في هذا المساء كنت اسمع لـــ محمد نص شعري
ورجعت الى الماضي عشرين سنه عندما كنت في الصف السادس الابتدائي
ومازالت الذاكره محتفظه بهذا النص الجميل
كان والدي يرددها دوما حفظتها من ابي ومن استاذتي مزنه
كانت ايام راااااائعه تمنيت اعيش ولو يوم واحدا منها تنسيني ما انا فيه
واليكم النص وهو لـــ صلاح الدين الصفدي
الجَدُّ في الجدِّ والحِرمانُ في الكَسَـلِ
فانصبْ تُصِبْ عنْ قريبٍ غايةَ الأملِ
واصبرْ على كلِّ ما يأتي الزَّمانُ بهِ
صبرَ الحُسامِ بكفِّ الـدّراعِ البَطَـلِ
وجانبِ الحرصَ والأطماعَ تحظَ بما
ترجو من العزِّ والتأييدِ فـي عَجَـلِ
ولا تكونَنْ على ما فـاتَ ذا حَـزَنٍ
ولا تظـلَّ بمـا أُوتيـتَ ذا جَـذَلِ
واستشعرِ الحِلمَ في كلِّ الأمـورِ ولا
تُسرع ببـادرةٍ يومـاً إلـى رجـلِ
وإنْ بُليتَ بشخـصٍ لا خَـلاقَ لـهُ
فكُنْ كأنَّكَ لـمْ تسمـعْ ولـمْ يَقُـلِ
ولا تُمـارِ سفيهـاً فـي مُحـاورَةٍ
ولا حليماً لكيْ تنجـو مـنَ الزَّلَـلِ
ولا يغرَّنـكَ مـنْ يُبـدي بشاشَتَـهُ
إليكَ خِدعاً فإنَّ السُّـمَ فـي العَسَـلِ
وإنْ أردتَ نَجاحـاً أو بلـوغَ مُنـىً
فاكتُمْ أمورَكَ عن حـافٍ ومُنتعـلِ
إنَّ الفتى من بماضي الحَزْمِ مُتَّصفٌ
وما تعوّدَ نقـصَ القـولِ والعمـلِ
ولا يقيمُ بـأرضٍ طـابَ مسكنُهـا
حتى يقـدَّ أديـمَ السَّهـلِ والجَبَـلِ
ولا يضيعُ ساعـاتِ الزَّمـانِ فلـنْ
يعودَ مـا فـاتَ مـن أيامـهِ الأولِ
ولا يُـراقِـبُ إلا مَــنْ يُراقِـبُـهُ
ولا يُصاحـبُ إلا كـلَّ ذي نُـبُـلِ
ولا يعدُّ عُيوباً فـي الـوَرَى أبـداً
بل يعتني بالذي فيـهِ مـن الخَلَـلِ
ولا يظُـنُّ بهـمْ سُـوءاً ولا حَسَنـاً
بل التجـاربُ تَهديـهِ علـى مَهَـلِ
ولا يُؤَمِّـلُ آمـالاً بصبـحِ غــدٍ
إلا على وَجَلٍ مـن وثبـةِ الأجـلِ
ولا يَصدُّ عـن التقـوى بصيرتَـهُ
لأنهـا للمعالـي أوضـحُ السُّـبُـلِ
فمنْ تكنْ حُلـلُ التقـوى ملابسَـهُ
لمْ يخشَ في دهرهِ يوماً من العَطَـلِ
مَنْ لمْ يصنْ عِرضَهُ ممـا يُدَنِّسـهُ
عارٍ وإن كانَ مغموراً مـنَ الحُلَـلِ
مَنْ لم تُفدهُ صُروفُ الدهر تجربـةً
فيما يحاولُ فليرعـى مـع الهَمَـلِ
مَنْ سالَمتهُ الليالـي فليثِـقْ عَجِـلاً
منها بحَـرْبِ عـدوٍّ جـاءَ بالحِيَـلِ
منْ ضيَّعَ الحَزْمَ لم يظفـرْ بحاجتِـهِ
ومنْ رمى بسهامِ العُجْبِ لـمْ ينَـلِ
منْ جادَ سادَ وأحيـا العالمـونَ لـهُ
بديعَ حمـدٍ بمـدحِ الفِعـلِ مُتَّصِـلِ
منْ رامَ نيلَ العُلى بالمـالِ يجمعُـهُ
من غيرِ جُودٍ بُلي منْ جهلهِ وَبُلـي
منْ لمْ يصُنْ نفسَهُ سـاءَتْ خليقتُـهُ
بكـلِّ طَبْـعٍ لئيـم غيـرِ مُنتَـقـلِ
منْ جالسَ الغاغَة النُّوكَى جَنَى نَدَماً
لنفسـهِ ورُمـي بالحـادثِ الجَلَـلِ
فخُذْ مقالَ خبيرٍ قـد حَـوى حِكَمـاً
إذ صغتُها بعدَ طولِ الخُبر في عَمَلي
فقط السته الابيات الاولى كانت حفظ
وباقي القصيده بحثت عنه بمواقع مختلفه حتى تحققت من صحته
المفضلات