائفة الأولى، وقوله: .(وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ).
    لابد من النصر والظفر، لأن الله عز وجل قال:. (وَإِذْ يَعِدُكُمُ)،أنه لابد أن يظفر المسلمون أو يغنموا.
    الطائفة الأولى: العير، خرج النبي صلى الله عليه وسلم مسرعاً لما علم بالعير، وكان موقناً أنه إذا ظهرت العير سيأخذها؛ لضعف حاميتها، خرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً كما في الصحيح، وأرسل أبو سفيان -لما علم بما عزم عليه المسلمون- وعدل أبو سفيان عن طريق القافلة المعتاد وسلك طريق الساحل وهرب، ففاتت الطائفة الأولى على المسلمين. ظنوه نصراً عاجلاً مختطفاً، يأخذون العير ويرجعون، لكن أمر الله قدرٌ مقدور: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ [الأنفال:7]، (غير ذات الشوكة) هي العير، ما فيها شوكة ولا فيها حرب.


    أنتم تودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم، وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ [الأنفال:7].
    إذاً: لابد أن تصيبوا الطائفة الثانية وتقع حرب؛ لأن المسألة مسألة إظهار الحق.


    فلما أفلتت العير علم المسلمون أي الطائفتين أراد الله، فكان النفير. بدأ بعض الصحابة يقول: نحن غير مستعدين، نحن ما خرجنا لقتال، فدعونا حتى نأخذ أهبة: يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ [الأنفال:6]. العير أفلتت، فلم يبق إلا النفير.
    يجادلونه في الحق الذي تبين وظهر:. (بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ [الأنفال:6].


    ونظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فبالغ في الدعاء، وفي رفع يديه؛ إشارةً إلى الاستسلام الكامل والانخلاع من الحول والقوة:
    اللهم إنهم جياع فأطعمهم، اللهم إنهم عراةٌ فاكسهم، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض.
    حينئذٍ أمسك أبو بكر بمنكبيه صلى الله عليه وسلم وقال:. (يا رسول الله! بعض مناشدتك ربك، فإنه منجزٌ لك ما وعد ) .


    سُئل النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث فضالة بن عبيد الذي رواه أحمد وابن حبان والحاكم : .(من المؤمن؟ قال: من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم. قالوا: ومن المسلم؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده. قالوا: من المجاهد؟ قال: من جاهد نفسه في ذات الله أو في طاعة الله. قالوا: من المهاجر؟ قال: من هجر الخطايا والذنوب) . إن الذي يزرع النخل لا ينتظر نتاجها، وإذا قيل له: لم تزرع النخلة وهي لن تعطيك البلح ولن تنضج إلا بعد عشر سنوات أو بعد سنوات؟! يقول: كما زرع أجدادي وأنا آكل من غرسهم، كذلك أزرع حتى يأكل أحفادي من غرسي .أنت تورث العبودية.


    إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [الأنفال:2].
    والوجل هنا الخوف الذي يخالطه شوقٌ ومحبةٌ وتعظيم. إذا قرأ آيات الله ازداد محبة.
    وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [الأنفال:2]، مثل هذا لا يخالف ... وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2].
    والأنفال: جمع نفل، وهي الغنائم. يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ثم ذكرهم بصفات المؤمنين الذين يعبأُ الله بهم، والذين يحبهم الله عز وجل، فكأنما قال: أفلا أدلكم على خيرٍ مما تختصمون فيه؟ إنني إذا ذكرت عند أحدكم اضطرب قلبه خوفاً وحزناً، ولو ذكرت آياتي عندك أن تزداد بها إيماناً وترضى بالله قسماً فهذا أفضل من أن تحصَّل غنائم الدنيا.وكان الصحابة إذا ذكروا ذكروا وارتفعوا.


    الغنيمة الحقيقية


    في غزوة حنين اختصموا على الغنائم أيضاً، لما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم، والعامة الذين تأخر إسلامهم، وترك المؤمنين الخلص الذين أبلوا بلاءً حسناً في القتال، فالشباب لم يعجبهم هذا الكلام، وقالوا: يعطي قريشاً وسيوفنا تقطر من دمائهم، ما هذا بالنَّصَف. يعنون أن هذا ليس إنصافاً.
    بلغت هذه الكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعالجها علاجاً حكيماً، فلم يعاتب ولم يعنت، إنما دعا الأنصار، وقال:. (يا معشر الأنصار! مقالة بغلتني عنكم، أنكم قلتم كذا وكذا. فقال كبراء الأنصار: أما الشيوخ فلا) أي: الكبار، الناس الذين أسلموا قديماً ما قالوا هذا الكلام، قالوا: إنما قاله بعض صغارنا. فجمعهم وقال: .(هل فيكم أحدٌ من غيركم؟) وهذا كله من أجل أن يبين الحظ والقسم الذي أصاب الأنصار، كأنه لا يريد أن يكون أحدٌ من غير الأنصار يدركهم في هذا الذي سيقوله، (قالوا: لا. قال: يا معشر الأنصار! ألا تحبون أن يرجع الناس إلى رحالهم بالدينار والدرهم، وترجعون أنتم برسول الله تحوزونه في رحالكم)،لا يتردد مثل الأنصار، ولا يتردد أي مسلم أن يلفظ بها حتى لو انعقد قلبه على خلافها، لا يستطيع إلا أن يقول: نعم، أرضى برسول الله قسماً، حتى لو كان قلبه يأباه، لكنه لا يجرؤ على النطق بها.
    الناس رجعوا بالدينار والدرهم والمغانم، وأنتم رجعتم برضا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنكم، ومحبته لكم، ودعائه لكم، (فبكوا جميعاً، وقالوا: رضينا برسول الله قسماً. قال: اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار).هؤلاء معهم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم المستجابة: (اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ثم قال لهم: الأنصار شعار والناس دثار) .
    عطاء لا يقبله إلا أهل الإيمان ممن اتجهت قلوبهم إلى الآخرة! (الأنصار شعار) والشعار هو اللبس اللين الداخلي الذي يلاصق جسدك مباشرة، هذا اسمه شعار. والثياب العليا اسمها دثار، والدثار صوف خشن، لكن لا يستطيع الإنسان أن يلبس صوف الغنم على جلده، فكأنه قال: أنتم أقرب إليّ كقرب هذا الثوب الناعم للجلد.


    امتن الله عز وجل على المؤمنين وهو يقول لهم: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ [الأنفال:11]، لما نزل المطر جعل هذا الرمل الرخو صلباً تحت الأقدام؛ لأن الله عز وجل هو الذي تولاهم بلطفه وعنايته، قال تعالى: وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال:10] .


    عزيز لا يغلب، حكيم في نصر الفئة المؤمنة برغم قلة الإمكانات. خرجوا من ديارهم ثلاثمائة وتسعة عشر نفراً كما رواه مسلم في صحيحه، وخرجوا -كما تعلمون- لا لقتال، ولم يكن معهم غير فرسين اثنين، وقرابة أربعين أو خمسين بعيراً، كان الثلاثة يعتقبون البعير الواحد، في حين أن قريشاً خرجت تريد القتال، وقد استعدت وأخذت أهبة استعدادها، والأرض في صالحهم، والكثرة في صالحهم، والعتاد في صالحهم، لكن الذي رجح كفة الفئة المؤمنة هو التضرع لله والتذلل، وقد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة السابع عشر من شهر رمضان، لم يغمض له جفن، ظل طول الليل يدعو الله تبارك وتعالى، وهو يقول:.
    (اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم أنجزني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض).
    فقال الله عز وجل: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ [الأنفال:12].
    هل يهزم طائفة فيها هؤلاء المؤمنون -فئة مؤمنة تحققت فيها صفات خمسة قضى الله عز وجل أن هؤلاء هم المؤمنون حقاً - وفيها هؤلاء الملائكة، ويظاهرهم رب العالمين تبارك وتعالى... لا يهزمون أبداً.


    محركات القلوب إلى الله عز وجل ثلاثة: المحبة، والخوف، والرجاء؛ والمحبة أعظمها على الإطلاق. هذه الثلاثة هي الحادي الذي يحدو القلوب في سيرها إلى الله عز وجل: إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [الأنفال:2].
    كان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول. أثر الوجل نزول الدمع، واقشعرار الجلد، وهي رعدة تحس بها في جسمك وفي قلبك، هذا نصيب الطائفة المؤمنة.
    كلمات من محاضرة مفرغة من موقع الشبكة الاسلامية نفع الله بها,



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  7. #117
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    قال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ



    فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتـَّــبَعَ هَوَاهُ،



    فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ



    كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا



    بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف/175-176-177].



    قال ابن القيم رحمه الله: فشبَّه سبحانه مَن آتاه كتابه وعلَّمه العلمَ الذي منعه



    غيرَه فترك العمل به واتَّبع هواه وآثر سخط الله على رضاه، ودنياه على



    آخرته، والمخلوق على الخالق بال*** الذي هو مِن أخبث الحيوانات وأوضعها



    قدراً، وأخسِّها نفساً، وهمَّته لا تتعدى بطنه، وأشدها شرهاً وحرصاً، ومِن



    حرصه أنَّه لا يمشي إلا وخطمه في الأرض يتشمَّم ويستروح حرصاً وشرهاً.



    ولا يزال يَشُمُّ دبره دون سائر أجزائه، وإذا رميتَ إليه بحجرٍ رجع إليه ليعضه



    من فرط نهمته، وهو مِن أمهن الحيوانات وأحملها للهوان وأرضاها بالدنايا.



    والجيفُ القذرة المروحة أحبُّ إليه مِن اللحم الطري. والعذرة أحبُّ إليه مِن



    الحلوى وإذا ظفر بميتةٍ تكفي مائةَ كلـبٍ لم يَدَع ***اً واحداً يتناول منها شيئاً



    إلاّ هرَّ عليه وقهره لحرصه وبخله وشَرَهِه.



    ومِن عجيبِ أمره وحرصه أنَّه إذا رأى ذا هيئةٍ رثةٍ وثيابٍ دنيَّةٍ وحالٍ زرِيَّةٍ



    نبحه وحمل عليه، كأنَّه يتصور مشاركتَه له ومنازعتَه في قُوتِه. وإذا رأى ذا



    هيئةٍ حسنةٍ وثيابٍ جميلةٍ ورياسةٍ وضع له خطمه بالأرض، وخضع له ولم



    يرفع إليه رأسه.



    وفي تشبيه مَن آثر الدنيا وعاجلها على اللهِ والدارِ الآخرةِ مع وفور علمه



    بال*** في حال لهثه سِرٌّ بديعٌ، وهو أنَّ هذا الذي حاله ما ذكره الله مِن



    انسلاخه مِن آياته واتباعه هواه إنما كان لشدة لـهفه على الدنيا لانقطاع قلبه



    عن الله والدار الآخرة فهو شديد اللهف عليها، ولـهفه نظير لـهف ال***



    الدائم في حال إزعاجه وتركه. واللهف واللهث شقيقان وأخوان في اللفظ



    والمعنى.



    قال ابن جريج: ال***ُ منقطعُ الفؤاد، لا فؤاد له، إنْ تحمل عليه يلهث، أو



    تتركه يلهث فهو مثل الذي يترك الهُدى، لا فؤاد له، إنما فؤاده منقطعٌ.


    قلت: مراده بانقطاع فؤاده أنَّه ليس له فؤادٌ يحمله على الصبر عن الدنيا



    وترك اللهف عليها فهذا يلهف على الدنيا مِن قلة صبره عنها،وهذا يلهث مِن



    قلة صبره عن الماء، فال*** مِن أقل الحيوانات صبراً عن الماء، وإذ عطش



    أكل الثرى من العطش، وإنْ كان فيه صبرٌ على الجوع.


    وعلى كلِّ حالٍ فهو مِن أشدِّ الحيوانات لـهثاً، يلهث قائماً وقاعداً وماشياً



    وواقفاً، وذلك لشدَّة حرصه، فحرارةُ الحرصِ في كبده توجبُ له دوام اللهث.



    فهكذا مشبَّهه شدةُ الحرص وحرارةُ الشهوة في قلبه توجب له دوام اللهث،



    فإنْ حملتَ عليه بالموعظة والنصيحة فهو يلهث، وإن تركتَه ولم تعظْه فهو



    يلهث.



    قال مجاهد: ذلك مثَل الذي أوتي الكتاب ولم يعمل به. وقال ابن عباس: إنْ



    تحمل عليه الحكمة لم يحملْها، وإن تتركْه لم يهتدِ إلى خيرٍ، كال*** إنْ كان



    رابضاً لهث، وإنْ طرد لهث.



    وقال الحسن: هو المنافق لا يثبت على الحقِّ، دُعي أو لم يُدْع، وُعظ أو لم



    يُوعظ، كال*** يلهث طرداً وتركاً.


    وقال عطاء: ينبح إنْ حملتَ عليه أو لم تحمل عليه.


    وقال أبو محمد بن قتيبة: كلُّ شيءٍ يلهثُ فإنما يلهثُ مِن إعياءٍ أو عطشٍ إلا



    ال***، فإنَّه يلهث في حالِ الكلال وحالِ الراحة وحالِ الصحة وحالِ المرض



    والعطش فضربه الله مثلاً لمن كذَّب بآياته، وقال: إنْ وعَظْتَه فهو ضالٌّ، وإن



    ترَكْتَه فهو ضالٌّ، كال*** إنْ طردتَّهُ لهث وإنْ تركْتَه على حاله لهث ونظيره



    قوله سبحانه: ﴿ وَإِنْ تَدْعُوهُم إِلى الهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُم سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُم



    أَمْ أَنْتُم صَامِتُونَ ﴾ [الأعراف/193].


    وتأمَّلْ ما في هذا المثل مِن الحِكم والمعاني:


    - فمنها: قوله: ﴿ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا ﴾ فأخبر سبحانه أنَّه هو الذي آتاه آياته، فإنَّها



    نعمةٌ، والله هو الذي أنعم بـها عليه، فأضافها إلى نفسه، ثم قال: ﴿ فَانْسَلَخَ



    مِنْهَا ﴾ أي: خرج منها كما تنسلخ الحيَّةُ مِن جلدها، وفارقها فراق الجلد يُسلخ



    عن اللحم. ولم يقل (فسلخناه منها) لأنَّه هو الذي تسبب إلى انسلاخه منها



    باتباعه هواه.



    - ومنها: قوله سبحانه: ﴿ فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَان ﴾ أي: لحقه وأدركه، كما قال في



    فرعون: ﴿ فَأَتْبَعُوهُم مُشْرِقِينَ ﴾ [الشعراء/60] وكان محفوظاً محروساً بآيات



    الله محميَّ الجانب بـها من الشيطان لا ينـال منه شيئاً إلا على غِرَّةٍ وخطفة.



    فلمَّا انسلخ مِن آيات الله ظفِر به الشيطانُ ظفَر الأسد بفريسته ﴿ فَكَانَ مِنَ



    الغَاوِينَ﴾ العاملين بخلاف علمهم الذين يعرفون الحق ويعملون بخلافه كعلماء



    السوء.


    - ومنها: أنَّه سبحانه قال: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ﴾ فأخبر سبحانه أنَّ الرفعة



    عنده ليست بمجرد العلم - فإنَّ هذا كان مِن العلماء- وإنَّما هي باتباع الحق



    وإيثاره وقصد مرضاة الله، فإنَّ هذا كان مِن أعلم أهل زمانه، ولم يرفعه الله



    بعلمه ولم ينفعه به، نعوذ بالله مِن علمٍ لا ينفع.


    وأخبر سبحانه أنَّه هو الذي يرفع عبدَه إذا شاء بما آتاه من العلم، وإنْ لم



    يرفعه الله فهو موضوعٌ، لا يرفعُ أحدٌ به رأساً، فإنَّ الربَّ الخافضَ الرافعَ



    سبحانه خفضه ولم يرفعه. والمعنى: لو شئنا فضَّلناه وشرَّفْناه ورفعنا قدرَه



    ومنـزلته بالآيات التي آتيناه. قال ابن عباس: لو شئنا لرفعناه بعلمه.


    وقالت طائفة: الضمير في قوله: ﴿ لَرَفَعْنَاهُ ﴾ : عائدٌ على الكفر والمعنى: لو شئنا



    عنه الكفر بالإيمان وعصمناه.


    وهذا المعنى حقٌّ ، والأول هو مراد الآية، وهذا مِن لوازم المراد ، وقد تقدم



    أنَّ السلف كثيراً ما ينبهون على لازمِ معنى الآية، فيظنُّ الظانُّ أنَّ ذلك هو



    المراد منها.


    وقوله: ﴿ وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ ﴾. قال سعيد بن جبير: ركن إلى الأرض،



    وقال مجاهد: سكن. وقال مقاتل: رضي بالدنيا. وقال أبو عبيدة: لزمها وأبطأ.


    والمـُخلِدُ من الرجال: هو الذي يبطىء في مِشْيته، ومِن الدواب: التي تبقى



    ثناياه إلى أنْ تخرج رَباعيَّتُه. وقال الزجاج: خلد وأخلد، وأصله من الخلود،



    وهو الدوام والبقاء. يقال: أخلد فلان بالمكان إذا أقام به.



    قال مالك بن نويرة:



    بأبناء حيٍّ مِن قبائل مالك عمرو بن يربوع أقاموا فأخلدوا



    قلت: ومنه قوله تعالى: ﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِم وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ [الواقعة/17] أي: قد



    خُلقوا للبقاء لذلك لا يتغيرون ولا يكبرون، وهم على سنٍّ واحدٍ أبداً.



    وقيل: هم المقرَّطون في آذانهم، والمسوَّرون في أيديهم. وأصحاب هذا القول



    فسَّروا اللفظة ببعض لوازمها، وذلك أمارة التخليد على ذلك السنِّ فلا تنافي



    بين القولين . وقوله: ﴿ فَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾، قال ال***ي: اتَّبع مسافل الأمور وترك



    معاليها. وقال


    أبو رَوْق: اختار الدنيا على الآخرة. وقال عطاء: أراد الدنيا وأطاع شيطانه.



    وقال ابن زيد: كان هواه مع القوم، يعني الذين حاربوا موسى وقومه. وقال



    ابن يمان: اتَّبع امرأته لأنهَّا هي التي حملته على ما فعل.


    فإنْ قيل: الاستدراك بـ (لكن) يقتضي أنْ يثبت بعدها ما نفى قبله، أو ينفي ما



    أثبت كما تقول: (لو شئتُ لأعطيتُه، لكني لم أعطِه) و (لو شئتُ لما فعلتُ كذا



    لكني فعلتُه).


    والاستدراك يقتضي: (ولو شئنا لرفعناه بـها ولكنَّا لم نشأ، أو لم نرفعه)،



    فكيف استدرك بقوله: ﴿ وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ ﴾ بعد قوله : ﴿ لَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ﴾؟


    قيل: هذا مِن الكلام الملحوظ فيه جانب المعنى، المعدول فيه عن مراعاة



    الألفاظ إلى المعاني وذلك أنَّ مضمون قوله: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ﴾ أنَّه لم



    يتعاط الأسباب التي تقتضي رفعه بالآيات: مِن إيثار الله ومرضاته على هواه،



    ولكنَّه آثر الدنيا وأخلدَ إلى الأرض واتَّبع هواه.


    وقال الزمخشري: المعنى: ولو لزم آياتنا لرفعناه بـها، فذكر المشيئة، وا



    لمراد: ما هي تابعةٌ له ومسببةٌ عنه، كأنَّه قيل: ولو لزمها لرفعناه بـها. قال:



    ألا ترى إلى قوله: ﴿ وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ ﴾ فاستدرك المشيئة بإخلاده الذي هو فعله،



    فوجب أنْ يكون ﴿ وَلَوْ شِئْنَا ﴾ في معنى ما هو فعله، ولو كان الكلام على



    ظاهره: لوجب أنْ يقال: ولو شئنا لرفعناه، ولكنَّا لم نشأ. ا.هـ.


    فهذا من الزمخشري شنشنةٌ نعرفها مِن قدريٍّ نافٍ للمشيئة العامة، مبعد


    للنُّجعة في جعْلِ كلام الله معتزليّاً قدريّاً.


    فأين قوله: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا ﴾ مِن قوله: ولو لزمها؟. ثم إذا كان اللزوم لها موقوفاً


    على مشيئة الله -وهو الحق- بَطَل أصله.


    وقوله: (إنَّ مشيئة الله تابعةٌ للزوم الآيات) مِن أفسدِ الكلام وأبطلِه، بل لزومه



    لآياته تابعٌ لمشيئة الله، فمشيئةُ الله سبحانه متبوعةٌ لا تابعةٌ، وسببٌ لا



    مسبَّب، وموجب مقتضٍ لا مقتضى، فما شاء الله وجب وجوده، وما لم يشأ



    امتنع وجوده)





    وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله:
    ضرب اللهُ المثلَ لهذا الخسيس الذي آتاه آياته فانسلخ منها: بال***، ولم تكن



    حقارةُ ال***ِ مانعةً مِن ضربه تعالى المثلَ به. وكذلك ضربُ المثلِ بالذباب في



    قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ



    لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ، وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَ يَسْتَـنْقِذُوهُ مِنْهُ،



    ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطْلُوبُ ﴾ [الحج/73] ، وكذلك ضربُ المثلِ ببيتِ العنكبوت



    في قوله: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ العَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً،



    وَإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت/41]. وكذلك



    ضربُ الله المثلَ بال****ِ في قوله: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةِ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا



    كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي



    القَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة/5] وهذه الآيات تدل على أنَّه تعالى لا يستحيي مِن



    بيانِ العلوم النفيسة عن طريق ضرب الأمثال بالأشياء الحقيرة. وقد صرَّح



    بهذا المدلول في قوله: ﴿ إنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحِيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا



    فَوْقَهَا ﴾ [البقرة/26]. ا.هـ (أضواء البيان [2/303]).

    موقع صيد الفوائد



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  8. #118
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    قال العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله فى تفسير القران الكريم تفسير سورة البقرة (1 \168-171) فى فوائد اية "يا بنى اسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم و أنى فضلتكم على العالمين" :"ومنها: أن بني إسرائيل أفضل العالم في زمانهم؛ لقوله تعالى: { وأني فضلتكم على العالمينلأنهم في ذلك الوقت هم أهل الإيمان؛ ولذلك كُتب لهم النصر على أعدائهم العمالقة، فقيل لهم: {ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم} [المائدة: 21] ؛ و "الأرض المقدسة" هي فلسطين؛
    وإنما كتب الله أرض فلسطين لبني إسرائيل في عهد موسى؛ لأنهم هم عباد الله الصالحون؛ والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }
    [الأنبياء: 105] ، وقال موسى لقومه: {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده} [الأعراف: 128] ، ثم قال: {والعاقبة للمتقين} [الأعراف: 128] ؛ إذاً المتقون هم الوارثون للأرض؛
    لكن بني إسرائيل اليوم لا يستحقون هذه الأرض المقدسة؛
    لأنهم ليسوا من عباد الله الصالحين؛
    أما في وقت موسى فكانوا أولى بها من أهلها؛ وكانت مكتوبة لهم، وكانوا أحق بها؛ لكن لما جاء الإسلام الذي بُعث به النبي صلى الله عليه وسلم صار أحق الناس بهذه الأرض المسلمون .
    لا العرب .؛ ففلسطين ليس العرب بوصفهم عرباً هم أهلها؛ بل إن أهلها المسلمون بوصفهم مسلمين .
    لا غير وبوصفهم عباداً لله عزّ وجلّ صالحين؛ ولذلك لن ينجح العرب فيما أعتقد-والعلم عند الله - في استرداد أرض فلسطين باسم العروبة أبداً؛ ولا يمكن أن يستردوها إلا باسم الإسلام على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، كما قال تعالى: {إن الأرض لله يورثها من يشاء
    من عباده والعاقبة للمتقين}
    [الأعراف: 128]
    ؛
    ومهما حاول العرب، ومهما ملؤوا الدنيا من الأقوال والاحتجاجات، فإنهم لن يفلحوا أبداً حتى ينادوا بإخراج اليهود منها باسم دينالإسلام .
    بعد أن يطبقوه في أنفسهمفإن هم فعلوا ذلك فسوف يتحقق لهم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ، وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ، أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ" ؛ فالشجر، والحجر يدل المسلمين على اليهود يقول: "يا عبد الله" . باسم العبودية لله ويقول: "يا مسلم" . باسم الإسلام .؛ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "يقاتل المسلمون اليهود" ، ولم يقل: "العرب"..
    ولهذا أقول: إننا لن نقضي على اليهود باسم العروبة أبداً؛ لن نقضي عليهم إلا باسم الإسلام؛ ومن شاء فليقرأ قوله تعالى: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} [الأنبياء: 105] :
    فجعل الميراث لعباده الصالحين؛ وما عُلِّق بوصف فإنه يوجد بوجوده، وينتفي بانتفائه؛ فإذا كنا عبادَ الله الصالحين ورثناها بكل يسر وسهولة، وبدون هذه المشقات، والمتاعب، والمصاعب، والكلامِ الطويل العريض الذي لا ينتهي أبداً!! نستحلها بنصر الله عزّ وجلّ، وبكتابة الله لنا ذلك . وما أيسره على الله .! ونحن نعلم أن المسلمين ما ملكوا فلسطين في عهد الإسلام الزاهر إلا بإسلامهم؛ ولا استولوا على المدائن عاصمة الفرس، ولا على عاصمة الروم، ولا على عاصمة القبط إلا بالإسلام؛ ولذلك ليت شبابنا يعون وعياً صحيحاً بأنه لا يمكن الانتصار المطلق إلا بالإسلام الحقيقي . لا إسلام الهوية بالبطاقة الشخصية .! ولعل بعضنا سمع قصة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حينما كسرت الفُرس الجسور على نهر دجلة، وأغرقت السفن لئلا يعبر المسلمون إليهم؛ فسخَّر الله لهم البحر؛ فصاروا يمشون على ظهر الماء بخيلهم، ورجلهم، وإبلهم؛ يمشون على الماء كما يمشون على الأرض لا يغطي الماء خفاف الإبل؛ وإذا تعب فرس أحدهم قيض الله له صخرة تربو حتى يستريح عليها؛ وهذا من آيات الله . ولا شك .؛ والله تعالى على كل شيء قدير؛ فالذي فلق البحر لموسى - عليه الصلاة والسلام - ولقومه، وصار يبساً في لحظة، ومشوا عليه آمنين؛ قادر على ما هو أعظم من ذلك..
    فالحاصل أن بني إسرائيل لا شك أفضل العالمين حينما كانوا عباد الله الصالحين؛ أما حين ضربت عليهم الذلة، واللعنة، والصَّغار فإنهم ليسوا أفضل العالمين؛ بل منهم القردة، والخنازير؛ وهم أذل عباد الله لقوله تعالى: {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله}
    [آل عمران: 112] ، وقوله تعالى: {لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون}
    [الحشر: 14] ..
    ويدل لذلك .
    أي أن المراد بقوله تعالى .: { فضلتكم على العالمين } أي في وقتكم، أو فيمن سبقكم: قوله تعالى في هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم}
    [آل عمران: 110] ؛ فقوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} صريح في تفضيلهم على الناس؛ ولهذا قال تعالى: { ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهموقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أننا نوفي سبعين أمة نحن أكرمها، وأفضلها عند الله عزّ وجل(99)ّ . وهذا أمر لا شك فيه .، ولله الحمد.."

    :::الشيخ: محمد بن صالح العثيمين رحمهُ الله:::



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  9. #119
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    سُئِل فضيلة الشّيخ ابن تيمية رَحمَه الله ‏:‏

    فى قـوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ‏} ‏[‏آل عمران‏:‏ 175‏]‏‏:



    فقال رَحمَهُ الله ‏ /
    هذا هو الصواب الذي عليه جمهور المفسرين؛ كابن عباس، وسعيد بن جُبيْر، وعِكْرمة، والنَّخعِى‏.‏

    وأهل اللغة كالفَرَّاء، وابن قتيبة، والزجاج،

    وابن الأنبارى‏.‏

    وعبارة الفراء‏:‏ يخوفكم بأوليائه، كما قال‏:‏ ‏{‏‏لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ}‏‏ ‏[‏الكهف‏:‏ 2‏]‏، ببأس شديد، وقوله‏:‏‏{‏‏لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ‏} ‏[‏غافر‏:‏15‏]‏، وعبارة الزجاج‏:‏ يخوفكم من أوليائه‏.

    ‏‏ قال ابن الأنبارى‏:‏ والذي نختاره فى الآية‏:

    يخوفكم أولياءه‏.‏

    تقول العرب‏:‏ أعطيت الأموال

    ،أي‏:‏ أعطيت القوم الأموال

    فيحذفون المفعول الأول ويقتصرون على ذكر الثاني؛

    وهذا لأن الشيطان يخوف الناس أولياءه تخويفا مطلقا، ليس له فى تخويف ناس بناس ضرورة، فحذف الأول ليس مقصوداً، وهذا يسمى حذف اختصار، كما يقال‏:‏ فلان يعطى الأموال والدراهم‏.

    ‏‏ وقد قال بعض المفسرين‏:‏ يخوف أولياءه المنافقين، ونقل هذا عن الحسن والسُّدِّى، وهذا له وجه سنذكره،


    لكن الأول أظهر؛ لأن الآية إنما نزلت بسبب تخويفهم من الكفار،

    كما قال قبلها‏:‏ ‏{‏‏الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً‏} الآيات ‏[‏آل عمران‏:‏173‏]‏، ثم قال‏:‏ {‏‏فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين }فهي إنما نزلت فيمن خوف المؤمنين من الناس، وقد قال‏:‏‏{‏‏يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ‏}،، ثم قال‏:‏ ‏{‏‏فَلاَ تَخَافُوهُمْ‏}،، والضمير عائد إلى أولياء الشيطان الذين قال فيهم‏:‏ ‏{‏َاخْشَوْهُمْ‏}‏ قبلها‏.‏

    وأما ذلك القول، فالذي قاله فسرها من جهة المعنى، وهو أن الشيطان إنما يخوف أولياءه بالمؤمنين؛ لأن سلطانه على أوليائه بخوف يدخل عليهم المخاوف دائما، فالمخاوف منصبة إليهم محيطة بقولهم، وإن كانوا ذوي هيئات وعَدَد وعُدَد فلا تخافوهم‏.

    ‏‏ وأما المؤمنون فهم متوكلون على الله، لا يخوفهم الكفار،


    أو أنهم أرادوا المفعول الأول، أي يخوف المنافقين أولياءه، و إلا فهو يخوف الكفار، كما يخوف المنافقين، ولو أنه أريد أنه يخوف أولياءه، أي يجعلهم خائفين لم يكن للضمير ما يعود عليه، وهو قوله‏:‏ ‏{‏‏فَلاَ تَخَافُوهُمْ‏} وأيضا، فهذا فيه نظر؛ فإن الشيطان يَعِد أولياءه ويُمَنِّيهم، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ‏} ‏[‏الأنفال‏:‏48‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏120‏]‏‏.‏

    ولكن الكفار يلقى الله فى قلوبهم الرعب من المؤمنين والشيطان لا يختار ذلك، قال تعالى‏:‏‏{‏‏لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ الله‏} ‏[‏الحشر‏:‏13‏]‏،وقال تعالى‏:‏‏{‏‏إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ}‏‏ ‏[‏الأنفال‏:‏12‏]‏، وقال‏:‏‏{‏‏سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِالله‏‏}[‏آل عمران‏:‏151‏]‏، وفى حديث قرطبة أن جبريل قال "إني ذاهب إليهم فمزلزل بهم الحِصْن"‏‏‏.

    ‏‏ فتخويف الكفار والمنافقين وإرعابهم هو من الله نصرة للمؤمنين‏.‏

    ولكن الذين قالوا ذلك من السلف أرادوا‏:‏ أن الشيطان يخوف الذين أظهروا الإسلام، فهم يوالون العدو، فصاروا بذلك منافقين، وإنما يخاف من الكفار المنافقون بتخويف الشيطان لهم، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَيَحْلِفُونَ بِالله إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ}‏‏ ‏[‏التوبة‏:‏56‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ‏} الآيات، إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ}‏‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏19-20‏]‏، فكلا القولين صحيح من حيث المعنى، لكن لفظ أوليائه هم الذين يجعلهم الشيطان مخوفين لا خائفين، كما دل عليه سياق الآية ولفظها،

    والله أعلم‏.

    ‏‏ وإذا جعلهم الشيطان مخوفين، فإنما يخافهم من خوفه الشيطان منهم فجعله خائفاً‏.

    ‏‏ فالآية دلت على أن الشيطان يجعل أولياءه مخوفين، ويجعل ناساً خائفين منهم،

    ودلت الآية على أن المؤمن لا يجوز له أن يخاف أولياء الشيطان، ولا يخاف الناس،


    كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}‏‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 44‏]‏، بل يجب عليه أن يخاف الله،
    فخوف الله أمر به وخوف الشيطان وأوليائه نهى عنه‏.

    ‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏150‏]‏، فنهى عن خشية الظالموأمر بــــــــخشيته، والذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله‏.

    ‏‏ وقال‏:‏ ‏{‏‏فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ‏} ‏[‏النحل‏:‏51‏]‏‏.

    ‏‏ وبعض الناس يقول‏:‏ يا رب، إني أخافك وأخاف من لا يخافك، وهذا كلام ساقط لا يجوز، بل على العبد أن يخاف الله وحده، ولا يخاف أحدًا، لا من يخاف الله ولا من لا يخاف الله؛ فإن من لا يخاف الله أخس وأذل أن يخاف؛ فإنه ظالم وهو من أولياء الشيطان، فالخوف منه قد نهى الله عنه، والله أعلم.





    المرجع/

    مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  10. #120
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة"

    يقول الله تعالى : " وماكان لمؤمنٍ ولامؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً "
    هذه الآية من آيات البلاء والإمتحان والتمحيص ، تضع المؤمن على المحك الحقيقي لإيمانه ليتميز الصادق من الدعي ، والكيّس من العاجز... يالها من آية عظيمة تكشف حقيقة الإيمان عندما يصطدم أمرالشرع مع هوى النفس وعندما يكون أمر الله ورسوله في كفة وحظوظ النفس وشهواتها في كفة.
    كلنا نحب الإسلام ... وكلنا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وكلنا نطمع في رضوان الله وجنتة ... وكلنا يتمنى أن يكون مؤمناً صادق الإيمان. ولكن هل المسألة بالتمنى والإدعاء أم بالعمل والإخلاص ، هل نريد الإيمان بلاعمل ونرجوه بلاثمن؟! ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة.
    أخي الكريم : إنها أية تستحق منا التوقف عندها وتأمل كلماتها واستيعاب مدلولاتها ثم مقارنتها بالواقع الذي نحياه والنهج الذي نعيشه. إن هذه الآية تحمل معنى الإسلام ألا وهو الإستسلام لله والإنقياد له والخضوع له بالطاعة . فهو استسلام وانقياد وخضوع ولامجال فيه للإختيار بين قبول ورفض ولا بين أخذ ورد. إذا جاء أمر الله ورسوله في مسألة من المسائل فليس غير السمع والطاعة. لااعتبار وقتها لهوى النفس ولالعادات المجتمع ولا لأي اعتبار آخر ، هذا هو معنى الإستسلام لله والإنقياد له أما إذا تخيرنا من شرع الله مايوافق أهواءنا ورغباتنا وعاداتنا وجئنا به على أنه دين خالص لله وفي نفس الوقت تركنا مايخالف أهواءنا وعاداتنا وتقاليدنا بحجج واهية وأعذار ملفقة فذلك هي الخيرة التي لم يرتضيها لنا ربنا سبحانه وتعالى بنص الآية الكريمة.
    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن ربه تبارك وتعالى كما أمرنا بالصلاة والصيام والزكاة أمرنا بغض البصر وحفظ الفرج وصلاة الجماعة وطاعة الوالدين وصلة الأرحام وإرخاء اللحى وحجاب النساء ونهانا عن الغيبة والنميمة وأكل الربا والإسبال وأذى الجار وسماع الغناء وغيرها من الأوامر والنواهي مما لايخفى على مسلم ولامسلمة. فليقف أخي الكريم كل منا مع نفسة وقفة محاسبة في ساعة صدق مع النفس وليسأل نفسه : هل أنا ممن يأخذ من دين الله مايوافق هواه ويترك ماعدا ذلك ؟ فمن وجد خيراً فليحمد الله وليسأله الثبات ومن وجد غير ذلك فليثب إلى رشده وليقصر نفسه على الحق قسراً. فالأمر جد لاهزل فيه وحق لامراء فيه. والموعد: يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم، والموعود: جنة نعيم أو عذاب مقيم. اللهم إنا نسألك عملاً صالحاً ونية صادقة وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وعلماً نافعاً ، اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل وحسن القصد والتوكل .
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى
    من كتاب الله



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

صفحة 12 من 16 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. 乂صعوة 乂 شقردي 2000 مبروك 乂
    بواسطة شام في المنتدى مضيف الإهداءات
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 15-09-2009, 13:48
  2. مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 23-08-2009, 02:40
  3. 乂乂 لذائذ العيد المضائفية 乂乂
    بواسطة شام في المنتدى فـنـون الـمـطبخ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 18-10-2007, 22:54
  4. مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 13-09-2006, 09:30
  5. 乂乂 دغدغة مسامع فقط 乂乂
    بواسطة النجم في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-10-2005, 05:46

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته