عن أم العلاء قالت : عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة ، فقال :
" أبشري يا أم العلاء ، فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة " .
أختي المسلمة ..:
حتما سوف تتعرضين في هذه الدنيا إلى البلاء ، الذي قد يكون في نفسك ، أو في زوجك ، أوفي ولدك إلى
غير هؤلاء من عشيرة المرء وقومه .
وهنا يظهر مقدار الإيمان الذي لديك ، فإن الله أنزل بك البلاء لكي يختبر إيمانك ، هل ستصبرين أم
تسخطين ؟ ، ولا ترضين بقضاء الله !!
وهذه الوصية التي بين يديك الآن ، يقف النبي صلى الله عليه وسلم ناصحا لأم العلاء ـ رضي الله عنها ـ
مبينا لها أن المؤمن إنما يبتليه ربه لكي يمحصه من الخطايا والذنوب .
وعندما تتأملين في كتاب الله سوف تجدين أن الذي ينتفع بالآيات والعظات والعبر إنما هم أهل الصبر ،
كما قال عز وجل :
{ ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام * إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره
إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور } .
وسوف تجدين أن الله أثني على أهل الصبر ومدحهم به ، فقال :
{ والصابرين في البأسآء والضرآء وحين
البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } .
وسوف تعرفين أن أهل الصبر هم أهل محبة الله ، كما قال عز وجل :
{ والله يحب الصابرين } .
وستجدين أن الله يجزي أهل الصبر بأحسن أعمالهم ، بل ويزيدهم ، فيجزيهم أجرهم بغير حساب ، كما قال
تبارك وتعالى:
{ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } .
سوف تدركين أن الفوز في يوم القيامة ، والنجاة من النار ، سيكون لأهل الصبر ، كما قال جل ثناؤه :
{ والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } .
نعم أختي المسلمة كل هذا الجزاء ، وذلك الثواب لأهل الصبر على البلاء ، ولم لا ؟!! والمؤمن دائما حاله في خير .
فعن صهيب ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كل خير ، إن أصابته سرآء شكر ، فكان خيرا له ، وإن أصابته ضرآء صبر فكان خيرا له " ..
ولابد لك أيتها الأخت المؤمنة أن تعلمي أن الله يختبرك بقدر ما لديك من إيمان ، فإن كان إيمانك
عظيم القدر ، شدد الله عليك في البلاء وإن كان في دينك الضعف خفف عليك في البلاء ، استمعي :
عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ قال : قلت يارسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال :
" الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلبا إشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي
على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض ، وما عليه خطيئة " ..
وعندما تتسائلين ولم لا يعافى المؤمن لفضله عند ربه ؟
قول : إن ربنا ـ تبارك وتعالى ـ أراد أن ينقى المؤمن من معاصيه ، ومن آثامه ، وذنوبه ، فلم تقض
حسناته بهذا ، فابتلاه ربه حتى يطهره ، وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لأم العلاء ، ولعبد
الله بن مسعود ، فلقد قال عبدالله بن مسعود : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك ،
فقلت : يا رسول الله ! إنك لتوعك وعكا شديدا !!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم " .
قال : فقلت : ذلك أن لك أجرين ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجل " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم
يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته ، كما تحط الشجرة ورقها " .
وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة ـ رضي الله عنهما ـ أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
ما يصيب المؤمن من وصب ، ولا نصب ، ولا سقم ، ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته " .
نعم أخواتي ..
فالصبر على المرض ، وحبس النفس عن الجزع والتسخط ، وحبس اللسان عن الشكوى ، هم زاد المؤمن في رحلته
الدنيوية . ولهذا كان الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولا إيمان لمن لا صبر له ، كما أنه لا
جسد لمن لا رأس له . ولذا كان ينبغي لك ايتها الأخت المؤمنة أن تحتسبي عند المرض ، وتكتمي ما نزل بك
من بلاء .
فهيا أخيتي ..
جددي إيمانك بقول لا إله إلا الله ، واحتسبي بلائك عند الله
وإياك أن تقولي لأمر قضاه الله ليته لم يكن .
وما التوفيق إلا من عند الله .
(من كتاب 50 وصية من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء )
المفضلات