هناك العديد من الموانع والحواجز والعقبات التي تجعل الإنسان يتعثر في نقل أفكاره إلى الآخرين نقلاً صحيحاً بحرية كاملة وبدون إحراج . وذلك لأن الناس أنفسهم يبدون مقاومة طبيعية لأي جديد من الأفكارأو الآراء.. فهم أسرى العادات وما نشاو عليه من أفكار وتقاليد.وقد أسفر بحث علمي في هذا الشأن عن أن الإنسان يشعر بالأمان تجاه ما يعرفه.بل ويعتبرما يعرفه قلعة يتحصن بها وتحميه من العوادي الارجية.وصدق المثل القائل(الناس أعداء ما جهلوا) ومن ثم فإن هذه التحفضات في سلوك النا س تنعكس على كل ما هوجديد خاصة فيما يتعلق بما يصدر عن الآخرين من أفكار وآراء ومعتقدات.. وفي معظم الأحيان تجد الناس الذين يستمعون إليك وأنت تتحدث إليهم في موضوعات وأفكار غير مقبولة لديهم ولايوافقونك عليها تجدهم يجترون أفكارهم الشخصية حول هذا الموضوع وبالتالي فإنهم يستمعون إلى أنفسهم في هذه الحالة ولا يركزون على ما تقول.. ويظهر ذلك واضحاً عندما يسأل أحد هؤلاء المستمعين سؤالاً ..فسوف تجدهغير ضروري ولا يمت لصلب الموضوع بصلة.كما أنه قد يبدي ملاحظات بعيدة عن مجال المناقشةوكأنه كان غايباً عنها..أو يعيد طرح نقطة للمناقشة قد سبق ونوقشت بأسهاب
إن كل هذه العلامات إنما تنبيء بأن الطرف الآخر لا يصغي بجدية إلى ما تقوله وأنه يستمع إلى نفسه فقط. أو يستمع إليها أكثر من استماعه إليك.. ومن الأسباب الأخرى التي تجعلك عاجزاً عن نقل أفكارك إلى الآخرين أن تفترض قدرتهم على فهم ما تقول. في حين انك تلا حظ لجوءهم إلى الصمت. مع التعبير بإيحاآت تلقائة.. في محاولة منهم للتأثير عليك حتى تتوهم أنهم يوافقون على ماتقول ..
وهناك نوع من الناس يشعرن بعدم الأمان في حياتهم الخاصة ويبدو ذلك واضحاً من حالة التحفز والمقاومةالتي يواجهون بها الحديث. وموقف الدفاع الدائم عن أنفسهم. فمثل هؤلاء الناس غير الآمنين نفسياً يعتبرون اسئلتك العامة أوالخاصة من قبيل الغزو لعالمهم الخاص .. لذلك تجدهم دائماً في حالة من الجفوة والصد.
إن كل واحد منا لديه بعض أسراره الخاصة التي التي يخفيها عن بعض الناس.. ولكن هؤلاء يخفون كل أسرارهم عن كل الناس ويعتبرون أن أي تدخل في حياتهم بمثابة تهديد بغزو عالمهم الخاص.. ومثل هؤلاء الناس لا يستقبلون أفكار الآخرين إلا بصعوبة بالغة .. وم ذلك فهناك العديد من الطرق والوسئل التي يمكنك بها أن تفتح قنوات الحديث .. وأن تتخطى العقبات التي تعترض طريقك إلى الآخرين عندما تريد أن تحمل إليهم أفكارك.
وأول خطوة لتحقيق ذلك .هي أن توضح للطرف الآخر سبب البدء هذه المناقشة.
كأن تقول له:
انني جديد في هذه المنطقة وأود أن تساعدني في كذا وكذا.
أو أن تقول:
أريد أن أفعل كذا وكذا فهل يمكنك أن تدلني على كيفية عمله؟
وهكذا هناك العديد من الأمثلة التي تستطيع من خلالها أن توضح الغرض من التحدث إليه.. سواء جاء هذا التوضيح وجهاً لوجه أو عبر الهاتف أو اماسنجر أو الشات.
وتذكر دائماً أن توضيح السبب من طرحك هذا السئوال أو ذاك لأن بعض الناس يساوره الشك في الغرض من الأسئلة . خاصة هؤلاء الذين ليسوا على علاقة قوية بك.. وعليك أن تلاحظ دائماً شعور الآخرين نحوك.. وتأخذ بعين الأعتبار درجة حساسية بعضهم عندما يتحدثون إلى الغرباء أو إلى أناس لا تربطهم بهم صداقة وطيدة.. وهناك ثلاث ملاحظات يجب وضعها في الأعتبار قبل أن تطرح سؤالاً عن الطرف الآخر:
الأول: كيف يسكون شعوره عندما تسأله هذا السؤال؟
الثاني:ماهو رد الفعل لما ستقوله؟
الثالث:هل سيشعر بالفخر أم بالأهاة مما ستقوله؟
فإذا حرصت على توفير هذا القدر من الأعتبار للطرف الآخر فقد جعلته حتماً يشعر بأنك إنسان لبق تحافظ على مشاعرالآخرين.
وسوف يستأنس بك ويحس بالأمان معك ويكون على أتم الأستعداد لفتح قنوات الأتصال بك.
المفضلات