[align=CENTER][table1="width:95%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
بناءاً على دعوة من الغالية لوليتا للمشاركة في فعالية القصة القصيرة وتحديا الإبداع ..
سأقدم هذه القصة بعنوان (قهوتي مرّة )
و سُأطلق سراحها هذه الليلة بعد أن ظلت حبيسة الأوراق و الدفاتر لأشهر
أتمنى أن تنال إعجابكم ..
*
*
قهوتي مرّة ..
في ذلك الصباح بدأت يومي بوضع قهوتي على النار ..
فليس من عادتي شرب القهوة صباحاً ، و لكن سهرتي ليلة البارحة كانت جميلة و متعبة في آن واحد ..
و لابد أن أستعيد نشاطي بفنجان قهوة مرّ لأن هناك يوم متعب في انتظاري ..
فقد دعتنا ليلة البارحة صدقتي ( مها ) لحضور حفلة استقبال أخيها ( بدر ) بعد عودته من رحلة غربة طويلة في تحصيل العلم ..
ليعود إلى وطنه و أهله بشهادة الدكتوراه ..
كان ( بدر ) شاب عُرف عنه الطموح الذي لا ينتهي و دماثة الخُلق و حب الجميع له ..
و كانت الفتيات كثيراً ما يتهامسن في جلساتهن الخاصة عنه و عن وسامته ، فقد كان فارس أحلام كل فتاة و لا أنكر أني واحدة منهن ..
و بينما نحن جالسات في صالة بيت ( مها ) نتجاذب أطراف الحديث و نبارك لها بهذه المناسبة السعيدة و إذا بإحداهن تنطق " أم بدر جت .. أم بدر جت "
لا شعورياً أخذت أرتب نفسي و أمسح على خصلة و أقدم الأخرى ..
سلمنا عليها جميعاً و أخذنا نبارك لها ..
كانت السعادة و الفرحة واضحة جداً على ملامح وجهها و تتحدث بكل فخر عن نجاح ( بدر ) و تحقيقه لحلمه و حلم والديه ، ومدى المشقة و التعب التي تكبدها في رحلته و عنائهم معه و أنهت حديثها هذا بقول : لم يبق له سوى العروس ..
و إذا بعينها تحتضن عيني وهي تنظر لي بتلك النظرة الماكرة !!
لا أعرف انتابني لحظتها شعور غريب ما بين الفرح و الخجل و الخوف .. ؟!
تساؤلات لا أجد لها جواباً ..
هل يا ترى تقصدني أنا بتلك النظرة .. ؟!
أما أنها جاءت صدفة لا أكثر .. ؟!
لا لا أظن أنها تقصدني بتلك النظرة فجميع الفتيات الحاضرات لا يقلن عني جمالاً و ثقافتاً و أخلاقا ..
و لا أظن أبداً أن تترك كل هؤلاء الفتيات و تختار لأبنها ( بدر ) حلم كل فتاة امرأة مثلي ..
( مُـطلـقـة ) ؟!
و لماذا لا .. ؟!
و هل سيرضى و يقبل مجتمعي أن ترتبط امرأة مطلقة بشاب لم يسبق له الزواج و مثل ( بدر ) لا أظن أبداً ..
رغم أنهم لا يعلمون جيداً ظرف طلاقي فالحكم دائماً في هذه الأمور ظاهرياً و أصابع الاتهام دائماً موجهه للمرأة و حدها ..
كانت مراسيم زواجي و خطبتي منه تمت بسرعة في غضون أسابيع ، لم تكن هناك فترة كافية ما بينهما لأتعرف عليه و على أخلاقه بشكل جيد ..
و كانت أول كلمة همسها في أذني عند الدخول : ( أنا رجلاً لي حياتي الخاصة التي تعودت عليها .. و لا أحب من أحد كأن من يكون التطفل على خصوصيتي .. !! )
كلام غريب ..!! لم أفهم في البداية مقصده و ضللت لفترة طويلة أحاول فك هذه الشفرة و مع الأيام أتضح لي كل شيء ..
لم يكن بيننا أي حوار و لا حتى جدل ..
كانت أفعال أمر يلقيها و علي التنفيذ ، اسأله و علي الإجابة
منزله كان فندق للنوم و الأكل و الراحة و أنا أمته التي تسهر لخدمته و تلبية حاجاته ، وقته أما خارج المنزل أو بين جدران مكتبه يجلس لساعات بعد أن يغلق الباب لأنه على حد قوله :
منهمك جداً في العمل و لا يريد من أحد إزعاجه ..!!
لم أكن كباقي الفتيات اللواتي خططن مع أزواجهن لسفر وقضاء شهر العسل في أي مكان من العالم سيكون ..؟؟
بل لا أذكر أني خرجت معه طول فترة زواجنا – الذي استمر قرابة العام – سوى مرتين ..
أحدهما لزيارة أخته في المستشفى و شراء بوكيه ورد و علبة شوكولاه ، والثانية لتجهيز من أجل العيد و أنا من ألحّ على فكرة العشاء خارج المنزل ..
لم أحتمل البقاء معه أكثر خصوصاً بعد ما عرفت بالمصادفة أنه ينغمس في داء العلاقات المحرمة
فيعرف أمل .. و هند .. وعبير .. و مرام .. و و و
هذه يحادثها لساعات في الهاتف و الأخرى يقابلها و الثالثة يدفع أموال طائلة من أجل أرضائها
و حين واجهته بالحقيقة .. رد ببرود فقال : تربطني بهن علاقات تجارية و أعمال ليست من شأنك ..!!
طلبت منه الطلاق و على الفور لبى الطلب ، لأنه تعود عليها تلك الحياة السقيمة ، و أنا لست إلا شيء دخيل عكر عليه صفو حياته ..
عدت إلى منزل أهلي ، فاستقبلوني استقبال لا بأس به ..
أخي يتكلم غاضباً : " و الله أنه رجال عنده خير بس أنت ما يبين بعينك .. "
و أمي تهاجمني : " أنت على ايش شايفه حالك .."
و أبي الذي أستقل ذلك الكرسي المتحرك أكتفى بالصمت ..
و بتلك النظرة التي قرأت فيها الحزن و الألم ، فلم يتوقع أن ابنته سوف تعود له يوماً تحمل مع حقائبها لقب ( مطلقة )
تسقط دمعه حين تُستعرض تلك الذكريات أمامي من واقع مؤلم
و سرعان ما ترتسم ابتسامة على شفاهي حين ألمح تلك النظرة الماكرة تمر من أمامي كالطيف ..
زحام في داخلي و تساؤلات ..
أيعقل أن تنتشلني تلك النظرة الماكرة من واقع مؤلم إلى حلم وردي جميل ..؟؟
و لم أفق من رحلتي هذه مابين ماضي و حلم ، أمل و ألم إلا و تنسكب قهوتي على النار ..
فأخذت أضيف عليها ملعقة سكر تلو الأخرى و مازالت أمام عيني تلك النظرة بتساؤلاتها و حلمها تمرّ ألف مرة ومرة ..
و حين وضعت شفاهي على حافة الفنجان أدركت أن ..
( قهوتي مرّه ) .
*
*
كانت إطلالة صغيرة من وسط الزحام
وربما عودة ..
للإنقياء فقط حدائق جوري
أهداااب ..
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات