لا زلت أتذكر ذلك المشهد من المسلسل الكويتي ((درب الزلق))
حين تأتي ((أم سعد)) لولدها ((حسينوه)) وتعطيه صك ملكية البيت وبشت والده للذهاب بهما إلى لجنة تثمين البيوت
فيستلم ((حسينوه)) الصك والبشت وينفض البشت ليقول :
" مات وما ورث الا هالبشت ، هم زين مات الله يرحمه وإلا كان يفشل "
كنا نضحك بملئ أفواهنا ... حتى تؤلمنا بطوننا ...
لأن هدفنا الوحيد وقتها .. كان البحث عما يضحكنا ..
ولكن حدثت أمور اليوم .. ذكرتني جليا بذلك المشهد المضحك المبكي ..
إن هناك أناسا يعيشون بين ظهرانينا اليوم يستحون من أن يرى أصحابهم أو أصدقاؤهم .. آباءهم !!
بالفعل .. عشنا وشفنا ... زمان يأتي فيه الولد .. ليرى أن أباه " يفشِّل"
فمن شاب يطلب من أبيه الا يجلس في الديوانية إذا زاره أصدقاؤه ...!
ومن شابة تطلب من أبيها ألا يأتيها إلى المدرسة وأن يبعث أحد إخوانها ..!
ألا يعلم ذلك الشاب .. وتلك الشابة ..
أنه يجب عليه لزاما أن يفتخر بأبيه .. ؟!
ألا يعلم أنه باحترامه لأبيه فإنه يكسب احترام الآخرين ...؟!
ألا يعلم كم بذل ذلك الأب من الغالي والنفيس من أجل أن يسعده ..؟!
ألا يعلم كم سهرت عينه ... على راحة أبنائه ؟!
رأيت مرة إحدى زميلات العمل ... مسرعة تقول لصاحبتها .. " أبوي ينطرني تحت "
ووافق خروج تلك الزميلة خروجي أنا أيضا من مقر عملي .. فإذا بذلك الشايب الكبير في السن .. رث الملابس ... يقود وانيت قديم .. وإذا بتلك الزميلة تأتي وتسلم على أبيها ... وتركب معه في تلك السيارة ... غير آبهة لكلام الناس ...
الحقيقة .. أنها كسبت احترامي .. وبالتأكيد كسبت احترام كل من رآها ..
فشتان بيها وبين الصنف الذي ذكرته .. في بداية كلامي ...!!
يجب علينا جميعا أن نفخر بآبائنا .. لمجرد أنهم آباؤنا ... بغض النظر عن لبسهم .. وسياراتهم .. وطريقة أكلهم ...
فبهم .. نرفع رؤوسنا ...
وبهم .. يعرفنا الناس ..
وما نحن بدونهم إلا نكرات .. لا يعرفنا أحد ...
اللهم ارحمنا .. وارحم آباءنا... وأمهاتنا ...
المفضلات