"الفتى الذهبي" يدفع ثمن الإصابات وينهي مشواره في 15 عاماً
الرياض: عبدالله البراك
يستحق نواف التمياط أن يطلق عليه "الموهبة التي ضيعتها الإصابات"، فهو صاحب موهبة فذة نادرة في خط الوسط، لكنه لم يعمر طويلاً بسبب الإصابات المتكررة والخطيرة، حيث امتد عمره في الملاعب 15 عاماً لم تكتمل فمعظمها شهد توقفات بسبب الإصابة التي لازمته في الركبة اليمنى.
ومنعت هذه الإصابة موهبة نواف التمياط الشمري (مواليد 28/6/1976) من تقديم كل ما لديه، وهو الذي بدأ مع الهلال منذ عام 1992، وحصد خلال مشواره معه 22 بطولة محلية وإقليمية وقارية، حتى أطلق عليه لقب (الفتى الذهبي).
باشر نواف مشواره مع الفريق الأول للهلال عام 1993، لكنه بقي حبيس دكة البدلاء لوجود جيل من المميزين في خط الوسط أمثال يوسف الثنيان، وفيصل أبو ثنين وغيرهم، لكنه بدأ فعلياً عام 1996, حينما حقق مع الفريق البطولة العربية للأندية بالفوز على الترجي التونسي بهدف يوسف الثنيان، وحقق في العام نفسه دوري خادم الحرمين الشريفين، لتتوالى مسيرته مع البطولات ويحقق في الموسم الذي يليه بطولة الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس، وحقق بنفس العام كأس السوبر الآسيوية الثانية، وتوج بعدها بعام ببطولة الأندية الخليجية بمسقط اتبعها ببطولة دوري خادم الحرمين الشريفين (للمرة الثانية في تاريخه) وسجل فيها الهدف الأول لفريقه.
وفي عام 2000 وصل قمة مجده ومستواه معاً حينما حقق مع الهلال بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري، والبطولة الفريدة التي لا تتكرر إلا كل 100 سنة (كأس المؤسس) وسجل أحد هدفي الهلال في النهائي أمام الأهلي.
وكان العام 2000 استثنائيا لنواف وللهلال فحقق فيه بطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد, وبعد هذا الموسم الاستثنائي تعرض نواف في مباراة ضد الاتحاد على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض لإصابة بقطع بالرباط الصليبي وشهد رحلات طويلة من السفر للعلاج منها لكنها أثرت عليه ولوحظ وقتها الانحدار الهائل في مستواه، على الرغم من محاولته مقاومة تلك العوائق وإصراره على العودة، إلا أن الإصابة عاودته من جديد، وأجرى عملية جراحية سادسة في ركبته اليمنى في الولايات المتحدة الأمريكية كانت جراحة دقيقة في الرباط الصليبي حامت وقتها كل الشكوك حول إمكانية عودته من جديد إلى الملاعب، إلا أنه عاد وقاد الهلال لتحقيق كأس الأمير فيصل بن فهد موسم 2005 – 2006 م عندما سجل الهدف الثاني ضد الأهلي، وتسجيله هدف الفوز ببطولة كأس ولي العهد موسم 2006 – 2007 م في مرمى الأهلي بكرة ذكية خدعت حارس الأهلي ياسر المسيليم.
وعلى صعيد المنتخب السعودي الأول بدأ نواف مشواره معه في كأس العالم 1998، واختتمه بمشاركته في مونديال ألمانيا عام 2006، لم يقدم خلالها الكثير بحكم الإصابة، وشارك في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، بالإضافة إلى مشاركته في نهائيات كأس آسيا 2000 في لبنان، وحقق معه كأس الخليج الـ15 في الرياض، وكأس العرب في قطر.
ولنضوجه اللافت والمبكر مع فريقه اختاره مدرب المنتخب السعودي محمد الخراشي لتمثيل المنتخب السعودي للشباب في بطولة الصداقة 1994، ولعب لهذا المنتخب 20 مباراة، واختير بعدها بـ4 سنوات لتشكيلة المنتخب الأول في مونديال فرنسا وعمره 22 عاماً، وخاض أول مباراة مع المنتخب ضد نامبيا، وأبدع في المونديال خصوصاً أمام جنوب إفريقيا، وتألق بعدها في بطولة القارات 1999 وسجل هدفاً في مرمى المكسيك ووصل مع المنتخب إلى نصف النهائي.
وكانت بطولة آسيا في لبنان 2000 م البطولة الأجمل للتمياط مع الصقور الخضر حينما وصل مع المنتخب إلى نهائي البطولة وبالتحديد عندما سجل الهدف الذهبي للمنتخب في ثمن النهائي أمام الكويت في الوقت الإضافي.
ولم تنته الإبداعات ففي كأس الخليج في الرياض 2002، كان للتمياط حضوره وحقق به البطولة، وكانت مشاركته في مونديال كوريا الجنوبية واليابان الأسوأ في تاريخه وتاريخ المنتخب السعودي أيضاً، وفي مشاركته الأخيرة التي كان يسعى إليها ويبحث عنها خصوصاً بعد العملية الصعبة في ركبته التي أجراها في أمريكا 2004، إلا أنه في الأخير شارك في المونديال الألماني وحقق مبتغاه ليختتم به مسيرة مميزة مع المنتخب السعودي استمرت 8 سنوات لعب خلالها 55 مباراة وسجل 15 هدفاً.
المفضلات