[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
كيف تتصدع أوتاد و جسور ومفاصل الأمة ، كنت قد تطرقت في المقال السابق
للفساد بشكل عام الفساد الأخلاقي و الفساد السياسي و من ثم تطرقت
بشكل مقتضب لانتفاء العدالة والمساواة فغياب هذه الاسس لا يشكل فقط
صدع في العمود الفقري للأمة بل يبشر بزوال أمم كاملة .
واتابع مع سلسلة التنقيب عن الصدوع و التي لاح إحداها آلا وهو التجزئة العربية
التي نعيشها منذ عقود مع وجود جهات تعمل على تدعيم التفرقة و التجزئة
و تساعد على شرذمة هذه الأمة.
فبعد انهيار السلطنة العثمانية أمل المشرق العربي أن يكون لدينا دولة للعرب سوف
تحل محل السلطنة العجوز ولكن هذه الآمال لم تتحقق إذ كانت الاتفاقيات قد عقدت
والمخططات قد نسجت و تمخض عنها مانعرفه اليوم بمعاهدة سايكس بيكو وحل الانتداب
الفرنسي /البريطاني تحت مسمى انتداب مؤقت باشراف عصبة الأمم يهدف لتقاسم
ممتلكات السلطنة البائدة و بدء مرحلة جديدة في تاريخ الوطن العربي الحديث هي
مرحلة الاستعمار الأجنبي ، أما القادة السياسيون فلقد وافقوا على تطبيق اتفاقية
سايكس/بيكو و الانتداب المؤقت لهدف قيام دولة موحدة بعد نيل الاستقلال مباشرة
وبدأت ملامح تلك الدولة بالارتسام فوق الخارطة العربية في الاقاليم المشرقية
ونالت استقلالها خلال فترة قصيرة إلا أن كيان الدولة الموحدة لم يتحقق وذلك
لأن تلك الدولة كانت قطرية وليست وطنية لذلك لم يتحقق الهدف المنشود
و لم تكن هناك معالم لظهور كيان عربي واحد بل كان هناك ترسيخ قوي لمفهوم
التجزئة ، اما الشعب فلقد ناضل لفيام دولة مستقلة و أثمر نضاله عن ولادة
تلك الدولة إلا أن الكارثة الكبرى في تاريخ الأمة العربية قد وقعت فلقد سقطت
فلسطين في براثن الصهيونية اليهودية .
ومع تلاشي الآمال وانهيار أهداف قيام الكيان العربي الموحد برز الطابع القطري
مما أدى للمزيد من الانهيار والمزيد من العثرات باتجاه النهضة الحديثة إلى أن
وصلنا الى بروز دور الدولة السلطوية المعتمدة على سحق الشعب و نفيه
والغاء دوره في كل المجالات ، ومصادرة حريته و ديمقراطيته و أهدافه في الوحدة
و النهضة و الارتقاء و الوصول لصفوف بقية الأمم، إن نشوء و سيطرة الدولة
القطرية -السلطوية قد عمل على تقويض قدرات الشعب فساق به نحو
الضعف و الجمود و الخوف ...الخ.
وأخيراً إن الصدوع كثيرة عن ماذا نتحدث وماذا نترك ..؟
هل نتحدث عن ازدواجية المعايير أو انتفاء العدالة أو المصالح الشخصية
أو عن تعامل السلطات مع شعوبها ، أو انتهاك القوانين و الاستهتار بالدستور
أو تحقير الإنسان والقضاء عليه ....
صدوع و تشققات و عوامل تعرية جعلت من الأمة العربية في الحضيض تقف
على الارصفة ذات الأسلاك الشائكة غير قادرة على التقدم خطوة بل
كل مالديها هو التراجع خطوات.. حتى وصلنا الى ماقبل الجاهلية بقرون..
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات