[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
تغزو التكنولوجيا حياتنا يوماً وراء يوم و دائماً هي في تطور متلاحق وكأن التطور ماراثون
و نحن كشعوب مستهلكة كبقية الشعوب نمتلك أدوات الحضارة بكل وظائفها المنتجة
من أجل تأديتها.
فلا أظن أن هناك بيتاً اليوم لا يمتلك تلفزيون و دش و ريسيفر ديجيتال ، كما لا أتوقع
أن هناك بيتاً يخلو من الغسالة الاوتوماتيك.. و المكيف و...
كما لا أتخيل أن هناك افراداً لا يستخدمون اجهزة الجوال و الانترنيت و الهاتف الرقمي و غيرهم.
جيل أبائنا وأمهاتنا كان يعيش الحلم لجهة وجود هذه التكنولوجيا المتطورة ، أما جيلنا
الحالي فيرى أن التكنولوجيا بكل مخترعاتها وتقنياتها هي العمود الفقري لاستمرارية
الحياة وبدونها نشعر بأن عقولنا قد توقفت و مشاعرنا قد تحنطت و قدراتنا قد تلاشت..
مع أني و كوجهة نظر فردية أرى أن تلك الأدوات المتطورة جداً قد سلبت منا الروح و الابداع
و الخلق و التطوير ..فكل شيء بات كالجهاز الالكتروني يعمل بالضغط على زر التشغيل
و يتوقف لدى الضغط عليه مرة أخرى
حتى مشاعرنا أصابها الكسل فلا هي قادرة على اختراق الحدود و أما الخيال فقد أضحى
كسيحاً أمام مبتكرات التقنية المتحضرة التي جعلت من الإنسان و الآلة أنموذج واحد لا ينفصلان.
أين هي تلك الأيام الماضية ، التي نسمع عنها من خلال حكايات الجد و الجدة و الأم و الأب
أين نبع الماء و أين ( الجرة الفخارية ) أين الحطب وأين الطهي على الجمر المتوقد
أين الهواء غير الملوث وأين هي الببيئة العربية الحقيقية.
لدينا حنين لكته يتوارى بين ضروريات العصر و عشق الطبيعة ..
فمن منا لا يشتاق لرائحة اللحم يشوى على الجمر ومن منا لا يشتاق إلى
استبدال الايميل بالورقة تلك الورقات التي رسمنا عليها ذات يوم أحلى الأحلام
وكتبنا أغلى الامنيات بينما اليوم تغزو أحلامنا شركات الهوتميل بوسائل
تترجم العواطف و المشاعر والأحاسيس باللغة الرقمية الخوارزمية لا أكثر..
همسة أخيرة قبل الخروج ..
من منكم يستطيع مساعدتي للخروج من كهف الملل والكآبة لأعود كما خلقني ربي
أمضي بقية عمري على الفطرة البشرية فإني أحن الى
قهوة و خبز و تنور أمــي
وينابيع الماء في قريتي ..
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات