[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



عندما نرغب بالكتابة أو الحديث أو التفكير بموضوع التضامن العربي يتطلب ذلك الكثير من الجهد والعناء و الأوجاع التي تصاحب ذلك المقال ..
ولأني أؤمن بمقولة بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدانِ ومن نجدٍ الى يمنٍ الى مصر فتطوانِ... لذلك يعتبر الواقع حالياً معضلة في سبيل تحقيق تلك المقولة الشهيرة
فلا بلاد العرب أوطاني ولم تعد مهد أحلامي ولا موطن آمالي ...

و الواقع الذي ينبغي علينا معرفته من خلال تعاقب العقود والتغيرات الايدلوجية العربية هو واقع
يرمي بالهوية العربية في محيط من تناقضات ..
ففي قضية التضامن العربي لم نعد نرى سوى تحالفات وعلى سبيل المثال لا الحصر نرى :
لبنان أكثر التصاقاً بفرنسا رغم كراهية لبنان للعدو الصهيوني إلا أن التصاقه مع فرنسا لا ينسجم مع متطلبات المرحلة .. وهو أكثر قوة من انسجامه مع مصر مثلاً

أما مصر فهي أكثر تضامناً مع اسرائيل و تتحالف معها أكثر مما تتضامن مع بقية الدول العربية
اللواتي من المفترض أن تكون دولاً شقيقة لمصر .. ولكن ذلك التضامن مع اسرائيل يثير
الفكر الكامد في الدماغ ..فهو الأكثر غرابة على الاطلاق

أما العراق نلاحظ أنه أكثر تضامناً مع ايران بدلاً من الكويت التي من المفترض كذلك أنها
دولة شقيقة و عربية إنه تضامن يثير الاستغراب اضافة لما سبق..

كما يمكننا إضافة الى القائمة ليبيا التي تقوم على تفعيل تضامنها مع الأفارقة و
الطليان أكثر من بقية شقيقاتها الدول العربية ...

أما سوريا فهي دولة متضامنة مع تركيا أكثر من تضامنها مع دول المغرب الشقيق ...
أما دول المغرب العربي فلا نرى لها تضامناً مع اي مما سبق ذكره وكأن المغرب العربي خارج السرب العربي ..
لست أرغب بسرد بقية الدول العربية التي تشيد لتضامنها مع أطراف غير عربية فهي كثيرة ومعلومة لعقولنا ولعقولكم ..

وختاماً يمكننا القول بأن الأواصر و الروابط القومية و الدينية و اللغة والتاريخ و الحضارة
التي كانت تعد هي المرتكز الأول في العلاقات و التضامن العربي - العربي انتهت و أضحت خيانة الذات هي الرغبة الملحّة و الهدف المنشود وكلٌ يغني على ليلاه ,,
أما بلاد العرب أوطاني فتلك مقولة لم تعد صالحة لهذا الآوان فالصفيح يشتد حرارة وأما نحن
كشعوب عربية مالنا سوى التغني على الأطلال يافؤادي لا تسل أين وطني العربي ..
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]