النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: لا بد من حل ( قصة قصيرة )

  1. #1
    خاطر توّه واصل الصورة الرمزية fouad ab


    تاريخ التسجيل
    10 2009
    المشاركات
    58
    المشاركات
    58

    New لا بد من حل ( قصة قصيرة )




    البداية :
    أمام المرآة وقفت عفاف ، التي استيقظت لتوها من النوم ، كان وجهها يعبر عما يختلج في نفسها من حزن ، و دمار ، و يعكس الآلام التي دخلت في صميم قلبها ، و جعلته ينفطر أسى ، و حزن على فراق زوجها ، الذي غادرها دون رجعة ...
    أياماً مريرة مرت عليها ، و هي تنفق آخر ما تبقى معها من نقود ، غسلت وجهها ، و توجهت إلى غرفة النوم لتحضر أغراضها ، فبعد قليل سيأتي صديق زوجها المتوفى ، و يستلم منها البيت ، بعد أن أعطاها مهلة ثلاثة أيام ، و ها هي الأيام الثلاثة انقضت ... وسوف تخرج من هذا البيت بعد أن قضت سنتين فيه بعد زواجها ، كانت تفكر و هي ترتب أغراضها في الحقيبة ، ما هذه الورطة ، و كيف آل إليها هذا الحظ ... لم أتوقع أن يكون زوجي مقامر بل محترف القمار ، كيف يعطي عقد البيت لمن استدان منه ، كيف يتنازل عنه بهذه السهولة ، ماذا أفعل الآن ، أين سأذهب ، لم يكن لي إلا زوجي و يا ليته كان صالحاً ، أين سأبيت ، كنت أفكر بعد وفاة زوجي ، من أين سأؤمن دخل يكفيني ؟ و الآن ، علي تأمين دخل و مأوى .
    الباب يطرق ، فتحت ، صديق زوجها على الباب ، سألها : هل أنت جاهزة ؟ طلبت منه مهلة أخرى حتى تؤمن نفسها ، انزعج و كشر عن أنيابه ، و قال : هل تريدين أن تلعبي بي ، الآن فوراً تخرجي و لا تجبريني أن أستخدم طرق أخرى ، قالت : رويدك ... رويدك ... حسناً سأخرج .
    حملت حقيبتها البسيطة ، و خرجت إلى الشارع ، أين سأذهب ؟ و من أين أبداً ؟ كان لا سبيل إليها إلا المشي ، حاولت أن تجمع أفكارها التي كانت تدور في كل الاتجاهات ، وتحاول أن تركزها على هدف واحد ، بل كان عليها هدفين ، العمل ؟ و المأوى ؟ و لكن ماذا تعمل ، فهي لم تكمل دراستها و لا تتقن أي حرفة ، ندمت أشد الندم ، تمنت لو أنها أكملت دراستها أو تعلمت حرفة ما تنتزعها مما هي فيه ، فكرت : لكن إن أمنت العمل فأين سأبيت ؟
    "عفاف" رجلاها بدأت تتعب ، اشترت جريدة ، و دخلت إحدى الحدائق ، علها تجد في هذه الجريدة فرصة عمل لها ، كانت الحديقة شبه فارغة ، جلست على أحدى الكراسي ، لسعها ببرودته ، أخذت تقرأ ، و تقرأ ، دون جدوى ، كل فرص العمل تحتاج إلى شهادات أو مهارات ، و لكن ما هي المهارة التي أمتلكها ؟ ترتيب البيت ؟ أم الطبخ ؟ لمعت في ذهنها فكرة سديدة ، لماذا لا أعمل في فندق ؟ نعم . هذا هو الهدف . و بهذا أؤمن العمل و المأوى .
    تركت الكرسي ، و تابعت السير و أخذت تبحث عن الفنادق ، و كلما دخلت فندق ، كانت تلقى الجواب نفسه : عندنا ما يكفي من الموظفات ، لسنا بحاجة .
    و تابعت البحث علها تجد فندق ما يقبل بها ، دخلت أحد الفنادق ، استقبلها رجل ، و وافق على عملها و قبل أن تنام في الفندق ، لكنها لم ترتاح لهذا الرجل ، فقد كان يحاول أن يلقف جسدها و ينهشه بنظراته ، و خصوصاً عندما رأت عدة فتيات ينزلن على الدرج بملابس خليعة ، شكت في الأمر و لم تعد تعرف كيف ستخرج و تترك هذا المكان القذر .
    تابعت المشي ، و لا وسيلة لها إلا ذلك ، قدماها تورمتا ، معدتها بدأت تقرصها من الجوع ، أمعائها بدأت تتصارع ، فكرت : ما هو الحل ؟ لا بد من حل ما ؟ و لكن كيف ؟ خصوصاً و أن الليل بدأ يسدل أسترته و الخوف من القدم ، بدأ يأخذ مكان في قلبها ، فكان النهار أرحم بها ...
    جلست على الرصيف ، فلم تعد تقوى على السير ، فكرت : ما المانع إن مدت يدها ، عسى أن تجد من يعطف على حالها ، أو أن تحصل ما يسد جوعها ، كانت نظرات الناس غريبة ، ربما ملابسها لا توحي إلى إمرأة متسولة ، و انتظرت ، ما من أحد يمد يده بالمعونة ، إلى أن جاء أحد الشباب ، و عرض عليها مبلغ كبير نسبياً ، لقاء أن تذهب معه ، فرفضت ، و شتمته ، و هددته بالصراح ما لم يذهب عنها .
    تابعت "عفاف" السير ، و سخطت على حظها ، و ظروفها ، التي وضعتها في هذا الموقف حتى التسول لم ينفع معها ، ماذا تفعل ؟
    أيقنت أن منامها سيكون في الشارع ، و لم تعد عندها أي فكرة ، و هي تتابع السير ، وصلت إلى مكان كله أضواء و باعة ، و محلات ، و مقاهي ، و دور السهر .
    و هنا كانت رجلاها أشبه بالمشلولة ، فلم تعد تقوى حتى على الحراك ، وقفت على باب أحد النوادي الليلية فكرت : إن دخلت ، ممكن جداً أن تجد كل ما تبحث عنه ، من طعام ، و شراب ، و مأوى ، و دلال ، و كل المطلوب أن تنزع ضميرها من صدرها ، و تتنازل عن بعض عفتها .
    كان هذا امتحان قاسي جداً ، هل تدخل ؟ أم تعود أدراجها ؟ أغرورقت عيناها بالدموع ، خطت خطوة للأمام ، و خطوتين للخلف ، خطوتين للأمام و ثلاث خطوات للخلف ، ارتطمت بأحد المارة ، استدارت لتعتذر ، و إذ بإنسانة تعرفها ، هي جارة لهم عندما كانت في بيت أهلها ، سلمت عليها ، عرفتها الجارة ، ردت عليها السلام ، و سألتها : ما بال الدموع التي في عينها ، شرحت "عفاف" لها قصتها بإيجاز ، وضعت صديقتها يدها على كتفها و طمأنتها ، لقد بعثني الله إليك في الوقت المناسب جل أسمه ، أنسي كل آلامك ، فإن زوجي سيفتتح غداً فندق كبير ، و مازال عدد الموظفين غير مكتمل ، و ستنامين عندي اليوم إلى أن تباشري عملك .
    وضعت عفاف يدها بيد صديقتها و تابعا السير و غابا في الظلام .

    انتهى .



    قل ربِّ زدني علماً

  2. #2


    هي هكذا!
    هي هكذا حلقات الحياة ما ان تضيق إلا وتفرج!
    فالحياة مشابهه لهذه القصة فقد بدأت محزنة
    لكن في النهاية اتى الفرج0
    لك تقديري



    عالج بؤر التوتر مبكرا
    وانس احزان الماضي
    لكن
    لاتنسى ان تستفيد
    من اخطائك ولا تقل لو .
    ---------------
    أحذر تعيش الوقت من دون عنوان
    ولا تســــــوي للمبــــادي إبــادة .


  3. #3
    لــــؤلــــؤة الصورة الرمزية لوليتا


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    in heart
    المشاركات
    12,040
    المشاركات
    12,040
    Blog Entries
    17


    *
    *


    قصة واقعية

    وبها مفاتيح للحياة
    واهمها الايمان بفرج الله ورحمته



    راائع ما صغت اخى

    لك الشكر


    *
    *



    لا اله الا الله محمدا رسول الله

  4. #4
    خاطر توّه واصل الصورة الرمزية fouad ab


    تاريخ التسجيل
    10 2009
    المشاركات
    58
    المشاركات
    58


    الأخ " عبد الرحمن " تسعدني جداً مشاركتك
    و مرورك الكريم للقصة ، تمنياتي لك بدوام السعادة و الهناء



    قل ربِّ زدني علماً

  5. #5
    خاطر توّه واصل الصورة الرمزية fouad ab


    تاريخ التسجيل
    10 2009
    المشاركات
    58
    المشاركات
    58


    الأخت " لوليتا " المحترمة
    سعدت جداً بمرورك الكريم ، و أحمد الله أن القصة نالت إعجابك
    مما يدعوني إلى بعض الثقة و المثابرة و كتابة الأفضل إن شاء الله
    لك خالص تحياتي مع التمنى لك بدوام الهناء و السعادة



    قل ربِّ زدني علماً

  6. #6
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    سلم فكرك وقلمك كاتبنا المبدع فؤاد
    قصة من قلب الحياة ..
    بوركت فاضلي وبانتظار اقصوصة جديدة



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  7. #7
    خاطر توّه واصل الصورة الرمزية fouad ab


    تاريخ التسجيل
    10 2009
    المشاركات
    58
    المشاركات
    58


    الأخت المتألقة دوماً و المنيرة بشمسها هذا المنتدى " شام "
    جزيل شكري على المرور الكريم ، مع خالص تحياتي و أمنياتي لك بالتوفيق



    قل ربِّ زدني علماً

  8. #8


    لك مستقبل ، في الكتابة ومهارة لا تهملهـــــــــــا ، شكراً لك ولطرحك



    أنت كما تريـد

  9. #9
    خاطر توّه واصل الصورة الرمزية fouad ab


    تاريخ التسجيل
    10 2009
    المشاركات
    58
    المشاركات
    58


    أغلى تحية و سلام لأخي في الله " الساطع " و مشرفنا المنور دوماً

    مشاركتك وسام أفخر به ، و إعجابك بالقصة شرف و دفع لي للأمام

    تشكر أخي و أدامك الله زخراً لهذا المنتدى



    قل ربِّ زدني علماً

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. .. الضحك..((قصة قصيرة))
    بواسطة لوليتا في المنتدى مضيف الأدب العربي الفصيح
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-08-2009, 04:43
  2. اطلاله قصيرة ....
    بواسطة ريم شمر في المنتدى مضيف الإهداءات
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 11-09-2008, 10:47
  3. وقفه .. قصيرة !
    بواسطة عبدالواحد في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 26-08-2006, 19:00
  4. خطوات قصيرة ..
    بواسطة عبدالواحد في المنتدى مضيف فيض المشاعر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22-03-2006, 00:06
  5. ذلك المجهول........(قصة قصيرة)..
    بواسطة الغامض في المنتدى مضيف قصة وقصيدة وتاريخ شمر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14-02-2002, 17:13

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته