سورة الانسان
3-إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً
مقدمة تفسير سورة الإنسان بسم الله الرحمن الرحيم سورة الإنسان وهي مكية قد تقدم في صحيح مسلم « 879 » عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة « ألم تنزيل » السجدة و « هل أتى على الإنسان » وقال عبد الله بن وهب أخبرنا ابن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقرأ هذه السورة « هل أتى على الإنسان حين من الدهر » وقد أنزلت عليه وعنده رجل أسود فلما بلغ صفة الجنان زفر زفرة فخرجت نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج نفس صاحبكم أو قال أخيكم الشوق إلى الجنة مرسل-غريب يقول تعالى مخبرا عن الإنسان أنه أوجده بعد أن لم يكن شيئا يذكر لحقارته وضعفه فقال تعالى « هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا » ثم بين ذلك جل جلاله « إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج » أي أخلاط والمشج والمشيج الشيء المختلط بعضه في بعض قال ابن عباس في قوله تعالى « من نطفة أمشاج » يعني ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا واختلطا ثم ينتقل بعد من طور إلى طور وحال إلى حال ولون إلى لون وهكذا قال عكرمة ومجاهد والحسن والربيع بن أنس الأمشاج هو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة وقوله تعالى « نبتليه » أي نختبره كقوله جل جلاله « ليبلوكم أيكم أحسن عملا » « فجعلناه سميعا بصيرا » أي جعلنا له سمعا وبصرا يتمكن بهما من الطاعة والمعصية وقوله جل وعلا « إنا هديناه السبيل » أي بيناه ووضحناه وبصرناه به كقوله جل وعلا « وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى » وكقوله جل وعلا « وهديناه النجدين » أي بينا له طريق الخير وطريق الشر وهذا قول عكرمة وعطية وابن زيد ومجاهد في المشهور عنه والجمهور وروي عن مجاهد وأبي صالح والضحاك والسدي أنهم قالوا في قوله تعالى « إنا هديناه السبيل » يعني خروجه من الرحم وهذا قول غريب والصحيح المشهور الأول وقوله تعالى « إما شاكرا وإما كفورا » منصوب على الحال من الهاء في قوله « إنا هديناه السبيل » تقديره فهو في ذلك إما شقي وإما سعيد كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم « 223 » عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الناس يغدو فبائع نفسه فموبقها أو معتقها وقد تقدم في سورة الروم عند قوله جل جلاله « فطرة الله التي فطر الناس عليها » من رواية جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه إما شاكرا وإما كفورا وقال الإمام أحمد « 2/323 » حدثنا أبو عامر حدثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن خارج يخرج إلا ببابه رايتان راية بيد ملك وراية بيد شيطان فإن خرج لما يحب الله اتبعه الملك برايته فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته وإن خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع إلى بيته وقال الإمام أحمد « 3/321 » حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن ابن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهداي ولايستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولايردون علي حوضي ومن لم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي ياكعب بن عجرة الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة والصلاة قربان أو قال برهان ياكعب ابن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به ياكعب الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها ورواه « 3/399 » عن عفان عن وهيب عن عبد الله بن خثيم به
المفضلات