مشاركة الاخت راقية
عليلة شتاء بارد
طبعت على وجنتي قبلة الوداع ثمّ رحلت بصمت واختفت وراء
الأمواج الهائجة فسرحت بخيالي بعيدا ,,,ولم ينتشلني من لجّة
أفكاري
الا اصوات النّوارس فلفحت خدّي نسمة بارده وبضع قطرات حملتها الرياح من تلك الأمواج العاتيه ,عدت أدراجي الى غرفتي الصغيره ..
حينها عرفت من ضعف قبلتها من وجهها العبوس عرفت أنّها أصبحت أسيره تحرسها مواكب الغيوم ,فتحت نافذتي ونظرت من حولي
بدا الكلّ صامت وشاحب حتى العصافير التي توقضني في الصّباح رحلت ووجدت لها طريقا اخر صعّدت ناضري في السّماء أحسست بقطرة ماء
تلامس خدي وتحركت ستائر غرفتي ..قطره ..قطرتان ...أخرجت يدي من النّافذه لأصافح رذاذ المطر ولأعانق هذا الضيف الذي يطرق بابنا ككل مره ,فصل الشّتاء المليء بالوحده ,,هذا الذي يحمل لنا في ردائه الحزين الكثير من الذكريات ..ذكريات الطفوله الجميله ,في ذلك المكان أين كانت الأصوات تتعالى وضحكات بريئه تتوالى تخرج من بين شفاه زرقاء متجمده ,,,كان خروجنا يوافق خروج الحلزونات من مخبئها ماان تهدأ العاصفه ترسل الشمس لنا خيوط التحيّه من نا فذة الأسر ..كان أكثر ما يعجبني تلك القطرات البلوريه على وريقا ت الورود المائله ,,,أدخل يدي الصغيرتان داخل جيبي لتنال شيئا من الدفء أرمي بخطواتي المتثاقله وأنظر الى الاثار التي تحدثها رجلاي على طبقة الثلج ...طاف...طاف كرة من الثّلج وقعت على كتفي تناثرت الى أجزاء ...نضرت الى الخلف ,,من أخي.؟؟كان مطبقا يديه على فمه ..حتى اطلق ضحكاته ..سعيد لأنه أحرز الهدف ,ركضت وراءه لكنّه كان أسرع منّي ,,ذكريات لازلت أحتفظ بها وتمضي الأيام بحلوها ومرّها...وتطول ليالي الشتاء ويدوم بردها القارص هذا اللّص الذي يتسلّل الينا من تحت الغطاء فأطوي نفسي حتى تكاد تلتقي جبهتي مع ركبتي وكومة من الظلام تحيط بي فلا تكاد تسمع الا عواء الذّئاب ورياح تتقطّع فيها الأصوات وتختفي شيئا ..فشيئا أطرافي ترتجف وماقضّ مضجعي وزاد من ألمي حين تذكرتها هي لن تعود رحلت من غير رجعه أرسلت دمعات حاره أحسست بها رغم شدّة البرد
..أمسكت الغطاء والتحفت به ورحت الى ذلك المكان أقدّم رجلا وأؤخر أخرى لأرى طيف جدّتي يصدح بين جدرانه نظرت الى الموقد شاحب لونه حتى هويحنّ اليها ,,كانت تحلو اللّيالي بوجودها نلتف حولها واضع رأسي على ركبتيها تداعب شعر رأسي بلطف كثيرا ما يغلبني النّعاس لكن أقاوم وأصغي لها بشوق اتأمل قسمات وجهها الجميل وخيال نار الموقد تلعب على وجنتيها وهي ترتشف الشاي الساخن وتحكي لنا ..ومع طول اللّيالي الشتاء كنت أتمنّى أن تكون أطول من هذا رحلت جدّتي وسيطول غيابها وستطول وحدتي في هذا الشّتاء عدت أدراجي وأنا اتمتم بأبيات شعريه لنزار
إذا أتى الشتاء..
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجةإلى البكاء
على ذراعيك..
على دفاتري..
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت ..
كل العصافير بلا منازل
يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.
كأنما الأمطار في السماء
تهطل يا صديقتي في داخلي..
عندئذ .. يغمرني
شوق طفولي إلى البكاء ..
على حرير شعرك الطويل كالسنابل..
كمركب أرهقه العياء
كطائر مهاجر..
يبحث عن نافذة تضاء
يبحث عن سقف له ..
في عتمة الجدائل ..
إذا أتىالشتاء..
واغتال ما في الحقل من طيوب..
وخبأ النجوم في ردائه الكئيب
يأتي إلى الحزن من مغارة المساء
يأتي كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء..
وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب
السرير .. والغطاءأمنحه
أمنحه .. جميع ما يشاء
من أين جاء الحزن ياصديقتي ؟
وكيف جاء؟
يحمل لي في يده..
زنابقا رائعة الشحوب
يحمل لي ..
حقائب الدموع والبكاء
ولم أفق من نومتي الاّ على صياح الديك ’أشحت الغطاء عن وجهي ابصرت النافذه فتبدّت لي خيوط الفجر الزرقاء القاتمه فلم أعد اذكر من تلك اللّيلة البارده سوى قصائد نزار ......تمت فجرا بقلم,, خنساء الجزائر,,..
المفضلات