لايعلم طول الزمان إلا الله عز وجل ولايعلم نهاية هذا الكون إلا خالقه سبحانه وتعالى ولكن كل شيء يصل إلى قمته قد حانت نهايته كالنملة تكبر وتنمو حتى يصير لها جنحان فتطير وتلك نهايتها فهناك حضارات وشعوب قد خلت بالرغم من قوتهم وشدتهم مثل قوم عاد وثمود وقوم فرعون في دورات هذه الدنيا فهي قرون وحقب زمنية متتابعة وشعوب قد بداءت من الصفر وشعوب أخرى قد بداءت من حيث إنتهى الآخرون وهكذا.
والكل يعلم أن هناك نهاية حتمية لهذا الكون وهذه الحياة الدنيا الفانية والإنتقال إلى الحياة الآخرة الباقية والتي علمها عند الله جل جلاله والكل يعرف بأن يوم القيامة آت لامحاله طال هذا الزم الزمن أم قصر وعلمه قد أخفاه الله لحكمة يعلمها ويحتفظ بها لنفسه جل وعلى وقد ذكر الله عز وجل في محكم كتابه علامات صغرى وعلامات كبرى لحدوث يوم الدين يوم القيامة يوم الحساب يوم الساعة ومايدريكا لعل الساعة قريب.
فمعظم العلامات الصغرى قد ظهرت في زمننا هذا إن لم تكن كلها فالمتأمل في وقتنا الحالي يجد تغيراً سريعاً ومذهلاً على كل الأصعده ففي الخمسين سنة الماضية فقط قد حصل تغير هائل في كل شيء في العلاقات الإنسانية في الإقتصاد في التجارة في المواصلات في الإتصالات في المساكن وفي كل شيء وبشكل يومي تشاهد تغير وتبدل منها الإيجابي واغلبها السلبي.
قبل خمسون سنة كانت الأسر مجتمعة ومترابطة في هذه الجزيرة العربية وكانت وسائل التنقل الجمال والبقال والخيول وال**** أجلكم الله واليوم تجد السيارات الفاخرة والطائرات والقطارات والسفن قد قربت المسافات ولكنها ساعدت على التباعد الأسري وخلطت الحابل بالنابل وتمزقت أواصر القربى ووشائج الحب والوئام وحل محلها التفرقة والحروب والخلافات والأمراض والحروب والفتن وأصبحت وسائل هذا التطور وسائل تدمير وقتل من السيارة إلى الطائرة .
فهل تعتقدون أن هذا العصر قد وصل إلى قمة الهرم ولم يتبقى له سواء السقوط والإنهيار إلى القاع كما سقطت الأمم والشعوب الغابرة أم هي نهاية الكون بأكمله والإنتقال إلى دار الآخره التي علمها عند الله وظهر الكثير من علاماتها وبذلك نكون نحن آخر الشعوب والحضارات؟
كتبها أخوكم الجائع والعطشان والنعسان أبو ناب ولكن بعد الإفطار يمكن أن تتغير الحال وتتبدل هذه النظرة للحياة.
وتقبلوا فائق تحياتي
المفضلات