ماذا تريد الزوجة من زوجها ..؟
سؤال يطرح نفسه بنفسه ، زوجتك أيها الرجل ماذا تريد منك ؟ وماذا تأمل فيك..؟
نعم .. إنها تحتاج منك أن تسقيها بماء حبك ، فهي وردة نبتت في صحراء حياتك ، فما أنت فاعل بتلك الوردة الجميلة..؟
كأني بك أيها الزوج تغذيها برباط حبك وحنانك ، وتلفها بعبير هواك وتحافظ عليها حتى من لمسات يديك، فكل حياتها أنت ، وكل وجودها أنت، هل رأيت
أيها الزوج في يوم من الأيام وردة تسقى بالدراهم ؟ أم هل رأيت زهرة جميلة تغذى بالملابس والمجوهرات ؟ إن زوجتك لا تريد منك مالا
ولا قصورا ولا خدما ، إنها تريدك أنت ، نعم.. تريد قلبك لتسكن إليه ، تريد وجدانك لتمتلك عرشه ، إنها تريد صدرك لترتمي عليه ، تريد حبك لتأنس به ،
تريد حنانك لترتوي منه ، تريد عطفك لتعيش فيه ، نعم .. تريد قربك لتشعر معك بالدفء والآمان الذي تبحث عنه .
هل تعلم أخي الزوج أن زوجتك حين تهتم بالمجوهرات والفساتين والأموال وتطلبها منك بكثرة وتنظر إلى غيرك وتُهمل تعاملك فذلك لأنها
افتقدتك أنت .. أنت .. دون سواك !! نعم افتقدت حبك يروي حبها ، افتقدت وجودك يلف وجودها ، افتقدت حنانك يسقي ظمأها ، افتقدت شريك القلب
وساكن الوجدان ، فأخذت بنفسها تبحث عن البديل ، الذي يكون مصدره أنت ..
وهي في كل ذلك تناديك : عد زوجي فإن العود أحمد ، فلا شواطئ وربي لحبها ، ولا سواحل لبحر ودادها ، إنها لا تملك في الحياة إلا أنت ..
فحق لها أن تحبك ، لأنك زوجها ، ليس حبا فقط بل زد مع ذلك الحب جنون وهوس ، نعم.. وهذا حقها ، تتمنى لو أن الدنيا ملك يديها ، حتى تقدمها
بين يديك ، تود لو بحياتها تفديك ، إنها ترمي بسعادتها تحت مسيريك كي تسعدك أنت فقط لا غيرك ، بل تنثر ودادها في أرضك ، وتحاول أن تحيطك بشباك
حبها وتوصد الأبواب عليك بأقفال ودها ، ومع ذلك فهي تغار عليك ، حتى من نسمة الهواء التي تداعب وجنتيك ، بل من قطرات الماء التي تلامس
شفتيك ، بل من كل ما يجذب ناظريك ، بل من كل ما تنظر إليه عينيك ، نعم هذا ماتعانيه لأجلك .. عذاب .. جحيم .. بكاء دموع ، ألم بلا حدود ، تلك هي
الغيرة تؤرق نومها ، وتقض مضجعها ، وتقتل الابتسامة على شفتيها ، وتزرع الحزن في عينيها ...
فيا أيها الزوج الكريم هل فكرت يوما بكل ما تتحمله زوجتك لكي تصون وتحافظ على حبك..؟
هل فكرت أن كل مايدفعها إلى ذلك هو لأنها تحبك جدا جدا وحريصة على بقاء هذا الحب..
فماذا تفعل أنت أيها الزوج لتبادلها كثير حبها لك..؟ أرجو منك أيها الزوج الكريم أن تفكر كم قصرت بحق زوجتك الحنون..
كم غضبت وثرت في وجهها لأتفه الأسباب.. كم وكم وكم... أنت أدرى بهذا الكم..
فرفقا رفقا عزيزي الزوج بذلك القلب الرقيق الرحيم الغيور الحنون ...
نعم .. أيها الزوج :
تتمنى الزوجة منك
*أن تلاطفها أثناء التعامل اليومي كلاما وعملا، أن تراعي مشاعرها فهي حساسة بطبعها، أن لا تغضب وتثور على كل صغيرة وكبيرة،
بل كن عطوفا رؤوفا معها.. وهذه الملاطفة والمداعبة والملاعبة عبادة تؤجر عليها إذا ما نويت بها وجه الله عز وجل.
أما سمعت يوم من الأيام عن نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يلاطف ويداعب أزواجه ويراعي شعورهن ..؟ أما قرأت في سيرته العطرة
الطاهرة كيف كان يجلس معهن ويقلب النظر إليهن ليُمتعهن ويتمتع بهن ..؟ وهو من ؟ إنه القائد الأعلى والزوج الأكمل ، إنه من كمل مع
زوجاته عليه الصلاة والسلام ، كيف لا ..؟ وهو القائل " كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو ولعب ، إلا أن يكون أربعة ، وذكر منها ملاعبة
الرجل امرأته " [ رواه النسائي وقال الألباني صحيح الإسناد ]
* لا تدع للمشاكل سبيلاً لبيتك.. وإذا واجهتك مشكلة في يوم من الأيام، لا تكبّر هذه المشكلة بل حاول أنت أن تصغرها أيا كان سبب هذه المشكلة..
لاتدع للشيطان سببا ليفرق بين قلبيكما ولو للحظات !
*إذا أخطأت بحقها أو أسأت إليها بقول أو فعل صغير أو كبير.. لا تتردد أبدا في الاعتذار منها ولا تؤجل اعتذارك أبدا.. لأنك إن لم تفعل هذا وتبادر
سرعا إليه.. فتأكد أن ما فعلته سيبقى يتراكم في قلبها يوما وراء يوم.. ومع مرور الوقت سينقص حبها لك بل قد يصل إلى كرهها لك.. هكذا طبيعة
قلب المرأة.. وبالنهاية ستكون أنت الخاسر..! لأنك خسرت القلب الوحيد الذي أحبك بكل صدق وطهارة وبراءة.. وكن متأكدا بأنك لن تجد له بديلا أبدا..
فلا تتأخر أو تتردد بالاعتذار إليها.. بل أصلا حاوال أن لا تخطئ بحقها..
* لا ترفع صوتك بالكلام معها.. كن رقيقا بالتعامل معها.. وإذا طلبت منها شيئاً فاطلبه برفق وأدب.. عوّد نفسك على هذا. فما أجمل بيت يعيش بهدوء
لا تسمع فيه صوت يرتفع أبدا.. كلامه كله هدوء وهمس وحب..!
* كن لها مصدر الحب والحنان والدفء..أجل كن رومنسيا معها طوال الوقت.. فما أجمل زوجين حبيبن عشيقين قلبهما يخفق بالحب والمودة.. بل
يذوبا حبا لبعضهما.. أجل كن كذلك ولا تخجل من كونك كذلك مع زوجتك، بل كن قدوة لغيرك فما أجمل تعاملكما بالحب والأدب والمودة مع بعضكما
دائما حتى أمام الناس.. وليعرف الكون بأسره مدى حبكما لبعضكما البعض.. ولم لا فهذا هو نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام لم يخجل من إظهار
مشاعر حبه اتجاه زوجاته وحبيباته عندما سُئل من أحب الناس إليه .. كونا زوجين مثاليين ودائما اسعى لذلك أيها الزوج.. لأنك إن كنت كذلك فإن
زوجتك الحنون ستصبح مثلك وأكتر من تلقاء نفسها.. ولكن إن كنت أنت المقصر فلا تلومنها أبدا..
أعرف ان الكثير هنا لايروق لهم ذلك .. ولكن الأعتراف بالحق فضيله.
فهذا هو السكن الناجح >>> وليزعل من يزعل !!
وللكلام بقية إن شاء الله .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المفضلات