نقاش قرأته ذات يوم بين عربي وآخر غربي (لست أدري من أي جنسية هو) حول ماهية العرب والغرب ..
مقطع بسيط في جملته كبير في معناه حين قال الغربي للعربي: أنا أوافقك الرأي ان العرب كانوا أسياد الأرض وسيبقون كذلك حين يذهب الآخرون الى القمر..
تذكرت الأستاذ محمد الشحنه الذي كان يدرسنا المحفوظات ، وكم كان انفعاله الذي أراه باديا على وجهه وهو يشرح أنشودة "بلاد العرب أوطاني".. وكأني به ولسان حاله يقول "هذا كان زمان" أما اليوم وبكل أسف فالعرب لايطيقون بعض !!
وفي مصارحة لتقييم الذات ... حري بنا في الوطن العربي أن نطرح سؤالا مختصرا مؤداه (لماذا نكره بعضنا؟) ذلك أجدى من إيهام بعضنا البعض طوال هذه العقود بالحب المصطنع والاحترام المتبادل، ولعله يمكننا من وضع اليد على الجرح في خطوة بناءة نحو ترميم البيت العربي والذي لن يكون على النحو المأمول ما لم تكن المصالحة قائمة على المصارحة، وإلا سوف نتمادى في تصنيف بعضنا البعض شعوبا رجعية وتقدمية، أغنياء بالخطأ وفقراء بالقدر.
لماذا نكره بعضنا؟ سؤال ملح ينبغي على أفراد هذا الجيل الإجابة عليه قبل أن يكرر أبناء الجيل التالي السؤال نفسه دون العثور على إجابة مقنعة، فإن قدر الله لنا الإجابة عليه .. فإن من شأن ذلك أن يتيح المجال ويفتح الباب على مصراعيه لردم الهوة العميقة بين الشعوب العربية من الرباط حتى مسقط.
نحتاج في ذلك إلى الشجاعة والعلن في المكاشفة وإلا سوف نتمادى في ترديد ذات السؤال والإجابة عليه في سرائر نفوسنا فقط نعيش الاحتقان والقهر السياسي نوهم بعضنا الآخر بحب (ممكيج) تفضحه وتعمل على تعريته الأحداث في الشارع العربي بدءا من دخول المطار وانتهاء بوداع المطار وحتى حال العودة يزداد كشف المستور من خلال كثير من الفضائيات العربية يوجه فيها العربي التهمة تلو التهمة لأخيه العربي.
وقبل القفز إلى قمة الهرم العربي، وتحميل الهرم جل مآسي الأمة فإن الواجب يقتضي تشخيص سلوكيات القاعدة العريضة من أبناء الوطن العربي أولا للتساؤل عن سر الفجوة الشاسعة بين الشعوب والسبب في عدم شيوع الإيثار والتضحية والمساندة وكل المبادئ التي تحث على التكافل العربي، تلك المبادئ التي نعمل على طمسها من الخارطة العربية يوما إثر يوم حتى وصل الأمر بنا مع شديد الألم أن نجعل من الدم العربي طاهرا نقيا في مكان وزمان بعينهما، ويكفينا أن ننحو باللائمة دائما وأبدا على بعضنا البعض يمارس زيد فينا إسقاط العيوب على عبيد، ويكفينا تبرير الفرقة والتشرذم بالآخر فقد سئم حتى الآخر تناحرنا وبات الواقع مزريا لا يسعد الصديق ولا يضر العدو.
لا أدعي في هذا السياق أن تعاضدنا من المحيط إلى الخليج سوف يتيح لنا غزو الفضاء مثلا أو مقارعة الغرب في الوقت الراهن، بل رميت إلى أن هذا التكافل من شأنه أن يكون أساسا متينا للبيت العربي يجعل من هذا البيت عصيا على كل متربص بهذا الكيان، ومنطلقا للتحرر من نقطة الثبات التي توقفنا عندها كثيرا حتى أضحى الإحباط سمة مميزة للشخصية العربية.
فمن غير المعقول ونحن أخوة الدين والدم واللغة أن نتباهى بالعمل العربي المشترك في حين يسود الجو التنافر والتناحر بين الأقرباء، فالألفة مسؤوليتنا جميعا وعار علينا تنمية نزعة الكراهية واستيراد تلك الألفة التي تمثل مرتكزا لعقيدتنا وعروبتنا،
أما إن توالى مسلسل (المكيجة) وتقمص الأدوار فإن أطفالنا سوف يكتشفون يوما لا محالة لحظة سقوط الأقنعة أن عناق أجدادهم كان عناقا باردا ينم عن المرارة ولا يمت للواقع بصلة.
ألأن و بعد أن قرأت كل ما كتبت لك عرب ... عروبه...إلخ... أسألك من جديد ( لماذا يكره العرب العرب؟)...أنا سأجيب... ذلك لأنهم يعتزون بعروبيتهم فكرهوا بعضهم بعضا و كان من الأجدر بهم أن يتذكروا...
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا إبتغينا العزة بغيره (((((( أذلنا الله )))))).....
المفضلات