أن عقائد الانسان وتصديقاته هي الاساس في توجهاته الفرديه والاجتماعيه وهي التي تحدد شاكلته.
يقول تعالي ( قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا)
ان اولئك الذين اذانهم عن سماع الحق صماء والسنتهم خرساء ولايستثمرون عقولهم لادراك الحقائق سيكون مصيرهم
الخسران والهوان. ان على الانسان ان يتحقق من اراء الاخرين ويرفضها اذا لم تكن مدعمة بالادلة والبراهين العقلية لان تقليد
الاخرين لايكسب الانسان علم بل يجعله كالكربون الناسخ ينسخ افكارهم ويجمد فكره يقول تعالي (ولاتقف ما ليس لك به علم)
أن تفكير ساعة خير من قيام ليلة فل نتدبر في حياة الاقوام الاخرين وكيف اهلكهم الله لظلمهم واستبدادهم واستحلال
الحرم , لابد للانسان ان يستقل هذا العقل وان يوجهه بالطريقه الصحيحه ليتثبت من الارى بدل ان ينسخها كما هي
بذاكرته يقول رسول الله ( لاتكونوا امعة تقولون : أن احسن الناس احسنا وان ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا انفسكم : ان احسن
الناس أن تحسون وان اساءوا ان لا تظلموا ). أن الدين الاسلامي يبين الطريق والصراط المستقيم للانسان اما
العقل فدوره هي الدلالة على ذلك الطريق والصراط المستقيم , فان عقل بلا دين لا يستطيع ان يدرك الطريق
المستقيم و طريق مستقيم بلا دين فانه لا يستطيع ان يدرك ذلك الطريق فيتوه . فحري بمن يملك الدين والعقل ان يكون
اكثر ادراك ووعي من من يملك العقل دون الدين وان كان امتلاك العقل وحده قادر على الوصول الى الدين ومن
ثم الطريق المستقيم . وعجبي من حال ابناء هذه الامة العظيمه الثريه بهذه العلوم ان تكون افقر ما تكون بجهلها لكل
هذه العلوم وان يسود بمجتمعاتها هذا الانحلال والفساد والظلم على ابنائها واشبه ما تكون بقطيع يساق وقد انقاد
صاغرا لانه حرم من العقل الذي منحه اياه رب العالمين و رضي لنفسه بذاكره للنسخ فقط محدده من التعليمات والعلوم
لينسخ بفكره اراى الاخرين .
تركي ابن ثنيان
المفضلات