صفحة 4 من 16 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 152

الموضوع: 乂 تأملات قـرآنيــــة 乂

  1. #31
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

    احذروا ظلم النساء
    يقول الحق سبحانه وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا” (النساء: 19).

    في هذه الآية الكريمة يوجه الحق سبحانه وتعالى نداء عاما إلى المؤمنين ينهاهم فيه عما كان شائعا في الجاهلية من ظلم للنساء، وإهدار لكرامتهن، ويأمرهم بحسن معاشرتهن، وبعدم أخذ شيء من حقوقهن. وقد تعددت الروايات وأقوال المفسرين في سبب نزول هذه الآية الكريمة، حيث روى البخاري عن ابن عباس قوله: كانوا إذا مات الرجل يعتبرون أنفسهم أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها وإن شاؤوا لم يزوجوها، فهم يعتقدون أنهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية.

    وقيل: كان من عاداتهم إذا مات الرجل يلقي ابنه من غيرها أو أقرب عصبة ثوبه على المرأة فيصير أحق بها من نفسها ومن أوليائها فإن شاء تزوجها بغير صداق وإن شاء زوجها من غيره وأخذ صداقها ولم يعطها شيئا، فأنزل الله هذه الآية.

    وقيل: كان يكون عند الرجل امرأة عجوز ونفسه تتوق إلى شابة فيكره فراق العجوز لمالها فيمسكها ولا يقربها حتى تفتدي منه بمالها أو تموت فيرث مالها فنزلت هذه الآية.


    نداء إلى المؤمنين

    والمعنى: يا أيها الذين آمنوا وصدقوا بالحق الذي جاءهم من عند الله، لا يحل لكم أن تأخذوا نساء موتاكم بطريق الإرث وهن كارهات لذلك أو مكروهات عليه، لأن هذا الفعل من أفعال الجاهلية التي حرمها الإسلام لما فيها من ظلم للمرأة وإهانة لكرامتها.

    وقد وجه سبحانه وتعالى النداء إلى المؤمنين فقال: “يا أيها الذين آمنوا” ليعم الخطاب جميع الأمة، فيأخذ كل مكلف فيها بحظه منه سواء أكان هذا المكلف من أولياء المرأة أم من الأزواج أم من الحكام أم من غيرهم. وفي مخاطبتهم بصفة الإيمان تحريك لحرارة العقيدة في قلوبهم، وتحريض لهم على الاستجابة إلى ما يقتضيه الإيمان من طاعة لشريعة الله تعالى.

    وليس النهي في قوله سبحانه: “لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها” منصبا على إرث أموالهن كما هو المعتاد، وإنما النهي منصب على المرأة ذاتها كما كانوا يفعلون في الجاهلية.

    وقوله سبحانه: “ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة” نهي آخر عن بعض الأعمال السيئة التي كان أهل الجاهلية يعاملون بها المرأة. أي: لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها، ولا يحل لكم أن تعضلوهن، ومعنى العضل: التضييق والحبس والمنع.. والمراد به هنا: منع المرأة من الزواج والتضييق عليها في ذلك، سواء أكان هذا المنع والتضييق من الزوج أم من غيره.

    عاشروهن بالمعروف


    ثم أمر الله تعالى الرجال وخصوصا الأزواج بحسن معاشرة النساء فقال: “وعاشروهن بالمعروف”.
    أي: وصاحبوهن وعاملوهن بالمعروف، أي بما حض عليه الشرع وارتضاه العقل من الأفعال الحميدة، والأقوال الحسنة.

    قال الإمام ابن كثير من تفسيره لهذه الآية: قوله تعالى: “وعاشروهن بالمعروف” أي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها، فافعل أنت مثله، كما قال تعالى: “ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”.

    ثم ختم سبحانه الآية الكريمة ببيان أنه لا يصح للرجال أن يسترسلوا في كراهية النساء إن عرضت لهم أسباب الكراهية، بل عليهم أن يغلبوا النظر إلى المحاسن، ويتغاضوا عن المكاره، فقال تعالى: “فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا”. أي: فإن كرهتم صحبتهن وإمساكهن فلا تتعجلوا في مفارقتهن، فإنه عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله لكم في الصبر عليه وعدم إنفاذه خيرا كثيرا في الدنيا والآخرة.

    [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  2. #32
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    تأملات في قصة موسى ودك الجبل

    منظر لجبل موسى
    لفت انتباهي و أنا أقرأ قصة سيدنا موسى عليه السلام في سورة الأعراف وجود مشهدين متعاكسين لعمليتين وقعتا لجبلين يقعان في منطقتين متباعدتين و بفاصل زمني بينهما قد يصل إلى 50 عاما. كلا الحادثين وقع تحت سمع وبصر سيدنا موسى عليه السلام.
    1 ــ المشهد الأول: عملية الدك والإزالة.
    يقول الله تعالى:
    {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }الأعراف143
    هذه قصة حقيقية أوردها الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم، تتحدث عن خسف أو نسف أو دك لجبل عظيم بحضور البشر، وقد صاحب هذا الحادث هلع وصوت عظيم صعق موسى بسببه وانهار وسقط على الأرض فاقدا وعيه.
    رأى موسى هذا المشهد الرهيب بدل أن يرى ذات الله عز وجل فلم يتحمله, رغم أن الله عز وجل أظهر للجبل مقدار بسيط جدا من قدرته فاندك هذا المخلوق الكبير المتين وزال من على سطح الأرض في لمح البصر كأن لم يكن من قبل شيئا، فأراد الله تعالى من موسى والبشر جميعا أن يفهموا وأن يدركوا بأن قدرتهم جد محدودة، وعليهم أن يصرفوا تفكيرهم إلى ما يعرفهم أكثر بربهم ويبصرهم بحقيقة وجودهم في الأرض
    [IMG]http://www.55a.net/firas/ar_photo/1215349921jabal-musa-********.png[/IMG]
    موقع جبل موسى في شبه جزيرة سيناء
    .
    إذا بامكان البشر أن ينظروا إلى ما حدث لذلك الجبل ويتصوروه بأذهانهم ويدرسوه بإمكانياتهم، فالقرآن يتحدث عن زوال جبل من على سطح الأرض بشكل مفاجئ وغير طبيعي، مع بقاء أثر الدك {جعله دكا} دون أن يشير إلى أن الله تبارك وتعالى قد أرجع الجبل كما كان من قبل. ويطيب لي القول أن الله تبارك وتعالى أكبر وأعز وأجل من أن يتحدث عن أمر مادي وعمل فيزيائي يمكن التحقق من وقوعه دون أن يترك هناك الدليل المادي القاطع اليقيني على صدق كلامه سبحانه وهو عليه أهون.
    أظن وأتصور أن اتجاه قوة الدك الرهيبة كانت من أعلى إلى أسفل وقد أحدثت أنواعا مختلفة من التغيير في لمح البصر للمنطقة المقصودة والتي لا تزال موجودة في مكانها حتما:
    ا ــ التغيير المورفولوجي: تغيير واضح لظاهر سطح المنطقة وتضاريسها، فقد كان هناك جبل عال وزال متحولا إلى سهل أو فج عميق.
    ب ــ التغيير الجيولوجي الستراتغرافي: قوة الدك ضغطت مكونات الجبل وما تحتها من طبقات القشرة الأرضية مغيرة مكوناتها وسماكتها ونظام ترتيبها الجيولوجي.
    ج ــ التغيير المعدني: الضغط الشديد لقوة الدك وسرعته الكبيرة يغير ترتيب معادن الصخور في الجبل المندك وفي جميع الطبقات التي في أسفله والتي هي على جوانبه.

    منظر لجبل موسى في شبه جزيرة سيناء ـ مصر
    2 ــ المشهد الثاني: عملية الخلع والرفع
    قال الله تعالى:
    {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَْْْ} الأعراف171
    يتحدث الحق تبارك وتعالى عن رفع جبل الطور فوق مجموعة من الناس كأنه سحابة، وواضح تماما أن هؤلاء الناس شاهدوا بأعينهم عملية خلع الجبل من مكانه ثم رفعه إلى أعلى، وبقائه في الهواء فوق رؤوسهم معلقا كالسحابة مدة الله أعلم بها، حيث أراد الله أن يهددهم بالسحق بواسطة الصخور الضخمة التي يتكون منها الجبل، وقد حدد الله تعالى إسم الجبل الذي رفع وهو الطور، وهو جبل لا يزال قائم ومعروف جيدا، مما يعني أن الله تعالى أرجع الجبل إلى مكانه أو مكان آخر بعد توبة القوم وتضرعهم، والقرآن لم يتحدث عن عملية إنزال الجبل ولا المكان الذي وضع فيه، لكن الأمر اليقيني هو: أن الجبل قد تعرض لعملية تحريك هائلة تتضمن ثلاث مراحل متتالية وسريعة يمكن تصويرها كالتالي:
    1ــ إقتلاع الجبل بأكمله من مكانه، فلفظة نتقنا تعني في اللغة الإقتلاع من الأصل،والمقصود هو إجتثاث الجبل بجذره الممتد في باطن الأرض آلاف الأمتار ضعفي ارتفاعه فوق سطح الأرض, مع ما يصاحب ذلك من حركة كالزلزال العنيف تضرب المنطقة المحيطة بجبل الطور, وصدور أصوات الإنفجارات الضخمة الناتجة من احتكاك الصخور ببعضها وارتطامها وتطايرها, وضغط الهواء, والتشوهات الطبقية و التكتونية المصاحبة لعملية الخلع.
    2 ــ رفع الجبل عموديا إلى أعلى حتى قارب في ارتفاعه السحاب {كأنه ظلة} مع ضخامته ووزنه الذي يفوق حتما ملايين الأطنان، حيث أنه حجب عين الشمس عن الناس المحاصرين في مكانهم بالرعب وهول الحدث ورجفة الأرض من تحت الأقدام.
    3 ــ تحريك الجبل أفقيا في الهواء حتى صار فوق رؤوس الناس ثم إنزاله إلى الأرض. ويبدو لي من قوله تعالى { وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ } أن الجبل لم يكن ثابتا في السماء بل كان يتحرك هبوطا وصعودا دون أن يلامس رؤوس الناس، حيث ظنوا في كل مرة يرونه نازلا أنه واقع بهم حتما، فلو كان ثابتا لتشكل لديهم شيء من الإطمئنان، خاصة وأن هؤلاء النفر كانوا من قوم قلوبهم أشد قسوة من الحجارة، وأقرب الظن أن أفئدة أولائك الناس كانت تنخلع من مكانها هلعا ورعبا كلما رأوه يهوي نحوهم فيفقدون وعيهم، وكلما أفاقوا وجدوه يكاد يقع عليهم.
    في هذا المشهد كان إتجاه قوة الفعل من أسفل إلى أعلى عكس الحالة الأولى.
    خلاصات:
    من المشهدين السابقين تتجلى بين أيدينا حقائق خطيرة ومهمة ترسخ اليقين في القلوب وتبدد الأوهام من الأذهان، وتدفع العقول إلى التأمل العميق والبحث العلمي المنهجي الدقيق:
    1 ــ أن قدرة الله مطلقة لا حدود لها و أن كل ما في الأرض ملك له يفعل به ما يشاء يبقي عليه أو يدمره ولو كانت الجبال ذاتها.
    2 ــ في كلا المشهدين استعمل القوي القدير أعظم ما تراه عين الإنسان على سطح الأرض وهي الجبال لإظهار أبسط قدر من قوته وسيطرته وبطشه وجبروته، وليثبت في وعي الناس أن كل ما يرونه أمامهم حتى ولو كان ثابتا جامدا قد يستعمل في إهلاكهم إذا استحقوا الهلاك { ما يعلم جنود ربك إلا هو}
    3 ــ شهد الواقعتين كلتيهما موسى عليه السلام، فهو النبي الأسمى عند اليهود ومحترم عند النصارى و معظم لدى المسلمين، ليحذر الناس كلهم من مشهد يوم عظيم تشترك فيه ظواهر المشهدين جميعها:
    ــ فهو يوم الدك الأكبر الذي سيضرب أرجاء الأرض جميعها في لحظة واحدة وبشكل مستمر ومتتال دون توقف {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا } سورة الفجر.
    ــ وهو يوم تزلزل فيه الأرض زلزالا عظيما إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا{3}
    ــ وهو يوم تحرك فيه مكونات الأرض السطحية منها والباطنية وتمزج ببعضها (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ{1} لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ{2} خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ{3} إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً{4} وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً{5} فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً{6})
    4 ــ بين الله عز وجل عمليا وبشكل متنوع أنه قادر على فعل أعظم شيء يتخيله الإنسان وما لا يستطيع تخيله، فلقد نسف الجبل ودكه حتى عاد قاعا صفصفا، واقتلع جبلا آخر ورمى به في السماء وشده معلقا تحت السحاب ثم أنزله إلى الأرض، وعبر عن كل ذلك بكلمات قليلة جدا ليبين لنا منتهى السهولة في فعل ذلك،
    5 ــ قد تكون هناك حكمة مخفية وراء إزالة الجبل من على سطح الأرض ودكه في طبقاتها بعد أن خلق كل شئ بقدر غير إظهار قدره سبحانه وجلاله فهو غني عنا وعن جميع ما خلق, فنحن نتلمس رحمة الله ولطفه وبركاته في كل فعل قدره على هذه الأرض, فقد ضربت الأرض بالنيازك لمدة طويلة وكان من نتيجة ذلك أن إكتسبت الأرض عنصر الحديد الذي يستحيل تشكله في كوكبنا مصداقا لقوله تعالى { وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس } وقد تخامرني افتراضات كثيرة في ذلك منها:
    ــ كأن يحدث توازنا واستقرارا في حركة الألواح التكتونية الحاملة للقارات والمحيطات، فبعض الجبال تمتد جذورها بعيدا تحت الصفائح التكتونية.
    ــ أو غير مجرى المياه الجوفية في المنطقة بما يناسب الحياة بعدها.
    ــ أو جعله كسدادة تمنع خروج الصهارة الأرضية في منطقة غير مناسبة.
    ــ أو قد يكون ذلك الجبل محتويا من الكنوز ما لم يشأ الله تعالى أن يطلع عليها البشر لمدة من الزمان.
    وإن الدراسة العلمية الميدانية لقادرة بإذن الله تعالى على الإجابة الشافية الصحيحة على هذه الإفتراضات.
    6 ــ احتفظ الله تعالى بجبل الطور في منطقته[ التي تقع بين خطي عرض 30 و40 شمالا وخطي طول30 و40 شرقا ]فلم يدمره كسابقه، ومنحه سورة في القرآن تؤكد أهميته، وليبقى شاهدا على حدث تاريخي خطير يذكر الناس بضرورة أن يقدروا الله تعالى حق قدره وألا يختلقوا الأكاذيب و الإفتراضات الحائرة لتفسير حقيقة هذه الحياة.
    7 ــ أورد الله تعالى هذه القصص في كتاب قال عنه { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت42, وتفسير ذلك في الجلالين:[أنه ليس قبله كتاب يكذبه ولا بعده ]وهنا مربط الفرس وبيت القصيد:
    أهيب بعلماء الجيولوجيا بفروعها في جمهورية مصر العربية خاصة والعالم الإسلامي عامة أن ينتدبوا فريقا منهم ليدرس ميدانيا جبل الطور بشكل دقيق وشامل، وأن يرسلوا بفريق آخر للبحث عن مكان الجبل الثاني المدمر، ثم يجروا مقارنة علمية بين الجبلين قد تكشف سر احتفاظ الله عز وجل بجبل الطور بينما دمر الآخر, والعلاقة البنيوية بينهما.
    إني على يقين كامل أن نتائج هذا البحث العلمي والدراسة الجيوفيزيائية المعمقة للجبلين وبالوسائل التقنية الحديثة، ستكون معجزة تدوي أصداؤها في جنبات العالم كله مدة من الزمان, وستنحني كبريات مراكز البحث والجامعات احتراما و تبجيلا أمام الحقائق القرآنية المادية, وستخشع قلوب صلدة أمام مقدار القوة المستعملة في تدمير الجبل أو التي اقتلعته ورفعته في السماء, وستطيش نظريات داروين ومن هم على شاكلته من الكذبة والأفاكين فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً.










  3. #33
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1




    تأملات إيمانية من سورة تبارك ج2

    نقف أمام الآية 19 و التي يأتي فيهـا قول الحق: (أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات و يقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن، إنه بكل شيء بصير).
    لقد بدأت الآية الكريمة بهذا السؤال الاستهجاني الذي لا يستطيع أي إنسان لديه القدرة عل الرؤية والتبصر أن يحجب الحقيقة الناصعة بكفره أو أن ينكر الحق وهو ماثل أمامه... كيف لهذا الجسم الذي له وزن أن يقاوم قوانين الجاذبية دون أن يهوى إلى الأرض... ثم يخبرنا الحق أن ما يحقق للطير هذا الاتزان والاستقرار فى الطيران ويمسكهـا عن السقوط، هي رحمة الله و بصيرته وقدرته... ليست الطبيعة، و لكنهـا حكمة الخالق التي سخرت الطبيعة... إنهـا قوانين رحمة الله الخالق البصير التي فرضهـا وأخضع لهـا الطبيعة أو تمسكت بهـا الطبيعة طائعة مستجيبة، فالتزم بهـا الهواء فى دفعه ورفعه للطير وأمسكت الطير فى تحليقه فى أجواء السمـاء، فحفظ له استقراره واتزانه، إن هذه الكلمة التي وضعهـا الخالق بقوله تعالى: "ما يمسكهن" تدل على أن كل ما يجرى فى هذا الكون من حركات وسكنات وصعود وهبوط و دوران وانطلاق هو من منطلق خضوع كل شيء لقدرة الله ورحمته وحكمته... وإن اختص بهـا الحق فى هذا القول الطير... ولكنهـا سارية فى كل ما نراه حولنا من إمساك السمك فى الماء والنحل فى الجبال وكل مخلوق من حولنا فى حياته وأحواله.
    تصف الآية أيضاً وضعين متمايزين للطيور أثناء تحليقها، الوضع الأول عندمـا تطير صافات أي باسطات أجنحتهن وسابحات فى أسراب متناسقة وصفوف منتظمة، تستغل فى اندفاعهـا ما يسره الله لهـا من قدرة على تقوس أجنحتهـا والميل بهـا للمناورة فى الحركة وتوجيه ذيلهـا وخفض رأسهـا وخفة وزنهـا وانسيابية جسمهـا فتظل سابحة فى الهواء الذي فرض الله عليه قوانين رحمته، وإذا نظرنا على سبيل المثال إلى اختلاف درجة تقوس السطح العلوي لجناح الطير عن سطحه السفلى عنددما تبسط أجنحتهـا، حيث يؤدى هذا الاختلاف إلى زيادة ضغط الهواء أسفل الجناح عن الضغط أعلى الجناح، فيتمكن الهواء من رفع الطير إلى أعلى بقوة تفوق وزنه، و كذلك عندمـا ننظر كيف يخفض الطائر رأسه تحت مستوى جناحيه كي يقلل مقاومة الهواء لحركته أثناء اندفاعه، فسنرى حقـاً أن ما يمسك الطيور وهي صافات هو من صنع إله رحيم وهداية رب بصير كما تنص هذه الآية الكريمة بأدق وأصدق الكلمات.
    ثم تصف الآية بالرغم من كلماتهـا المحدودة وضعـاً ثانياً أثناء حركة الطير، عندما يقبضن أجنحتهن، و ذلك بما هيأه الله لهذه الطيور من قدرات على الإحساس باتجاهات وقوة التيارات الهوائية من حولهـا، فما أن تشعر بريح مواتية قادرة على رفعهـا، تقبض أجنحتهـا للاستراحة والاستعانة بهذه الرياح لرفعهـا، و لأن الغالب هو بسط الجناحين فعبرت الآية الكريمة عنه بصيغة اسم الفاعل "صافات" ... ولأن القبض يأتي متجدداً بحسب ظروف طيرانها جاء ذكره بصيغة الفعل لقلته بقوله سبحانه وتعالى... " و يقبضن"
    و إذا عدنا مرة أخرى إلى بداية الآية الكريمة للرد على هذا الاستفسار الرباني بقول الحق "أو لم يروا "... نجد أن الإنسان عندما تدبر أيضا جسم الطائر من أسرار، اكتشف الأسرار والأشكال الهندسية التي مكنته من الطيران، فصنع طائرة لهـا جسم يحاكى جسم الطائر فى انسيابيته لتقلل مقاومة الهواء، ومن مواد خفيفة مفرغة كجسم الطائر وريشه كي يتمكن الهواء من حملها، وجناحين تحاكى جناحي الطائر لتستقر حركتها فى الهواء وذو زعانف تحاكى قدرة الطير على تقوس أجنحته عند الطيران للارتفاع والهبوط... و زعانف تحاكى ذيل الطائر لتوجه حركتها فى الطيران، و اكتشف علوم الديناميكا الهوائية وأسرار وخواص الهواء الذي ألزم الخالق الهواء بهـا حتى تمكنه من حمل الطير وإمساكه، ولكن من علم الطير أسرار هذه السباحة الواعية المستقرة التي يعجز عن تنفيذهـا كل البشر بهذه الدقة المتناهية وبهذه القدرة المبدعة وبهذا الاتزان الكامل والاستقرار التام... إن العرب المسلمين هم أول من حاول من خلال طاعته لأمر الله بالنظر إلى الطير أن يحاكى الطير فى طيرانه... و جاء العلماء بعد هذا واخترعوا الطيران الشراعي الذي حاكى أيضا الطير فى طيرانه عندما يطير باسطاً جناحيه بدون محركات تدفعه... حيث تستغل الطائرة الشراعية اندفاعهـا فى تيارات هواء صاعدة فتصعد بهـا إلى أعلى عندما تريد الارتفاع.. والعكس عندما تريد الهبوط... إذا نظرنا إلى حركة الطائرة الشراعية التي اجتهدت عقول البشر كي تصممهـا حتى يمسكهـا الهواء الذي سخره الله وألزمه بالطاعة ونظرنا إلى حركة الطير.. نجد أن الطائرة الشراعية تحتاج إلى معدات تجرهـا على الأرض حتى تكتسب السرعة التي تمكن الهواء من حملهـا ولا تتركهـا هذه المعدات إلا بعد أن تصل إلى الارتفاع المناسب لحركتهـا... و بالرغم منها فكثيرا ما نسمع عن أحداث تحطم الطائرات الشراعية و وفاة قائدهـا... أما الطير فهو ينتقل من الثبات إلى الحركة ومن الحركة إلى الثبات فى سهولة ويسر دون أن يعجز أي طير مهما قل عمره وحجمه عن أداء هذه المهمة.. وتعتمد الطائرة الشراعية على الكثير من المعدات كي تحدد اتجاه حركة الهواء كي تستغله فى دفعهـا وتحركهـا، و بالرغم من كثرة هذه المعدات فإن الطيران الشراعي يسترشد بحركة الطيور فى السماء.. فالطيور هي التي تدلهم بما لديهـا من حواس أودعهـا الخالق بهـا كي يمسكهـا فى طيرانهـا فتقودهم إلى أماكن تيارات الرفع
    الطيور تدل الطيارين من خلال حواس أودعها الخالق بها إلى أماكن تيارات الرفع الحرارية التي تنشأ في الهواء الساخن
    الحرارية التي تنشأ من ارتفاع الهواء الساخن إلى أعلى أو من تدفقات الهواء الدوامية على سفوح الجبال والوديان، فإذا تابع قائد الطائرة الشراعية أماكن حركات أسراب الطيور إلى أعلى عندما تكون أقرب إلى القبض، أدرك أن هذا المكان هو مركز للتيارات الصاعدة فيحاول التوجه إليه للصعود إلى أعلى... ما هي هذه الأجهزة المعقدة داخل الطير التي يعي بهـا و يحدد بهـا حركته و اتزانه... إن علومنا و مداركنا ودراستنا تقف عاجزة عن أن تحاكى ما وهبة الخالق لهذا الطير البسيط من قدرات... إنهـا قدرة الخالق الذي يتحدى كل من له رؤية و بصيرة جاء فى هذه الآية عن أن يسجد و يقر برحمته و قدرته وبصيرته... وعندما ندقق الرؤية التي وجهنا الخالق إليهـا ونظرنا إلى الطير كيف يمد ساقيه إذا اقترب من الأرض ثم يرفعهـا ويخفيهـا داخل جسمه عندما يحلق فى السماء كي يقلل مقاومة الهواء لحركته... ثم نظرنا إليه كيف يحدد الارتفاع الذي يستقر عنده فى طيرانه باستخدام قوانين الطفو فى الهواء التي لم يكتشف الإنسان بعد معظم أسرارهـا... ولكن ما تمكن من فهمه ومعرفته ومحاكاته حقق له أن يرتاد الهواء بالطائرات و المناطيد و سفن الهواء التي تحمل معدات ووسائل غاية فى التعقيد لتحقق بعض ما وهبه الخالق لهذه الطيور من قدرات وحركات... سنصل حتما إلى أن وراء هذا الخلق إله عظيم حكيم أعدت كل شيء بالحكمة والرحمة والبصيرة، حقا " ما يمسكهن إلا الرحمن، إنه بكل شيء بصير".
    إن ما يميز الطائرة الهليوكبتر عن باقي الطائرات قدرتهـا على الصعود عمودياً، فهي تستخدم مروحة رأسية تدور بمحركات هائلة القدرة تمكنهـا من هذا الصعود العمودي أو الرأسي حتى لا تحتاج إلى مطارات أو مسارات صعود، و تصدر محركاتهـا أزيزاً هائلاً و تطلق غازات ملوثات وعوادم تضر بالبيئة والبشر، ولكن الطير أيضاً يصعد إلى أعلى رأسيا وعمودياً دون الحاجة إلى مطارات، ودون أن يحتاج أيضاً إلى محركات هائلة ودون أن يصدر أزيزاً أو يلوث الهواء بغازات وعوادم.. كيف هذا ؟ إن الرد واضح من هذه الآية المتكاملة: إنها رحمة الإله الرحمن البصير بكل شيء.
    أننا نرى الطيور عندمـا تنتقل بين القارات وتصعد إلى طبقات الجو العليا حيث يقل الضغط ودرجة الحرارة، بسبب برودة الجو وانخفاض الضغط فى هذه الطبقات، فإننا نزود الطائرات بمعدات معقدة لتحافظ على الضغط الجوى ودرجات الحرارة المناسبة داخل الطائرة كي لا تتجمد أو تنفجر أجساد ركاب الطائرة، فكيف يتأتى للطيور ذلك الثبات عندما تطير "فوقنا" ؟ ما الذي يمسكهـا مستقرة ثابتة عند هذه الارتفاعات ؟ ، أو ما الذي يحتويه جسم الطائر بحيث يتوازن الضغط داخله ودرجة حرارة جسمه مع هذه المتغيرات ؟ ... تقف علومنا عاجزة حقاً عن سبر هذه الأسرار، و كل ما لدينا من رد أنهـا حقا رحمة الخالق البصير بكل شيء الذي اقتضت إرادته أن يمسكها برحمته كما ينص على هذا قوله الحق فى محكم كتابه.
    إننا أيضا إذا اشتملت رؤيتنا تلك الطائرات العادية التي تستخدم عدداً لا يحصى من الوسائل الملاحية كي تهتدي فى مسارهـا، بوصلات وخرائط وأجهزة استقبال وتوجيه ومحطات إرسال وأبراج مراقبة وأقمار صناعية وحاسبات الكترونية و تأمينات، وإذا تحركت فى أسراب فهناك قائد سرب له خبرة شاسعة كي ينظم حركة سربه الذي لا يتعدى بضع طائرات كي لا تصطدم ببعضهـا و فى وقت محدود لا يتعدى الساعات ومسافة محدودة، وهو مزود فى طائرة القيادة بأعقد الوسائل والمعدات، و كثيراً ما نسمع عن حوادث اصطدام وسقوط وارتطام... و لكن من يقود و يوجه أسراب الطير وهي سابحة بأعداد كبيرة يصل بعضهـا إلى الآلاف وفى صفوف متراصة بكل الانتظام والكمال و الجمال، البعض منهـا عند هجرتهـا تعبر القارات والمحيطات فى فترات تتعدى الأسابيع أو الشهور... إذن ملاحين أرضيين أو محطات تبث الإشارات أو تحدد المسافات.. وبالرغم من هذا فلم نسمع عن طيور ضلت الطريق، كما نسمع عن طائرات انحرفت عن مسارهـا و كان الحطام نهـايتهـا... كيف هذا و لديهـا ما لديهـا وهذه الطيور ليس لديها كل هذه التعقيدات... إنهـا رحمة الخالق البصير بكل شيء..
    و إذا نظرنا إلى الطاقة التي يحتاجهـا الطير كي يحلق فوق رؤوسنا و يقطع بهـا هذه المسافات، و قارناهـا بما تحتاجه الطائرة لقطع نفس المسافات من وقود وزيوت وشحوم، ووضعنا قوانين النسبة والتناسب، لوجدنـا قدرة وحكمة الخالق الرحمن البصير بكل شيء... فما يحتاجه الطائر ليس أكثر من بعض الحبوب الصغيرة التي سخر الخالق الأرض أن تنبتهـا له، فلا تنوء بحملهـا و هي طائرة... أما الطائرة فتمتلأ خزانات الوقود بما يرهقهـا صعودا وطيرانا حتى تجد ما يمكنهـا من الحركة لقطع أقل المسافات...
    هل أمامنا بعد هذا الاستفسار إلا الشهادة بالله الواحد الأحد، الذي يخبرنا فى كتابه بأدق الكلمات أن نرى كيف سخر الهواء ليكون قادراً على حمل الطير، وخلق الطير بحيث يتوافق فى خلقه مع القوانين التي ألزم بهـا الهواء، وخلق الأرض التي تعد للطائر هذا الغذاء والوقود لحركته... وهدى الطير لأن يؤدى حركات لا يقدر أن يؤديهـا أعظم الطيارين بعد تدريبهم فى أعرق الكليات ومعرفتهم لعلوم ديناميكا الطيران والديناميكا الهوائية... هكذا يمسكهن الرحمن برحمته والبصير بقدرته والمرسل الكتاب بعلمه وحكمته، وهكذا نرى الله الواحد الرحمن البصير فى كل شيء عندما نحاول أن نرد على استفساره البليغ فى صدر الآية: أو لم يروا إلى الطير ؟؟؟؟؟.
    ثم تعالوا نقف وقفة أخرى أمام آية كريمة قرب نهـاية هذه السورة العظيمة تذكرنا بفضل الله الذي أكرمنا بهذا الخلق... قامة مشدودة و قدرات فريدة ميزتنا عن كل ما حولنا من حيوانات وحشرات وغيرهـا من سلالات الأرض، و بالرغم من هذا لا نوافى حق الكريم الذي أكرمنا بما يليق بكرمه ونعمه من الشكر... حيث يقول الحق فى كتابه " قل هو الذي أنشأكم و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة، قليلا ما تشكرون"... تبدأ الآية بكلمة معجزة لم نعرف شمولهـا إلا بعد أن دخل جامعاتنا علم الإنشاءات... فعندما يقف الإنسان منتصباً على قدميه في أي بقعة من بقاع الأرض ولا يمشى منبطحـاً على أربع كمثل باقي الحيوانات والحشرات من حوله، ألا يثير هذا فضوله، ألا يحاول أن يبحث عمن أتاح له هذا الفضل كي يتوجه إليه بالشكر، ألا يثير فضوله عندما يرى المباني المنشأة بطراز فريد فى أن يتعرف على من وضع تصميمهـا وقام بحساب هيكلهـا الخرساني أو الحديدي حتى يمكن أن تتحمل الأحمال الواقعة عليهـا والإجهـادات التي تتعرض لهـا فتحفظ لهـا ثباتها و استقرارها... ألا يعلم أن قامته المشدودة هكذا تعتمد أيضاً على هيكل خرساني أو عظمى شبيه بالهيكل الخرساني لأي منشأة ويتكون من 206 عظمة بينهـا 365 مفصل، بحيث تجد أن كل عظمة أو مفصل قد صمم بالصلابة و الأبعاد التي تحقق لأي منهـا مقومات الحركة وتحمل الأحمال الواقعة عليهـا فى كل مستوى و التي تتناسب مع ضخامة الجسم و وزنه .... ألا ينظر إلى عظام القدم و كيف تتصل بباقي المنشأ العظمى بأضخم مفصل يتيح له الوقوف منتصباً وهو مفصل الحرقفة الذي يخرج منه خمس عظمات على شكل مجموعة من الجسور تنتهي بخمس نقاط للارتكاز على الأرض.. حيث تشكل نقاط الارتكاز مع المفصل مثلث اتزان بديع الصنع والتصميم والقدرة على التحمل بحيث تعطى هذا الإنشاء أو الهيكل العظمى القدرة على الوقوف ثم الحركة المتزنة فوق الأرض... أنه أشبه بالأساس الخرساني الذي يصب داخل الأرض ليتحمل وزن المنشأة من فوقه، و لكنه قادر أيضـا على أن يتحرك بما عليه من أحمال دون أن ينهـار... ويعقب القدم عظام الساق ثم الفخدين ثم عظام الحوض التي تحمل العمود الفقري، الذي يحمل بدوره عظام الأكتاف (الترقوة) و القفص الصدري والرقبة ثم الرأس فى تسلسل إنشائي بديع الصنع والكمال والجمال والإتقان، عظام ترتبت ونشزت أنسجتهـا فى اتجاهات تتحمل الإجهـادات العمودية والالتوائية والمماسيه بدقة كاملة وحسابات دقيقة بالأبعاد والصلابة والقوة المطلوبة لكافة الإجهادات والمقاومات.. إنه أعظم إنشاء هندسي يمكن أن يتخيله البشر شيده أعظم وأحسن الخالقين... كل فقرة وعظمة ومفصل جاء بحكمة بالغة و دقة كاملة ونظام بديع... ثم يشتمل هذا الإنشاء أو المنشأ أيضا على مجموعة هائلة من العضلات و لأربطة التي تعطينا القدرة على التحكم فى كل عظمة ومفصل ونحركها كيفما نشاء فى سلاسة ويسر وفى كافة الأعمال.. وكل عضلة أيضا بالقوة والأبعاد المناسبة لما تؤديه من أعمال... ثم نأتي إلى ما يمكن هذا الإنشاء فى الحركة من طاقة ثم القدرة على التكيف مع الظروف الخارجية من ضغط ودرجة حرارة ورطوبة ثم الصيانة ليستمر فى القيام بعمله ثم تمد الجسم بصفة منتظمة بقطع الغيار المطلوبة عندما يحين أوانهـا فى التغيير ثم الزيوت والشحوم المطلوبة لحركة المفاصل والخامات المطلوبة لترميم أي كسر أو اعوجاج... هكذا أمد الله هذا الإنشاء بالجهـاز الهضمي الذي يعد له الوقود والزيوت والشحوم ومواد البناء والاستعراض والترميم، ثم جهـاز تنفسي يحقق له حرق الغذاء داخل العضلات ليمد الجسم بالطاقة المطلوبة والقوة التي تمكنه من هذه الحركة بنظام يعجز العقل البشرى عن تخيله، ثم الجلد البشرى الذي يعد أعظم جهـاز تكييف فى العالم لكي يتكيف المنشأ مع الظروف الخارجية، إنهـا أجهزة ومعدات ونظم أعجز عن سردهـا بالدقة المطلوبة والكمال الذي يعطيها حقها من الشرح، فكل له تخصصه وحدوده من العلم، و لكن لو استرسلنا فى الحديث بما يدركه كل منا لعجزنا عن أن نحيط بفضل الله و لأيقنا أن مهمـا توجهنـا بالشكر للخالق الذي أكرمنا بهذا الإنشاء بديع الصنع، فلن نوافيه حقه من الشكر كما تنص الآية الكريمة.
    يكفى أن نعلم أن هذا المنشأ الذي أنشأه الخالق بعلمه وقدرته كما يذكرنا فى هذه الآية يحتوى على آلاف البلايين من الخلايا وكل خلية تختلف فى وظيفتهـا عن الخلية المجاورة لهـا وإن اتحدت فى أشكالهـا وعدد كروموزوماتهـا، تؤدى جميعا وظائفهـا فى تكامل وتنسيق تسبيحاً لله الذي خلقهـا دون أن يكون لنا أي دخل فى إدارتهـا ... لقد علمت أو تعلمت حقا كل خلية كيفية لتسبيحها و صلاتها كما تذكر الآية الكريمة من سورة ( ! ) هذا القول ( كل قد علم صلاته وتسبيحه )... لقد وهبنا الله جهاز فى رؤؤسنا كي يؤدى هذا المنشأ أو هذه البلايين من الخلايا وظائفهـا فى تناسق و إبداع بإدارة محكمة كما أمرهـا الله من خلال الجهـاز العصبي، جهـاز يعمل بالإشارات الكهربية والكهرومغناطيسية بطاقة كهربية محدودة لا تتعدت بعض الواتات فى الرأس، جهـاز يراقب و يتابع و يسجل و يرصد و يصحح و يبلغ... ولو حاول البشر محاكاة نظام كهذا يقوم ويؤدى ما يؤديه جهـازنا العصبي لما أكفته طاقة السد العالي بأكملهـا...
    هكذا بدأت هذه الآية بقول الحق " قل هو الذي أنشأكم "، قل لهم يا خاتم المرسلين فى خاتم الكتب السماوية أنه "هو" الله الخالق البارئ المصور الذي أعطى هذا الإنشاء خلقه ثم هدى.
    ثم تتعاقب كلمات الآية بفضل الله فى خلقنـا... فيقول الحق: وجعل لكم السمع، و نقف أولا عند كلمة " جعل "... ونحاول أن نتدبر... لماذا لم يقول الحق " و خلق لكم السمع " أو يقول "و أنشأ لكم السمع "، و يكفى أن كلمة أنشأكم فى بداية الآية الكريمة أن هذا الإنشـاء يتضمن أيضـاً إنشاء أجهزة السمع ... الرد لم نعلمه إلا بعد أن صعد الإنسان فوق القمر، ووجد أن لا أحد يمكن أن يسمع أحدا هناك ... فالأذن تتوقف قدرتهـا عن السمع إذا لم يكون الوسط الذي ينتقل فيه الصوت هو الهواء الجوى... فأنت فى غير جو الأرض لك آذان ولكن لن تسمع بهـا... فبهذا الهواء الذي سخره الله بمجموعة من الخواص "جعل" لك بجهازك السمعي قدرة على السمع، وبدون ما أنشأه الله فى جسمك وبدون الهواء الذي سخره لك فى جو الأرض لن تستمع و لن تشعر بنعمة السمع... هكذا جاءت كلمة "جعل " بإعجاز فريد لا يذكره بهذه الدقة غيره "هو"... تعالوا نفهم بهدوء كيف يعمل جهاز السمع فى الإنسان ... أن الصوت ينتقل من حنجرة الإنسان من خلال اهتزازات الحبال الصوتية، فتهتز حبيبات الهواء الملاصقة لهـا فى الحنجرة وتنتقل هذه الاهتزازات التي نسميهـا بالموجات الصوتية من خلال الهواء لتصل إلى طبلة إذن إنسان آخر، و قد هيأ الخالق الهواء من حولنا بقدر من التماسك بين جزيئاته بما يتيح له المرونة المطلوبة لنقل هذه الموجات من حنجرة المتكلم إلى أذن السامع... وتعتمد مرونة الهواء التي ينشأ عنهـا انتقال الموجات على خواص الهواء من حيث الضغط ودرجة الحرارة والكثافة... ولو اختلفت هذه المقادير عن نسب معينة، لن تتمكن الموجات الصوتية من الانتقال من خلالهـا ولن يستمع أي منا للآخر... ولكن هذه الخواص انضبطت بفضل الله وحكمته لتنقل هذه الموجات بالقوة والسرعة المطلوبة التي يمكن أن تتأثر بهـا طبلة الأذن، فتسجيب لاهتزازاتهـا وتهتز معهـا بقدر محدود... فطبلة الأذن أيضا لهـا سمك ومرونة و أبعاد لا تستجيب سوى لهذه الترددات والشدة التي تصدرهـا الحنجرة والقوة والسرعة التي ينقلهـا الهواء... ويقصد بالتردد عدد الاهتزازات التي تنشأ من الجسم المهتز فى الثانية الواحدة، و هناك أصوات تنشأ من اهتزازات لا تستطيع الأذن أن تسمعهـا، لأن ترددها أو قوتهـا خارج نطاق إحساس الأذن مثل الموجات فوق الصوتية... و عندما تستجيب طبلة الأذن للموجات الواقعة فى نطاق حساسهـا، تهتز الطبلة وتنتقل هذه الاهتزازات منهـا من خلال نظم هندسية داخل تجويف الأذن تعد غاية فى الإبداع و الكمال والإبهـار بحيث تتضاعف حجم هذا الاهتزازات ثم تتحول داخلها من نبضات و طرقات إلى ومضات كهربية و كهرومغناطيسية ينقلهـا العصب السمعي إلى مراكز السمع داخل المخ... إن ما يحدث داخل المركز السمعي أو ما فهمه من نطلق عليه بلغة العصر الحالية micro-processor تعجز علومنا حتى يومنا عن إدراكه وفهمه ... فقد " جعله " الخالق هكذا... أن هذا المركز منطقة محدودة جداً فى القشرة الصدغية العليا... ولكن ما يحدث فيهـا من ترجمة هذه النبضات إلى حروف و تمييز كل حرف عن الآخر بحسب تردده وتجميع هذه الحروف فى كلمات... وكل المراكز فى جميع البشر لهم قانون واحد يترجم الترددات والاهتزازات إلى نفس الحروف فى توحد تام بحيث يفهم كل منا حديث الآخر... حديث تستوعبه عقولنا... هل يمكن ألا نعترف أن هذا من "جعل" خالق واحد أحد... و لا قدرة لنـا مهما شكرنا واهب هذه النعمة أن نوفيه حقه من الشكر...
    العين من أهم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان

    و مما "جعله" الخالق لنـا أيضا من نعم تستحق الشكر كما تذكر الآية الكريمة نعمة البصر... ولم يذكر الحق أيضا هذه النعمة بنص مثل هذا " وخلق لكم البصر" أو " أنشأ لكم البصر" ، فهذا القول لا ليتفق مع الحقائق التي اكتشفتها علومنا الحديثة ... فالعين لا ترى بدون "الضوء" الذي "جعله الله" فى نطاق قدرة خلايا الشبكية فى قاع العين... وقد ظن العلماء قديما أن العين ترسل أشعة ترى بهـا، إلى أن جاء العلم الحديث وأتضح أن العين ترى بالأشعة التي تشعهـا مصادر الضوء فتنعكس على الأجسام التي حولنا فتكون لنا القدرة على رؤيتها بهذه الأشعة... وتسمى هذه الأشعة بالموجات الكهرومغناطيسية، وهي موجات كموجات الصوت ولكن تسير بسرعات عالية جدا و لهذا نرى الضوء الناشئ عن تصادم السحاب المشحون الذي نسميه بالبرق قبل أن نسمع صوت هذا التصادم الذي نسميه بالرعد، حيث تفوق سرعة الضوء آلاف المرات سرعة الصوت... و الموجات الكهرومغناطيسية لهـا ترددات أو أطوال مختلفة.. فموجات الراديو والأشعة السينية والإشعاع الحراري موجات كهرومغناطيسية تختلف عن بعضهـا البعض بطول موجاتهـا... وينحصر إدراك خلايا شبكية العين فى الموجات الكهرومغناطيسية التي ينحصر طول موجاتهـا فى المدى من 0.39 ميكرون حتى 0.70 مبكرون... ولهذا يطلق على الموجات فى هذا المدى "الضوء"..
    مقطع في العين البشرية
    ولا تدرك عيون البشر أي موجات خارج هذا النطاق... ومن آيات الله و فضله و رحمته أن "جعل" معظم أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض تشتمل على موجات كهرومغناطيسية فى مدى رؤية عيوننا... أي على هيئة ما نسميه بالضوء... بالإضافة إلى ما تحدثه هذه الأشعة من دفء لأجسامنا... فقد سخر الخالق معدلات احتراق الشمس وأبعادهـا عن الأرض بحيث تصل إلى الأرض أشعة الشمس فى المدى الذي تبصر به عيوننا و يفيد أجسامنا.. ثم جعل فى السماء طبقات تمنع الضار منها من الوصول إلى أعيننـا وأرضنا مثل طبقة الأوزون.... هكذا "جعلنا" الخالق نستمتع بنعمة البصر عندما تشرق الشمس فيأتي الضوء الذي ينير حياتنا.. و لو اختلفت درجة حرارة الشمس أو معدلات احتراقهـا أو أبعادهـا لأصبحنا وأمسينا فى ظلام تام لا ندرك فيه شيئا... فهناك المخلوقات التي لا ترى فى النهـار كالخفاش والعقرب... ولكنهـا نعمة الخالق الذي "جعلهـا " لنا هكذا... وحقا لن نوف الخالق حقه مهما شكرناه على هذه النعمة التي جعلهـا... و كما جاء فى الآية الكريمة... "قليلا ما تشكرون". لكن تعالوا أيضا نتدبر كيف ترى العين...
    إن الضوء عندما ينعكس على الأشياء... تمر أشعته من خلال حدقة العين... و تصل الصورة إلى شبكية العين مقلوبة كما تنبأنا بهذا علوم الضوء... و خلايا الشبكية التي تقع عليهـا الصورة خلقها الله على هيئة أعمدة و مخروطات... و تنقسم هذه المخروطات ثلاثة أقسام، بعضها يمتص موجات الضوء الطويلة و "يجعلنا" الخالق نميز الأجسام القادرة على إن تعكس الموجات التي لها هذه الأطوال إلى أعيننا أنهـا أجسام حمراء... و البعض الآخر من خلايا الشبكية يمتص موجات الضوء المتوسطة الطول و "يجعلنا" الخالق نميز بهـا الأجسام التي عكستهـا و لم تمتصهـا أنهـا خضراء، و البعض الأخير من هذه الأشِكال المخروطية يمتص فقط موجات الضوء القصيرة و"يجعلنا الخالق نميز بهـا الأجسام التي عكستهـا أنهـا زرقاء... هذه الأسماء وهذه الألوان من "جعل" الخالق، فلا وجود لأحمر ولا لأخضر أو أزرق... ولكنه الخالق "المصور" هو الذي أراد أن "يصور" الأشياء والألوان داخل عيوننا بهذه الكيفية و بهذه الموجات.. أي أن "يجعلهـا" هكذا.... وباقي الألوان تنشأ من اختلاط هذه الألوان كما سنرى بواسطة مركز الإبصار فى المخ... ويأتي الآن دور العصب البصري الذي ينقل هذه الطاقات و الموجات التي امتصتهـا خلايا الشبكية، كل عصب ينقل الومضات من مكان سقوط محدد داخل الشبكية و بتردد محدد و شدة محددة... إنهـا ملايين من الخلايا والمخروطات داخل الشبكية لنقل دقائق الصورة التي تراهـا العين إلى مركز الإبصار... فتنعدل الصورة و تتجمع النقاط و تترجم الموجات الكهرومغناطيسية إلى ألوان وتتكامل هذه الألوان لتعطى العقل صورة متكاملة بالحجم الطبيعي كي يدركهـا الإنسان و يتعامل ببصره مع من حوله... مالذى يحدث داخل مركز الإبصـار أو ما يمكن أن نطلق عليهmicroprocessor آخر فى العقل البشرى... سر لم يصل البشر إلى معرفته... ولا وسيلة إلى هذه المعرفة إلا أن نؤمن أنه "هو" الذي "جعلهـا" هكذا... فحقـا قليلا ما تشكرون...
    ولنـا وقفة أو تدبر آخر أمام قول الله سبحانه و تعالى فى هذه الآية عن السمع الذي جاء مفردا.. وعن البصر الذي جاء على صورة جمع... هناك أقوال تعلل هذا وإن اختلفت... ولكن ألا يبصرنا الخالق فى هذا الجمع أن للإنسان ملكات أخرى يبصر بهـا بالإضافة إلى العينين... تلك الأبصار التي تختزن و ترتب و تشغل و تحول ما رأيناه و ما سمعناه إلى معلومات ومعارف ومدارك... إن وراء الآذان والعيون أجهزة لا نعى من أمرهـا شيئا، تجعل لكل منا بصيرته وأبصاره التي تعجز علومنا عن فهمهـا و "تجعلنا" قادرين على أن نسجل الصور والأشخاص والأماكن والكلمات والأصوات ... إن أجهزة التسجيل فى العالم بأجمعه تعجز عن أن تسجل ما يمكن أن يتذكره أي منا من أحداث و بلاد ومعارف... أين هذه الأبصار التي جعلهـا الخالق لنا... الحمد لله الذي "جعل" لنا هذه الأبصار التي لا يصيبها فيروس ولا ندرى من أمرهـا شيئا..
    ثم تتوالى نعم الخالق فى خلقنـا... فقد "جعل" لنـا أيضا "الأفئدة" ... وتنبئنا قواميس اللغة بأن مفرد الأفئدة هو "الفؤاد" بمعنى القلب... و توقف القلب معناه الموت... فهو الذي يبعث الغذاء والهواء و الدفء والطاقة إلى كل خلايا الجسم من خلال الشرايين ويعود بهـا من خلال الأوردة كي يخلصهـا من المخلفات كغاز ثاني أكسيد الكربون و السموم الأخرى... وقد حفظ الله لنا هذا القلب داخل قفص صدري من العظام الصلبة لحمايته ثم أحاطه بوسادة هوائية تتيح له التمدد والتقلص وهي الرئة وأودعه فى غرفة محاطة بالحجاب الحاجز لتمنع عنه تقلصات الجهاز الهضمى ... هذا القلب "جعله " الخالق قادراً على النبض 80 مره فى الدقيقة قبل أن نولد بعدة شهور وبعد أن نولد لمدة قد تتجاوز 60 عاما... يدفع القلب أثناءهـا كمية تصل إلى 65 مليون جالون من الدماء بضغط يزيد بمقدار الخمس عن الضغط الجوى و يسير مسافة تزيد عشرات المرات عن محيط الكرة الأرضية... إنه يعمل كمضخة مستمرة العمل بلا توقف... فتوقفها معناه الوفاة، و فى عملهـا تحتاج إلى قدر من الطاقة تعادل الطاقة المطلوبة لدفع عربة متوسطة ( 4 ركاب ) لتدور دورة كاملة حول الأرض... إنهـا مهمة لا تصدق.. يساعد القلب فى هذه المهمة الكبد و الكليتين و البنكرياس و كثير من الأجهزة التي يصعب حصرهـا بما أدركه من علوم... لكن الآن من الذي أنشأ هذا القلب ثم "جعله" لنـا يؤدى هذا الأداء الرائع بهذه الدقة و الكمال و النظام كي تستمر حياتنا... ... الرد جاء فى خاتم كتبه بأبسط الكلمات و أدق العبارات و أكمل المعاني، أنه "هو"... و لا إله إلا "هو"... و حقا" قليلا ما تشكرون".
    و نقف أيضا أمام كلمة "الأفئدة" التي جاءت بصيغة الجمع... بالرغم من لكل كنا قلبا واحدا.. إن الله يبلغنا أن هناك أيضا أفئدة أخرى تفضل بهـا علينـا... أفئدة قد نعرف بعضهـا و لا نعرف الآخر... فأين تكمن المشاعر الإنسانية الفياضة التي تميزنا و تزكى قيمتنا... أين تكمن القيم الإنسانية التي تسمو بالإنسان.. الحب و العطف و الحنان و الحياء و الجود و الكرم و البر و الشجاعة و الإقدام... الفرح و الرضا و الصدق و القناعة و الصبر... هل كل منهـا له فؤاد... يقف العلم البشرى عاجزا عن تحديد أين تكون هذه الأفئدة... و الآن نرى فى آية واحدة صياغة لكل من ينظر إلى إنشائه و مداركه إلى قول الحق.. قل يا محمد صلى الله عليه و سلم لكل هؤلاء أنه "هو" صاحب كل هذه النعم... فليوفوه حقه من الشكر إن كانوا يعلمون...










  4. #34
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    تأملات إيمانية فى سورة الشمس


    .د. ســلامه عبد الهادي
    القرآن الكريم هو كتاب الله ورسالته الخاتمة .. أنزله الخالق إلى الناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراطه المستقيم .. فصلت آياته بعلمه الذي سخر به كل ما في الكون لطاعته و بحكمته التي أخضعت كل شيء لقوانين رحمته .. كل آية من آياته تحوى إعجازا لا يتطاول إليه أحد من خلقه على مدى العصور ... ونقف اليوم أمام أول آيات من سورة الشمس ... وفيهـا توجيه من الخالق أن ينظر الإنسان إلى آيات الله في الآفاق وفى نفسه .. آيات حددهـا الخالق في تسلسل إلهي حكيم من تدبير رب العالمين .. حيث جاء يقول الحق: والشمس وضحـاهـا، والقمر إذا تلاهـا، والنهـار إذا جلاها، والليل إذا يغشاها، والسماء وما بناها، والأرض وما طحاهـا، ونفس وما سواهـا، فألهمهـا فجورها وتقواهـا، قد أفلح من زكاها، و قد خاب من دسهـا ...
    هكذا تبدأ السورة الكريمة بكلمة الشمس وسميت كذلك بالشمس، فالشمس هي النجم الذي تدور حوله وتتعلق به أرضنا في الفضاء، بخيوط تجذبهـا إليهـا، خيوط لا نراهـا ولكن نؤمن بوجودهـا، أطلق عليهـا العلماء خيوط الجاذبية ، وحاولوا أن يجدوا لها القوانين التي تحدد قيمتهـا على هذا الأساس، ولكن من الذي سن هذه القوانين وأخضع لهـا الأرض والشمس ... لا سبيل للأرض أن تظل سابحة هكذا فى الفضاء وتدور حول الشمس بهذه الدقة والاستقرار سوى التسليم بأن لهـا خالقـا قدر مقاديرهـا ودبر أمرهـا وأخضعهـا لطاعته وقوانين رحمته ... ويطلق العلماء على الشمس ومجموعة الكواكب التي تدور حولهـا ومنهـا الأرض ككوكب من كواكبهـا اسم "المجموعة الشمسية" ... وتملك الشمس وحدهـا كتلة تعادل 99.86% من كتلة المجموعة الشمسية .. ولا تتعدى أرضنا أكثر من

    تملك الشمس وحدهـا كتلة تعادل 99.86% من كتلة المجموعة الشمسية


    0.00003 من كتلة هذه المجموعة .. .. لهذا يأتى أول قسم بها فى هذه السورة الكريمة .. وكذلك لترتيبهـا في الخلق ، حيث يعتقد العلماء أن الكواكب التي تدور حول الشمس كانت جزئً منهـا ثم انفصلت عنهـا .. أي أن خلق الشمس جاء قبل خلق كل الكواكب بما فيهـا القمر و الأرض .. وبهذا يمكن أن نعتبر الشمس هي الأم لكل هذه الكواكب، فمنهـا جاء خلقهم عندما انفصوا عنها، ثم هي الحاضنة لهم، يدور الجميع في كنفهـا ولا تستقر حركتهم فى هذا الكون الفسيح إلا من حولهـا .. كما أثبت العلم أن هناك انطلاقاً مستمراً للطاقة من الشمس نتيجة لتفاعلات نووية تجرى بداخلهـا بصورة مستمرة ومستديمة ويتم من خلالهـا دمج نواتيذرتين من الهيدروجين لتكوين ذرة واحدة من غاز الهليوم الأقل وزنا من ذرتى الهيروجين .. ويتحول فرق هذه الكتلة إلى طاقة حرارية تصدرهـا الشمس .. فتبعث إلى من حولهـا الدفء والقدرة على الحركة .. ونجد أنه في كل ثانية تتحول ملايين الأطنان من كتلة الشمس إلى طاقة تبعثهـا الشمس باستقرار وثبات واستدامة إلى كواكبهـا ومنهم الأرض .. والضح هو البذل أو العطاء كما يعرفه علماء اللغة .. بذل تهبه وتعطيه الشمس في فترات الضحى فى كل بقعة تنيرها من بقاع الأرض على مدار اليوم الكامل .. كل بقعة لهـا حينها وتوقيتها ونهارها .. وبالقطع فإن ضحى الشمس أو تضحيتهـا تنقص من عمرهـا، وقد قدر العلماء أن عمر الشمس حوالي عشرة آلاف بليون سنة .. وأنهـا قضت نصف هذا العمر تقريباً وباقي النصف الآخر .. هكذا نجد شمسنا في ضحاها أو تضحيتهـا تمنح ما لديهـا من كتلتهـا ومحتواهـا من أجل استمرار حياة و دفء لمن تحضنهم من حولهـا، طاعة وامتثالاً لأمر خالقهـا ومدبر أمرهـا .. وما أوقات الضحى التي ننعم بهـا على الأرض سوى استنزافاً من كتلة الشمس وتكوينهـا وتعجيلاً بنهايتهـا وانتهاء عمرهـا .. هكذا جاء استكمال قسم الخالق في أول هذه السورة الكريمة بالشمس أولاً ثم بضحاها .. إنها إشارة تثير فى العقل تدبر لا ينتهي في أسرار هذا الكون .. من أوجد هذه الشمس لتحتضن أرضنا وتضحى من أجلهـا بهذا الثبات والاستقرار؟ ثم ما الذي علقهـا في هذا الكون رغم هول حجمهـا وضخامة كتلتهـا .. ثم كيف استقرت التفاعلات داخلها بالرغم من هولهـا بهذا الكمال وهذه الدقة .. من حدد لهـا هذه الكتلة وهذا الحجم وهذه المعدلات وهذه الدرجات بحيث لا تتغير ولا تتبدل على مدى الملايين من السنين والقرون والدهور ... إن فى مجرتنا أكثر من بليون نجم مثل الشمس، ولكن ليس لأي منهـا هذا الثبات والاستقرار مثل ما للشمس من ثبات واستقرار .. فأي نجم يزيد حجمه أو كتلته عما للشمس من حجم وكتلة وكثافة، يقصر عمره ولا يسمح للكواكب أن تستقر حركتها من حوله ، ولكن يضمهـا إليه وتذوب في أحشائه .. وإذا قلت هذه المقادير تتكاسل معدلاته وتتوه الكواكب من حوله .. ولكن الله خص نجمنا أو شمسنا بالمعدلات التى تستقر بهـا معدلاتها وحركات الكواكب من حولها .. إنهـا إرادة خالقهـا الذي ينبهنا إلى أن نتدبر هذا القسم الإلهي الذي يستفتح به هذه السورة المسماة باسمهـا.
    ثم نأتي إلى الآية التالية .. توجيه آخر صادر من الخالق كي نتدبر آيات أخرى جاءت في كتابه كي نقرأ بهـا آيات الكون من حولنـا .. فنحن أمة اقرأ الذي كانت أول كلمة أوحى بهـا إلى رسول الله و بهـا بدأ الوحي ينزل من السماء على خاتم المرسلين .. نأتي إلى قسم الحق بظاهرة كونية أخرى تلت الشمس وتبعتهـا، حيث يقول الحق "والقمر إذا تلاهـا" .. من الثابت علمياً أن صخور القمر أقدم من صخور الأرض، لهذا فمن المحتمل أن خلق القمر قد جاء تالياً لخلق الشمس، وقبل خلق الأرض .. ولهذا جاء ترتيبه بعد الشمس وقبل الأرض في الآيات .. ثم أن القمر كرة من الصخور المعتمة غير القادرة على أن تشع نوراً من تلقاء نفسهـا .. ولكنه يستمد نوره من ضياء الشمس الساقط عليه، ولهذا يعد هذا الكوكب تابعا أو تالياً للشمس فيما يرسله إلى الأرض من نور .. وهذا ما تنص عليه الآية

    من الثابت علمياً أن صخور القمر أقدم من صخور الأرض، لهذا فمن المحتمل أن خلق القمر قد جاء تالياً لخلق الشمس


    فى حكمة وعلم ربانيين .. والقمر في ترتيب أفلاكه وتحوله من المحاق إلى الهلال ثم إلى البدر ثم رجوعه إلى هذه الدورات مرة كل شهر يعتمد على تداخل حركته حول الأرض مع حركتهما معاً حول الشمس .. فهو تالياً أيضاً للشمس في حركته مع الأرض من حولهـا .. ثم إن القمر بالرغم من حركته المركبة حول الأرض ومع الأرض حول الشمس إلا أنه تبعيته للشمس تبعية كاملة فهو يواجه الشمس بوجهه الثابت الذى لا يتغير على مر الأيام و الشهور و الأعوام .. لهذا فهو تابع أو تال مطيع للشمس فى نوره وحركاته واستقراره .. وهذا الوجود والظهور والنور للقمر مشروط بالتزامه فى تبعيته للشمس إتباعا كاملاً عبرت عنه الآية الكريمة بهذا اللفظ المشروط "إذا تلاها" .. هذا الشرط ندرك كنهه إذا ما علمنا أن القمر كتلة هائلة من الصخر يبلغ قطرهـا حوالي 3250 كيلومترا أى بلايين حجم أى قمر صناعى و يبعد عن الأرض مسافة 384000 كيلومترا .. أي آلاف المرات مثل بعد أى قمر صناعي .. ويعجز البشر حتى عصرنا هذا عن الاحتفاظ باستقرار حركة هذه الضآلات التي يطلقون عليها الاسم أقمارا سوى فترات قصيرة لا تزيد عن العام الواحد ... بالرغم من متابعتهـا بأجهزة التحكم وتصحيح المسارات وبما فيهـا من أجهزة إمداد للطاقة وأجهزة تصحيح المسارات، وبالرغم من سهولة حركة هذه السفن إذا قيست بحركة القمر .. حيث نرى القمر مانحا لضيائه ويتغير شكله أو تتبدل منازله كل يوم عن اليوم السابق له فى حركة منتظمة و ثابتة تتكرر كل شهر على مدى القرون و الدهور ... كيف استقرت الشمس ثم كيف استقر القمر فى مداراتهما وضيائهما ونورهمـا ... هكذا جاء هذا الإعجاز بهذا القسم لرب العالمين لعرض ظاهرتين كونيتين تدلان على حكمة خالقهما وعلم وقدرة مدبر أمرهمـا .. وهذا بأدق الكلمات وأحكم العبارات لكل ما يمكن أن تدركه عقولنـا وتستوعبه علومنا .. فتوقظ هذه العقول وتتنبه أن لهـا ربا دبر كل شيئ وقدر كل شيء بكل هذه الحكمة وهذه القدرة وهذا العلم .. رباً عزيزاًَ قديراً حكيماً رحيما أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيراً.
    ثم تتوالى الآيات والمعجزات فيوجهنا القسم التالى لرب العالمين عن النهـار الذي يجلى ضياء الشمس وعطائها .. والنهار في أي بقعة من بقاع الأرض هو تلك الفترة التى تستمتع فيه تلك البقعة بدفء الشمس وسطوعهـا .. والتجلي هو التعاظم حيث يجعل الخالق للشمس شأناً عظيماً في ساعات النهـار عند كل بقعة سطعـت عليها بما تفيضه الشمس من ضياء يبدد الظلمات كى يمارس الناس نشاطهم و عملهم وحياتهم .. وهذا التجلي للشمس مشروط بما هيأه الخالق للشمس من أسباب حتى يكون لهـا هذا التجلي في ساعات النهـار، .. فلو جاء خلق الأرض من مواد تمتص أشعة الشمس كلهـا لمـا تجلت الشمس عند سطوعها .. فعندما نرى الرمال صفراء، يجب أن ندرك أن هذه الرمال امتصت جميع أشعة الشمس وألوان الطيف فيهـا كي تعطي الأرض هذا الدفء بما اختزنته داخلها من هذه الطاقة .. ولكنهـا تعكس لأعيننا موجات الشمس التي نراها باللون الأصفر .. وبانعكاس هذه الموجات نرى كل شيئ من حولنـا .. وكذلك .. عندما تنظر إلى البحار و تراها زرقاء، بالرغم من شفافية مياهها، فهذا لأن هذه البحار أيضا امتصت من الشمس جميع الألوان وجميع الإشعاعات الحرارية التي سقطت عليها من الشمس لتعطى الدفء لمخلوفاتهـا البحرية ونباتاتهـا المائية، ثم تعكس لنا قدراً بسيطاً من هذه الأشعة كي نرى البحار ونميز المخلوقات بداخلهـا، وهذا القدر تراه أعيننا التي صمم الخالق خلايا شبكيتهـا باللون الأزرق، فنرى البحار ونرى كل شيء حول البحار بما عكسته من أشعة وضياء للشمس .. وإذا رأيت السماء زرقاء أيضا بالرغم من شفافية الهواء، فهذا لأن هناك ذرات بعض الغازات في الهواء لهـا القدرة على امتصاص الأشعة قصيرة الطول مما ترسله الشمس خلالها من أشعة، وهي الأشعة التي تسبب اللون الأزرق فى أعيننـا .. ثم تعاود هذه الذرات إشعاعها مرة أخرى فنرى بهـا السماء زرقاء أو حمراء بحسب ما تمتصه ثم تشعه هذه الذرات ... ولو شاء الخالق أن تمتص هذه الرمال والبحار والسماء كل أشعة الشمس ولا تعكس منهـا شيئاً لرأينا صحراء قاتمة وبحار سوداء و سماءً مظلمة .. أي كوناً معتماً طوال ساعات النهـار .. أي نهاراً لا يعطى قيمة أو قدراً للشمس .. فلا تظهر هذه السيمفونية من ألوان الطيف من حولك ساعات السحر و الضحى .. لن تكون هناك هذه العظمة أو التجلي لساعات الشمس فى نهارها ..
    و هناك نعمة أخرى .. فلو لم يخلق الله أعيننا بحيث ترى في المجال الذي تبعث الشمس ضياؤها من خلاله، أي الموجات الكهرومعناطيسية التي ينحصر طولهـا من 0.3 ميكرون و حتى 0.7 ميكرون، لأشرقت الشمس وغربت دون أن نشعر بهـا أو يكون لنا نهار يختلف عن الليل .. وهذا ما يحدث للعقارب والخفافيش التي قدر لها الله ألا ترى شيئاً بنور الشمس .. فالنهـار الذي يجلى الشمس و يجعل لهـا قدرا فى عيوننا جاء بتدبير إله قدير ، حدد الأطوال و خصص الصفات و صمم الأعين و دبر الانعكاسات و قدر الامتصاصات و هيأ القوانين و دبر الساعات و أحاط بالظلمات .. و لهذا أتى الحرف "إذا" قبل كلمة "جلاهـا" .. فهذا التجلي مرتبط بإرادته وحكمته ورحمته وقدرته هو لا أحد سواه الذى أتاح لهذا النهـار أن يجلى الشمس ويعظم من شأنهـا ويرفع قدر ضحاهـا وتضحيتهـا ... شمس تشع ما تراه الأعين وأسطح تعكس ما تدركه الأعين وعقل يترجم ما يصل إلى الأعين .. عبرت عنه كلمتين "إذا جلاهـا".
    ثم نأتي إلى الآية التالية ويأتي فيهـا ذكر الليل أو ظلام الكون الذي يغشى شمسنا وكل شيء من حولنا .. و كما نعلم أن في السماء عددا هائلا من النجوم يزيد عن عدد الرمال فى الصحراء .. منهـا ما يزيد في حجمه عن الشمس ملايين المرات .. و لو اقتربت هذه النجوم من شمسنا لابتلعتهـا وكدرت سكون ليلهـا .. ولكن الخالق أبعد كل هذه النجوم عنا أبعاداً تصل إلى ملايين السنين، و احتفظ لسمائنا بظلامهـا .. ظلام يغلف شمسنا وأرضنا، وهذا رحمة منه وفضلاً، فلا شمس غير شمسنا في سمائنا القريبة منا .. وقد جاء الحرف "إذا" أيضا في هذه الآية مشروطاً بما قدره الله للشمس من مواقع أقصا بها عنـا باقي النجوم .. وقدر لأفلاكهـا أن تبتعد عنـا بهذه المسارات القاصية الأبعاد .. فنحن نسبح في ليل وظلام ممتد في أبعاد سحيقة قدره لهـا رب العالمين .. وهذا الظلام استطاع أن يراه الآن رواد الفضاء عندما يخرجون بسفنهم خارج مجال الأرض .. حيث يرون الظلام يغلف كل شيء فى هذا الكون من حولنا ... فهو يغلف الشمس و يغلف الأرض و يغلف القمر .. وكل ما يرونه مضيئا هو قرص الشمس سابحا فى الظلام .. ثم وجه الأرض الذى يسطع عليه ضياء الشمس و يتجلى فيه نهـارهـا .. وهذا الظلام الذي يغشى شمسنا مرتبط أيضا بأن الشمس لا يحيط بهـا هواء يعكس أشعتهـا ، وإلا لتبدد هذا الإشعاع قبل أن يصل إلينا عبر ملايين الكيلومترات التى تقطعهـا أشعة الشمس قبـل الوصول إلى الأرض .. إنهـا خصائص المادة التى تفصل بين الأرض و الشمس .. ويطلق عليهـا العلماء إسم الأثير .. ما هو هذا الأثير .. وكيف تنتقل من خلاله إشعة الشمس دون أن تتأثر بهـا وتنير الفضاء من حولهـا فلا تغشاها هذه الظلمة الموحشة لمن يرتاد السماء وينظر إليهـا .. هل هناك مادة اسمها الأثير حقاً أم هي من صنع خيال العلماء .. ولو كان لا وجود لهذه المادة .. فخلال أى شيئ يمكن أن تنتقل أشعة الشمس .. وكيف يفصل بين الأرض و السماء فراغا ضغطه صفر .. أى فراغ كامل .. وهل يستقيم مع هذا الفراغ الكامل استقرار الأرض والشمس في الكون دون أن ينضمان إلى بعضهمـا البعض .. هكذا نصل إلى أننا كلما اقتربنا من حقيقة يمكن أن تدركهـا عقولنـا آمنا أن هناك الكثير لا نستطيع أن ندركه .. عقولنا محدودة وعلومنا محددة .. فهذا الأثير الذى يفترض العلماء وجوده لا يستطيع أحد أن يتخيله .. ولهذا جاء قسم الحق بهذا الظلام الذى يغشى الشمس وسمائهـا .. ظلام أو ليل ارتبط بقدرته و قوانينه وعلمه وحكمته وأسراره التى لا ولن نعلم عنهـا شيئا .. هكذا جاء قسم الحق المرتبط بإرادته لأنه أرادهـا هكذا فى الحرف "إذا" و فى هذا القسم .. "والليل إذا يغشاهـا" ...
    إن من ينظر إلى الآيات السابقة وينظر كيف وضعت كل هذه الحقائق عن ظلمة الكون التي تغشى كل شيء بما فيها الشمس ثم كيف خص الله الأرض بأن تتجلى الشمس في الجزء الذي تضح عليه أشعتهـا في ساعات النهـار، حقائق لم نعلم عنهـا شيئاً إلا بعد أن ذهب رواد الفضاء و صوروا لنا الشمس سابحة في بحر الظلام و لا يبدد هذا الظلام إلا وجه الأرض المضيء .. لقد جاء ذكرهـا بكل البساطة والإعجاز العلمي والبلاغي والموسيقى والجمالي .. إنه إعجاز خالقهـا ومدبر أمرهـا .. لا أحد سواه.
    و بعد أن أقسم الحق بالشمس وضحاها وقمرها والظلمة من حولهـا، يقسم الحق بالسماء التي تعلقت فيهـا هذه الشمس بكواكبهـا وأرضهـا وقمرهـا، وتعلقت فيهـا هذه الأبراج بشموخهـا واستقرارهـا ...
    ثم يقسم باستفسار رباني: ما بناهـا ؟ .. كيف استطاعت أن تحمل كل هذه الأوزان والأثقال .. كيف تم بناؤهـا لتتحمل وزن الشمس بداخلهـا والذي يصل إلى ملايين و ملايين وزن الأرض .. ثم هذه الأبراج التى تحتل داخلها أبعادا تصل إلى ملايين ملايين السنين الضوئية .. ما هى القوة وراء بنائهـا بهذا الإبداع والكمال والجمال .. ما هى الحكمة وراء حسابات تماسكهـا بهذا الجمود و الإتقان ... ما هى القدرة وراء بقائهـا كل هذه البلايين من السنين دون أن تنهـار كما تنهار المباني بعد مئة أو ألف عام .. كيف بنيت وكيف استقرت و كيف أبدعت وكيف توافقت ... أسئلة يثيرهـا الحق بهذا الاستفسار المعجز عن أسرار لا يعلمهـا أحد إلا هو .. وبالرغم من ادعاؤنا أننا فى عصر العلم .. إلا إنه لا أحد يعلم منا حقا "ما بناهـا" سوى أنهـا من أسرار الخالق الذى يعلم كيف بناهـا وما بناهـا .. لهذا يقسم الحق بهذا القسم عن حكمة و قدرة و علم و يقين بمدى عظمة هذا البناء الذى لا يعلم سره إلا هو ..
    .. هذا ما كان من أمر القسم بالسماء و ما بناهـا ... ثم يأتى إلى قسم تالي .. قسم بالأرض .. هذا الكوكب الذي اختصه الرحمن باحتضان حياة الإنسان عليه .. كوكب لم يتيسر لسواه كل الأسباب والمقومات التي تقيم الحياة عليه ... وزنه وحجمه وطبيعته وكثافته وعناصره ورماله وجباله وهواؤه وماؤه وبحاره وسحبه ومحيطاته وشمسه وقمره وأفلاكه وأفلاك ما حوله وزواياه وأبعاده ودوراته ومساراته ولقد قال العلماء كي نجد الحياة على كوكب آخر فى الكون كله يجب أن تكون له نفس هذه المحددات التى ذكرتهـا ومحددات أخرى غفلت عن ذكرهـا .. لهذا يأتى قسم الحق بهذه الأرض .. ثم بهذا الاستفسار الإلهى الذي لا نعرف له سبباً .. ما طحاهـا ؟ .. و الطحو هو الدحو أو الإنتشار والانطلاق في هذا الكون حيث تدور الأرض حول نفسهـا مرة واحدة كل أربع وعشرون ساعة وحول شمسهـا مرة كل 365.25 فى دائرة يصل مسارها إلى ملايين الكيلومترات دون توقف أو انقطاع .. وكلمة أطاح بالشيء أي أطلقه

    تدور الأرض حول نفسهـا مرة واحدة كل أربع وعشرون ساعة


    ومن كلمة طحاهـا اشتقت آلة الطاحون التى تدور وتدور بانتظام واستقرار .. فتتوزع الأعلاف بالتساوى بين رحاهـا دون اختلاف .. وهكذا في الأرض في طحاها وانطلاقهـا ودورانها حول نفسهـا يتوزع الدفء بين جنباتهـا ويتماثل ضغط الهواء فى غلافهـا والرياح على أطرافهـا والمياه والمجالات في جوفهـا .. ولكن ما هي القوة التي تدفعهـا بحيث تستمر طوال عمرهـا فى هذا الطحو أو الدحو .. من أين جاء العلم الذى قدر هذه الأبعاد وما هو مبعث الحكمة التى قدرت هذه السرعات و الزويا و المعدلات حتى تستقر الحياة على وجه الأرض بدرجات حرارة و ضغوط و اتزان و انسجام و التزام و كمال وجمال .. كل هذا عبرت عنه الآية فى استفسار بكلمتين "ما طحاهـا" .. وفى الآية السابقة عن السماء "ما بناهـا" .. لا رد أمامنا سوى إنهـا حكمتك أيهـا الخالق العظيم وقدرتك أيهـا الرب الرحيم .. لهذا جاء قسمك بشيء لا نعلم أسراره وأنت وحدك العليم به .. ومهما حاولت النظريات وافترضت الفرضيات ، فما زال العلم عاجزاً عن أن يتطاول إلى حدودنا التي حددتهـا لعقولنا ومداركنا .. حقاً ما بناهـا وما طحاهـا .. إنهـا مقابلة وانسجام وتسلسل منطقي .. فبدون السماء وبنائهـا وامتدادهـا .. ما كان للأرض انطلقهـا و طحوهـا ..
    ثم نأتى إلى القسم الأخير فى سلسلة هذه الاستفسارات.." و نفس و ما سواهـا" .. إنه قسم بالنفس البشرية.. لغز الألغاز.. ولن أخوض في النفس البشرية وأعماقهـا .. فحديثى ينصب على آيات الحق فى الآفاق .. أما فى أنفسهم .. فلهـا رجالهـا .. ولكن أحاول أن أقف أمام استفسار الحق "و ما سواهـا" .. أنه استفسار عن أسرار حار العلماء فى معرفتهـا .. هل جبلت النفس البشرية على الشر ... و ما هى النفس و كيف استوت .. الجواب واضح فى الآية التالية لقسم الحق .. "ونفس وما سواهـا، فألهمها فجورها وتقواها".. أن الله خلق الأنفس جميعا على الفطرة .. نفساً سوية .. فالنفس البشرية جسد له رغباته ونزعاته وشهواته .. ثم نفخة روحانية لا ندرى كنهها لأنهـأ من روح الله فى جميع البشر منذ أن خلق الله سبحانه و تعالى آدم أبو البشر .. تتكرر فى خلق الأجنة كما أرشدنا رسول الحق .. هكذا يضعنا الحق أيضا بهذا القسم و الآية التالية له أمام سر من الأسرار الذى لا تصل إليه علومنـا .. لكن ما هى الروح التى تسيطر على الجسد و الرغبات و الشهوات .. إنهـا من أمر ربى و لم نؤت حقا من العلم إلا قليلا .. وعرف الحق أن الفجور فى ترك النفس نهبا للجسد وشهواته ومادياته .. والتقوى في تحكم هذه الروح والفكر والعقل في ردع الشهوات والرغبات وتسييرها كما شرع الخالق لها .. ولهذا لدى كل نفس الإلهام والمقدرة على الفجور طاعة لرغبات الجسد وعلى التقوى استجابة لصوت الروح والعقل ..إنهـا الأمانة التى حملهـا الخالق للبشر وترك لهم حرية الاختيار والقرار .. فلديه النجدين .. هكذا جاء تعريف النفس وخلقهـا كما تنص عليه الآية الكريمة فى إعجاز وسهولة ويسر، و لا يقدر على هذا الوصف والسرد والتسلسل سوى خالق النفس ومدبر وجودهـا وحياتهـا واستمرارهـا على أرضه وتحت شمسه وداخل بنائه وسمائه .. أشياء لا يعلم الإنسان من أسرارهـا شيئا بل لا يدرى من أمر نفسه أو روحه شيئا سوى ما قدر الله له .. آيات جاءت فى تسلسل ربانى حكيم لا يقدر على سرده بهذه الحكمة إلا رب العالمين ، لنعلم أنا لا نعلم شيئا من أسرار أنفسنا وما حولنا.
    ثم نأتى إلى جواب قسم كل الآيات السابقة .. القسم بحق الشمس ومعجزاتهـا والسماء وبنائها والأرض وانطلاقها وفي النهاية بالنفس وتسويتهـا .. يأتى الجواب محددا و موضحا و مبينا أين طريق الفلاح وأين طريق الخيبة .. يأتى هذا النص الرباني الواضح أنه أفلح و فاز بالخير وظفر بالهداية ونجا من الشقاء كل إنسان طهر نفسه من السوء و سما بهـا عن الشر واتبع الحق وبعد عن الباطل وأخلص لمن دبر له أمر الشمس و الأرض والسماء والقمر ومنحه هذه النفخة الروحانية فاستجاب لصوت العقل و سار فى طريق الطاعة و الرحمة .. وأنه قد خاب وخسر نفسه وأوقعهـا في المهالك و أوردهـا غضب الخالق كل من انتقص من أمر روحه وأخفاهـا أو دسهـا ودسسهـا في رغبات جسده أو ألغى عقله وراء شطحاته و سخر نفسه للشر و ارتكاب المعاصى ومخالفة أوامر الله أو ترك الخير فى طاعة الخالق.
    .. إنه جواب محدد وصريح وكامل ... والدليل أن هذا النص الربانى هو جواب هذا القسم أنه أعطى المثال على تنفيذ هذا الجواب والسنة والدستور والوعد والوعيد في قصة ثمود ... قتقص الآيات التالية كيف جاءت سنته فى عقاب ثمود التى حادت عن أمر ربهـا وكيف كانت الخيبة لمن أخضعوا أنفسهم للشهوات والحيود عن أمر ربهم ... وهذا عندما اتبعت ثمود أشقيائها وطغاتهـا وتركت نداء العقل من نبيها .. فكان العقاب أن استأصلهم الله من الأرض و دمدمها عليهم وأزالهم من الوجود انتظارا لسوء العاقبة فى الآخرة وعذابهـا .. قصة قوم عرفهـم العرب وأهل الكتاب يمرون على مساكنهم .. قصة حية بينهم كدليل واضح على سنن الله التى لا تتبدل ولا تتغير .. وقد جاء عن زيد بن أرقم أن رسول الله كان يقول هذا الدعاء عند سماع هذه الآيات "اللهم أنى أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والجبن والبخل وعذاب القبر .. اللهم آت نفوسنا تقواها و زكهـا أنت خير من زكاهـا أنت وليهـا و مولاهـا .. اللهم إنى أعوذ بك من قلب لا يخشع و من نفس لا تشبع و علم لا ينفع و دعوة لا يستجاب لهـا .. اللهم آمين و صلى اللهم على حبيبك و رسولك .. و نسألكم الدعاء.










  5. #35
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    الروح وعلم الجينات الحديث

    صورة لبيضة ملقحة في حالة الانقسام
    { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً } [الإسراء: 85].
    في ظل الدراسات الحديثه القائمة اليوم والتي يعكف العلماء عليها للتوصل حول حقيقة الكائن البشري وماهية التركيب الجزيئي له معلقين شتى الامال حول علاج الامراض المستعصيه التى أرقت عصرنا فقد إستجدت علوم جديده إختلفت الاراء حول موقف التشريعات الإلهيه والدينيه منها راجعا إلى السبب إلى الخوف من خلط الأنساب فما أن إستحدث علم الجينات والمورثات وما أن ظهرت الشفرات الوراثيه بدأ العلماء يخضون تجاربهم حول إمكانية إستخلاص خلايا جديده لربما تكون مستقبلا بدائل وحلولا للخلايا المعطوبه و لعل من أكبر الأحداث التى أثارت ضجه في العالم هي ظاهرة الاستنساخ "النعجة دولي " وكيف أن الخوف قد علا على الساحات العلمية والإجتماعيه وفي هذا المقال أحب أن أسلط الضوء عن تكوين الخلايا البشريه وأصلاها وكيف أن الروح هي سر الإبداع الإلهي لإحياء هذه الخلايا التى لا تعد من أن تكون مواد أوليه.
    الخلية هي وحدة التركيب والوظيفة في الكائن الحي ويعنى بالكائن الحي هنا إشارة إلى وجود الروح فلورجعنا لمنشأ الخلية الحية من أول خلقها لبدأنا رحلتنا حيث نرجع إلى أصغر جزء من المادة ألا وهي ذرات العناصر المكونه للمواد الحية ألا وهي ذرات الكربون والهيدروجين والاوكسجين والنتروجين والمعادن الاخرى مثل الحديد والفسفور وهي أيضا المكونات الاساسيه للتربه لقوله تعالى:{ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم تنتشرون} الروم (20 ) وتعبر الذرات في هذه الحاله مفرده في الصورة الغير عضوية وما أن تتحد مع بعضها البعض بنسب مختلفه تصبح مواد عضوية جديده "نظرا لوجود ذرات الكربون" لا تقل أهميه عن تلك العناصر التى أتت منها مفرده فلوتخلينا أننا أستطعنا تجميع الذرات مع بعضها البعض بإستخدام أحدث التقنيات الحديثه مثل تقينة النانو المتناهية الصغر وكونا السكريات الخماسية الغير مؤكسده ومن ثم قمنا بتجميعها بكميات كبيره لنحصل على جزيء واحد من الدي إن إيه DNA وضعفناه حتى نصل إلى الكروموسوم الواحد ولله المثل الأعلى فهذا لا يعني بالمفهوم العلمي أننا إستطعنا تخليقه لأنه يبقى حتى الأن مجرد جزيء معقد التركيب مهما إستطاعنا الحصول علية مخبريا وحيث الكروموسومات توجد بداخل أنوية الخلايا والتى تتحد مع بعضها البعض مكونة الأنسجة التى ما تلبث أن تتخصص إلى الأعضاء مكونة الكائن الحي الكامل فإنه ينقصها مفتاح الحياة ألا وهو الروح لقولة تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً } [الإسراء: 85].

    الشكل التالي يبين الجينوم البشري
    وحتى علم الاستناخ وعلم الخلايا الجذعيه كلها لا يمكن نجاحها بدون وجود الروح الموكله بأمر الله تعالى وحده ولا تسطيع اليد البشريه مهما بلغ علمها التدخل في ذلك والدليل الواضح على ذلك هوأن الجنين في رحم أمه عند بدأ خلقه يكون مجرد نطفة ثم علقه ثم مضغة إلى أن تبدأ مرحله تشكيل الجنين وهنا يبعث الله بأمره ملك موكلا بهذه الروح فتدب الحياة في الجنين بعد120 يوما من تكوينه أي خلال الشهر الثالث يقول تعالى : {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة * فخلقنا العلقة مضغة * فخلقنا المضغة عظاما * فكسونا العظام لحما * ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين}المؤمنون (12- 14)
    وفي كلا العلمين المستحدثين يحتاج علم الاستنساخ إلى وجود البيئه الروحيه التى ينموبها وهي بداخل رحم الام المضيفه وفي علم الخلايا الجذعيه يحتاج إما إلى خلايا الإنسان البالغ من نخاع العظم عادة أو الحبل السري فور ولادة الجنين وحفظها في بنوك خاصه. ومهما إستطاع العلماء تخصيص هذه الخلايا إلى أعضاء هامة مثل القلب أو الكلى فهي تبقى مجرد أعضاء بلا روح لا تدب بها الحياة الا بداخل كائن حي يملك روحا يقول الدكتور حسين اللبيدي مدير مستشفى وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة وعضو جمعية الإعجاز العلمي بالقاهرة وجنوب الوادي في موقع الإعجاز العلمي للفرأن والسنه "وباختصار العملية ما هي إلا وضع نطفة أمشاج مخلوقة لله وجاهزة مسبقاً في رحم مجهز لذلك ليتم بعدها تخليق الجنين بإذن الله خلقاً من بعد خلق، وكل أفعال العلماء -وهم عباد الله - تدور حول منطقة النطفة لا تتعداها وكل أفعالهم ما هي إلا عملية تؤدي إلى تصيير نطفة أمشاج في رحم مجهز لاستقبالها فهي عملية نقل أوتحويل لا خلق فيها وتدخل تحت مسمى (الجعل) " دلالة على ضرورة وجود الروح ومهما أنُكرت حقيقة الوجود ونسبت العلوم إلى الطبيعة تبقى الذات الالهيه لله الواحد القهار ولا تملك النفس البشريه منها أي شيء مهما بلغت من تقدم وتطور.
    وأخيرا يبقى علماء العلوم المختلفه وخاصة الكيمياء الحيوية منهم مهما وصلومن تقدم هائلا لا ليس بيدهم إلا أن يقفوأمام عظمة الخالق في نفخ الروح وبعثها تاركين وراء ظهورهم مجال الشك بعيدين كل البعد في التدخل في مسألة الخلق التي هي من إختصاص الله وحده فتبارك الله أحسن الخالقين....










  6. #36
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


    سورة الناس

    [align=center]
    بسم الله الرحمن الرحيم


    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ {3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ {4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {5}مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ {6} ‏


    صدق الله العظيم


    التفسير

    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)
    قل -أيها الرسول-: أعوذ وأعتصم برب الناس, القادر وحده على ردِّ شر الوسواس.

    مَلِكِ النَّاسِ (2)
    ملك الناس المتصرف في كل شؤونهم, الغنيِّ عنهم.

    إِلَهِ النَّاسِ (3)
    إله الناس الذي لا معبود بحق سواه.

    مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)
    من أذى الشيطان الذي يوسوس عند الغفلة, ويختفي عند ذكر الله.

    الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)
    الذي يبثُّ الشر والشكوك في صدور الناس.

    مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
    من شياطين الجن والإنس.
    [/align]

    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  7. #37
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
    [align=center]
    سورة الفلق


    بسم الله الرحمن الرحيم

    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ {1} مِن شَرِّ مَا خَلَقَ {2} وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ {3} وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ {4} وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ{5} ‏

    صدق الله العظيم


    التفسير

    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)
    قل -أيها الرسول-: أعوذ وأعتصم برب الفلق, وهو الصبح.

    مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)
    من شر جميع المخلوقات وأذاها.

    وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)
    ومن شر ليل شديد الظلمة إذا دخل وتغلغل, وما فيه من الشرور والمؤذيات.

    وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
    ومن شر الساحرات اللاتي ينفخن فيما يعقدن من عُقَد بقصد السحر.

    وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
    ومن شر حاسد مبغض للناس إذا حسدهم على ما وهبهم الله من نعم, وأراد زوالها عنهم، وإيقاع الأذى بهم.


    [/align]
    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  8. #38
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

    [align=center]










    سورة الإخلاص






    بسم الله الرحمن الرحيم


    قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {4} ‏



    صدق الله العظيم





    التفسير


    قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
    قل -أيها الرسول-: هو الله المتفرد بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات، لا يشاركه أحد فيها.

    اللَّهُ الصَّمَدُ (2)
    الله وحده المقصود في قضاء الحوائج والرغائب.

    لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)
    ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة.

    وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
    ولم يكن له مماثلا ولا مشابهًا أحد من خلقه, لا في أسمائه ولا في صفاته, ولا في أفعاله, تبارك وتعالى وتقدَّس.

    [/align]
    [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  9. #39
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78



    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
    [align=center]
    سورة المسد



    بسم الله الرحمن الرحيم


    تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ {1} مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ {2} سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ {3} وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ {4} فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَد {5}


    صدق الله العظيم



    التفسير

    تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
    خسرت يدا أبي لهب وشقي بإيذائه رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد تحقق خسران أبي لهب.

    مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)
    ما أغنى عنه ماله وولده, فلن يَرُدَّا عنه شيئًا من عذاب الله إذا نزل به.

    سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)
    سيدخل نارًا متأججة, هو وامرأته التي كانت تحمل الشوك, فتطرحه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأذيَّته.

    فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
    في عنقها حبل محكم الفَتْلِ مِن ليف شديد خشن, تُرْفَع به في نار جهنم, ثم تُرْمى إلى أسفلها.


    [/align]


    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  10. #40
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
    [align=center]
    سورة النصر


    بسم الله الرحمن الرحيم

    إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا{2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا{3}

    صدق الله العظيم

    التفسير

    إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)
    إذا تمَّ لك -أيها الرسول- النصر على كفار قريش, وتم لك فتح "مكة".

    وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)
    ورأيت الكثير من الناس يدخلون في الإسلام جماعات جماعات.

    فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)
    إذا وقع ذلك فتهيأ للقاء ربك بالإكثار من التسبيح بحمده والإكثار من استغفاره, إنه كان توابًا على المسبحين والمستغفرين, يتوب عليهم ويرحمهم ويقبل توبتهم.


    [/align]




    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

صفحة 4 من 16 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 16 (0 من الأعضاء و 16 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. 乂صعوة 乂 شقردي 2000 مبروك 乂
    بواسطة شام في المنتدى مضيف الإهداءات
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 15-09-2009, 13:48
  2. مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 23-08-2009, 02:40
  3. 乂乂 لذائذ العيد المضائفية 乂乂
    بواسطة شام في المنتدى فـنـون الـمـطبخ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 18-10-2007, 22:54
  4. مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 13-09-2006, 09:30
  5. 乂乂 دغدغة مسامع فقط 乂乂
    بواسطة النجم في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-10-2005, 05:46

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته