هذه القصيدة للشاعر احمد بن عطية الجبري الغامدي رحمه الله .. وهي محاورة بين الجمل والطرنبيل
يعني السيارة .. والطرنبيل هو اسمها في بلاد الشام والاردن وفلسطين في ذاك الوقت ..
والشاعر رحمه الله ذهب من قبيلته بالشهم من غامد لطلب الرزق .. وتعرف على بعض اشراف مكة
اصحاب حكم الحجاز في ذلك الوقت ثم انتقل مع احدهم الى الاردن وعمل في جيش الهجانة وفي جيش
الدبابات وتنقل بين عدة جهات عسكرية .. وكان شاعر قوي يحبه شريف الاردن في ذلك الوقت ويجلسه عنده ويطلب منه مقارعة الشعراء ومحاورتهم .. وكان شعره يميل الى المشاكسة والسخرية من الاوضاع والهجاء وذم الناس .. والعزل الفاضح احيانا ..وكان ايضا يشوبه بعض الحزن والتحسر والتوجد وذكر قبيلته التي فارقها ويتمنا دائما انه لم يخرج منها .. كما ان عناده وكثرة هجاءه سببت له السجن عدة مرات وحصلت له ظروف كثيره منها اصابته بالملاريا ومعايرة بعض ابناء قبيلته له بانه حلق لحيته بسبب الانظمة العسكرية التي توجب ان يحلق العسكر لحاهم .. ويقولولون له حلقوك لحيتك ؟؟ ..وكان حلق اللحية يعتبر في قبيلته من مناقص الرجوله ونمى هذا عندهم من كرههم للاتراك الذين قاتلوهم سنين طويلة لان الاتراك كانوا يحلقون لحاهم .. وكذلك اعتناق قبيلته للدعوة السلفية الوهابية
توفي هذا الشاعر في الاردن قيل قتل في معركة في فلسطين وقيل بسبب الملاريا .. وكان يتمنى ان يموت في مضارب قبيلته بالشهم .. وامر شريف مكة بان يطبع ديوان تجمع فيه جميع قصائده .. ووضعت على الصفحة الاولى منه صورته باللباس العسكري الاردني وكانت وفاته تقريبا في نهاية النصف الاول من القرن الهجري الماضي ولا يزال بعض ابنائه واحفاده في الاردن وبعضهم في السعودية
عموما قصيدته هذه له قصة .. وهي انه كان يقود (طرنبيل عسكري) في الصحراء الاردنية مابين (الرمثا) و(اربد) في فصل الشتاء .. وحصل ان غرز الطرنبيل !! وحاول اخراجه ولكنه فشل !! .. فتذكر عندما كان في الهجانة على الابل وانها افضل من الطرنبيلات .. وقال هذه القصيدة الساخرة .. وهي عبارة عن محاكمة كان هو القاضي فيها .. والخصمين هما الطرنبيل الجمل !!
اليكم القصيدة ..
طبعا القصيده كان فيها العديد من الأخطاء اللغوية وكسر الوزن إضطررت إلى إصلاحها حسب حفظي للقصيده ...... أرجو أن تنال إعجابكم
طاب المثل والفـن بيـن الفريقيـن خصمين متعاديين صعبيـن صلفيـن
قاموا الدعاوي والطلب بينهـم بيـن والكل منهـم لـه مقاصـد وشانـي
قلت اسمعوا قـدام نشـر الدعـاوي الكل منكـم طالـب الحـق نـاوي
واللي يريـد الحـق ماهـو بغـاوي هذي عوايـد ماضيـه مـن زمانـي
ياجواد لـولا الحـق بيـن العبـادي كان الضعيف مـع القوييـن غـادي
قالوا صدقت وقلـت هـذا المـرادي مير اذكروني بيـن قاصـي ودانـي
سألتهـم قــدام ينـشـر طلبـهـم اقصى مرادي ودي اعرف حسبهـم
ضحكوا وقمت اطعـن بقلـة ادبهـم قلت اسكتـوا لاتحسبونـي هدانـي
تلافتـوا فـي بعضهـم وارجهنـوا وبطلـوا بالضحـك حـالا وكنّـوا
ولما انثنوا للحق عندي تثنوا قالوا لـي ماانتـه جاهـلٍ للمعانـي
انت الذي تعـرف جميـع التدابيـر وحنا الذي بيـن الخلايـق مشاهيـر
ياما قطعنـا مـن بعيـد المشاويـر وياما طرحنا بالطلب سحـل جانـي
عرفتهم بالرمز مـن غيـر تظليـل قلت الجمل هـذا وهـذا الطرنبيـل
قـدام نشـر الحـق ودي معاديـل الحـق مايظهـر بلـيـا ضمـانـي
قال الطرنبيل الـذي جـاك مـاذون انا ضماني فـي يـدك الدركسـون
اقعد على الكرسي وخليـك مامـون يا سـرع ماوديـك دار الامانـي
قال الجمـل لابـاس ربـي كفيلـي على طريـق الخيـر دايـم دليلـي
الصبـر مفتـاح الفـرج والجميلـي انـا مسلمـك الرسـن والبطـانـي
قلت ادعـوا وانـا قبلـت الكفالـه ومـن الـذي يقـدم ونسمـع مقالـه
قـال الجمـل خلـه يقـدم لحالـه يحتـج واناقاعـد فــي مكـانـي
قال الطرنبيل اسمع ان كنت قاضـي انااتقـدم مـا عـلـيّ اعتـراضـي
الاوله وجهي مـن النـور ياضـي وامشي على ضوّ(ن) بعيد وداني
والثانيـه لنـي برحـت المـنـازل اجيب عشر ايام فـي يـوم واصـل
حملـي يحمّـل لـه ثلاثيـن بـازل وابعدك عـن دار الشقـا والهوانـي
لو انـك تحملنـي ثلاثيـن قنطـار اشيلهـا وابـدل الــدار بـديـار
وليا مضيت الدرب ماضي وجبـار ولو هو يرافقنـي جـمـل مايضـانـي
اقسمت لـولا الحكـم بيـد الشفيـري اني مااخلي فـي طريقـي بعيـري
لااكسره واجعـل عظامـه نثيـري يغدي فريسـه للرخـم والحصانـي
لا بالله الا قام حظي على الهرش طالع لوجـه غـاديٍ كنـه الكـرش
براطمه متجرحـات مـن الحـرش خسران وانا اللي كسبـت الرهانـي
المختـرع رجـال عاقـل رشيـدي لمـا صنعنـي بالفبـارك جـديـدي
خلقت من فـولاذ صافـي حديـدي يا سعيـد من هو جابني واشتـرانـي
ياقاضي انـا مابقـي لـي كلامـي هـذي توالـي حجتـي بالتمـامـي
أوصيك بالانصـاف يابـن الكرامـي والكذب مايعـرف يصوغـه لسانـي
قـال الجمـل ياقاضـي الله يديمـك كم مـرة بالدهـر فكيـت ضيمـك
تـرا المثـل قايـل قديمـك نديمـك لو الجديـد اغنـاك والكـل فانـي
هذا الطرنبيل الـذي شفـت دعـواه حيـن افتخـر في قوتـه والله اغـواه
تبع طريق ابليـس مثلـه وشـرواه يوم افتخر حرمـت عليـه الجنانـي
انا شفـوق انـا سنـد كـل عامـل أطاوع الايتـام حـتـى الارامــل
انا الـذي شـدت علـيّ المحامـل ارافـق الحـجـاج والله دعـانـي
عندي الحقيقه قبل ماشـوف زولـه البـل عطايـا الله تـودي الحمولـه
قـدام لايظهـر بعرضـه وطولـه أمشي براحه في سـرور وتهانـي
البـل عطايـا الله اذا سلـت عنهـا عنـد البـداوى مايـقـدر ثمنـهـا
حلايـب الخطـار حـلـوٍ لبنـهـا جادت به المجموع مثـل الجمانـي
لا ياطرنبيـل الفشـل ويـن باغـي لحمك من الكاوشك عظمك براغـي
قدام ما حطـوا عليـك الصباغـي دقـوك بيـن المطرقـه والسدانـي
ماتذكر انك يموم تمشي على اللين ماتفطن الا وانت غارز بها الطيـن
ياسرعة السواق فـي سبـة الديـن وان كان من حالـه يطبـه جنانـي
عند الحقيقه حـالة السايق اقشر اوقات في تغريـز واوقات بنشـر
اكل الهوا لا شاف قيـرك تكسـر يقعدعلـى جنبـك يعـض البنانـي
ذكرنـي الله بالكتـب قبـل تنشـاف وانا على اصحابي عطوف وميـلاف
وان كان عند الغامدي حق وانصـاف يقدرالخالـق علـى كــل فـانـي
ان كان ربك عبـد صانـع وبيطـار اصلك خلق من نار واخـرك للنـار
انـا الهـي مالـك الملـك سـتـار ربي عظيم وخالـق انـس وجانـي
مالـي ومـال مبيحات السـدودي مادام ذكـري مثـل عـد النقـودي
هذي حججنـا ياعريـب الجـدودي لابد راعـي الـزود عنـدك يبانـي
قلت اسكتوا والعلـم منكـم سمعنـاه ولا واحد(ن) منكـم يغير لمعنـاه
كـم واحـدٍ جانـا وحقـه قطعنـاه ومانحوجـه يمشي لرجـال ثانـي
اسمع كلامـي ياجمـل ودي اقـول ترا كلامي يا احمر العيـن معقـول
في ذمة القاضي ترا الحـق منقـول لازم نقـسـم حقـكـم بالـوزانـي
هذا الطرنبيـل الـذي جـاك رايـد اذا مشى درب السهل عنـك زايـد
وان رافق الطابـور منـه الفوايـد ان كـان مايطلـع شفيـره جبانـي
لاباس يا طلـق الذراعيـن لابـاس انت الجمل صادق وعلمك على ساس
ياخلقة المولى كلامك على الـراس حقـك علينـا مثـل حـد السنانـي
انت الجمل صادق وعلمك على طيب كم ليلةٍ سـودا ستـرت المعازيـب
ياما تصافقنـا علـى شمّـخ النيـب نهارك ابيض يـوم قطـع العوانـي
كلامكـم عنـدي مسجـل ومفهـوم والحق يظهـر ياغريميـن مقسـوم
اما الفضيلـه للجمـل دايـم الـدوم هـذا الصحيـح وبالله المستعـانـي
وجهي عليكـم تتركـون الطلايـب تسامحوا عنـدي وصيـروا حبايـب
قالوا صدقت وعلمك اليـوم صايـب نمشي رفاقه بيـن مبغـض وشانـي
هذا وصلـوا ع النبـي عـد مامـر الحبر بالاوراق والعشب الاخضـر
واعداد وبل الغيث والنجـم الازهـر وما حدا الحادي بصـوتٍ شجانـي
المفضلات