شجر وارف الظل يمتد في الأرض نحو أعماقها تضرب الجذور بحثاً عن الماء ويُقال إنها تخرب الآبار وخزانات المياه
أما الأغصان فترتفع شامخة وأوراقها ندية والثمار شهية والخشب صلب وقاس ٍإنها شجرة التوت ذات الألوان المتعدة وأشهرها كما يُقال التوت الشامي.
تحت أشجار التوت جرت حكايات وحكايات، ولعل أكثر الشعراء ذكراً لشجرة التوت وتعلقاً بها شاعرناالكبير سليمان العيسى حيث ارتبطت طفولته بشجرة التوت في قريته الغافية على ضفاف العاصي.
على كل حال وقد اقترب موسم ثمر التوت آثرنا أن نقدم بعضاً من المعلومات عنه وهي مستقاه من كتاب الأديبة نادية الغزي تحت عنوان «منبساتين بلاد الشام» وفي فصل تحت عنوان التوت تبدؤه ببيتين للسان الدين الخطيب يقول فيهما:
أقول له إنا ابتعنا عصيراً
وجاورنا المنازل والبيوتا
لعلك ياحبيب القلب تأتي
وتأكل عندنا عنباً وتوتاً
والغريب أن حكايات الفلاحين تتناقل قولاً عجيباًعن شجر التوت فقد تعارف أن مامن أحد يسقط من فوق شجرة التوت إلا ويصيبه أذى من موت أو كسر أوفك بخلاف السقوط من الزيتون.
أما خبز التوت فقد كانت سيدات الشام قديماً يصنعن من التوت خبزاً وذلك بخلطه مع دقيق القمح (النابلسي).
وربما كن يصنعن آنذاك ماتصنعه ربات البيوت اليوم من أصناف المعجنات التي يدخل في تركيبها الفواكه وكم تباهي ربة البيت اليوم بصنع التارت أو الكيك المخلوط بالفواكه وهي ساهية عن أيام التراث القديم حيث كانت الجدات يفعلن تماماً أو شبه ما تفعله اليوم.
وفي تفسيرالأحلام عن ابن سيرين والنابلسي أن رمز التوت فهو (الكسب).
وقد اشتهرت بعض الأسماء العربية المنسوبة إلى التوت فسمي تويت (تويت بن حبيب).
وحي التوتيات وهومن أحياء بني أسد وأخذت بعض المواضع والقرى أسماء أشجار التوت مثل كفرتوتا وحارةالتوتة وهو زقاق مشهور من أزقة دمشق القديمة وبئر التوتة وهوزقاق في دمشق فيه توتة معمرة كبيرة.
وللتوت عدة أنواع: الأبيض، الأحمر، توت الأرض الحرجي وهو الفريز، التوت الشوكي وهو توت السياج ويعيش التوت كثيراً قرابة مئتي عام يطعم ستة أجيال بأجدادها وآبائها وأبنائها وبأحفاد يتلاحقون.
بقي أن نقول إن للتوت فوائد طبية وصناعية فهو يخلص الجسم من الرمال البولية ولعلاج آلام النقرس والتخلص من الحصيات ومعالجة السعال والربو،والتوت الشوكي يفيد من السكر.
ولقشرة جذر التوت الشامي الأسود فائدة مسهلة طاردة للديدان وخاصة الدودة الشريطية.
المفضلات