آية من القرآن وقفت مع تفسيرها طويلاً حيرتني و شغلت كل تفكيري
أخوتي في المنتدى : أطلب منكم و بحرارة ، تصفح جميع التفاسير لهذه الآية ، و من يجد تفسيراً يرتاح له قلبه لا يتردد بأن يضعه
حتى لا يفهم الفهم الخاطئ من قرأ تفسيراً واحداً فقط و يحسب أنه صحيح
و علينا أن ننتبه إلى أن بعض التفاسير منقولة عن أهل الكتاب و خصوصاً اليهود لعدم توفر تفسير مناسب لها فكان المفسرون يأخذون ببعض الأقوال منهم و لكن منهم من يلفت الانتباه أنها منقولة عن أهل الكتاب و منهم من لا يذكر و علينا نحن أن نتحرى الصحيح و الله الموفق
الآية هي :
( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ ) (صّ:34)
لقد وجدت في تفسير هذه الآية قصصاً أشبه بالخيال و بقصص الأساطير
لهذا بحثت كثيراً ، و مع ذلك لا أعرف أي تفسير هو الصحيح
فمن التفاسير التي أعتبرها مغلوطة و لا يقبل العقل بها هي :
-أن الجسد شيطاناً أسمه صخر جلس مكان سيدنا سليمان عندما أعطى سيدنا سليمان خاتمه لزوجته فتمثل لها هذا الشيطان بصورة سيدنا سليمان و أخذ منها الخاتم و جلس مكانه و بدأ يحكم مكانه لأربعين يوماً و منهم من قال أنه جامع نسائه
-تفسير آخر أن سيدنا سليمان قضى لرجلين اختلفا لصالح واحد منهم هو من قبيلة زوجته التي يحبها جداً فكانت هذه الفتنة و هي حبه الشديد لها جعله يقضي لغير الحق ، و في نفس القصة أن زوجته التي أحبها عبدت صنم في بيته أربعين يوما هي و جواريها إلى أن عرف سيدنا سليمان ذلك فكسره
-تفسير آخر أن شيطاناً جلبه من البحر عند بناء بيت المقدس فاستغل هذا الشيطان الفرصة و أخذ خاتم سليمان و ألقاه في البحر و بقي سيدنا سليمان أربعين يوما يبحث عن الخاتم حتى اشترى سمكة و شق بطنها فوجد خاتمه في داخلها و استعاد ملكه ( ذلك أن ملك سليمان في خاتمه )
-منهم من أتجه إلى أن الجسد هو " آصف بن برخيا " و هو كاتبه و عنده علم من الكتاب جلس على كرسي سليمان عندما قال له أنك مفتون حيث أن الخاتم لا يثبت في أصبعه
و هناك تفاسير أخرى و كنت لا أحب أن أذكر هذه التفاسير حتى لا تعلق بذهن أحد فكلها لم أرتح لهاو أعدها مغلوطة
و من جملة البحث وجدت تفسيرين ربما هما أقرب أن يتقبلهما عقل :
-الأول هو أن سيدنا سليمان مرض مرضاً شديد و جلس على كرسيه كالجسد و هذا التفسير ناقص لأنه لا يشرح الفتنة التي ذكرت في الآية
-الثاني و هو طويل قليلاً و سببه حديث شريف في صحيح البخاري و مسلم :
" عن أيوب عن محمد، عن أبي هريرة، قال: كان لسليمان ستون امرأة. فقال: لأطوفن عليهن الليلة. فتحمل كل واحدة منهن. فتلد كل واحدة منهن غلاما فارسا. يقاتل في سبيل الله. فلم تحمل منهن إلا واحدة. فولدت نصف إنسان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو استثنى، لولدت كل واحدة منهن غلاما، فارسا، يقاتل في سبيل الله). "
و الفتنة هنا أن سيدنا سليمان نسي أن يقول إن شاء الله فكان النصف إنسان الذي أنجبته إحدى زوجاته هو الجسد الذي ألقي على كرسيه
و منهم من قال أن ولد له من الستون امرأة ولد واحد فخافت الجن و الشياطين من هذا الولد حيث سيمتد حكم سيدنا سليمان لهم بعد مماته بخلافة أبنه فحاولت أن تقتله فلما علم سيدنا سليمان نيتهم أمر الرياح بأن تحمله و أمر بتربيته فوق السحاب و نسي أن يلتجئ إلى الله في حماية أبنه ، فوصلت الجن إليه و قتلته و سقط على كرسيه جسداً
هذا كل ما توصلت إليه بشأن تفسير هذه الآية و الله طبعاً أعلم بمراد المعنى المذكور في قرآنه
و أترك المجال لكم لمن يجد تفسيراً يشفي صدورنا و خصوصاً من كان له باع طويل في مجال التفسير حتى لا نترك آية في القرآن العظيم نقرأها دائماً و نصلي بها و نجهل المقصود منها
و أنتم أصدقائي إذا كان عندكم آية غير واضح تفسيرها لنجعل من هذا الموضوع باباً لتفسير كل آية لا نقتنع بتفسيرها و ربما لي عودة بأكثر من آية
تحياتي لكل من شاركني الرأي و هذا واجب ديني لا تفوته
المفضلات