يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }
ماذا يفهم الآن كثيرٌ من المسلمين من هذه الآية ؟
إن هذه الآية صارت معتمداً للكسالى والقاعدين والمقصرين
في باب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
اعتبرها هؤلاء الناس عذراً لهم في القعود عن القيام بواجب
التبليغ والدعوة إلى الله، وقال كل إنسان منهم عليك نفسك
لأن الله قال عليكم أنفسكم عليك نفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت
ما دام أنك تطبق الشرع ما عليك من الناس
هكذا يفهم من هذه الآية. فعند هؤلاء المنحرفين هذه الآية
تجيز لكل مسلم في مفهومهم أن يلتزم بالطاعة هو وأن يبتعد عن المحرمات هو
وأنه إذا فعل هذا فقد أدى الواجب الذي عليه وأن الله لا يريد منه أكثر من هذا
وأنه ليس عليه أن يدعو الآخرين
ولا أن يدلهم ويهديهم هداية الإرشاد والدلالة وأن كون المجتمع فاسداً والناس منحرفين لا يضر
لأن الله يقول عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ هكذا يفهمون
أما إذا جئت معي إلى المفهوم الصحيح الذي ذكره علماؤنا في تفسير هذه الآية
فإنك ستجد الأمر مختلفاً تماماً
فسترى مدى الانحراف الحاصل في فهم هذه الآية
عند كثير من المسلمين
يقول ابن كثير
وليس في الآية مستدل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
و يقول سعيد بن المسيب
إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر فلا يضرك من ضل إذا اهتديت
إذاً هذه الآية خاصة بظرف معين وهو إذا كان الناس لا يستجيبون وصار الوقت وقت فتنة
ويدخل في هذا الأوقات والظروف التي لا يستطيع الإنسان فيها أن يصدع بالحق
ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقتصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القلب
في بعض الأحيان عندما تشتد الظروف على المسلمين في بعض الأوقات والأحوال
عند ذلك لا يضرك من ضل إذا اهتديت، إذا فسد الناس وفسد المجتمع
المفضلات