اقرأ هديت للبياني
توجيه فضيلة الشيخ ابراهيم بن عامر لمن يلمز أهل السنة بهكذا قول.
السّؤال:
(بارك اللّه فيكم ، يقول هذا السّائل : يقول بعض النّاس : إنّكم تشدّدون عند ذكر الجماعات ، وإذا ذكر قتلى المسلمين مرّ على ألسنتكم مرور الكرام ، فبمذا نردّ عليه ؟)
الجواب:
(أوّلا، كما ذكرت لكم ، أنّ أهل السّنّة ينصحون النّاس ، ويبيّنون لهم دينهم،
وأهل السّنّة الذين إستقاموا على السّنّة، - ونسأل اللّه أن نكون وإيّاكم منهم - لهم غيرة على دينهم وعلى عقيدتهم ،
ولهم غيرة على دماء المسلمين
واللّه لا يوجد مسلم ، ولو كان عنده ما عنده من التّقصير ، لا يغضب لقتل المسلمين، ولا يتألّم لقتل المسلمين،
فدعوى أنّ أهل السّنّة لا يغضبون [...] لا ينتصرون لإخوانهم ،
هذا غير صحيح،
ولكنّ أهل السّنّة يعالجون الأمور معالجة حسنة،
ليست بالإثارة،
ليست الغيرة على دماء المسلمين عندما نسمع خبرا أنّه قُتل من المسلمين في بلد كذا أن يأتي الرّجل ويعتليَ المنبر، ويتشنّج أمام النّاس ، ويقول نفذ الصّبر،
مذا سنفعل؟
ما الذي قدّمنا ؟
ويهيّج النّاس
هل هذا من النّصح للمسلمين؟
ما الذي يريد هذا المهيّج؟
[...] مسجد عامّته من عوامّ المسلمين ،
ليس لهم حول ولا قوّة من هذا الكلام
واللّه لا نفع للمسلمين في هذا
وإنّما هو إثارة للفتنة
لكنّ أهل السّنّة يُناصحون الائمّة ، الذين بيدهم الحلّ والعقد،
ومناصحتهم سرّا،
هذا الذي ينفع،
ويدعون لإخوانهم،
ويوجّهونهم إلى الخير،
هذه هي الغيرة،
وأمّا التّشهير، هذا ليس من الغيرة،
والعاقل يتّعظ بغيره،
أنظروا إلى البلدان التي سلكت هذه المسالك
عندما تصدّى لمن يزعم أنّه ينتصر لدماء المسلمين إلى هذه الفتنة،
وأصبحوا يشهّرون ، ويسبّون ويشتمون ويلعنون،
ويقول النّاس :ما أغيرهم على دين اللّه
ما الذي أورثوا الأمّة؟
ورّثوهم فتن!
وأدخلوا الشّباب السّجون
وزجّوا بهم في الفتن
ثمّ بعد ذلك تخلّوا عنهم،
أمّا أهل السّنّة، يغارون واللّه على دماء المسلمين ويغضبون لهذا،
لكنّ غضبهم وغيرتهم منظبطة بالعقل ، وبالدّين ، وبالنّصّ،
فأهل السّنّة هم الذين يسعون لكشف هذه الغمّة عن المسلمين،
لكن بأيّ شيء؟
بالعلم والفقه،
وأنا أذكر مثالا لإمام من أئمّة أهل السّنّة،
قال ما قال، فطُعن فيه بسببها،
وإتّبع غير قوله،
ثمّ ما الذي أورث الأمّة؟
عندما إندلعت الفتنة في فلسطين،
وخرج ما يُسمّى بأطفال الحجارة،
وأخذوا يرمون اليهود بالحجارة،
فقام الكثير من المهيّجين، وقالوا هذا بداية النّصر، وهذا بداية الجهاد،
وأصبحوا يردّدون أنّ أطفال الحجارة غدا سيُخرجون اليهود،
ويبنون خيالات وأوهام،
ويصوّرون للنّاس أنّ هذا هوالجهاد،
فسُئل الشّيخ عبد العزيز بن باز:
ما تقولون في هؤلاء؟
قال :
هؤلاء لا حيلة لهم، ولا قدرة لهم على الجهاد،
وينبغي في هذه الأوقات عدم إثارة العدوّ ، الذي ليس للمسلمين تمكّن من قتاله،
فقيل أنّ هذه مداهنة،
وهذه كذا وكذا،
وهذه لو لم تصدر من الشيخ عبد العزيز بن باز لقيل فيه أكثر ممّا قيل في الشّيخ،
ثمّ ما هي النّتيجة؟
هذه السّنين قد مرّت،
ما الذي أورثت الأمّة؟
[...] هذه الفتنة،
ما الذي حصل للمسلمين؟
بعد أن كانوا في بيوتهم آمنين، دمّرت البيوت تماما،
وهُدِمَتْ المساجد،
وهدمت المدارس،
وهدمت المرافق كلّها،
وأصبحوا في [...] في أرض قاحلة،
ثمّ ما هي النّتيجة؟!
النّتيجة رجعوا وخضعوا الآن، هم أنفسهم ، ويقولون الآن السّلطة، والمهادنة، بعد أن دمّروا كلّ شيء
هذه نتيجة التّهوّر
يظهرون الغيرة على دماء المسلمين ويزجّون بهم في الفتن
والذي ينهى عن الطّيش ، يُقال له مداهن؟!
هؤلاء العلماء أغير النّاس على دين اللّه
لكن يعالجون الأمور بحكمة
وأمّا ما ذكره السّائل من الفرق، فواللّه إنّ البدعة أشدّ على النّاس من المعصية
قتل المسلمين إذا كان من المسلمين معصية،
وإذا كان من الكفّار فهو شهادة للمسلمين،
إذا قتل المسلم المسلم، فهذه معصية من المسلم في حقّ أخيه
قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم (القاتل والمقتول في النّار)
إذا إلتقى المسلمَيْنِ بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النّار،
ووعيد شديد،
وأمّا المسلم إذا قُتل على أيدي الكفّار فهي شهادة له ، إن شاء اللّه،
فعلى كلّ حال إن صدر القتل من المسلمين فهو معصية،
وإن صدر قتل للمسلمين من الكفّار فهذا من الإبتلاء الذي يحصل للمسلمين ، و[...] رفعة،
لكن ما يُبتلى به المسلمون من البدع في دينهم ، فالفتنة أشدّ من القتل، كما قال اللّه عزّ وجلّ ،
والفتنة هي البدعة كما فسّرها السّلف،
وأهل السّنّة ينطلقون من فقه،
ففتنة البدع على الأمّة أشدّ من فتنة المعاصي،
ولكم أن تتأمّلوا:
من الذي قتل عمر؟
هو رجل من أهل الكفر ، بدافع من أهل الزّيغ والضّلال،
من الذي قتل عثمان؟أهل البدع
من الذي قتل عليّا رضي اللّه عنه؟
من الذي طعن معاوية؟
من الذي سبّ الصّحابة ولعنهم؟
من الذي طعن في العلماء؟
من الذي خرج على الحكّام؟
من الذي يُفجّر في بلاد المسلمين اليوم؟
أهل المعاصي أم أهل البدع؟
أهل البدع
ولهذا أهل السّنّة يحذّرون من البدع
لأنّ أمرها خطير
وهي أشدّ ما تكون على الأمّة
ولهذا قال سفيان بن عيينة : البدعة أحبّ إلى إبليس من المعصية
لأنّ المعصية يُتاب منها،
وأمّا البدعة فلا يُتاب منها،
حتّى بعض الآن الذين يقتلون المسلمين
بعض الآن الذين يقتلون المسلمين قد يُوعظ في ساعة فيتوب إلى اللّه
لكن أنظر إلى المبتدع: لا يتوب
ليس المقصود أنّه إذا تاب لا يتوب اللّه عليه
لكن لا يتوب لأنّه يرى أنه على خير وعلى هداية
فينبغي للإخوة،-ونحن واللّه نحب لإخواننا الخير-أن يفهموا دينهم
لا ينبغي لنا ان نهوّن من أمر البدع والتّحذير منها
بل إنّ التّحذير من البدع هو نجاة الأمّة
لزوم الجماعة والجهاد في سبيل اللّه مقامه على السّنّة
لا جهاد مع البدع والتّفرّق
فنحن عندما ندعوا إلى السّنّة ونبذ البدع، هذه دعوة إلى لزوم الجماعة
لزوم الجماعة يقوم عليها الجهاد
وأمّا المعاصي ، فنحن نحذّر منها
ولا نرى واللّه السكوت عن معصية
ونحن نتلمّس إذا ما وُجدت مخالفة في الأمّة من أكل الحرام،
من وجود المعاصي،
من بعض المخالفات الشّرعيّة،
يتكلّم أهل العلم ويُبيّن هذا،
وأهل السّنّة لا يسكتون عن خطأ،
وإن كانوا يعتنون بالتّحذير من البدع أكثر من عنايتهم بالتّحذير من المعاصي لأنّ البدع أشدّ على الأمّة من المعصية)
المفضلات